منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 Oct 2017, 10:58 AM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي [تفريغ خطبة جمعة] -الولاء والبراء - لفضيلة الشّيخ أبي عبد الله أزهر سنيقرة -حفظه الله تعالى - بتاريخ 15 من شهر اللّه المحرّم 1439 هـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة .

عباد الله، اتقوا الله تبارك وتعالى حق التقوى، واعلموا أن السعادة في الدنيا، والفوز يوم القيامة لا يكون إلا بالتقوى.
عباد الله، استقيموا على أمر دينكم، فلا سعادة لكم ولا هناء في حياتكم، إلا بالإستقامة على أمر دينكم، بما جاء في كتاب الله، وفي سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، وإياكم والمنكرات، وإياكم ما يسخط عليكم ربكم تبارك وتعالى، التزموا السنة واحذروا البدعة، وكونوا مع الخيرين الطيبين الصالحين، من عباد رب العالمين، واجتنبوا الفاسدين المفسدين، والفاسقين والمبتدعين، فإنهم يضرونكم، فإنهم يصدونكم عن سبيل ربكم تبارك وتعالى.
هذا الدين قوامه على الإيمان، وأوثق عُرى الإيمان كما نطق بذلك نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيما رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره، من حديث البراء بن عازب، وغيره كذلك من أصحاب رسول الله من أمثال عبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وغيرهما رضي الله تعالى عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أوثق عُرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله .
جعلها نبينا صلى الله عليه وسلم ، جعلها هذا النبي الكريم، الذي بعثه الله جل وعلا، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ليبين لهم سبيل الهداية، ويجنبهم سبيل الغواية، هذا النبي الكريم الذي كتب الله جل وعلا الهداية في اتباعه، { وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }الأعراف
أوثق عُرى الإيمان : أوثق الشيئ هو أحكمه، والعُرى جمع عروة، وهي اليد التي تكون في الإناء، أو في الدلو أو في غيره، واستعير بها هنا لما يُتمسك به، ولما كان أصل الدين هو الإيمان، كانت أوثق هذا الإيمان هو هذا الأصل العظيم، هو أصل الولاء والبراء، الذي أُقيمت عليه هذه الملة.

أصل الولاء لعباد الله المؤمنين جميعا، ممن عرفت أو ممن لم تعرف، ممن هو معك أو ممن هو بعيد عنك، وجب عليك ديانة لله تبارك وتعالى، ومن مقتضى إيمانك بالله جل وعلا، أن تحبه وأن تواليه، لا لشيء إلا لأنه مؤمن بالله العظيم، لا لشيء إلا أنه جمعك بينك وبينه هذا الإيمان، الذي هو أساس السعادة وأصلها وفصها، الذي به يدخل الناس الجنان، ويتفاوتون فيها بقدر إيمانهم، الذي من غيره لا يكون دخول جنة أبدا، ولا تتحقق سعادة في الدنيا أبدا، من حُرم الإيمان حُرم الخير كله، حُرم خيري الدنيا والآخرة، هذا الإيمان الذي يجب على المؤمنين جميعا، أن يحققوه وأن يحافظوا عليه وأن يقووه في قلوبهم، أن يتمسكوا بما دلهم عليه ربهم، ونبيهم عليه الصلاة والسلام.

من أسباب تقويته ومن أسباب ثباته في قلوبهم، ومن مثل هذه الأسباب العظيمة، والأحكام الربانية الكبيرة، أن تحقق هذا الأصل، أن تحب، أن تحب لله جل وعلا، ومعنى أن تحب لله، أن تحب بما يحبه الله جل وعلا، في ذلك الشخص الذي أحببته، الله جل وعلا يحب عباده الصالحين، يحب الذين آمنوا واستقاموا على مقتضى إيمانه، يحب أهل التقوى وأهل الخير من عباده المؤمنين، هؤلاء وجب عليك أن تحبهم كذلك، لأنك محب لله ومحب لرسوله عليه الصلاة والسلام، هذه الأمور التي جعلها نبينا صلى الله عليه وسلم، من حققها وجد حلاوة الإيمان، كما جاء في حديث أنس الذي رواه الشيخان، " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، أن يحب المرء لا يحبه إلا لله،وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه،كما يكره أن يقذف في النار".
ثلاثة هي عظيمة، هي عظيمة عند الله جل وعلا، أن تحقق المحبة الواجبة المطلوبة، أن تحب الله عز وجل، أن تحب الله تبارك وتعالى، وأن تحب نبيه وحبيبه وخليله، ليس هذا فحسب، بل أن تكون هذه المحبة أعظم من كل محبة، حتى من محبتك لنفسك، ومحبتك لأقرب الناس إليك، "حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين".
إذا تحققت هذه المحبة في قلوب المؤمنين، وليس هذا إلا للمؤمنين، فإن المؤمن بعد ذلك، حبه يُبنى على هذا الأساس، لا يحب إلا في الله، هذا الحب الذي يتعبد به ربه تبارك وتعالى، لا الحب الطبيعي الذي جُبل الناس عليه.
أن يحب في الله، والحب في الله لا يتحقق إلا بالبغض فيه كذلك، أن تحب في الله وأن تبغض في الله، أن تحب من أحب الله، وأن تبغض من أبغض الله، إذا أحببت ولم تبغض، ما حققت هذا الأصل، الذي هو أصل الولاء والبراء، الذي مبناه على هذين الأمرين العظيمين.


الحمد لله على نعمة الإيمان، والفضل له جل وعلا وحده، أن هدانا إلى سبيله، وأن وفقنا إلى منهج وطريق نبيه عليه الصلاة والسلام، الذي تعبدنا الله جل وعلا باتباعه، واتباع هديه، وتعظيمه، وتعظيم سنته، وتعظيم سنته من تعظيم شعائر الله، { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } الحج.
وروى الإمام أبو داوود عليه رحمة الله في سننه، من حديث أبو أمامة رضي الله تعالى عنه، أن نبينا عليه الصلاة والسلام قال: "من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان.

مفهوم هذا الحديث : أن من أحب لغير الله، ومن أبغض لغير الله، ومن أعطى لغير الله، أعطى رياءا وسمعة، أعطى قضاء لمصالح، منع لغير الله، منع لحظوظ نفسه، منع لهوى في قلبه، هذا ما تحقق فيه الشرط، ولهذا ما استكمل الإيمان، تصديقا لكلام نبينا عليه الصلاة والسلام، وجعل الأصل الأول هو أن يحب لله، وأن يبغض لله، هذه المحبة إذا كانت على هذا الأساس، تحقق مُراد الله جل وعلا فينا، وكنا أمة واحدة مجتمعة على الحق المبين، معتصمين بحبل الله، كما أمرنا الله جل في علاه،{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}آل عمران.
هذا الاعتصام لا يتحقق إلا بالتمسك، هذا التمسك لا يتحقق إلا بأصلي الولاء والبراء، أن نحب المؤمنين جميعا، ومحبتنا لهم بقدر إيمانهم واستقامتهم على أمر ربهم تبارك وتعالى، والتزامهم بهدي نبيهم صلى الله عليه وسلم، نحب أوليائه نحب المعظمين لسنة نبيه، نحب الداعين إليها، المبينين لها، نحب الذين يعظمون أمر الله جل وعلا، وأمر نبيه عليه الصلاة والسلام، هذه المحبة تسري في عروقنا، وهذا الذي نعتقد أنه من تمام إيماننا بربنا عز وجل وعلا.

لتحقيق هذا الأصل مظاهر تظهر على الإنسان، الذي يوالي أو الذي يخالف أمر النبي عليه الصلاة والسلام، ولا يحقق البراء من المشركين، لا يتبرأ منهم باعتقاده، ولا بأقواله، ولا بحاله الذي يخالف أمر النبي، ويقيم مع المشركين في بلادهم، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: أنا برئ من كل مسلم يقيم بين ظاهرني المشركين.
نحن لا نتكلم من عند أنفسنا، ولا نتكلم بأهوائنا، ولا نتكلم من أفكارنا، أو تبعا لأئمتنا الذين قد يخالفون أمر نبينا عليه الصلاة والسلام، لا نتكلم إلا بقول ربنا، وحديث نبينا عليه الصلاة والسلام.
وهذا الأصل هو الذي ينبغي أن يكون عليه سائر المسلمين، وهو أساس الحب في الله، والبغض في الله، من أقام بينهم لا يمكنه أن يحقق هذا الأصل، وهو يُعايشهم، يُصبح عليهم ويُمسي عليهم، يجالسهم يُآكلهم، أنى له أن يتبرأ منهم، ولهذا من تحقيقه لهذا الأصل أنه يهاجر من هذه البلاد الكافرة، إلى البلاد المسلمة، تحقيقا لهذا الأصل.

من مظاهر عدم المولاة للمؤمنين، والمعاداة للمشركين، بل من مظاهر موالاة المشركين، تشبهنا بهم، وإحياؤنا لأعيادهم، وتعظيمنا لمبادئهم، هذا كله من موالاتنا لهم، حتى أصبحت هذه ظاهرة من الظواهر، بل أصبحت هي الأصل في أبنائنا وشبابنا، حتى أصبح من كان شريعة الرحمن، محافظا على أمر الله جل وعلا، هو المخالف وهو المنبوذ، قد تُمنع بناتنا من مدارسنا التي هي على هذه الارض المسلمة، والتي تبقى كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها، رغم أنوف العلمانيين الحاقدين، تُمنع بناتنا في مدارسنا، أن يدخلن المدارس وهن بالحجاب، أيعقل هذا ؟ أيعقل هذا ؟ على أرض استشهد فيها الملايين، لأجل رفع راية لا إله إلا الله.
نعوذ بالله جل وعلا من الخذلان، ونسأل الله تبارك وتعالى، أن يكفينا شر هؤلاء الأشرار، شر هؤلاء الأشرار الفجار، الذين لا يريدون الخير لنا ولا لأبنائنا، ولهذا قال علماؤنا : لا يجتمع الإيمان واتخاذ الكافرين أولياء، في القلب أبدا.
لا يجتمع ايمان بالله، ومولاة أعداء الله في قلب رجل واحد أبدا، مصداقا لقوله تبارك وتعالى{تَرَىٰ كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} المائدة.

نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية، فتحقيق الإيمان لا يُستكمل إلا بهذا الأصل العظيم، فحققوا أصل الولاء والبراء، واجعلوا حبكم في الله وبغضكم في الله، تنالون مرضاة ربكم.

نسأله جل وعلا أن يرضى عنا، وأن يوفقنا لأسباب مرضاته، وأن يعيننا على طاعته، وأن يكفينا وإخواننا المسلمين في كل مكان، شر هؤلاء الأشرار ، وعداوة أولئك الفجار، إنه سميع مجيب.
كما نسأله تبارك وتعالى، أن يوفق ولي أمرنا لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقه البطانة الصالحة والنيرة، التي تدله على الخير، إنه سميع مجيب.
أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

-------------------------------------------
إنتهى

جزى الله خيرا من قام بتفربغ الخطبة


مصدر الصوتية من هنا
http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=21816


التعديل الأخير تم بواسطة نسيم منصري ; 12 Oct 2017 الساعة 02:55 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, الولاءوالبراء, سنيقرة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013