منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 20 Mar 2017, 12:10 PM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي ردّ المحدّث بكر بن حماد التاهرتي على عمران بن حطان ، و التّرجمة له

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و على آله و صحبه و من تبعه ، و بعد :
فأغلبنا يعلم أنّ الخليفة الرّاشد و الأمير الزاهد ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قتله أشقى الآخِرين و أوبق الخاسرين ، عبد الرحمن بن ملجم المرادي ـ عليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ـ عَدِيلُ أُحَيْمِرِ ثمود قدار بن سالف ، فكان الأوّل شرّ خلف لشرّ سالف ، الغادر الفتّاك ، و الخارجيّ الأفاك ، و كان ممن أثنى على غدرته و بطشته ، الخارجي الخبيث و الشاعر الغثيث ، عمران بن حطان الرّقاشي ، فقال ـ لعنه الله ـ

لله درّ المرادي الذي سفكت ... كفّاه مهجة شرّ الخلق إنسانا
أمسى عشيّة غشّاه بضربته ... ممّا جناه من الآثام عريانا
يا ضربةً من تقيٍّ ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إنّي لأذكره حيناً فأحسبه ... أوفى البريّة عند الله ميزانا


و قد يعرف كثير منا أن القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الشافعي على عمران بن حطان بأبيات قال فيها:

إني لأبرأ مما أنت قائله ** عن ابن ملجمٍ الملعونِ بهتانا
يا ضربة من شقي ما أراد بها ** إلا ليهدم للإسلام أركانا
إني لأذكره يوماً فألعنه ** دنيا، وألعن عمراناً وحِطَّانا
عليه ثم عليه الدَّهْر متصلاً ** لعائن الله إسراراً وإعلانا
فأنتما من كلاب النار جاء به ** نص الشريعة برهاناً وتبيانا
وزاد بعضهم على هذه الأبيات بيتاً آخر وهو:
عليكما لعنة الجبار ما طلعت ** شمس، وما أوقدوا في الكون نيرانا

... لكنّ أكثرنا لا يعلم أن محدثا ثقة مأمونا و فقيها و أديبا و شاعرا جزائريا من تاهرت (تيارت) ردّ على عمران بن حطّان و عارضه ، بأبيات جزلة صحاح ، فيها أمثال طعن الرّماح ، بل أشدّ من فلق الصِّفاح ، قائلا :

قل لابن ملجم والأقدار غالبةٌ ... هدمت ويحك للإسلام أركانا
قتلت أفضل من يمشي على قدمٍ ... وأوّل الناس إسلاماً وإيمانا
وأعلم الناس بالقرآن ثم بما ... سنّ الرسول لنا شرعاً وتبيانا
صهر النبيّ ومولاه وناصره ... أضحت مناقبه نوراً وبرهانا
وكان منه على رغم الحسود له ... مكان هارون من موسى بن عمران
وكان في الحرب سيفاً صارماً ذكراً ... ليس إذا لقي الأقران أقرانا
ذكرت قاتله والدمع منحدرٌ ... فقلت: سبحان ربّ الناس سبحانا
إنّي لأحسبه ما كان من بشرٍ ... يخشى المعاد ولكن كان شيطانا
أشقى مرادٍ إذا عدّت قبائلها ... وأخسر الناس عند الله ميزانا
كعاقر الناقة الأولى التي جلبت ... على ثمود بأرض الحجر خسرانا
قد كان يخبرهم أن سوف يخضبها ... قبل المنيّة أزمانا فأزمانا
فلا عفا الله عنه ما تحمّله ... ولا سقى قبر عمران بن حطّانا
لقوله في شقيٍ ظلّ مجترمااً ... ونال ما ناله ظلما وعدوانا:
" يا ضربةً من تقيٍّ ما أراد بها ... إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا "
بل ضربةٌ من غويٍّ أوردته لظىً ... فسوف يلقى بها الرحمن غضبانا
كأنّه لم يرد قصداً بضربته ... إلا ليصلى عذاب الخلد نيرانا

و لمن لم يعرف المترجم له بعد ، فهو أبو عبد الرحمن بكر بن حماد التاهرتي، و انتشرت هذه الأبيات في المشرق و المغرب ، و قيدتها كثير من كتب التاريخ و الأدب عند ذكر الفتكة الغادرة ، و الفعلة الفاجرة ، فممن ذكرها :
1_ أبو عمر يوسف بن عبد البر القرطبي (ت 463هـ) في الإستيعاب في معرفة الأصحاب ( 1128 / 3 )
2_ أبو العباس أحمد بن عبد السلام الجرّاوي التادلي (ت 609هـ) في (الحماسة المغربية) مختصر كتاب صفوة الأدب ونخبة ديوان العرب ( 795 / 2 )
3_ أبو الحسن علي بن أبي الكرم ابن الأثير (ت 630هـ) في الكامل في التاريخ
4_ محمد بن أبي بكر الأنصاري التلمساني المعروف بالبُرّي (المتوفى: بعد 645هـ) في الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة ( 270 / 2 )
5_ أحمد بن عبد الوهاب شهاب الدين النويري (ت 733هـ) في : نهاية الأرب و فنون الأدب ( 5 / 383 )
6_ مغلطاي بن قليج بن عبد الله البكجري (ت762هـ) في إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرّجال ( 340 / 8 )
7_ صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي (ت 764هـ) في الوافي بالوفيات ( 174 / 18 )
8_ أبو الفضل زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي (ت 806هـ) في التقييد و الإيضاح شرح مقدمة ابن الصّلاح ( 309 / 1 )
9_ شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت 902هـ) في فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي ( 124 / 4 )
10_ عبد القادر بن عمر البغدادي (ت 1093هـ) في خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب ( 352 / 5 )
11_ عبد الملك بن حسين الشافعي المكي(ت 1111هـ) في سمط النّجوم العوالي في أبناء الأوائل و التوالي
12_ شمس الدين أبو العون محمد بن أحمد السفاريني الحنبلي (ت 1188هـ) في لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية ( 350 / 2 )
12_ محمَّد الخَضِر بن سيد عبد الله بن أحمد الجكني الشنقيطي (ت 1354هـ) في كوثَر المَعَاني الدَّرَارِي في كَشْفِ خَبَايا صَحِيحْ البُخَاري ( 442 / 3 )
13_ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي (ت 1393هـ) في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن ( 126 / 3 ) ذكر الأبيات و جزّى قائلها خيرا و لم يسمّه و لم ينسبه

( هذه المصادر جمعتها من الموسوعة الشاملة و أرقام الصفحات موافقة للمطبوع ـ على حد قولهم ـ )

و ذكرها كثير من الرّوافض في كتبهم و مواقعهم و لم يشيروا إلى قائلها و لو من طرف خفي لأنه من أهل السّنة ، قاتل الله الضّلال ما أشقاه بأهله ، و أشقى أهله به .
و قد ذكر له النويري أبياتا أخرى في نهاية الأرب و فنون الأدب ، فقال :
وكان علي رضي الله عنه كثيراً ما يقول: ما يمنع أشقاها - أو ما ينتظر أشقاها أن يخضب هذه من دم هذا - ويشير إلى لحيته ورأسه - خضاب دمٍ لا خضاب عطر ولا عبير؟.
وروى عمرو بن شبة عن أبي عاصم النبيل وموسى بن إسماعيل عن سكين بن عبد العزيز العبدي، أنه سمع أباه يقول: جاء عبد الرحمن بن ملجم يستحمل عليا فحمله، ثم قال:
أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد
أما إن هذا قاتلي. قيل: فما يمنعك منه؟ قال: إنه لم يقتلني بعد.
وأتى علي رضي الله عنه فقيل له: ابن ملجم يسم سيفه، ويقول إنه سيفتك بك فتكةً يتحدث بها العرب. فبعث إليه فقال له: لم تسم سيفك؟ قال لعدوي وعدوك. فخلى عنه.
وفي كلام علي رضي الله عنه يقول بكر بن حماد

وهزّ عليٌّ بالعراقين لحيةً ... مصيبتها حلّت على كلّ مسلم
فقال: سيأتيها من الله حادث ... ويخضبها أشقى البريّة بالدّم
فباكره بالسيف شلّت يمينه ... لشؤم قطام عند ذاك ابن ملجم
فيا ضربةً من خاسرٍ ضلّ سعيه ... تبوّأ منها مقعداً في جهنّم
ففاز أمير المؤمنين بحظّه ... وإن طرقت فيه الخطوب بمعظم
ألا إنّما الدنيا بلاءٌ وفتنةٌ ... حلاوتها شيبت بصابٍ وعلقم

نهاية الأرب في فنون الأدب . ( 5 / 380 )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

و هذه ترجمة وجيزة لهذا العلم الجزائري الفحل ، و الكوكب الدّرّي الأصل ، صاحب الشعر الفاخم الجزل ، و الجواب الحاضر الفصل ، المحدث الحافظ ، و المسند الرّحالة ، و الفقيه البحر ، و الأديب الشاعر ، [ أبو عبد الرحمن بكر بن حماد بن سهل (وقيل بن سهر) بن إسماعيل الزناتي أصلا والتيهرتي نشأة ودارا ووفاة ، ولد بمدينة تيهرت (تيارت) عاصمة الرستميين سنة 200 هجرية ، وبها تلقى دروسه الأولى عن طريق جلة علمائها ومحدثيها وفقهائها ، إلى أن بلغ سن السابعة عشر حيث غادر بعدها مدينته تيهرت نحو إفريقية والمشرق ، فتوقف بالقيروان ، وأخذ عن أكابر علمائها وبالخصوص عون بن يوسف الخزاعي و الإمام سحنون بن سعيد التنوخي صاحب المدونة ، ثمَّ انتقل إلى مصر التي لم يطل مقامه بها، ثم قصد البصرة و الكوفة حيث أخذ عن محدثيها مثل عمر بن مرزوق البصري و أبي الحسن البصري و بشر بن حجر و أبي حاتم السجستاني و إسحاق بن راهويه و مسدّدبن مسرهد ـ شيخ البخاري ـ الذي سمع منه المسند،و غيرهم وعن علمائها مثل الرياشي وابن الأعرابي ـ تلميذ الأصمعي ـ ، و قصد عاصمة الخلافة العباسية بغداد فاتصل بالخليفة المعتصم ومدحه بأشعار رائقة فأكرمه الخليفة وأخلع عليه من الجوائز الكثير ، كما كانت بينه وبين دعبل الخزاعي بعض الحوادث ، ولقي أبا تمام حبيب بن أوس الطائي ، و علي بن جهم الخراساني .
بعد هذه الرحلة العلمية، و ملاقاة علماء الحديث و أعلام الأدب و الشعر ، عاد بكر بن حماد إلى المغرب العربي ليستقر في أول أمره بمدينة القيروان التي كانت تحت حكم الأغالبة، فاشتغل بالتدريس في مسجدها الجامع و قصده طلاب العلم و محبي الحديث الشريف للسماع منه ، كما سمعوا منه دواوين شعراء المشرق ، و من تلاميذه فيها أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم صاحب "كتاب المحن"، و محمد بن صالح المعافري و غيرهم ، لكن مقامه بالقيروان لم يدم طويلا، فقد تركها هاربا إلى بلاده تيهرت بعد أن كثرت ضده الوشايات إلى الأمير إبراهيم بن أحمد الأغلبي حاكم إفريقيا بأنه يذكره في مجالسه و بصفه بالظالم و الفاسق، فتوعده خاصة بعد رفضه و تشنيعه على الأمير و من يرى رأيه في مسألة خلق القرآن الكريم بعد اعتناقهم لآراء و أقوال فرقة المعتزلة في هذه المسألة، بينما اعتصم بكر بن حماد و كثير من أهل القيروان بأقوال أهل السنة والجماعة ورفضوا رأي المعتزلة وتعاليمها، ويروي تلميذه أبو العرب في " كتاب المحن " في باب " أخبار المحنة في خلافة مأمون" بأنه ينقل أخبار وآراء و أقوال علماء السنة عن طريق بكر بن حماد عن شيوخه، و أنقل لكم منها على سبيل المثال قوله في ( المحن لأبي العرب: 1/459) : " ... وحدثني بكر بن حماد قال حدثنا موسى بن الحسن قال حضرت أبا نعيم الفضل بن دكين بالكوفة سنة سبع عشرة ومائتين ويحيى بن عبد الحميد الحماني وأحمد بن عبد الله بن يونس في مشائخ من أهل الكوفة عددا فقرأ عليهم ابن أبي العباس والي الكوفة كتاب المأمون في المحنة فقال أبو نعيم أستوجب من قال هذه المقالة أن يصفع في قفاه ، أبعد مجالسة الثوري ومسعر بن كدام ومالك بن مغول وسليمان الأعمش، لقد شاركت الثوري في نيف أو أربعة عشر من رجاله ممن روى عنهم وجماعة ممن شاهد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. أكفر بالله؟
فقال يحيى بن عبد الحميد الحماني هذا يوم له ما بعده وأنتم بقية هذا العلم باب بين هذه الأمة وبين نبيها ، هذا الكفر بالله لا نسمعه ولا نقر به...".
هرب بكر بن حماد من القيروان فارا بدينه و حياته وكان يرافقه في رحلته ابنه أبو بكر ، وفي الطريق إلى موطنه وعلى مقربة من تيهرت تعرض لهما اللصوص ، فهاجموهما لكنهما دافعا عن نفسيهما و لكن اللصوص تغلبوا عليهما ، فأصيب بكر بن حماد بجراحات بليغة وقُتِلَ ابنه أمام عينيه في منظر مفجع عام295هـ ، كما سلب اللصوص كل ما وجدوه من مال و متاع ، قد وتركت هذه الحادثة أثرًا بالغاً في نفس مترجمنا ظل يمزق أحشاءه عامًا كاملاً ،وظل على هذه المعاناة حتى توفاه أجله في سنة 296هـ.
وقد رثاه بقصيدة مؤثرة و حزينة تعد من عيون الشعر العربي في الرثاء وهذه بعض أبيات القصيدة التي رثى بها ابنه:

بكيت على الأحبة إذ تولوا ... و لو أني هلكت بكوا عليَّا
فيا نسلي بقاؤك كان ذخرا ... وفقدك قد كوى الأكباد كيَّا
كفى حزنا بأنني منك خلو ... و أنك ميت وبقيت حيَّا
دعوتك بابنيَّ فلم تجبـني ... فكانت دعوتي يأسًا عليَّا
ولم أكُ آيسًا فيئست لمَّـا ... رميت الترب فوقك من يديَّا
فليت الخلق إذ خلقوا أطالوا ... و ليتك لم تكُ يا بكر شيَّا
تسرُّ بأشهرٍ تمـر سراعًـا ... و تطوي في لياليهن طيَّا ...
فلا تفرح بدنيا ليس تبقـى ... و لا تأسف عليها يا بنيَّا
فقد قطع البقاء غروب شمس ... و مطلعها عليَّ يا أخيَّا
وليس الهم يجلوه نهـار ... تدور له الفراقد والثريَّا

وصل مترجمنا الى تيهرت مكسور الجناح ، حزينا، مكلوما، عليلا يعاني آلام الفقد، فاعتزل الناس فترة يداوي فيها جراحاته، ويبث همومه وأحزانه لنفسه المفجوعة بأقرب الناس إليه في قصائد رثاء يخفف بها لواعج نفسه و يبرد فيها حرقة كبده، ووصل خبره و تسامع به أهل تيهرت و علمائها فقصدوه يخففون عنه و يعزونه في فقده ابنه ، وطلبوا منه أن يسمعهم حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم، فأجابهم إلى طلبهم، وعقد مجالس الرواية و السماع ، يشرح فيها الحديث الشريف بطريقة بارعة، و يتدرج فيه بأسلوب تعليمي مشوق ، و يحلي مجالسه بإنشاده لأبيات شعرية في الزهد و الوعظ، فتسامع به طلاب العلم و محبي الحديث الشريف، فشد إليه طلاب العلم و الشيوخ الرحال من مختلف أقطار المغرب العربي و من الأندلس، فاستفادوا منه و من علمه، فكان مما أملاه و أخذه عنه علماء المغرب و الأندلس حديث مسدد بن مسرهد في عشرة أجزاء كما ذكر ذلك تلميذه الحافظ المحدث قاسم بن أصبغ.
وقد ذكر المحدث أبو الفضل أحمد بن قاسم التاهرتي عن والده لما كان يدرس عند مترجمنا، أنه كان لا يزيده عن أربعة أحاديث في اليوم فقال كما جاء في ( التكملة لكتاب الصلة لابن الابار:2/81 ):" ... وكان بكر بن حماد يكتب في كل يوم أربعة أحاديث ويقول لا تأتيني إلا وقد حفظتها، حكى ذلك ابنه أبو الفضل وقرأته بخط أبي عمر بن عبد البر".
شيوخه و أساتذته :
لقي مترجمنا الكثير من أعلام الحديث الشريف، و الأدباء و اللغويين و الشعراء ، فحضر مجالسهم و أخذ عنهم و سأقتصر على ذكر أشهرهم:
1- مسدد بن مسرهد (ت 228): الحافظ الحجة أبو الحسن الأسدي، بصرى ثقة يكنى أبا الحسن، سمع جويرية بن أسماء وحماد بن زيد ويزيد بن زريع وطبقتهم. روى عنه أبو زرعة والبخاري وأبو داود وإسماعيل القاضي وأبو خليفة الجمحي. وخلق. قال يحيى القطان: لو أتيت مسددا لأحدثه لكان أهلا. وقال ابن معين: هو ثقة ثقة. وقال أبو حاتم: أحاديثه عن القطان عن عبيد الله بن عمر كالدنانير، كأنك تسمعها من النبي صلى الله عليه وآله وسلم
2- نعيم بن حماد نعيم بن حماد الخزاعى المروزى ( ت سنة 228 هـ) الإمام الشهير أبو عبد الله الخزاعي المروزي الفرضي الأعور نزيل مصر، سمع إبراهيم بن طهمان و أبو حمزة السكري وعيسى بن عبيد الكندي وخارجة بن مصعب وابن المبارك وهشيم وخلق كثير. وروى عنه البخاري مقرونا بآخر والدارمي وأبو حاتم وبكر بن سهل الدمياطي وخلق خاتمتهم حمزة محمد الكاتب. حمل في الفتنة هو والبويطى مقيدين في خلافة المعتصم فابى أن يقول بخلق القرآن فحبس ومات وهو مسجون .
3- ابن الاعرابي ( ت 231هـ) : إمام اللغة، أبو عبد الله، محمد بن زياد بن الاعرابي الهاشمي، انتهى إليه علم اللغة، والحفظ.له مصنفات كثيرة أدبية، وتاريخ القبائل، وكان صاحب سنة واتباع.
4- بهلول بن عمر بن صالح ( ت 233 هـ) الفَرْدَمي، روى عن أبيه ومالك وغيرهما روى عنه عبد الله بن صالح بن بهلول وعثمان بن أيوب ، وذكر أبو العرب في تاريخ إفريقية أنه يروي أيضا عن الليث وابن لهيعة، قال بكر بن حماد أكره أن أفصح بالرواية عنه لزهادة الناس فيه، وقال أبو بكر المالكي في علماء إفريقية اختلف الناس فيه فبعضهم ضعفه ووثقه بعضهم وكان صدوقا في حديثه.
5- إسحاق بن إبراهيم، يعرف بإسحاق ابن راهويه (ت سنة 238 هـ): الإمام الحافظ الكبير أبو يعقوب التميمي الحنظلي المروزي، نزيل نيسابور وعالمها بل شيخ أهل المشرق،سمع من ابن المبارك وهو صبي وجرير بن عبد الحميد وعبد العزيز بن عبد الصمد العمى وفضيل بن عياض وعيسى بن يونس و الدراوردي وطبقتهم. وعنه الجماعة سوى ابن ماجه. وأحمد وابن معين وشيخه يحيى بن آدم والحسن بن سفيان وأبو العباس السراج وخلق كثير. وعن أحمد قال: لا أعلم لإسحاق بالعراق نظيرا. وقال النسائي: إسحاق ثقة مأمون إمام. وقال أبو زرعة: ما رئي أحفظ من إسحاق.
6- زهير بن عباد بن مليح بن زهير الرواسي (ت سنة 238)) الكوفي ابن عم وكيع ابن الجراح بن مليح أصله كوفي. وحدث بمصر ودمشق عن مالك وسفيان بن عيينة وابن المبارك ، روى عنه محمد بن عبدالله بن عمار وقال كان ثقة وأبو حاتم الرازي ووثقه أبو زرعة الدمشقي وأبو الزنباع روح بن الفرج وأحمد بن أبي الحواري وابو عبد الملك البسري وعبد الرحمن ابن القاسم الرواسي والحسن بن الفرج الغزي وقاسم بن عثمان والحسين بن حميد العكي وآخرون. قال صالح جزرة صدوق. وعنه الحسن بن سفيان وآخرون ووثقه أبو حاتم ،وذكره ابن حبان في الثقات قال يخطئ ويخالف وقال ابن عبد البر ثقة.(6)
7- أبو سعيد سحنون بن سعيد بن حبيب التنوخي ( ت 240 هـ): واسمه عبد السلام، و سُحنون لقب له، وسمي "سحنون " باسم طائر حديد النظر، لحدته في المسائل، صاحب "المدونة " المشهورة في الفقه المالكي، أخذ سحنون العلم بالقيروان عن مشائخها، وسمع في رحلته إلى مصر والحجاز.
كان سحنون ثقة حافظاً للعلم. اجتمعت فيه خلال قلّما اجتمعت في غيره. الفقه البارع والورع الصادق، والصرامة في الحق،والزهادة في الدنيا،ومناقبة كثيرة .
8- أبو حاتم السجستاني ( ت سنة 255 هـ) : الإمام العلامة أبو حاتم سهل بن محمد بن عثمان السجستاني ثم البصري المقريء النحوي اللغوي صاحب التصانيف ، تصدر للاقراء والحديث والعربية.
وتخرج به أئمة في الحديث و العربية ، وكان جماعة للكتب يتجر فيها.
وله باع طويل في اللغات والشعر ، والعروض، والنحو.

تلاميذه:
لقد رأينا كيف أن مترجمنا جلس للتدريس و عقد حلقات السماع في كل من القيروان ثم في تيهرت و أنه كان مقصد طلاب العلم و الأدب ، و لذلك فقد عددت كتب التراجم الكثير من تلامذته و ممن أخذ عنه خاصة في علم الحديث الشريف رواية و دراية ، و هذه تراجم مختصرة لبعض تلامذته:
1 - قاسم بن عبد الرحمن بن محمد التميمي التاهرتي البزاز ( حوالي سنة 322هـ): والد المحدث أبي الفضل أحمد بن قاسم من أهل تاهرت نشأ بها وطلب العلم عند بكر بن حماد و سمع منه الحديث الشريف و الفقه و الشعر ، وكان بكر بن حماد يكتب له في كل يوم أربعة أحاديث ويقول لا تأتيني إلا وقد حفظتها، حكى ذلك ابنه أبو الفضل وقرأته بخط أبي عمر بن عبد البر ودخل الأندلس في سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وجاء بابنه أبي الفضل هذا إلى قرطبة وهو ابن تسع سنين "
2- قاسم بن أصبغ بن محمد البياني ( ت سنة 340 هـ) أبو محمد مولى الوليد بن عبد الملك، إمام من أئمة الحديث حافظ مكثر مصنف، سمع محمد بن وضاح، ومحمد بن عبد السلام الخشني، وجماعة، ورحل فسمع إسماعيل بن إسحاق القاضي، وأبا إسماعيل محمد بن إسماعيل ... وبكر بن حماد التاهرتي، سمع منه مسند مسدد عنه، وغيرهم صنف في السنن كتاباً حسناً، له " مسند مالك "، وفي أحكام القرآن كتاباً جليلاً وله كتاب المجتبي على أبواب كتاب ابن الجارود المنتقى .
3 - محمد بن صالح بن محمد بن سعد ( ت 383 هـ) بن نزار بن عمرو بن ثعلبة أبو عبد الله القحطاني المغافري الأندلسي الفقيه المالكي رحل إلى المشرق فسمع خيثمة بن سليمان وأبا سعيد بن الأعرابي وإسماعيل بن محمد الصفار وأبا يزن حمير بن إبراهيم بن عبد الله الحميري وبكر بن حماد التاهرتي وغيرهم، روى عنه أبو عبد الله الحاكم، وكان قد سمع في بلاده وبمصر وبالحجاز والشام وبالجزيرة من وببغداد وورد نيسابور في ذي الحجة سنة إحدى وأربعين فسمع الكثير ثم خرج إلى مرو ومنها إلى بخارى فتوفي بها
4 - بهلول بن عمر بن صالح بن عبيدة بن حبيب بن صالح الفردمي ( ت 233 أو 234 هـ): روى عن أبيه ومالك وغيرهما روى عنه عبد الله بن صالح بن بهلول وعثمان بن أيوب بكر بن حماد ، وكان يقول عنه: "أكره أن أفصح بالرواية عنه لزهادة الناس فيه" قال أبو بكر المالكي في علماء إفريقية اختلف الناس فيه فبعضهم ضعفه ووثقه بعضهم وكان صدوقا في حديثه.
5- إبنه عبد الرحمان التاهرتي بن بكر بن حماد أبو زيد ( ت سنة 295 هـ): ولد و تعلم و نشأ في تيهرت كان له السبق في الرحيل الى الاندلس، جلس للتدريس في قرطبة ، اشتهر بدروسه في الحديث الشريف و التفسير ، حدث عن أبيه و كتب عنه غير واحد من شعر ابيه و من حديثه ... توفي في قرطبة .
6- أبو العرب محمد بن أحمد بن تميم ( ت سنة 333 هـ ) : من أهل القيروان العلامة المفتي، المحدث المؤرخ، صاحب "كتاب المحن" و " طبقات علماء إفريقية" و " فضائل مالك " و غيرها من المصنفات، سمع أبو العرب من خلق كثير منهم بكر بن حماد و عيسى بن مسكين، وأبي عثمان بن الحداد وغيرهم. عارض الغزو الشيعي - الفاطمي – لتونس و قاتل في صفوف بني الأغلب و ألقي عليه القبض و حبس وقيد مع ابنه مدة .
7- عزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن عيسى( 335 هـ) ابن عبد الواحد بن صبيح اللخمي، مالقي يكنى أبا هريرة، كان فقيهاً عالماً، متفننااً بصيراً بالمسائل، موثقااً. سمع من أخطل بن رفدة وعلاء بن عيسى وابن بدرون ، ولقي بكر بن حماد و أخذ عنه.
وفاته رحمه الله:
توفي رحمه الله سنة 296هـ بمدينة تيهرت، و بها دفن و قد حضر دفنه جمع كبير من الناس و أسفوا على فقده.
ثناء العلماء عليه:
اشتهر بكر بن حماد بقوة الحافظة و شدة الذكاء، وبحسن حفظه و روايته للحديث الشريف وقد وثقه علماء الإسلام ممن ترجموا له أو ذكروا الأحاديث المسندة عنه، كما أشتهر بأنه شاعر من الطراز الرفيع لا يقل شأنا عن فحول شعراء عصره كأبي تمام و دعبل الخزاعي، تشهد على ذلك قصائده الرائعة المؤثرة، وقد أثنى عليه شيوخه و أقرانه و تلاميذه أيضا.
- وصفه الإمام العجلي في كتابه ( معرفة الثقاة: 2/254)، بأنه " من أئمة أصحاب الحديث" وبأنه " ثقة ثبتا وكان صاحب آداب".
- وقال عنه ياقوت الحمويّ في (معجم البلدان: 1/396): " بكر بن حماد أبو عبد الرحمن، كان بتاهرت من حفاظ الحديث وثقات المحدثين المأمونين".
- قال عنه محمد بن عبد الله بن عبد المنعم الحميري في ( الروض المعطار : 1/126) " بكر بن حماد، كان ثقة مأمونا حافظاً للحديث".
آثاره :
رغم شهرة بكر بن حماد في علم الحديث النبوي الشريف ومعاصرته لعلماء أجلة في هذا الباب ، لكن كتب التراجم والسير لم تذكر أنه ترك أي كتاب في هذا المجال ، ورغم هذا فقد روى ونقل عنه تلاميذه بإملائه كتب الحديث مثل مسند ابن مسهد و مسند بقي بن خالد وغيرهم ، وله أقوال في الجرح والتعديل منقولة عنه . أما بالنسبة للشعر فله فيه قصائد وأبيات كثيرة متفرقة جمعها مؤخرا الأستاذ رمضان شاوش في ديوان سماه " الدر الوقاد من شعر بكر بن حماد". ]

و هذه الترجمة ( و هي ما بين المعقوفين الأزرقين ) نقلتها بشيء من التصرف من الموسوعة الحرة ويكيبيديا و من مقال في بعنوان : بكر بن حماد التَّاهرتي [ 200 هـ - 296 هـ ]، و آخر بعنوان : الشاعر بكر بن حماد الزناتي - بقلم فالح الحجية ، من الشبكة


أبو عاصم مصطفى ابن محمد
السُّـــــلمي
تبلـــبالة


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم مصطفى السُّلمي ; 20 Mar 2017 الساعة 11:30 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 Mar 2017, 11:07 PM
أبو عمر محمد أبو عمر محمد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 176
افتراضي

جزاكم الله خيرا أخانا أبا عاصم على المقال المفيد
و من اللطائف أن نتعرّف على عالم و إمام و نقرأ ثناء العلماء عليه ثمّ نجد أنّه لم يُذكر له تأليف شأنه شأن غيره ممّن لم يؤلف قديماً و حديثاً
و يتزامن هذا مع احتقار السفهاء و ازدرائهم لفضيلة الشيخ الوالد عبد الغني عوسات بسبب أن ليس له مؤلفات!
فاللهم احفظ شيخنا و والدنا عبد الغني من كلّ سوء و مكروه
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 Mar 2017, 08:22 AM
أبو أنس حباك عبد الرحمن أبو أنس حباك عبد الرحمن غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 118
افتراضي

كمْ في الأمةِ مِن أمثال هؤلاء الأعلام ممن تقادم بهم الزمان فاندثرت آثارهم وقلّ في النّاس من يعرفهم،فبورك فيك أبا عاصم على إحياء معالم هذا الرجل الذي جمع بين الحديث والأدب -وهي خصلةٌ أُحبّها- فبرع في الأول فكان فيه محدثا إماما وأبدع في الثاني فكان شاعرا ضرغاما.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 21 Mar 2017, 09:14 PM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي

أبا عمر و أبا أنس ، جزاكما الله خيرا و أحسن إليكما و بارك فيكما
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 07 May 2017, 04:44 PM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي

قَالَ ابْن السُّبْكِيّ فِي طَبَقَات الشَّافِعِيَّة: لقد أحسن وأجاد بكر بن حَمَّاد فِي معارضته فَرضِي الله عَنهُ وأرضاه وأخزى الله عمرَان بن حطَّان وقبحه ولعنه مَا أجرأه على الله
وهو القائل:
ما أخشن البرد وريعانه ... وأطرف الشمس بتاهرت!
تبدو من الغيم إذا ما بدت ... كأنما تنشر من تخت
فنحن فى بحر بلا لجة ... تجرى بنا الريح على سمت

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم مصطفى السُّلمي ; 07 May 2017 الساعة 04:46 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, حمادالتاهرتي, ردود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013