منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 18 Sep 2017, 02:58 PM
أبو أنس عبد الحميد الليبي أبو أنس عبد الحميد الليبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
الدولة: دولة ليبيا.
المشاركات: 61
افتراضي هذا تعليق مختصر على رسالة أسئلة مهمة لأبناء الأمة في العقيدة (55) سؤال وجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الخلق أجمعين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن صار على نهجهم إلى يوم الدين.
أما بعد.
هذا تعليق مختصر على رسالة أسئلة مهمة لأبناء الأمة في العقيدة (55) سؤال وجواب، نسأل الله تعالى أن ينفع بها كاتبها وقارئها وناشرها إن ربي لسميع الدعاء.
المتن.
س 28 : اذكر أنواع الشرك ؟
ج 28 : الشرك ثلاثة أنواع شرك أكبر- شرك أصغر - شرك خفي.
....................
الشرح
هذا السؤال الثامن والعشرون من الأسئلة المهمة وهو عبارة عن ذكر أنواع الشرك بالله جل وعلا فإن الشرك بالله عز وجل أعظم الذنوب على الإطلاق وأعظم الآثام والظلم كما قال الله تعالى في سورة لقمان : { إِنَّ الشّرْكَ لَظُلْم عَظُيمُ }، وقال تعالى في سورة النساء { وَمَن يُشْرِكْ بِاللهِ فِقِدِ افْتِرِى إِثْمًا عَظِيمًا }، وسئل صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح أي الذنب أعظم عند الله فقال : "أن تجعل لله نداً وهو خلقك"، والشرك هو دعوة غير الله مع الله أو تقول تسوية غير الله بالله، فيما هو حق من حقوق الله وأنواعه ثلاثة شرك أكبر- شرك أصغر - شرك خفي.
فالشرك الأكبر : هو صرف نوع من أنواع العبادة لغير الله أو معه، مثل الدعاء، والخوف الرجاء، والتوكل وغيرها من أنواع العبادة التي لا يجوز صرفها لغير لله جل وعلا، وهو أربعة أنواع.
النوع الأول من أنواع الشرك الأكبر : شرك الدعاء: هو على قسمين دعاء مسألة ودعاء عبادة.
فدعاء المسألة هو دعاء الطلب هو أن يدعو المسلم ربه أن يرزقه الرزق الحسن أو أن يغفر له قال الله تعالى في سورة غافر { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }.
وأما دعاء العبادة أن يتعبد المسلم ربه بسائر العبادات طلباً لثوابه جل وعلا بمثل الصلاة والزكاة والصيام وغيرها من العبادات الصحيحة قال الله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } فمن صرف نوعاً من أنواع العبادة لغير لله فقد كفر كما قال الله تعالى في سورة المؤمنون { وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ }.
النوع الثاني: من أنواع الشرك الأكبر شرك النية والإرادة والقصد: والمقصود من أراد بأعماله الدنيا أو الرياء كأهل النفاق الاعتقادي كما أخبر الله عز وجل عنهم في سورة البقرة : { وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ }.
النوع الثالث من أنواع الشرك الأكبر: شرك الطاعة: قال الله جل وعلا في سورة التوبة : { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}.يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى ورضي عنه كما في مجموع فتاوى ابن قاسم رحمه الله الجزء السابع " وهؤلاء الذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله يكونوا على وجهين : أحدهما : أن يعلموا أنهم بدّلوا دين الله فيتّبعونهم على التبديل، فيعتقدون تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله اتباعاً لرؤسائهم، مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل، فهذا كفر وقد جعله الله ورسوله شركاً وإن لم يكونوا يصلّون لهم ويسجدون لهم، فكان من اتبع غيره في خلاف الدين مع علمه أنه خلاف الدين واعتقد ما قاله ذلك دون ما قاله الله ورسوله مشركاً مثل هؤلاء.
والثاني: أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحلال وتحليل الحرام ثابتاً لكنهم أطاعوهم في معصية الله، كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي، فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب.....انتهى كلامه رحمه الله.
النوع الرابع من أنواع الشرك الأكبر شرك المحبة : قال الله عز وجل كما في سورة البقرة : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ }. والمراد بهذه المحبة محبة العبودية المستلزمة للتعظيم والذل والخضوع التي لا تنبغي لغير الله جل وعلا أما المحبة الطبيعية كمحبة المال والولد ونحو ذلك لا حرج فيها.
يقول العلامة ابن القيم -رحمه الله في كتابه: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي يقول : وهاهنا أربعة أنواع من المحبة يجب التفريق بينها ، وإنما ضل من ضل بعدم التمييز بينها.
أحدها : محبة الله ، ولا تكفي وحدها في النجاة من عذاب الله والفوز بثوابه ، فإن المشركين وعباد الصليب واليهود وغيرهم يحبون الله .
الثاني : محبة ما يحب الله ، وهذه هي التي تدخله في الإسلام ، وتخرجه من الكفر ، وأحب الناس إلى الله أقومهم بهذه المحبة وأشدهم فيها .
الثالث : الحب لله وفيه ، وهي من لوازم محبة ما يحب ، ولا تستقيم محبة ما يحب إلا فيه وله .
الرابع : المحبة مع الله ، وهي المحبة الشركية ، وكل من أحب شيئا مع الله لا لله ، ولا من أجله ، ولا فيه ، فقد اتخذه ندا من دون الله ، وهذه محبة المشركين .
وبقي قسم خامس ليس مما نحن فيه : وهي المحبة الطبيعية ، وهي ميل الإنسان إلى ما يلائم طبعه ، كمحبة العطشان للماء ، والجائع للطعام ، ومحبة النوم والزوجة والولد ، فتلك لا تذم إلا إذا ألهت عن ذكر الله ، وشغلت عن محبته ، كما قال تعالى :{ ياأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله} سورة المنافقون.
وقال تعالى {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} سورة النور. انتهى كلامه رحمه الله.
النوع الثاني من أنواع الشرك الشرك الأصغر: وهو كل شيء أطلق الشارع عليه أنه شرك ودلت النصوص على أنه ليس من الأكبر وهو لا يخرج من الملة ، لكنه ينقص ويقدح في التوحيد وهو وسيلة إلى الشرك الأ‌كبر.
وهو نوعان النوع الأول : شرك ظاهر، وهو ألفاظ وأفعال.
فالألفاظ : كالحلف بغير اللّه مثل أن يحلف بالكعبة أو بالأمانة أو بالرسول - قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : "من حلف بغير اللّه فقد كفر أو أشرك"، وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح"من حلف بالأمانة فليس منا" ،ومن الشرك الأصغر قول : ما شاء اللّه وشئت وقول : لولا الله وفلان والصواب أن يقال : ما شاء الله ثم فلا‌ن ، ولولا‌ اللّه ثم فلا‌ن قال صلي الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما قال رجل : ما شاء الله وشئت ، فقال : "أجعلتني للّه ندّا؟! قل : ما شاء اللّه وحده".
وأما الشرك في الأ‌فعال : فمثل :
لبس الحلقة والخيط لرفع البلا‌ء أو دفعه ومثل تعليق التمائم خوفاَ من العين وغيرها، إذا اعتقد أن هذه أسباب لرفع البلا‌ء أو دفعه فهذا شرك أصغر؛ لأ‌ن الله لم يجعل هذه أسبابا أما إن اعتقد أنها تدفع أو ترفع البلا‌ء بنفسها وتؤثر بنفسها فهذا شرك أكبر، لأ‌نه تعلق بغير الله جل وعلا ويكون شركاً في الربوبية.
النوع الثاني من أنواع الشرك الأصغر.
الشرك الخفي، وهو الشرك في الإ‌رادات والنيات كالرياء كأن يعمل عملاً‌ مما يتقرب به إلى الله، يريد به ثناء الناس عليه ، كأن يحسن صلا‌ته أو يتصدق لأ‌جل أن يمدح ويُثنى عليه والرياء إذا خالط العمل أبطله قال صلى الله عليه وسلم "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأ‌صغر" قالوا : يا رسول اللّه؛ وما الشرك الأ‌صغر قال : "الرياء"، وقوله صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ فقلنا : بلى يا رسول الله فقال : " الشرك الخفي أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجلٍ" ، وقوله صلى الله عليه وسلم : يا أيها " الناس إياكم وشرك السرائر " قالوا يا رسول الله وما شرك السرائر قال : " يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته جاهدا لما يرى من نظر الناس إليه فذلك شرك السرائر".
هذا والله أعلم وصلى الله على بنينا محمد
كتبه / أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.
في يوم الأحد
26 / من شهر ذى الحجة / 1438هـ

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
متميز, توحيد, عقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013