منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 20 Apr 2018, 06:41 AM
أبو همام عبد القادر حري أبو همام عبد القادر حري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 102
افتراضي ما يدخل في النميمة وما لا يدخل فيها .

بسم الله الرحمن الرحيم

[ما يدخل في النميمة ومالا يدخل فيها ]

الحمد لله والصلاة والسَّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه:

النَّمِيمَة: نَقْلُ كَلَامِ النَّاسِ بِقَصْدِ الْفَسَادِ وَالشَّرِّ. [عون المعبود (ج 1 / ص 25)]

[أ]- عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ - رضي الله عنها - قَالَتْ: سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (" أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخِيَارِكُمْ؟ " , قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ , قَالَ: " خِيَارُكُمْ الَّذِينَ إِذَا رُؤُوا ذُكِرَ اللهُ - عز وجل -) (أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟ " , قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ) (قَالَ: " الْمَشَّاءُونَ بِالنَّمِيمَةِ , الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ , الْبَاغُونَ لِلْبُرَآءِ الْعَنَتَ ) [الصَّحِيحَة: 2849 , صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 2658].

الفرق بين النَّميمة والشهادة :

1- الشهادة لمعالجة الخصومة الواقعة , وليست كالنميمة التي توقد الخصومات ابتداءً وتفسد المودّات قال ابن الأثير [النهاية (ج 4 / ص 206)]مبيِّناً معنى النَّميمة هي إيقاع الخُصومة بين النَّاس بما يُحْكَى للبعض عن البعض.

2- النميمةُ إفسادٌ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ .أمّا الشهادة بالحقِّ بين المتخاصمين لنصرة المحقِّ على المبطل .

3- النَّميمةُ تنقيبٌ عن عيوبِ الأبرياءِ وإذاعتها .والشهادةُ إدلاءُ المرء بما يَعرفه من وقائع الخصومة. فالذي تُكُلِّم فيه ليس بريئاً مما قيل فيه ,والكلام لإدانة الظالم لعلَّه يرجعُ ,ولنصرةِ المظلوم ورفع الظلمِ عنه.

[ب]- أخرج البخاري في صحيحه , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مَسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ، آثَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُنَاسًا فِي القِسْمَةِ، فَأَعْطَى الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ، وَأَعْطَى عُيَيْنَةَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَأَعْطَى أُنَاسًا مِنْ أَشْرَافِ العَرَبِ فَآثَرَهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي القِسْمَةِ، قَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ إِنَّ هَذِهِ القِسْمَةَ مَا عُدِلَ فِيهَا، وَمَا أُرِيدَ بِهَا وَجْهُ اللَّهِ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأُخْبِرَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَيْتُهُ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: «فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، رَحِمَ اللَّهُ مُوسَى قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ».

قال ابنُ بطال: (في هذا الحديثِ من الفقهِ أنه يجوزُ للرَّجل أن يخبرَ أهل الفضل والسِّتر من إخوانهِ بما يقالُ فيهم ممَّا لا يليقُ بهم، ليعرفهم بذلك من يُؤذيهم من النَّاس وينتقصُهم، ولا حرج عليه في مقابلتِهِ بذلك وتبليغه له. وليس ذلك من باب النَّميمة؛ لأن ابن مسعودٍ حين أخبر النبيَّ عليه السلام بقول الأنصاري فيه وتجويرِهِ له في القِّسمة، لم يقل له: أتيتَ بما لايجوز، ونمَمتَ الأنصاري والنَّميمة حرام، بل رضي ذلك عليه السلام، وجاوبهُ عليه بقوله: ((يرحم الله موسى...)).
(شرح صحيح البخاري لابن بطال ،ج9ص252_مكتبة الرشد)

من كلام ابن بطال:

1- إخبار أهل الفضل بما يقوله فيهم من ينتقصهم ليس من النَّميمة .
2 – إقرار النبيِّ صلى الله عليه وسلم نقلَ الكلام بدون إنكارٍ أكبرُ دليلٍ على
أنَّ هذا الفعلَ ليس بنميمةٍ .

- قال ابن الملقّن : (أما إذا كان فعلها نصيحةً في ترك مفسدةٍ أو دفع ضررٍ، وإيصال خيرٍ يتعلق بالغير لم تكن محرَّمة ولا مكروهةً، بل قد تكون واجبةً أو مستحبةً).
(الإعلام بفوائد عمدة الأحكام لابن الملقن 1/ 531).

- قال النووي: (وهذا كلُّه إذا لم يكن في النقل مصلحةً شرعيةً وإلا فهي مستحبةٌ أو واجبة كمن اطَّلعَ من شخصٍ أنه يريد أن يؤذي شخصاً ظلماً فحذره منه) . (فتح الباري لابن حجر10/ 473).

- قال النّوويّ: (فلو دعت إلى النّميمة حاجةٌ فلا مانع منها، كما إذا أخبره أنّ إنسانًا يريد الفتك به أو بأهله أو بمالِه، أو أخبرَ الإمام أو من لهُ ولايةٌ بأنّ فلانًا يسعى بما فيه مفسدةٌ، ويجب على المتولّي الكشفَ عن ذلك) .
(الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي 2/ 197 ).

من كلام ابن الملقن والنووي:

1- ليس من النميمة النصيحةُ لترك مفسدةٍ أو دفع ضررٍ( بمعنى نقل الكلام فيه تحقيق مصلحة شرعية ودرء مفسدة ,أو دفع ظلم عمّن اعتدي عليه ورفع ضرر عمَّن وقع به) .
2- النصيحةُ بإيصال خير يتعلَّق بالغير (يحصل بنقلِ الكلام منفعةٌ وخيرٌ يُعرفُ به حال بعض الأشخاص ليتقي المرء شرَّهم فيسلم في دينه وعرضه وماله ) .

[ج]- وعن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم، وقتادة دخل حديث بعضهم في بعض: «أنه قال رجل في غزوة تبوك: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء، أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا، ولا أجبن عند اللقاء، يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء فقال له عوف بن مالك: كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته فقال: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركبان، نقطع به عناء الطريق، قال ابن عمر: كأني أنظر إليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الحجارة لتنكب رجليه وهو يقول: إنما كنا نخوض ونلعب، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ - لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} [التوبة: 65 - 66] ما يلتفت إليه وما يزيده عليه». أخرجه ابن جرير في " التفسير "(10/172)[ التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص455]

قال المؤلف.[ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد ] :
فيه مسائل وذكر منها :
الفرق بين النميمة، وبين النصيحة لله ولرسوله .
قال الشيخ بن عثيمين في القول المفيد :

الفرق بين النميمة والنصيحة لله ولرسوله. النميمة: من نم الحديث، أي: نقله ونسبه إلى غيره، وهي نقل كلام للغير بقصد الإفساد، وهي من أكبر الذنوب، قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لا يدخل الجنة نمام» ، وأخبر عن رجل يعذب في قبره؛ لأنه كان يمشي بالنميمة، وأما النصيحة لله ورسوله، فلا يقصد بها ذلك، وإنما يقصد بها احترام شعائر الله عز وجل، وإقامة حدوده وحفظ شريعته. وعوف بن مالك نقل كلام هذا الرجل لأجل أن يقام عليه الحد أو ما يجب أن يقام عليه وليس قصده مجرد النميمة.
ومن ذلك لو أن رجلا اعتمد على شخص ووثق به، وهذا الشخص يكشف سره ويستهزئ به في المجالس، فإنك إذا أخبرت هذا الرجل بذلك، فليس هذا من النميمة، بل من النصيحة.

من كلام الشيخ بن عثيمين :تظهر الفروق الآتية :

1- النصيحة لا يقصد بها الإفساد بين الناس بخلاف النميمة .
2- النصيحة لحفظ الشريعة وإقامة الحدود.
3- النصيحة لبيان حال الشخص الغير موثوق لئلا يغترَّ به .

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

كتبه أبو همّام عبد القادر حري
صبيحة الخميس 03شعبان 1439 -19 أفريل 2018

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 21 Apr 2018 الساعة 12:37 PM
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
آداب, النميمة, تزكية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013