منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » مــــنـــتــدى الـــلـــغـــة الــعــربـــيـــة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 Dec 2009, 09:19 PM
حاتم خضراوي حاتم خضراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: بومرداس
المشاركات: 1,115
إرسال رسالة عبر Skype إلى حاتم خضراوي
افتراضي فضل الأدب وأهله، وذم الجهل وحمله.من خطبة كتاب معجم الأدباء

خطبة كتاب معجم الأدباء


لياقوت الحموي


[بتصرف]



الحمد لله وصلى الله وسلم على رسوله محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه أما بعد:

فبين يديكم إخواننا السلفيين، جمع من آثار السلف وأقوال بعض الرجال في أهمية علم النحو والدراية به....
نسختها من كتاب ياقوت الحموي معجم الأدباء وقمت ببعض التعديلات فيها والإضافات وغير ذلك مما لزمني فعله..

والله ولي التوفيق.



الفصل الأول: في فضل الأدب وأهله، وذم الجهل وحمله:
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كفى بالعلم شرفاً أنه يدعيه من لا يحسنه ويفرح إذا نسب إليه من ليس من أهله، وكفى بالجهل خمولاً، أنه يتبرأ منه من هو فيه ويغضب إذا نسب إليه.
فنظم بعض المحدثين ذلك، فقال:

كفَى شَرَفاً لِلْعِلْمِ دَعْوَاهُ جَاهِـلٌ---وَيَفْرَحُ أَنْ يُدْعَى إِلْيهِ وَيُنْسَـبُ
وَيَكْفِي خُمُولاً بِالْجَهالَةِ أَنَّـنِـي---أُرَاعُ مَتَى أُنْسَبْ إلَيْهَا وَأَغْضَبُ

وقال رضي الله عنه: قيمة كل إنسان ما يحسن، فنظمه شاعر وقال:
لاَ يَكُونُ الْفَصِيحُ مِثْلَ الْعَـيَيِّ---لاَ وَلاَ ذُو الذَّكَاءِ مِثْلَ الْغَبِـيِّ
قِيمَةُ الْمَرْءِ قَدْرُ مَا يُحْسِنُ الْمَرْ---ءُ قَضَاءٌ مِنَ الإمَـامِ عَـلـيِّ

وقال رضي الله عنه: كل شيء يعز إذا نزر، ما خلا العلم، فإنه يعز إذا غزر.
ومر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على قوم يسيئون الرّمي، فقَرَعهم، فقالوا: إنا قومٌ "متعلمين"، فأعرض مغضباً، وقال: والله لخطؤكم في لسانكم، أشدّ علي من خطئكم في رميكم.
سمعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "رحم الله امرأ أصلح من لسانه".
وروي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما قرأ: "ونادوا يا مالِ ليقض علينا ربك" أنكر عليه ابن عباس. فقال عليّ: هذا من الترخيم في النداء فقال. ابن عباس: ما أشغل أهل النار في النار عن الترخيم في النداء? فقال علي: صدقت.
فهذا يدل على تحقق الصحابة من النحو، وعلمهم به.
استأذن رجل على إبراهيم النخعي فقال: "أبا" عمران في الدار؟ فلم يجبه. فقال: أبي عمران في الدار؟ فناداه: قل الثالثة وادخل.
وكان الحسن بن أبي الحسن يعثُرُ لسانه بشيء من اللَّحنِ فيقول: أستغفر الله. فقيل له فيه: فقال: من أخطأ فيها فقد كذبَ على العرب، ومن كذب فقد عمِل سوءاً، وقال الله تعالى: {ومن يعمل سوءاً أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفوراً رحيماً}.
وذكر أبو حيان في كتاب محاضرات العلماء: حدثنا القاضي أبو حامد أحمد بن بشر قال: كان الفراء يوماً عند محمد بن الحسن، فتذاكرا في الفقه والنحو، ففضّل الفراء النحو على الفقه، وفضّل محمد بن الحسن الفقه على النحو، حتى قال الفراء: قلَّ رجُلٌ أَنعَمَ النَّظَرَ في العربية، وأراد علماً غيره، إلا سَهُلَ عليه، فقال محمد بن الحسن: يا أبا زكريا، قد أنعَمت النظر في العربية، وأسألك عن باب من الفقه. فقال: هات على بركة الله تعالى، فقال له: ما تقول في رجل صلى فسها في صلاته، وسجد سجدتي السهو، فسها فيهما، فتفكر الفراء ساعة، ثم قال: لا شيء عليه. فقال له محمد: لِمَ؟ قال: لأن التصغير عندنا ليس له تصغير، وإنما سجدتا السهو تمام الصلاة، وليس للتمام تمام. فقال محمد بن الحسن: ما ظننت أن آدمياً يلد مثلك.
وحكي عن بعض الفقهاء أنه كان يقول: حب من الناس حب من الله، وما صلح دين إلا بحياء، ولا حياء إلا بعقل، وما صلح حياء، ولا دين، ولا عقل، إلا بأدب.
وأنشد أبو الفضل الرياشي:
طَلَبْتُ يَوْماً مَـثَـلاً سَـائِراً---فَكُنْتُ فِي الشِّعْرِ لَهُ نَاظِمَا
لاَ خَيْرَ فِي الْمَرْءِ إذَا مَا غَدَا---لا طالب العلم ولا عالمـا

وفي الخبر: "ارحموا ثلاثة، عزيز قوم ذل. وغني قوم افتقر، وعالماً يلعب الجهال بعلمه".
فنظمه شاعر فقال:
إنِّي مِنَ النَّفَرِ الثَّلاَثَةِ حَقْهُـمْ---أَنْ يُرْحَمُوا لِحَوَادِثِ الأَزْمَانِ
مثرٍ أقلَّ وعالمٌ مستجهلُ،---وعزيزُ قومٍ ذلَّ للحدثانِ.

ويقال: فُقدانُ الأديبِ الطبعَ، كفقدانِ ذي النجدة السلاحَ، ولا محصولَ لأحدهما دون الآخر. وقال:
نِعْمَ عَوْنُ الْفَتَى إِذَا طَلَبَ الْعِلْ---مَ وَرَامَ الآدَابَ صِحَّةُ طَبْـعِ
فَإذا الطَّبْعُ فَاتَهُ بَطَلَ الـسَّـعْ---يُ وَصَارَ الْعَنَاءُ فِي غَيْرِ نَفْعٍ

ومما يقارب ذلك قول بعضهم:
مَنْ كَانَ ذَا عَقْلٍ وَلَمْ يَكُ ذَا غِنىً---يَكُونُ كَذِي رِجْلٍ وَلَيْسَ لَهُ نَعْلُ
وَمَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَلَمْ يَكُ ذَا حِجىً---يَكُونُ كَذِي نَعْلٍ وَلَيْسَ لَهُ رِجْلُ

وقال آخر:
أَرَى الْعِلْمَ نُوراً وَالتَّأَدُّبَ حِلْيَةً---فَخُذْ مِنْهُمَا فِي رَغْبَةٍ بِنَصِيبِ
وَلَيْسَ يَتِمُّ الْعِلْمُ فِي النَّاسِ لِلْفَتَى---إذَا لَمْ يَكُنْ فِي عِلْمِهِ بِأَدِيبِ

وأنشد أبو حاتم سهل بن يحيى السجستاني:
إِنَّ الْجَوَاهِرَ دُرَّهَا وَنُضَـارَهَـا---هُنَّ الْفِدَاءُ لِـجَـوْهَـرِ الآدَابِ
فَإِذَا اكْتَنَزْتَ أَوِ ادَّخَرْتَ ذَخِـيرَةً---تَسْمُو بِزِينَتِهَا عَلَى الأَصْـحَـابِ
فَعَلَيْكَ بِالأَدَبِ الْمُـزَيِّنِ أَهْـلَـهُ---كَيْمَا تَفُوزَ بِـبَـهْـجَةٍ وَثَـوَابِ
فَلَرُبَّ ذِي مَالٍ تَـرَاهُ مُـبَـعَّـداً---كَالْكَلْبِ يَنْبَحُ مِن وَرَاءِ حِجَـابِ
وَتَرَى الأَدِيبَ وَإِنْ دَهَتْهُ خَصَاصَةٌ---لاَ يُسْتَخَفُّ بِـهِ لَـدَى الأَتْـرَابِ

وَقَالَ آخَرُ:
مَا وَهَبَ اللهُ لامْرِئ هِـبَةً---أَحْسَنَ مِنْ عَقْلِهِ وَمِنْ أَدَبِهْ
هُمَا جَمَالُ الْفَتَى فَإنْ فُقِدَا---فَفَقْدُهُ لِلْحَيَاةِ أَجْمَـلُ بِـهْ

وحدث أبو صالح الهروي قال: كان عبد الله بن المبارك يقول: أنفقت في الحديث أربعين ألفاً، وفي الأدب ستين ألفاً، وليت ما أنفقته في الحديث أنفقته في الأدب، قيل له: كيف؟ قال: لأن النصارى كفروا بتشديدة واحدة خففوها، قال تعالى: يا عيسى إني ولَّدتك من عذراء بتول. فقالت النصارى: ولَدتك.
قال شاعر:
ولَمْ أَرَ عَقْلاً صَحَّ إلاَّ بِـشـيمَةٍ---وَلَمْ أَرَ عِلْماً صَحَّ إلاَّ عَلَى أَدَبْ
وقال آخر:
لِكُلِّ شَـيْءٍ حَـسَـنٍ زِينَةٌ---وَزِينَةُ الْعَالِمِ حُسْـنُ الأَدَبْ
قَدْ يَشْرُفُ الْمَرءُ بِـآدَابِـهِ---فِينَا وَإِنْ كَانَ وَضِيعَ النَّسَبْ
وقال آخر:
مَنْ كَانَ مُفْتَخِراً بِالْمَالِ وَالنَّسَبِ---فَإِنَّمَا فَخْرُنَا بِالْعِلْمِ وَالأَدَبِ
لاَ خَيْرَ فِي رَجُلٍ حُرٍّ بِلاَ أدَبٍ لاَ،--- لاَ، وَإِنْ كَانَ مَنْسُوباً إلَى العَرَبِ

قالوا: والفرق بين الأديب والعالم، أن الأديب من يأخذ من كل شيء أحسنه فيألفه. والعالم من يقصد بفن من العلم فيعتمله. ولذلك قال علي كرم الله وجهه: العلم أكثر من أن يحصى، فخذوا من كل شيء أحسنه.

قال شاعر:
ذَخَائِرُ الْمَالِ لاَ تَبْقَى عَلَى أَحَدٍ---وَالْعِلْمُ تَذْخَرُهُ يَبْقَى عَلَى الأَبَدِ
وَالْمَرْءُ يَبْلُغُ بِالآدَابِ مَنْزِلَةً---يَذِلُّ فِيهَا لَهُ ذُو الْمَالِ وَالْعُقَدِ

وحدث سفيان قال: سمعت الخليل بن أحمد يقول: إذا أردت أن تعلم العلم لنفسك، فاجمع من كل شيء شيئاً، وإذا أردت أن تكون رأساً في العلم، فعليك بطريق واحد، ولذلك قال الشعبي: ما غلبني إلا ذو فن.

قال شاعر:
لاَ فَقْرَ أَكْبَرُ مِنْ فَقْرٍ بِلاَ أَدَبٍ---لَيْسَ الْيَسَارُ بِجَمْعِ الْمَالِ وَالنَّشَبِ
مَا الْمَالُ إلاَّ جُزَازَاتٌ مُلَفَّقَةٌ---فِيهَا عُيُونٌ مِنَ الأَشْعَارِ وَالْخُطَـبِ

ويقال: من أراد السيادة، فعليه بأربع: العلم، والأدب، والعفة، والأمانة.

قال شاعر:
كمْ مِنْ خَسِيسٍ وَضِيعِ الْقَدْرِ لَيْسَ لَهُ---فِي الْعِزِّ أَصْلٌ وَلاَ يُنْمَى إلى حَسَبِ
قد صار بالأدبِ المحمودِ ذا شرفٍ---عالٍ وذا حسبٍ محضٍ وذا نســبِ

وقال بزرجمهر: من كثر أدبه كثر شرفه وإن كان وضيعاً، وبعد صوته وإن كان خاملاً، وساد وإن كان غريباً، وكثرت الحاجة إليه وإن كان فقيراً.

ويقال: عليكم بالأدب، فإنه صاحب في السفر، ومؤنس في الحضر، وجليس في الوحدة، وجمال في المحافل، وسبب إلى طلب الحاجة.
ويقال: مروءتان ظاهرتان: الفصاحة والرياش.

وكلَّم شَبِيب بن شيبةَ رجلاً من قريش، فلم يحمد أدبه، فقال له يا ابن أخي: الأدب الصالح خير لك من الشرف المضاعف، وقال:
وكم من ماجد أضحى عديماً---له حسن، وليس له بـيان
وما حسن الرجال لهم بزين---إذا لم يسعد الحسن اللسان

وقال أبو نواس: ما استكثر أحد من شيء إلا مله وثقل عليه، إلا الأدب، فإنه كلما استكثر منه، كان أشهى له، وأخف عليه.
وقال: الشره في الطعام دناءة، وفي الأدب مروءة.
ويقال: الأديب نسيب الأديب: قال أبو تمام:
إن يكد مطرف الإخاء فإننـا---نسري ونغدو في إخاء تالـد
أو نفترق نسباً يؤلف بينـنـا---أدب أقمناه مقـام الـوالـد
أو يختلف ماء الوصال فماؤنا---عذب تحدر من غمام واحد

وقال ابن السكيت: خذ من الأدب ما يعلق بالقلوب، وتشتهيه الآذان وخذ من النحو ما تقيم به الكلام، ودع الغوامض، وخذ من الشعر ما يشتمل على لطيف المعاني، واستكثر من أخبار الناس، وأقاويلهم وأحاديثهم، ولا تولعن بالغث منها.
وقال أبو عمرو بن العلاء: قيل لمنذر بن واصل: كيف شهوتك للأدب? فقال: أسمع بالحرف منه لم أسمعه، فتود أعضائي أن لها أسماعاً تتنعم مثل ما تنعمت الأذان، قيل: وكيف طلبك له? قال: طلب المرأة المضلة ولدها، وليس لها غيره، قيل: وكيف حرصك عليه? قال: حرص الجموع المنوع على بلوغ لذته في المال.
قال الأصمعي: قال لي أعرابي: ما حرفتك? قلت: الأدب، قال: نعم الشيء، فعليك به، فإنه ينزل المملوك في حد الملوك.
وقال أرسطاطاليس: ليت شعري: أي شيء فات من أدرك الأدب، وأي شيء أدرك من فاته الأدب؟؟.
وقال البحتري:
رأيت القعود على الاقتصـاد---قنوعاً به ذلة في الـعـبـاد
وعز بـذي أدب أن يضـيق---بعيشته وسع هذي الـبـلاد
إذا ما الأديب ارتضى بالخمول---فما الحظ في الأدب المستفاد

وقال عمر رضي الله عنه: تعلموا العربية، فإنها تثبت العقل، وتزيد في المروءة.
وقال عبد الملك: ما الناس إلى شيء من العلوم أحوج منهم إلى إقامة ألسنتهم، التي بها يتحاورون الكلام، ويتهادون الحكم، ويستخرجون غوامض العلم من مخابئها، ويجمعون ما تفرق منها، إن الكلام قاض يجمع بين الخصوم، وضياء يجلو الظلام، وحاجة الناس إلى مواده، كحاجتهم إلى مواد الأغذية.

وقال الزهري: ما أحدث الناس مروءة أحب إلي من تعلم النحو.
وقال شاعر يصف النحو:
اقتبس النحو فنعم المقتـبـس ---والنحو زين وجمال ملتمس
صاحبه مكرم حيث جـلـس---من فاته فقد تعمى وانتكـس
كأن ما فيه من العي خـرس---شتان ما بين الحمار والفرس

وقال آخر:
لولاكم كان يلفى كل ذي خطل---للنحو مدعياً بين الـنـحـارير
لم لا أشد على من لا يقوم بهـا---من وقعة السمر والبيض المآثير

قرع رجل على الحسن البصري الباب وقال: يا أبو سعيد، فلم يجبه، فقال: أبي سعيد، فقال الحسن: قل الثالثة وادخل. (وقد مر مثل هذا) وحدث النضر بن شميل، قال: أخبرنا الخليل ابن أحمد، قال: سمعت أيوب السجستاني يحدث بحديث فلحن فيه، فقال: أستغفر الله: يعني أنه عد اللحن ذنباً.

وكان ابن سيرين يسمع الحديث ملحوناً، فيحدث به على لحنه، وبلغ ذلك الأعمش، فقال: إن كان ابن سيرين يلحن فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يلحن، فقوّمه. قال: وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب أولاده على اللحن، ولا يضربهم على الخطأ. ووجد في كتابِ عاملٍ له لحناً، فأحضره وضربه درة واحدة. ودخل أعرابي السوق فسمعهم يلحنون فقال: العجب، يلحنون ويربحون؟؟ وكان معاوية بن بجير عامل البصرة لا يلحن، فمات بجير بالبصرة، ومعاوية بفارس خليفة أبيه، فقال الفيج الذي جاء بنعيه: مات بجيراً، فقال له: لحنت لا أم لك. فقال أخوه عبد الله بن بجير:
ألم تر أن خير بني بجير---معاوية المحقق ما ظننتنا
أتاه مخبر ينعى بـجـيراً---علانية فقال له لحنـتـا

واعلم أن مذاكرة العلم عون على أدائه، وزيادة في الفهم، ولابد للعالم من جهل، أي أن يجهل كثيراً مما يسأل عنه، إما لأنه ما سمعه أو نسيه. وقد قال بعض الفرس: ليس يحسن الأشياء كلها إنسان، ولكن يحسن كل إنسان شيئاً. ومن الأدب قول القائل:
إذا ما روى الراوي حديثاً فلا تقل---سمعنا بهذا قبـل أن يُتَمِّمَا
ولكن تسمّع للحديث موهمـاً---بأنك لم تسمعه فيما تقدمـا

وقال الأصمعي: من حق من يقبسك علماً أن ترويه عنه.
قال أبو عمرو بن العلاء: إنما سمي النحوي نحوياً، لأنه يحرف الكلام إلى وجوه الإعراب.
واللحن مخالفة الإعراب، واللحن على جهة أخرى أن يكلم الرجل صاحبه بالكلام يعرفانه بينهما، ولا يعرفه سواهما، وأنشد ابن الكلبي لمالك ابن أسماء:
منطق صائب، وتلحـن أحـيا---ناً وخير الحديث ما كان لحناً
أمغط مني على بصرى بالسح---ب أم أنت أكمل الناس حسنا
وحديث ألذه هـو ممـا---ينعت الناعتون يوزن وزنـا

وقد روى أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كان لحناً أي فطناً، وفي حديث أبي الزناد أن رجلاً قرأ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرشدوا صاحبكم. وحدث أبو العيناء عن وهب ابن جرير أنه قال لفتى من باهلة يا بني: اطلب النحو فإنك لن تعلم منه باباً إلا تدرعت من الجمال سربالاً، وفي حديث سعيد بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن". وعن ابن شهاب أنه قال: ما أحدث الناس مروءة أعجب إلي من تعلم الفصاحة. وحدث يحيى بن عتيق قال سألت الحسن: فقلت يا أبا سعيد الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق ويقيم بها قراءته، قال حسن: يا بني فتعلمها فإن الرجل يقرأ الآية فيعيا بوجهها فيهلك فيها. وعن سعيد بن سلم قال: دخلت على الرشيد فبهرني هيبةً وجمالاً فلما لحن خفَّ في عيني، وعن الشعبي، قال حلي الرجال العربية، وحلي النساء الشحم.
وحدث التاريخي بإسناد رفعه إلى سلمة بن قتيبة قال: كنت عند ابن هبيرة الأكبر، قال: فجرى الحديث حتى ذكر العربية فقال: والله ما استوى رجلان دينهما واحد، وحسبهما واحد، ومروءتهما واحدة، أحدهما يلحن والآخر لا يلحن إن أفضلهما في الدنيا والآخرة الذي لا يلحن. قال: فقلت أصلح الله الأمير، هذا أفضل في الدنيا لفضل فصاحته وعربيته، أرأيت الآخرة ما باله فضل فيها، قال: إنه يقرأ كتاب الله على ما أنزله الله، والذي يلحن يحمله لحنه على أن يدخل في كتاب الله ما ليس فيه، ويخرج منه ما هو فيه، قال: قلت صدق الأمير وبرّ.

وحدّث عن أبي ثوابة عن عمرو بن أبي عمرو الشيباني عن أبيه، قال: تكلم أبو جعفر المنصور في مجلس فيه أعرابي فلحن فصر الأعرابي أذنيه، فلحن مرة أخرى أعظم من الأولى، فقال الأعرابي: أف لهذا، ما هذا؟. ثم تكلم فلحن الثالثة، فقال الأعرابي: أشهد لقد وليت هذا الأمر بقضاء وقدر، وحدث بإسناد رفعه إلى الواقدي قال: صلى رجل من آل الزبير، خلف أبي جعفر المنصور وقرأ، "ألهاكم التكاثر". فلحن في موضعين قال: فلما سلم التفت الزبيري إلى رجل كان إلى جانبه فقال: ما كان أهون هذا القرشي على أهله. وقال بعض الشعراء:
النحو يبسط من لسان الألكن---والمرء نعظمه إذا لم يلحن
وإذا طلبت من العلوم أجلها---فأجلها عندي مقيم الألسـن
وقال آخر:
إما تريني وأثوابـي مـقـاربة---نيست بخز ولا من حر كتـان
فإن في المجد هماتي وفي لغتي---علوية ولساني غـير لـحـان

وحدث قال: قدم طاهر بن الحسين، والعباس بن محمد ابن موسى على الكوفة، فزاره طساسيج من سوادها. فوجه العباس كاتبه إليه، فلما دخل على طاهر. قال له: أخيك أبي موسى يقرأ عليك السلام، قال. وما أنت منه؟ قال كاتبه الذي يطعمه الخبز قال نعم، عليّ بعيسى بن عبد الرحمن، قال. فجاء، وكان عيسى كاتب طاهر، فقال. اكتب وأنت قائم بصرف العباس بن محمد بن موسى عن الكوفة، إذ لم يتخذ كاتباً يحسن الأداء عنه.
وحدث فيما أسنده إلى الضحاك بن زمل السكسكي، وكان من أصحاب المنصور قال: كنا مع سليمان بن عبد الملك بدابق، إذ قام إليه السحاح الأزدي الموصلي، فقال يا أمير المؤمنين: إن أبينا هلك وترك مال كثير، فوثب أخانا على مال أبانا فأخذه، فقال سليمان: فلا رحم الله أباك ولا نيح عظام أخيك، ولا بارك الله لك فيما ورثت، أخرجوا هذا اللحان عني. فأخذ بيده بعض الشاكرية وقال: قم فقد آذيت أمير المؤمنين، فقال: وهذا العاض بظر أمه اسحبوا برجله.
وحدث قال: قال رجل للحسن يا أبا سعيد: ما تقول في رجل مات وترك أبيه وأخيه? فقال الحسن ترك أباه وأخاه!! فقال له فما لأباه وأخاه.? فقال له الحسن إنما هو فما لأبيه وأخيه قال: يقول الرجل للحسن يا أبا سعيد. ما أشد خلافك علي، قال: أنت أشد خلافاً علي، أدعوك إلى الصواب، وتدعوني إلى الخطأ؟
وحدث فيما رفعه إلى عبد الله بن المبارك قال: بعث الحجاج إلى والي البصرة أن اختر لي عشرة ممن عندك، فاختار رجالاً منهم كثير بن أبي كثير، قال: وكان رجلاً عربياً، قال كثير: فقلت في نفسي لا أفلت من الحجاج إلا باللحن، قال: فلما أدخلنا عليه، دعاني فقال: ما اسمك? قلت كثير، قال ابن من? فقلت إن قلتها بالواو، لم آمن أن يتجاوزها، قال: أنا ابن أبا كثير فقال: عليك لعنة الله، وعلى من بعث بك، جيئوا في قفاه، قال فأخرجت.
وحدث فيما أسنده إلى الأصمعي، قال: سمعت مولى لعمر بن الخطاب يقول: أخذ عبد الملك ابن مروان رجلاً كان يرى رأى الخوارج رأي شبيب، فقال له: ألست القائل؟:
ومنا سويد والبطين وقعنب---ومنا أمير المؤمنين شبيب
قال: إنما قلت أمير المؤمنين، أي يا أمير المؤمنين، فأمر بتخلية سبيله.
قال التاريخي: حدثنا أبو بكر الدولابي، حدثنا أبو مسهر قال: سألت سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن الحديث إذا سمعته ملحوناً، فقال: اللحن يفسد الحديث، وذلك أنه يغير معناه، ولم يلق أحد من العلماء إلا مقوم اللسان، قال: وقد كان عمر بن عبد العزيز أشد الناس في اللحن على ولده وخاصته ورعيته، وربما أدب عليه.
قال: وقال نافع مولى ابن عمر: كان ابن عمر يضرب ولده على اللحن، كما يضربهم على تعليم القرآن.
وحدث فيما أسنده إلى شريك عن جابر قال: قلت للشعبي. أسمع الحديث بغير إعراب فأعربه? قال نعم، لا بأس به، قال: قال حماد ابن سلمة: مثل الذي يكتب الحديث ولا يعرف النحو، مثل الحمار عليه مخلاته ولا شعير فيها.
وروى عن الشعبي أنه قال: لأن أقرأ وأسقط أحب إلي من أقرأ وألحن، وقال محمد بن الليث: النحو في الأدب، كالملح في الطعام، فكما لا يطيب الطعام إلا بالملح، لا يصلح الأدب إلا بالنحو،
وروي عن عبد الله بن المبارك أنه قال: تعلموا العلم شهراً، والأدب شهرين.
وقال رجل لبنيه: يا بني أصلحوا من ألسنتكم، فإن الرجل تنوبه النائبة، يحتاج أن يتجمل فيها، فيستعير من أخيه دابة ومن صديقه ثوباً، ولا يجد من يعيره لساناً.
لَمَّا قال الفرزدق:
إن الذي سمك السماء بنى لنا---بيتاً دعائمه أعـز وأطـول
قال بعض الحاضرين: أعز وأطول من ماذا؟
فتفكر الفرزدق، فوافق ذلك قول المؤذن في الآذان، الله أكبر، فرفع الفرزدق رأسه فقال: يا فلان أكبر من ماذا?
وقال الخطفي جد جرير:
عجبت لإزراء العيي بنـفـسـه---وصمت الذي قد كان بالقول أعلما
وفي الصمت ستر للعيي وإنـمـا---صحيفة لب المرء أن يتكـلـمـا

وحدث عن الأصمعي أنه قال: أخوف ما أخاف على طالب العلم، إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" لأنه لم يكن يلحن، فمهما رويت عنه، ولحنت فقد كذبت عليه.
قال إسحاق بن خلف:
النَّحْوُ يَبْسُطُ مِنْ لِسَانِ الْأَلْكَنِ---وَالمَرْءُ تُعْظِمُهُ إِذَا لَـــمْ يَلْحَنِ
فَإِذَا طَلَبْتَ مِنَ العُلُـومِ أَجَلَّهَا---فَأَجَلُّهَا مِنْهَا مُقِــيمُ الأَلْسُنِ



لَحْنُ الشَّرِيفِ يَزِيدُهُ عَنْ قَدْرِهِ---وَتَرَاهُ يَسْقُطُ مِنْ لِحَاظِ الأَعْيُنِ


وَتَرَى الوَضِيعَ إذَا تَكَلَّمَ مُعْرِبَا---نَالَ المَهَـابَةَ بِاللِّسَـانِ الأَلْسَنِ


مَا وَرَّثَ الآبَـاءُ عِنْدَ وَفَاتِهِمْ---لِبَنِيهِمُ مِثْــلَ العُلُـومِ فَأَتْقِنِ

فَاطْلُبْ هُدِيتَ وَلَا تَكُنْ مُتَأَبِّيَا---فَالنَّحْـوُ زَيْنُ العَالِـمِ المُتَفَنِّنِ
وَالنَّحْوُ مِثْلُ المِلْـحِ؛ إِنْ أَلْقَيْتَهُ---فِي كُلِّ صِنْفٍ مِنْ طَعَامٍ يَحْسُنِ
















قال الكِسائِي عليِّ بن حمزةَ:
إِنَّمَــا النَّحْوُ قِيَــاسٌ يُتَّبَعْ---وَبِــهِ فِي كُــلِّ أَمْرٍ يُنْتَفَعْ
فَإِذَا مـَا أَتْقَنَ النَّحْــوَ الفَتَى---مَـرَّ فِي المَنْطِــقِ مَرًّا فَاتَّسَعْ


وَاتَّقَاهُ كُلُّ مَنْ يَسْمَــعْهُ---مِنْ جَلِـيسٍ نَاطِــقٍ، أَوْ مُسْتَمِعْ

وَإِذَا لَــمْ يَعْرِفِ النَّحْوَ الفَتَى---هَابَ أَنْ يَنْطِــقَ جُبْنًا فَانْقَمَعْ
يَقْرَأُ القُرْآنَ لَا يَعْــرِفُ مَـا---فَرَّقَ الإِعْرَابَ فِيـــهِ وَصَنَعْ

فَتَـرَاهُ يَنْصِــبُ الرَّفْعَ، وَمَا---كَانَ مِنْ نَصْبٍ وَمِنْ خَفْضٍ رَفَعْ


وَإِذَا حَرْفٌ جَــرَى إِعْرَابُهُ---صَعُــبَ الحَرْفُ عَلَيْهِ، وَامْتَنَعْ
يَتَّقِي اللَّحْــنَ إِذَا يَقْــرَأُهُ---وَهْوَ لَا يَدْرِي؛ وَفِي اللَّـحْنِ وَقَعْ


يَلْـزَمُ الذَّنْبُ الَّذِي أَقْــرَأَهُ---وَهْوَ لَا ذَنْبٌ لَهُ فِيــمَا اتَّبَـعْ

وَالَّذِي يَعْــرِفْهُ يَقْـرَأْهُ وَإِذَا---مَـا شَكَّ فِي حَـرْفٍ رَجَـعْ

نَاظِرًا فِيــهِ وَفِي إِعْرَابِــهِ---فَإِذَا مَـا عَرَفَ الحَــقَّ صَدَعْ

أَهُمَــا فِيـهِ سَوَاءٌ عِنْدَكُمْ؟---لَيْسَتِ السُّـنَّةُ فِينَا كَالبِــدَعْ
وَكَـذَاكَ العِلْمُ وَالجَهْلُ، فَخُذْ---مِنْهُمَا مَـا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ وَدَعْ
كَمْ وَضِيـعٍ رَفَعَ النَّحْوُ، وَكَمْ---مِنْ شَرِيـفٍ، قَدْ رَأَيْنَـاهُ وَضَعْ










قال الأخفش علي بن سليمان: أنشدني أبو سعيد السكري:
وذكرني حلو الزمان وطيبه---مجالس قوم يملئون المجالسا

حديثاً وأشعاراً وفقهاً وحكمة---وبراً ومعروفاً وإلفاً مؤانسا

وقال محمد بن عبد الملك الزيات في رجل خلو من الأدب:
يا أيهـا الـعـائبـي ولـم تـر بــي---عيبـاً ألا تـتـهـي وتـزدجـــر?

هل لـك وتـر لـدي تـطـلـبـــه---أم لسـت مـمـا أتـيت تـعـتـذر?

إن كـان قـسـم الإلـه فـضـلـنـي---وأنت صلـد مـا فـيك مـعـتـصـر

فالحمـد والـشـكـر والـثـنـاء لـه---وللـحـسـود الـتـراب والـحـجـر


اقـرأ لـنـا سـورة تـخـوفـنـــا---فإن خـير الـمـواعـظ الـســـور

أو ارو فقهاً تـحـيي الـقـلـوب بـه---جاء بـه عـن نـبـينـــا أثـــر

أو هات ما الحكـم فـي فـرائضـنـا؟---ما يسـتـحـق الإنـاث والـذكــر?

أو ارو عـن فـارس لـنـا مـثــلاً---فإن أمـثـال فـارس عـــبـــر

أو مـن أحـاديث جـاهـلـيتـنـــا---فإنـهـا عـبـرة ومـعـتــبـــر

أو هات كيف الإعراب في الرفع والخف---ض وكيف التـصـريف والـصـدر?

أو ارو شعـراً أو صـف لا عـرضـاً---يتلى صحـيح مـنـه ومـنـكـسـر

إذا جـهـلـت الآداب مـرتــقـــياً---عنها وخلت العمـى هـو الـبـصـر

ولـم تـعـوض مـن ذاك مـيســرة---علـيك مـنـهـا لـبـهـجة أثـــر

فغن صـوتـاً تـلـهـي الـفـؤاد بـه---وكل ما قـد جـهـلـت مـغـتـفـر

تعـيش فـينـا ولا تـلائمـــنـــا---فاذهب ودعنـا حـتـام تـنـتـظـر؟

تغلي علـينـا الأشـعـار أنـى؟ ومـا---عنـدك نـفـع يرجـى ولا ضــرر

همـك فـي مـرتـع ومـغـتـبــق---كمـا يعـيش الـحـمـير والـبـقـر


انتهى...



عدله أبو عبد البصير حاتم.
أستغفر الله وأتوب إليه.


التعديل الأخير تم بواسطة حاتم خضراوي ; 20 Dec 2009 الساعة 09:23 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 Dec 2009, 09:35 PM
حاتم خضراوي حاتم خضراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: بومرداس
المشاركات: 1,115
إرسال رسالة عبر Skype إلى حاتم خضراوي
افتراضي

أرجو إثراءها من قبل الإخوة.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 Feb 2010, 05:58 PM
حاتم خضراوي حاتم خضراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: بومرداس
المشاركات: 1,115
إرسال رسالة عبر Skype إلى حاتم خضراوي
افتراضي

يرفع..
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 Aug 2012, 11:28 PM
حاتم خضراوي حاتم خضراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: بومرداس
المشاركات: 1,115
إرسال رسالة عبر Skype إلى حاتم خضراوي
افتراضي

للرفع


نفع الله بها.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 Aug 2012, 06:19 AM
عبد الصمد بن أحمد السلمي عبد الصمد بن أحمد السلمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: في بلد ممتدة أرجاؤه...وطيب هواءه وماؤه
المشاركات: 351
افتراضي

صفحة ماتعة ، بوركتم

اقتباس:
استأذن رجل على إبراهيم النخعي فقال: "أبا" عمران في الدار؟ فلم يجبه. فقال: أبي عمران في الدار؟ فناداه: قل الثالثة وادخل.
شخصيا أحاول أن أكون مثل هؤلاء مع من لا يعذرون بجهلهم هذه الأمور ، فاللحن قبيح
ففي ترجمة الإمام المحدث العظيم عبد الله بن إدريس الأودي أنه كان لا يحدث من يلحن ، سير أعلام النبلاء للذهبي
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 Aug 2012, 12:27 PM
أبو عبد الرحمن العكرمي أبو عبد الرحمن العكرمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: ولاية غليزان / الجزائر
المشاركات: 1,352
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الرحمن العكرمي
افتراضي

بارك الله فيك أخي حاتم .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الصمد بن أحمد السلمي مشاهدة المشاركة

ففي ترجمة الإمام المحدث العظيم عبد الله بن إدريس الأودي أنه كان لا يحدث من يلحن ، سير أعلام النبلاء للذهبي



شرطك هذا أخي عبد الصمد ضرب من الخيال , و عزم على أمرٍ محال , فما لك إلا أن تتبّع شعف الجبال , و تسكن البراري و الخالية و التلال , و تقطع من أهل المدينة الآمال ,و تبحث لك عن بنت الحلال , تزفها إليك على هودجِ الجمال , وتهنئ منها بودّ و دلال...........(ابتسامة)
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 Aug 2012, 06:29 PM
حاتم خضراوي حاتم خضراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: بومرداس
المشاركات: 1,115
إرسال رسالة عبر Skype إلى حاتم خضراوي
افتراضي

الأخوين عبد الصمد، ومحمد بارك الله فيكما على التفاعل.

أخي عبد الصمد:

اقتباس:
و تبحث لك عن بنت الحلال , تزفها إليك على هودجِ الجمال , وتهنئ منها بودّ و دلال
ما حالك وحالها إلا كحال شنّ و طبقة!!!


اقتباس:
شخصيا أحاول أن أكون مثل هؤلاء مع من لا يعذرون بجهلهم هذه الأمور ، فاللحن قبيح


أعانك الله على مذهبك . ...... ابتسامة.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 Aug 2012, 09:37 PM
عبد الصمد بن أحمد السلمي عبد الصمد بن أحمد السلمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: في بلد ممتدة أرجاؤه...وطيب هواءه وماؤه
المشاركات: 351
افتراضي

شرطك هذا أخي عبد الصمد ضرب من الخيال
ليس شرطا ولا للقتاد خرطا ولا أنا ساحباً ذيلا ولا مرطا
و عزم على أمرٍ محال
ولا عزما ولا حزما ولا للهدلقة تعبيدا ولا هزما
فما لك إلا أن تتبّع شعف الجبال
ذا من سلوكات أهل الحقيقة - زعموا- المخالفين لما كان عليه الأسلاف من الطريقة
و تسكن البراري و الخالية و التلال
حيث الثعالة والعملس ، والنقنق في ربرب الغياطل وربما العرندس ، وأنا في خرتها عمرس
ذكرتني (الخالية )بخالية (بادس) التي سكنها أولاد لطيف من الأثبج من بني هلال بن عامر صعصعة المطعمين الجفنة المدعدعة والضاربين الهام تحت الخيضعة (كما قال لبيد -رضي الله عنه-)
و تقطع من أهل المدينة الآمال
كمن يتشدق بالفرنسية ويرى غيره ممن لا يحسنها متخلفا عن ركب العالمية التقدمية
و تبحث لك عن بنت الحلال
ذات حياء وتخفر ....إلى آخر المقال
تزفها إليك على هودجِ الجمال
حرجوج من ظواعن السباسب عجري وبجري تناسب ليست بذات أنياب ولا مخالب إذا تكر تكر وإذا تفر تفر وإذا تترك تستقر
وتهنئ منها بودّ و دلال
لاسيما يوما مع صيد وفير يوضع مطبوخا في زلحلح ليس بالكبير آكله على فراش وثير...........(ابتسامة)

أعانك الله على مذهبك
لا ليس مذهبا وإنما هو محاولة للتمذهب المقيد بـ (من لا يعذر) وهو قيد جيد . ...... ابتسامة.
تنبيه : (يحدث) في كلام الإمام عبد الله بن إدريس مخصوصة بالحديث النبوي وليست لمطلق الحديث

بإذن الله سأعود لإتحافكم ببعض ما عندي وهو يسير
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 23 Aug 2012, 10:19 PM
حاتم خضراوي حاتم خضراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: بومرداس
المشاركات: 1,115
إرسال رسالة عبر Skype إلى حاتم خضراوي
افتراضي

اقتباس:
بإذن الله سأعود لإتحافكم ببعض ما عندي وهو يسير

رفقا بالفحول!!!!
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 23 Aug 2012, 11:58 PM
أبو عبد الرحمن العكرمي أبو عبد الرحمن العكرمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: ولاية غليزان / الجزائر
المشاركات: 1,352
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الرحمن العكرمي
افتراضي

قال عبد الصمد : لاسيما يوما مع صيد وفير يوضع مطبوخا في زلحلح ليس بالكبير آكله على فراش وثير...........(ابتسامة)

إذًا فلتكن بطلاً , و لا تجعلن سيرك سبهللا , و سعيك عطلاً , و اعزم على ربّات الخدور , و اكف نفسك الفتن و الشرور , و اهنئ بعرسك في سرور و حبور

أو لا فإنّك ميتٌ في صورة حيّ , و محروم في صورة حيي , و انسانٌ بائسٌ عيي..................(ابتسامة)


ملاحظة : ما سبقَ ملاطفة يعرفها صاحبي , بل هي من ردّ الصاع صاعًا , جزاءً وفاقًا , أو تظنني عبدَ الصمد أنسى تهجّمك على في إحدى إبداعاتك ......(ابتسامة).
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 25 Aug 2012, 06:37 AM
عبد الصمد بن أحمد السلمي عبد الصمد بن أحمد السلمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: في بلد ممتدة أرجاؤه...وطيب هواءه وماؤه
المشاركات: 351
افتراضي

من اللحن إلى تصحيف هو تحريف

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فبعد عصر الاحتجاج من أواخر الدولة الأموية بدأ اللحن يكثر في أوساط المتكلمين بالعربية
فصار يسمع من يقول : جاء أبيك ودخل أخاك ومررت بأخوك ، وهي في الحقيقة يسيرة بجانب طامات تصحيف= تحريف معاصرينا
ويزداد الكرب حينما يكون (رواد المنابر) هم من يقصم ظهر اللغة العربية
ففي (أمسِ) فقط (الجمعة) ، حدث أمر هو ''هلاك'' بأتم معنى الكلمة
لماذا؟!!!
كان الخطيب يتحدث عن الذين خلفوا رضي الله عنهم
وجاء بـ (هلاك) ، نعم إنه الـ (هلاك)!!!
هلال بن أمية ، هي عنده (هلاك) بن أمية.!!!..............وهذا الخطيب إذا ذكر له السلفية والسلفيون كأنه أصيب بضربة على رأسه!!! ، فانظروا كيف أذلهم الله

أخرى
خطيب من ألد أعداء الحق يتفوه بكل قذر في سبيل الصد عنه -هداه الله أو قصم ظهره--
تكلم عن حديث (لو دعيت إلى كراع لأجبت) مسنتبطا !!! :
-فيه بيان تواضع النبي صلى الله عليه وسلم
!!!
نعم إنها الذلة من الله سبحانه......
!!!
أتدرون؟ لقد قرأها (كَرَاعٍ) يعني كلمتان ، الأولى : كاف التشبيه ، والثانية (راع) بمعنى راعي الأغنام
!!!

لا أدري أضحك أم أبكي؟
!!!

أما عن خطيب (ابن خزامى) هداه الله كونه (تبليغيا) فحدث ولا حرج
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 26 Aug 2012, 06:13 PM
عبد الصمد بن أحمد السلمي عبد الصمد بن أحمد السلمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: في بلد ممتدة أرجاؤه...وطيب هواءه وماؤه
المشاركات: 351
افتراضي

فإن قال قائل : ما الذلة في التصحيف؟
قلنا : الذلة مكتوبة من الله سبحانه على كل من خالف أمره ومنهم أهل البدع
قال سفيان بن عيينة -رحمه الله-:
" ليس في الأرض صاحب بدعة إلا وهو يجد ذلة تغشاه , قال: وهي في كتاب الله , قالوا: وأين هي من كتاب الله؟ قال: أما سمعتم قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الأعراف: 152] قالوا: يا أبا محمد , هذه لأصحاب العجل خاصة قال: كلا اتلوا ما بعدها {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} [الأعراف: 152] فهي لكل مفتر، ومبتدع إلى يوم القيامة "
ومن إذلال الله سبحانه ومكره بهم إيقاعهم في سمج الأخطاء فضحا لهم ولمعالمهم
ففي (عيون الأخبار) لابن قتيبة أن بشرا المريسي قال: قضى الله لكم الحوائج على أحسن الوجوه وأهنؤها (الصواب :أهنئها)
فكيف يرشح من لا يحسن الإعراب أن يتكلم عن صفات رب العالمين
ومثله أحد المعاصرين ممن نال قصب السبق في الفجور والزيغ (بوروبي) حينما تسمعه يتكلم ينصب المرفوع ويرفع المنصوب ويقلب الطاولة على المجرور ، والعجيب أنه يتهم أهل السنة بعدم حسن الكلام وأنهم لم يقرؤوا الآجرومية والألفية.....
ومثله المجوسي (كمال الحيدري) يقول (النِسائي) .....
وبالمقابل رفع الله أهل السنة فهذا الإمام ابن باز -رحمه الله- يشهد له اللغوي (سليمان العيوني ) أنه لم يسمعه لحن مرة واحدة على كثرة محاضراته ودروسه ، هكذا لفظه
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 26 May 2013, 08:51 PM
حاتم خضراوي حاتم خضراوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2007
الدولة: بومرداس
المشاركات: 1,115
إرسال رسالة عبر Skype إلى حاتم خضراوي
افتراضي

ولعلّي أخي عبد الصمد أحدثك بأعجب من ذلك:

إمام يصلي بالناس التراويح، قنت بهم وكان من بين دعاءه (الذي يقرؤه من الورقة):

اللهم عليك باليهود وأعداء اليهود، اللهم قَنْشِرْهُمْ... يقصد [قِنَا شرَّهم]

فلعلك أخي عبد الصمد تقول خلفه: الله بقلبه لا بلسانه.

لكن القوم من خلفه يؤمّنُون، ولم يفقهوا من دعاءه إلا أنه فسح لهم المجال للتأمين!!!!

فإنا لله وإنا إليه راجعون.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013