[صوتية وتفريغها] لا تعلو قدرك يا طالب العلم للشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله

[أم صهيب السلفية]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وبهذا يا أخوة تعرفون فقه علمائنا رحمهم الله عز وجل،كيف أنهم يفهمون التوحيد فهما دقيقا،فإن الناظر من أمثالنا،لو قرأ هذه الآية إبتداءا،قد لا يظهر له هذه المناسبات العظيمة للتوحيد،وهذا يدلك يا طالب العلم،أنك بحاجة إلى العلماء،لا يوجد طالب علم يستغني عن العلماء،يقول أنا الحمد لله تجاوزت القنطرة،الآن آخذ من المعين من الكتاب والسنة،أنت بحاجة إلى أهل العلم لتفهم ما في الكتاب والسنة.

والمعلوم أيها الإخوة،أنه لا يأخذ من الكتاب والسنة إلا المجتهد فيما لم يمضي القول فيه من الأحكام.
لا يستنبط من الكتاب والسنة الأحكام،إلا المجتهد فيما لم يمضي القول فيه من الأحكام،أما ما بُحث وانتهى وفرغ منه العلماء،فلا يجوز إحداث قول جديد فيه،لكن النازلة الجديدة إنما يستنبطها المجتهدون.
ولذلك من خطأ بعض طلاب العلم،الذين لم يصلوا إلى درجة الاجتهاد ولو الجزئي،لأن الاجتهاد نوعان:

مطلق في الشريعة كلها.
وجزئي ولو في مسألة.

بعض طلاب العلم لم يصل إلى درجة الاجتهاد ولو الجزئي،ومع ذلك إذا نزلت نازلة في بلده،لو وقعت في زمن الصحابة،لاجتمع لها كبار الصحابة يُبادر بالفتوى فيها.

ولذلك مما يحزن قلبي جدا،أني أجد بعض طلاب العلم،الذين لم يصلوا إلى درجة الاجتهاد يقينا،يُفتون المسلمين في بلدانهم في الدماء،في أمور عظيمة،يُفتون المسلمين في أمور يعني ينبغي أن يجتمع لها المجتهدون.

وهذا لا يجوز،مهما تكالب الناس عليك،مهما أصبح الناس يتصلون بك ويسألونك لما عندك من علم،لا يجوز لك أن تعلو قدرك،لا يجوز لك أن ترتفع فوق قدرك.

المسائل الكبيرة العظيمة،التي تؤثر في الأمة تأثيرا عظيما،إنما يُرجع فيها إلى العلماء الكبار،والواجب أن يُرجِع طالب العلم فيها الناس إلى العلماء الكبار،وألا يتكبر ويقول لماذا لا أُشارك أنا ؟ أنا يا أخي أفهم،أنا يا أخي أعرف،أنا أدلي بدلوي.

لا يا أخي هذا دين الله،هذا مبني على الهدى على ما دل عليه الكتاب والسنة،والمرجع في هذا في بيان هذه النوازل،إلى العلماء الكبار،إلى أهل الاجتهاد الذين تأهلوا في هذه المسائل.

وأنا أحسب أن كثيرا من الشر العام الذي يقع بين المسلمين اليوم،سببه تقدم الصغار على الكبار.

ولذلك نجد شبابا صغارا في سنهم صغارا في عقولهم،يقدمون ويؤخرون في الشؤون العامة للأمة.
ويكتبون التغريدات والبيانات،يسودون صحف الفيس بوك وغيرها ببيانات يتزعمون فيها، وهم لا زالو صغارا في سنهم،صغارا في عقولهم صغارا في علمهم،هذا سبب الشر،وسبب الداء وسبب البلاء.

إذا لم نربي طلابنا،إذا لم نربي أنفسنا،قبل طلابنا على الرجوع إلى العلماء الكبار،وأن نعرف قدرنا،وأن يعرف كل واحد قدره،ومقامه الذي يتكلم فيه،وأن نعرف لمن سبقنا فضله وجهاده وقدره وعلمه،يأتي اليوم شاب ما تجاوز الثلاثين،ما عرف التدين إلا قبل سنتين أو ثلاث سنين،ثم يتكلم عن شيخ ربما كان يدعو إلى التوحيد والسنة،ومنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم،قبل أن يولد هذا الشاب ويقول:نقول لزميلنا وأخينا،وننصح أخانا وينبغي على أخينا ونحو ذلك.

ما تعلموا الأدب ما عُلموا الأدب،ينبغي أيّها الإخوة أن نُعلم أنفسنا نحن قبل غيرنا الأدب،الأدب الشرعي الأدب مع العلماء الكبار،وأن نعلم طلابنا هذا الأمر.

يا أخي أنت بحاجة إلى العلماء،ولو أُعطيت كرسيا في المسجد النبوي تُدرس فيه،أنت بحاجة إلى العلماء،لو أصبحت أستاذا في الجامعة أنت بحاجة إلى العلماء.

لا يزال الواحد منا بحاجة إلى العلماء الحق،إلى العلماء الربانيين،إلى علماء السنة مادام حيًا.
نسأل الله أن يكرمنا وإياكم بالأدب والعلم.


ـــــــــــــــــ

انتهى

تفريغ أم صهيب السلفية

مصدر التفريغ:


https://www.youtube.com/watch?v=OFpf...ature=youtu.be