[مفرغ] كلام العلامة السحيمي عن بعض صفات الخوارج التي يُعرفون بها، وأنهم أتباع صاحب الظلال: (سيد قطب)
كلام العلاّمة السُّحَيْمِيّ عن بعض صفات الخوارج التي يُعرفون بها، وأنّهُم أتباعٌ لصاحب الظِّلال: (سيد قطب)
(كان هذا في درس للشّيخ يوم: 17 / مُحرَّم / 1434هـ بالمسجد النّبويّ)
السّؤال: سائل كريم يقول: كيف نعرف الخوارج في وقتنا الحاضر حتّى نحذرهم؟
الجواب:
واضح؛ لهم معالم كثيرة بيّنها النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وتجدها تنطبق على الكثير منهم، منها:
← أنهم لا يرجعون إلى العلماء؛ هذا أوّل دليل، إذا رأيتهم ينفرون من العلماء هم سواء الخوارج أم من شابههم من أهل البدع؛ أمرهم واضحٌ.
← ثانيًا: أنّهم يتخفّون بدينهم! لا يُعلنون! يتحفّظون! يظنّون أنّ كلّ الناس جواسيس عليهم! سبحان الله العظيم! العامة يقولون: إلّي في بطنه ريح ما يستريح، يعني: تجدهم يحسبون كل صيحة عليهم والعياذ بالله، وهذا من صفات المنافقين.
← تأويل القرآن، تأويل السُّنّة، أمس فيه مقطع جاء يقولون: إنَّ حديث (أطع الأمير وإن أخذ مالك أو جلد ظهرك) حديث منقطع، ويردّه إلى بعض الجُهّال من بعض أصحاب المواقع ومن بعض أصحاب الفضائيَّات الذين يهزؤون بهذا الحديث؛ وبعضهم ممَّن يُشار إليه بالبنان! ويُدّعى أنّه رئيس علماء المسلمين! كلّ أحدايث السمع والطاعة يستهزئون بها.
← كذلك: كُلّ من خالفهم يُكفِّرون، قد يُعلنون وقد لا يُعلنون أحيانًا، لأنّ عندهم مبدأ سنّه لهم زعيمهم صاحب الظِّلال .. مثل تقيَّة الشِّيعة: (عليكم بالمة الشعوريَّة!) سنُكمل بعد الأذان –إن شاء الله-.
أقول: إنَّ مسألة التّكفير؛ من علامات الخوارج تكفيرهم للمسلمين، قد يُعلن وقد لا يُعلن، لأنّهم طوّروا المذهب الخارجيّ إلى ما لم يصل إليه الخوارج القدامى، وهُوَ ما يُسمّى عندهم: (المة الشعوريَّة!) بأنْ: كفِّر في نفسك ولكن لا تُعلن! وهذا نظيرُ تقيَّة الرافضة تماما بتمام الذي هُوَ النِّفاق بعينِهِ، نظيرُ تقيَّة الرّافضة.
← من علاماتهم أيضًا: ضيقُ الأُفق، وأنّهم مُكفهرِّين طول الوقت، ولاسيّما هُم أتباع ذلك الرّجل؛ مُكفهرِّين (أتباع صاحب الظِّلال)؛ دائمًا مُكفهرّون ندر أن يضحكوا لأنهم ينظرون إلى غيرهم أنه إمَّا أن يكون جاسوسًا عليهم أو أن يكون كافرًا يُكفِّرونه من وجهة نظرهم؛ فهُم ينظرون إليه وإن لم يستطيعوا؛ يعني: يجدون أنفسهم عاجزين عن تكليمه فيكتفون بالاكفهرار في وجهه، والرّسول –صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (لا تحقرنّ من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ طلق)، ويقول: (تبسّمك في وجه أخيك صدقة).
فمن علاماتهم أيضًا: قُلنا الاختفاء بدينهم، الاختفاء بمناهجهم، يدعون إلى منهجٍ خفيّ، وإلى الاجتماع في الكهوف وفي الأودية وبطون الأودية وتحت الشّجر وفي الخلاء وفي الصّحارى! لأنهم ليسوا على المنهج الحقّ الذي يُعلَن، وديننا دينٌ واضح ما فيه خفاء.
وما يزعمه بعض المؤرّخين من أنَّ الدعوة في عهد النّبوّة تنقسِم إلى: سرّيّة وجهريَّة غير صحيح، هذا تقسيمٌ فاسدٌ لا يُوجَد أبدًا.
لذلك أحد المبتدعة في هذا الزمان ألّف كُتيِّبًا –أحد المبتدعة الدُّعاة- يقول: إنّنا نحنُ في هذا الزّمان مُضطرّون أن نكون كالعهد السّرّي في الدعوة النبويَّة؛ فلا ننشر دعوتنا! نعم لا تنشرون دعوتكم لأنّها دعوة خارجيَّة تكفيريَّة حُقَّ لكم ذلكَ.
ولذلك يقول بعض السّلف: (إذا رأيت الناس يتناجون في دينهم دون العامة فهم على تأسيس ضلالة).
نعم، يعني: الدِّين ما هو خفيّ ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ﴾ دينُنا دينٌ واضحٌ ما يُدار من وراء الكواليس! يُنطلق في المساجد والمحاضرات والندوات وفي كُلِّ مكان يُقال –ولله الحمد-، أساسه: توحيد الله –عزّ وجلّ- وإقامة شعائر الله –تبارك وتعالى- ظاهرًا وباطنًا –ولله الحمد- كما تُقام في هذه البلاد بلد التّوحيد ودولة الإسلام.
فعلينا أن نتنبَّه لمثل هذه العلامات؛ واضحةٌ والله، بمُجرّد تجلس معه دقائق إن كنت طالب علم تفقهه وتفهمه، لكن مع ذلك أقول: لا تُلزمه مباشرةً بل تحرَّى، لا تحكُم بظنِّك (إيَّاكُم والظّنّ فإنّ الظّنّ أكذب الحديث)، هُم الذين يحكمون بالظّنّ! نحنُ لا نبني أمورًا على الظّنّ.
شخص رأيناه يُكفِّر العلماء؛ لا يحترمهم؛ ينال منهم؛ يغمزهم؛ يلمزهم؛ هذا أمرٌ واضحٌ.
وشخص نراهُ يُثني عليهم؛ ويأخذ العلم عنهم؛ ويُفيد من علمهم؛ ويدعو لهم ويُحبّهم؛ ويُواليهم في الله فهو الذي على حقّ، والحقّ أبلج والباطل لجلج لمن كان له قلبٌ أو ألقى السّمع وهو شهيد، نعم.اهـ (1)
فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة 12 / من ذي الحجة / 1435هـ
[مفرغ] كلام العلامة السحيمي عن بعض صفات الخوارج التي يُعرفون بها، وأنهم أتباع صاحب الظلال: (سيد قطب)
ة الشعوريَّة!) سنُكمل بعد الأذان –إن شاء الله-.
العرض المتطور
