منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 23 Mar 2015, 06:32 PM
فريد الميزاني فريد الميزاني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: تيزي وزو (أرض الإسلام)
المشاركات: 49
افتراضي البراهين العلمية و التاريخية على أصلية التدين في النفس البشرية

بسم الله الرحمن الرحيم

البراهين العلمية و التاريخية على
أصلية التدين في النفس البشرية

هذا بحثٌ مختصرٌ لفضيلة الشيخ د. محمد خليل هراس (رحمه الله) في إثبات أن التَّديُّن والتَّعبُّدَ لله الواحد الأحد، فاطرِ السماواتِ والأرض أصيلٌ في النَّفس الإنسانيَّة، وأنه لم يحدثْ نتيجة عوامل اقتصادية أو اجتماعية كما يزعمُه الفلاسفةُ الملحدون، والعلماءُ السَّطحيون...

قال الشيخ د. محمد خليل هراس في كتابه "دعوة التوحيد: أصولها، والأدوار التي مرت بها، ومشاهير دعاتها": « قال تعالى. {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: 3]، وقال (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح: "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، ويمجسانه، وينصرانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء؟"، وقال (صلى الله عليه وسلم) في الحديث القدسي: "يقول الله تعالى: خلقتُ عبادي حنفاءَ، فجاءتهم الشياطين، فاجتالتهم عن دينهم".
فهذه الآياتُ والأحاديثُ تدلُّ بصراحة على أنَّ التوحيد هو الأصل والشرك طارئ عليه، وأن الناس كانوا أولا على الهدى قبل أن تنحرف بهم الأهواء وتزلهم الشياطين. وهذا هو الذي أثبته البحث العلمي القائم على التجربة، فقد توصل العلماء بعد دراسة شاملة ودقيقة لأحوال القبائل الموغلة في البداوة والهمجية إلى أن فكرة التدين أصيلة في النفس الإنسانية، وأنها لم تحدث نتيجة لعوامل اقتصادية أو اجتماعية كما زعم بعض السطحيين من العلماء، وأن هذه الفكر قامت أولا على التوحيد.

ولعل من المفيد أن أذكر هنا بعض ما جاء على ألسنة هؤلاء العلماء خاصا بهذه المسألة حتى يكون ذلك حافزا لنا على الحرص على تنمية الروح الديني في هذه الأمة، وتنقيته مما عسى أن يكون قد علق به من شوائب وأوضاع ظنها الناس هي الدين، فتمسكوا بها معرضين عن أساسه الأول وركنه الركين وهو توحيد رب العالمين.
يقول فضيلة الشيخ محمد عبد الله دراز (رحمه الله) في كتابه "الدين" بعد الكلام عن الفريق الذي يرى أن الدين بدأ في صورة الخرافة والوثنية، وأن الإنسان هو الذي أخذ يترقى في دينه على مدى الأجيال حتى وصل إلى الكمال فيه بالتوحيد، قال (رحمه الله): ((وفريق آخر يقرر بالطرق العلمية بطلان هذا المذهب، ويثبت بالعكس أن عقيدة الخالق الأكبر هي أقدم ديانة ظهرت في البشر مستدلا بأنها لم تنفك عنها أمة من الأمم في القديم والحديث، فتكون الوثنيات إن هي إلا أعراض طارئة أو أمراض متطفلة بجانب هذه العقيدة العالمية الخالدة.
وهذه هي نظرية فطرية التوحيد وأصالته التي انتصر لها جمهور من علماء الأجناس، وعلماء الإنسان وعلماء النفس، ومن أشهر مشاهيرهم: لانج الذي أثبت وجود عقيدة الإله الأعلى عند القبائل الهمجية في أستراليا وإفريقيا وأمريكا. ومنهم: شريدر الذي أثبتها عند الأجناس البشرية القديمة. و بروكلمان الذي وجدها عند الساميين قبل الإسلام، و لرواه، و كاترفاج عند أقزام أواسط إفريقيا، و شميدت عند الأقزام وعند سكان استراليا الجنوبية الشرقية، وقد انتهى بحث شميدت هذا إلى أن فكرة الإله الأعظم توجد عند جميع الشعوب الذين يعدون من أقدم الأجناس البشرية.))

وقال (رحمه الله) في موضع آخر من هذا الكتاب بعد عرضه للمذاهب المختلفة في نشأة الدين: ((تشترك المذاهب المتقدمة كلها في أن العقيدة الإلهية وصل إليها الإنسان بنفسه بعوامل إنسانية، سواء كانت تلك العوامل من نوع الملاحظات والتأملات الفردية، أو من جنس التأثيرات والضرورات الاجتماعية اللاشعورية.
في الطرف المقابل لهذه النظريات كلها، يقرر المذهب التعليمي أن الأديان لم يسر إليها الإنسان، بل هي سارت إليه، وأنه لم يصعد إليها بل نزلت عليه، وأن الناس لم يعرفوا ربهم بنور العقل بل بنور الوحي.
هذه النظرية التي أخذت بها أوروبا طوال القرون الوسطى وأيدها بعض علماء التاريخ حتى في القرن التاسع عشر (19م) لا تزال هي المذهب السائد عند كبار رجال الدين عندهم، كما أننا نجد في الكتب السماوية مصداق الجانب الإيجابي منها، فهذه الكتب تقرر أن الله لما خلق أبا البشر (آدم) كرمه وعلمه حقائق الأشياء، وكان فيما علمه أنه هو خالق السماوات والأرض وما فيهما، وأنه هو خالق الناس ورازقهم، وأنه مولاهم الذي تجب طاعته وعبادته، وأنهم سيعيدهم إليه ويحاسبهم على ما قدموا. ثم أمره أن يورث علم هذه الحقيقة لذرتيه ففعل، وكانت هذه العقيدة ميراث الإنسانية عن الإنسان الأول.
نعم، إن الناس لم يكونوا كلهم أوفياء لهذه الوصية المقدسة، بل إن أكثرهم وقع في الضلال والشرك، ولكن هذا التعليم الأعلى لم يُمْحَ أثره محوا تاما من البشرية، ولذلك ظلت فكرة الألوهية والعبادة بوجه عام مستمرة في جميع الشعوب.
على أن عناية الله تعالى بهذا التعليم الروحي لم تقف به عند الإنسان الأول، بل ما زالت تتعهد به الأمم في حقب زمنية تقصر أو تطول، وجعلت تذكرهم على لسان سفراء الوحي من الأنبياء والمرسلين... وإن كتب الديانات العظمى تنسب كلها إلى هذا المصدر الإلهي.))» ا.هـ

والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 Mar 2015, 07:16 PM
أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي أبو الحسين عبد الحميد الصفراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 196
افتراضي

سبحان ربي العظيم!
لي أيام قليلة منذ مررت على هذه الصفحات ولازلت لم أكمل الكتاب بعد
والكتاب ماتع وحافل بالدرر التوحيدية فأنصح الجميع بقراءته واقتناءه
جزاك الله خيرا أخي فريد على هذا المقتطف المهم

على أني أنبه وأوكد :
أن الشيخ ساق هذه الأدلة والنقول وغيرها من المقتطفات التي قد يستغربها بعض القراء
- ساقها من باب الإعتضاد لا الإعتماد
- ومن باب شهد شاهد من أهلها
- والله أعلم -
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 Mar 2015, 12:33 PM
حسن أبو سلمى حسن أبو سلمى غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: تيزي وزو (بلد السنة والعروبة)
المشاركات: 38
افتراضي

بدعوى التقدم والتحضر ما فتئ التغريبيون والمنهزمون يدندنون حول هذه النظريات الإستئصالية لكي تنفصل هذه الأمة عن أصولها وبعدها الديني واللغوي وتكون لقمة سائغة لذئاب العالم.
فالكفر شعب متعددة ومتولدة. نسأل الله تعالى أن يقيض لها من ينسفها كلما ظهرت وأقمحت.

بوركت أخي فريد العربي وننتظر المزيد.

التعديل الأخير تم بواسطة حسن أبو سلمى ; 24 Mar 2015 الساعة 12:36 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
هراس, توحيد, عقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013