منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 Dec 2013, 05:26 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي أشيخ الإسلام هو أم شيخ المسلمين؟؟ ((بقلم الأستاذ محمد البشير الإبراهيمي)) - رحمه الله -

أشيخ الإسلام هو أم شيخ المسلمين؟؟

((بقلم الأستاذ محمد البشير الإبراهيمي))

- رحمه الله -



لسنا ممن يكبر (شيخ الإسلام) للقبه، ولا ممن يعرفه بمركزه ومنصبه، ولا ممن يزنه بِدَثْرِه ونشبه، ولا ممن يستهوي بديوانه وكتبه، وإنما نكبره لعلمه، ونكبره من نواحي هذا العلم بآثاره في العلم إن كانت، وبأعماله للعلم إن وجدت.
ولكن ما الحيلة؟ وقد طلعت علينا فتواه الأخيرة تحمل هذه الطُّغْرَى ([1]): فلان شيخ الإسلام لا فلان العالم. فشغلتنا بالنظر في هذه الطُّغْرَى عن النظر في كون الفتوى علمًا أو ليست بعلم، وألهتنا بما ننكر عما نعرف.
فلنبدأ بالنظر الأول ثم لنعد إلى النظر الثاني.
ثم لا يكون اشتغالنا بالنظر الأول عبثًا.
فإن هذه الفتوى بمكان هذه الطُّغْرَى منها، تقول للناس: إن قوّتي من قوة هذه الطُّغْرَى ، وشهرتي من شهرتها، وإن موقع هذه الطُّغْرَى مني موقع شارة الجندي من الجندي، وسر هذه الشارة في الجندي كما تعلمون هو سر السبعية في السبع يرهب بالمنظر أضعاف ما يرهب بالمخبر.
وقد شاع في محافل (الطرقية) بالجزائر وفي محافل (المروقية) بتونس أن لسان حالها يقول: إنني فتوى شيخ الإسلام وكفى.
فوجب أن نقول لها: لا يا هذه، إنك لم تهتكي الخدر على نيام، ولم تطرقي الحمى عن سواد مغفل، وإنك طفت منا بعقول لا تدين بهذه الألقاب، وإن تشرفت بالإضافة، ونفوس لا تنقاد إلا للدليل وإن كان صاحبه غفلًا من (اللقب) عاطلًا من الرتب، فلا يضيرك عندنا أن لو جئت من عند شيخ ... وبيدك الدليل، ولا ينفعك إن جئت من شيخ الإسلام بصريح التناقض وسخيف التأويل، فانزعي هذا البرقع وهلم نحتكم على سفور وإن كنا لا نقول به في الغانيات!..

* * *


أما أننا لا نكبر هذا اللقب فلأننا لم نكبره يوم كانت تعطيه المؤهلات الحقيقية، ولمنحه الرأي العام العلمي. فيقال شيخ الإسلام (ابن القيم) وشيخ الإسلام (ابن حجر) مثلًا فما أغنى هذا اللقب عندنا عن الأول معشار ما أغنى عنه (إعلام الموقعين) وغيره من كتبه، ولا أغنى عن الثاني معشار ما أغنى عنه (فتح الباري) وغيره من آثاره، فكيف نكبره الآن وحاله هي حاله؟ !.
وإن هذا اللقب في أمثال (ابن القيم) ليؤدّي معنى الائتمان على حقائق الإسلام أن تقلب، وعلى عصابة نصره أن تغلب، ومعنى الاحتفاظ على أوضاعه أن تغير، وعلى دلائله الصريحة أن تزور، فيقال في السنّة إنها بدعة، وفي البدعة إنها سنّة، ويقال في دين الله: ((إن عمل الناس اليوم جرى ...)) فشيخ الإسلام من هؤلاء هو ناشر حقائق الإسلام في المسلمين إرضاءً لله لا ناشر أهواء المسلمين في الإسلام إرضاءً لهم ... وسبحان من رفع قدر الإسلام على الأديان حتى في المواضعات العرفية التي تقال على التوسع والتساهل لا على الدقة والتحديد!.

أتدرون ما معنى هذا؟
معناه أن الناس يقولون في إطلاقاتهم العرفية [حاخام اليهود] ولا يقولون حاخام اليهودية.

ويقولون [بطريرك النصارى"] ولا يقولون بطريرك النصرانية.
فإذا جاءوا إلى الإسلام قالوا: [شيخ الإسلام] ولم يقولوا شيخ المسلمين، مع أنهم قالوا قديمًا أمير المؤمنين.
إنني أؤمن بأن هذه الأوضاع اللفظية لم ترسل على ألسنة الناس عبثًا، وبأنها اندفعت من أفواههم بسائق وجداني من نفوسهم يؤيّده الواقع، وبشعور متمكّن فيها بأن كلًا من [الحاخام] و[البطريرك] يسوس أمّة بدين يكيفه على أهوائها ويؤثر رضاها على رضاه، وبأن شيخ الإسلام يسوس أمة بدين ثابت الأساس يحكمه في طباعها لتأتلف، ولا يحكمها في أوضاعه لئلا تختلف، ويروضها على أحكامه وأخلاقه وآدابه لتتأثر به، ولا يروضه على أهوائها لئلا توثّر فيه، وغايته إيثار رضى الدين الحق على رضاها، وبذلك تتم غاية الإسلام في المسلمين، ويتحقق كمال المسلمين بالإسلام، ولهذا أضيف كل واحد من الثلاثة إلى الجهة التي يجب عليه إرضاؤها، وكأن في تلقيب كل واحد بلقبه الخاص به إشعارا له بالجهة التي يفرض عليه اللقب اعتبارها.
وفي ظني أنه لو لم يكن المؤمنون في عهد عمر- رضي الله عنه- مظهرًا للإيمان الحقيقي، ولم تكن أقوالهم وأفعالهم تمثيلًا صحيحًا لحقائقه حتى كأنهما شيء واحد، لما قالوا ((أمير المؤمنين)) ولما قال لهم عمر: ((أَنْتُم المُؤْمِنُونَ وَأَنَا أَمِيرُكُم))([2])، وهل كان المؤمنون في زمن عمر كمؤمني اليوم؟
وإذا استقام هذا فما قولكم- يرحمكم الله- في شيخ الإسلام صاحب الفتوى في قراءة القرآن؟ قولوا ما شئتم، فإنني لا أدعوه بعد اليوم إلا شيخ المسلمين في غير ظلم ولا تحيّز،بل أعتقد أنني- إذ أسمّيه بهذا- إنما أسمّيه بأحب الأسماء إليه لأنه آثر رضاهم على رضى الحق، وإرضاءهم على إرضاء الدين. ثم لا تسألوني عمن أعني بهؤلاء المسلمين، فهم، بالضرورة غير من أغرى بهم قوة الحاكمين.
وما ظنكم؟ لو أن التاريخ الإسلامي العامر يؤلف من عظمائه هيئة (امتحان) ويكون من أصولها أن تعطي على درجات الامتحان ألقابًا معرفة لا غالية ولا مجحفة، ثم يتقدم إليها (ابن القيم) بكتاب (زاد المعاد) على أنه (أطروحته) العلمية، ألا يكون الإنصاف أن يعطى لقب شيخ الإسلام؟ ويتقدم إليها الشيخ الطاهر بن عاشور بفتواه هذه على أنها (تازه)([3])العلمي (وعفوًا فإن لكل زمان تعبيرًا) ألا يكون من العدل أن يعطى لقب شيخ المسلمين؟
هذه هي حجتي فيما اعتزمت عليه، فإن غضب الشيخ، فأمري وأمر الإسلام إلى الله.

* * *

والآن- وقد فرغنا من جهة اللقب وبينا قيمته عندنا وأسباب هوانه علينا وأنصفنا الحق- نتكلم على الجهة العلمية فنصف الشيخ كما هو وننصفه، ثم نتكلم عن الجهة العملية. (وله الله علينا إننا ننصفه). ولعل الشيخ إذا تنزل وقرأ كلامنا وسلّم أننا أنصفناه في واحدة، يتحقق أننا أنصفناه في الجميع. ولعله بعد ذلك ينصفنا من نفسه كما أنصفناه من نفوسنا.
كنتُ من عشرين عامًا مضت- وأنا بدمشق الشام- أسمع ذكر الأستاذ (الطاهر بن عاشور) من إخواننا الذين رافقوه في مراحل التحصيل بجامع الزيتونة، فكانوا يتفقون على عدّه في مقدمة الأذكياء من طبقتهم. ثمّ يتفقون على عدّه بعد التخرّج في طليعة المتخرّجين على الطريقة الاستدلالية في العلم، مع اعترافهم بأن هذه الطريقة ليست نتيجة للتعليم الزيتوني وحده، ثم يرتقي به بعضهم فيعده في زمرة العلماء المستقلين في العالم الإسلامي، والمستقل في مذهبنا الكتابي اليوم هو الذي يحكم الدليل. وغلا بعضهم- في مجلس لا أزال أذكره- فعقد تنظيرًا بينه وبين رجل من أئمة العلم والإصلاح ولا أزال أخجل كلما ذكرت ذلك التنظير.
وكانوا يعدون بجنبه أذكياء آخرين قطعتهم العوائق عن إتمام التحصيل، أو عاقتهم الوظائف عن إظهار المواهب.
فكنا نتأسف جميعًا لفعل العوائق بالأذكياء ولحرمان الأمّة من ثمرات ذكائهم، ولم نكن ندري إذ ذاك أننا سنتأسف على ذكاء الشيخ الذي لم تعقه العوائق عن التحصيل بل ساعدته الأيام على العلم. وانفسحت أمامه سبله، وأمدّته خزانة جده العالم، وخزانة جده الوزير بأسباب البحث والتوسع وأمدّه نشبهما بوسائل الانقطاع للعلم والتفرغ له.
كنت أسمع هذا كله عن الأستاذ فلا أصدّق ولا أكذّب، جريًا على طبعي في عدم الحكم على الأشياء قبل استبانة آثارها، ولم أكن قرأت له إلا تقريظًا، وتأبينًا لا يدلان على طائل.

ثم وردت من المشرق على تونس، وعرض لي من أول يوم ما زهدني في الشيخ، فقد حملني بعض أصدقائه من المشرق أمانة كلامية أبلغته إياها بواسطة لمكان العجلة.وفهمت من جوابه ما دلّني على مقدار الوفاء في الرجل ... وعلى شيء آخر لا أسمّيه.
ثم عرفت الشيخ بخلصائه وخواص تلامذته أكثر مما عرفته بشخصه، ومن هؤلاء من أعتقد سداده وأحترم رأيه ولا أتهم ذوقه في تحديد القيم العلمية، فعرفت منهم ومن القليل الذي قرأته للشيخ من الآثار، أنه على جانب من استقلال الفكر، وحيوية التفكير وأنه واسع الاطلاع، ممتع المذاكرة، يقظ البديهة، ملمّ بأحوال زمانه، يرجع منه جليسه إلى ذهن كيس، وطبع مرتاض على الآداب المدوّنة، ويرجع منه مذاكره في أحوال المسلمين إلى ذاكرة واعية لشؤونهم وشعور بآلامهم وآمالهم وعلم دقيق بأمراضهم الاجتماعية والدينية.
وهل أنبئكم بمقياس آخر غريب من مقاييسي الخاصة في وزن الرجل؟
كنت قرأت- وأنا بالمدينة المنوّرة- تفسير المرزوقي([4]) لديوان الحماسة([5])، وهو تفسير أي تفسير!
ولما دخلت الشام بحثت عن نسخة منه فلم أظفر بها، فذكرته في مجالس الأدباء، ونوّهت بمكانته وشوّقتهم إليه وتعاهدنا على أن ننسخه إذا ظفرنا به، ونروّجه حتى يقيّض الله له من يطبعه.
ولما قدمت إلى تونس مصرًّا على ذلك العهد، سألت عن الكتاب فقيل لي إنه موجود، و إنه مستعار عند (الشيخ الطاهر بن عاشور)، وإنه يكاد يحتكره احتكارًا. فكان هذا الخبر (بمجرده) مزيدًا في قيمة الرجل الأدبية عندي لأن حسن اختيار الكتب أول عوامل الإصلاح في نفس العالم.
هذه معرفتي بالرجل من جهته العلمية، ولولا هذه المعرفة لما أبهت لفتواه الأخيرة في قراءة القرآن على الأموات، ولعددتها كما هي في الواقع من ذلك النوع الرخيص الذي لا صلة فيه بين المسألة ودليلها. وقد امتلأت المجلّدات بالألوف من هذا النوع فماذا عسى أن تقلد فيه واحدة؟.
أما جهة الرجل العملية، فإنني أصرّح على رؤوس الأشهاد، والأسى يحزّ الفؤاد، أن أمل الأمّة خاب فيه من أول خطوة خطاها في حياته العملية، فالرجل بموجب قيمته العلمية لم يخلق لنفسه، بل نقول إنه لم يخلق للأمّة التونسية وحدها وإنما هو للأمّة الإسلامية كلها، وإن الأمّة الإسلامية لا تتشابك- على كثرة المفرّقات- إلا بهؤلاء العلماء الذين يجتمعون على استقلال الفكر واتحاد الوجهة. ولا تتلاقى في الدين- على كثرة القواطع- إلا على هذه المعاني السامية في نفوس هؤلاء العلماء، وهي معان تستمد قوّتها من (قال الله وقال رسوله).
وإننا لا نجد لصاحبنا أثرًا يُذكر في هذا الميدان ولا صالحًا من الأعمال حصل على يده للأمة التونسية أو للأمّة الإسلامية.
فقد ولي صاحبنا القضاء، أو قضاء الجماعة على اصطلاحنا. وهذا المنصب بتونس في حقيقة أمره شعبة من شعب الملك، بل معنى من معاني التمكين و (حرز) من خواصه المنع والتحصين، وإكسير([6]) يحيل الخروج عن الحد إلى نتائج الضد، فلا تسمّى السيئة معه باسمها، ولا يترتب عليها ما يترتب على السيّئات من عذل([7]) أو عزل، بل تعدّ من أسباب الترقية، وقد دام هذا إلى وقت قريب.
فهذا المنصب طريق واسعة إلى الإصلاح وميدان فسيح للأعمال، ووسيلة يفترصها الرجال العاملون لإظهار مواهبهم، ولا ينقص صاحبها إلا أن يكون عالمًا، وصاحبنا الشيخ عالم كما وصفناه، وأنصفناه، وأول ما يحتاج إلى الإصلاح- حين ولي هذا المنصب- القضاء الشرعي نفسه في نظمه وتراتيبه وتوضيح مناهج التداعي، وحسم أسباب الشر في المنازعات الوراثية المتسلسلة، وتربية العائلة القضائية من أعوان وشهود ووكلاء ومقاديم على العفة والنزاهة.
والقضاء هو المظهر الأول للعزة، فلم يجر صاحبنا في الإصلاح قدمًا، ولم يجرّر فيه قلمًا؛ وضاعت الفرصة على محبي الإصلاح والعاملين للإصلاح.
ثم (ارتقى) إلى الإفتاء، وهو وسيلة لا تقلّ عن سابقتها شأنًا وقوة لو استُخدمت في الإصلاح لأتت بنتائج ذات خطر، ثم إلى رئاسة الإفتاء المالكي فيما أظن، (وهنا خانتني الذاكرة)، ثم تمخضت الأحداث الطافرة عن تبدّل في الأوضاع وتفنن لا خطر له في عالم الاختراع، فأصبح صاحبنا شيخًا للجامع المعمور وشيخ إسلام.
وتهيأت له بهذه الوظائف التي لا وراءها كل أسباب العمل، وأصبح يظاهر بين درعين من الثقة به والرضى عنه، ويستند إلى ركنين من المشيختين. فماذا فعل؟ وماذا أجدت مشيخته للجامع على الجامع؟ وكنا ننتظر للجامع في أيامه إصلاحًا واسع النطاق، وسعدًا مشرق الآفاق، فلم تكن إلا تلك النكبة المشؤومة على الجامع وعلى المسلمين والتي مهّدت السبيل للداء الوبيل؟
وهذه جهته العملية جلوناها على القرّاء باختصار، وإذا محّصنا هذه الجهة التي هي مناط الإكبار للرجل فلم نجد فيها كبيرًا لم يبق لفتياه من شأن إلا أنها فتوى رجل فقيه ... ينقدها من يشاء نقدها ولو كانت ملفوفة في (شال) ويتركها من يشاء تركها، فما ثقل بها ميزان ولا شال.
أما أنا فإنني أحتفظ بحقي في المسألة.
وبعد، فهل يظن الشيخ أننا لا نعرف من أحوال تونس إلا كما يعرف هو من أحوال الجزائر مثلًا؟ أو أننا لا نعنى بها وبغيرها من بلدان الإسلام إلا بشبه من عنايته؟ أو يتوهم أن مكانة تونس في نفوسنا ومكانة جامعها المعمور كمكانة شاطئ خير الدين من نفسه؟ أو يعد كلامنا إذا تكلمنا عن تونس فضولًا ولغوًا.
ليعلم الشيخ أننا- والحمد لله- نعرف عن بلدان الإسلام ما يعرفه هو عن المرسى والديوان، وأن الدار ليست داره وحده، وأن أخوّة الإسلام توجب علينا أن نمد أعيننا إلى ما وراء الرسميات والجغرافيات، فنحاسب أمثاله إن وجب الحساب، ونعاتبهم إذا لزم العتاب، وإننا نفهم من (جامع الزيتونة) و (الأزهر) وغيرهما أنها أوطان جامعة للمسلمين تذوب فيها الاعتبارات الفارقة، وتموت بين جدرانها النزعات المارقة، فما ثم إلا الإسلام ولسانه.
وإننا نحمل لهذه (الأوطان الجامعة) من الاحترام والتقدير ما لا نحمله لديارنا ومتَبَوَّإِ صغارنا، ونتمنى لها أن تتقدم فتخرج الودائع الكمينة، وتحقق المعاني الدفينة.
وإن حال هذا الكاتب بالخصوص مع جامع الزيتونة كالحال التي يقول فيها شوقي للأزهر:

مَا ضَرَّنِي أَنْ لَيْسَ أُفُقُكَ مَطْلَعِي *** وَعَلَى كَوَاكِبِهِ تَعَلَّمْتُ السُّرَى.

فأنا لم أتخرج في جامع الزيتونة، ولم أقرأ فيه حرفًا، ولكني تخرّجت، بالمدينة المنوّرة، على أضواء كواكب الزيتونة في وقته ولا أحابي؛ الشيخ (محمد العزيز الوزير التونسي)([8])- رحمه الله- فكانت لي بسببه صلة بالزيتونة مرعية المتات([9])، آمنة الانبتات (وإلى اللقاء يا جناب الشيخ)([10]).


((تلمسان)) ( محمد البشير الإبراهيمي).



====

[1] :جاء في تاج العروس : (طُغْرَى بالضّمّ مقصوراً : كلمة أعجميّةٌ استعملتها العربُ ويَعْنُونَ بها العَلاَمَةَ التي تُكْتَب بالقلمِ الغَلِيظِ في طُرَّةِ الأوامِر السُّلطانية عن الصّلاحِ الصَّفَدِيّ وأطالَ بَسْطَه في شرح لاميّة العَجَم لمَّا ترجم ناظِمَها الطُّغْرَائيّ . قلت : وأصلها طُورْغاي وهي كلمة تَتَرِيَّةٌ استعملها الرومُ والفرسُ) ، و في المعجم الوسيط : (الطُّرَّة تكتبُ في أَعلى الكُتُب والرَّسَائِل غالباً، تتضمَّن نعوت الحَاكِم وأَلقابه، وأَصلها "طورغاي" وهي كَلِمَة تَتَرِيَّةٌ استعملها الروم والفُرْس ثم أَخذَها العَرَب عنهم.( الطُّغْرَى، والطَّغَرى ): الطُّغْراء.( الطُّغْرَائِيّ ): نسبة إلى الطُّغْراء السابقة، وهو صانعها أو كاتبها.)
[2] : قال ابن كثير : (قال ابن جرير: حدثني أحمد بن عبد الصمد الأنصاري ، حدثتني أم عمرو بنت حسان الكوفية - وكان قد أتى عليها مائة وثلاثون سنة - عن أبيها ، قال : لما ولي عمر قالوا : يا خليفة خليفة رسول الله . فقال عمر : هذا أمر يطول بل أنتم المؤمنون وأنا أميركم . فسمي أمير المؤمنين). أنظر : البداية و النهاية لابن كثير (10/188) تحقيق التركي ،و تاريخ الخلفاء للسيوطي (ص:112-113) طبعة ابن حزم.
[3] : من الكلمة الأجنبية these أي الأُطروحة الجامعية.
[4] : هو : إمام النحو أحمد بن محمد بن الحسن , المرزوقي الأصبهاني .أنظر ترجمته في الأعلام للزركلي.
[5] : ديوان الحماسة لأبي تمام الطائي .
[6] : جاء في المعجم الوسيط : ( الإِكْسِير : مادَّة مركَّبة ، كان الأَقْدَمون يزعُمون أَنها تحوِّل المعْدِن الرَّخيص إِلى ذهبٍ . و الإِكْسِير شراب في زعمهم يُطيل الحياة) .
[7] : العَذْلُ الملامة .[ أنظر : مختار الصحاح مادة (ع ذ ل)]
[8] : هو محمد العزيز بن محمد الطيب بن الوزير محمد بوعتور المولود سنة 1825م بالعاصمة التونسية ، تقلد عدة مناصب منها وزارة المال سنة 1860م ، ثم عين بعد ذلك على رأس الوزارة الكبرى سنة 1883م ، توفي رحمه الله سنة 1907م .
[9] : جاء في المعجم الوسيط : (المَتَاتُ : مايُتَوَسَّلُ به ، كالحُرمة والقرابة).
[10] : البصائر، السنة الأولى، العدد: (20) ، يوم الجمعة 1 ربيع الأول 1355هـ الموافق ليوم 22 ماي 1936م.الصفحة (1-2-3).


التعديل الأخير تم بواسطة بلال بريغت ; 07 Jul 2016 الساعة 12:07 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013