تنق بلاشيء شيوخ محارب : تنق الضفادع , أي تصدر نقيقا و هو صوتها , و هي تصدره من غير ما حاجة , و محارب , قبيلة , فكأنه يقول إن شيوخ محارب تنق كالضفادع من غير ما حاجة , ثم زاد في هجاءه لهم فقال :
و ما خلتها كانت تريش و لا تبري : أي لا أظن شيوخ محارب ممن يريشون السهام للحرب , يشير إلى الريش الذي يزين به السهم , و يقال هو لتصحيح مساره كذلك , و قوله : و لا تبري , أي و لا هي بالتي تبري السهام لتكون صالحة فتصيب الهدف فتخرقه , إذ أن السهم غير المبري , و لو أصاب الهدف إلا أنه لا يؤذيه و لا يؤثر فيه.
ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت : أي مثلُ شيوخ محارب الذين لا نرى منهم إلا نقيقا لا يسمن ولا يغني في الحرب شيئا مثلُ الضفادع بالليل تنق و تجيب بعضهما بعضا بالنقيق .
فدل عليها صوتُها حيةَ البحر : و أصل الكلام (دلّ صوتُها حيةَ البحر عليها ) أي أن الضفادع مع نقيقا الفارغ المزعج الذي لا خير فيه و لا نفع فيما يظهر للنّاس, فهي مع هذا الحال لا تكاد تحصن نفسها , بل إن صوتها يدلُ الحية - و هي الأفعى- عليها , فتلتهمها ليلا , فتكون مع عدم رجاء المنفعة فيها سببا في هلاك نفسها .
و الله أعلم .
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن العكرمي ; 17 Aug 2013 الساعة 05:09 PM
|