الحمد لله رب العالمين، و صلى الله و سلم على نبينا محمد أشرف المرسلين، و على آله الطاهرين، و أصحابه الطيبين، و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
و بعد، فلا يخفى علينا ما لصحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم من الفضائل، و المناقب، رضي الله عنهم أجمعين، و أهل السنة يعترفون لهؤلاء الأخيار بفضلهم على غيرهم، و يحبونهم، و يحترمونهم، و يذبون عن أعراضهم، و يعلمون الناس عقيدتهم في صحابة رسولهم صلى الله عليه و سلم، و يعلمونهم فضائلهم، و خدمتَهم للإسلام و المسلمين.
و من هؤلاء الأخيار الذين خدموا الإسلام و المسلمين، و أعانوا نبينا الأمين صلى الله عليه في الأولين و الآخيرن، فكانوا خير الصحب و أفضلَ الرجال، العشرةُ المبشرون بالجنة، الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه و سلم في حديث واحد كما سيأتي، و قد مررنا على بعض فضائل أربعة منهم، وهم : أبو بكر، و عمر، و عثمان، و علي رضي الله عنهم أجمعين.
و سنقف إن شاء الله تعالى في هذه الأسطر على بعض فضائل صحابي جليل آخر، ذُكر مع العشرة، و هو من خيرتهم؛ و هو طلحة الخير و الجود، الرجل الشجاع الكريم رضي الله عنه و أرضاه. من فضائل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه : _ طلحة رضي الله عنه مبشر بالجنة : روى الترمذي في سننه عن عبد الرحمن بن عوف، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، وسعيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة " صححه الألباني رحمه الله. _ أوجبَ طلحة طلحة الجنةَ رضي الله عنه : روى الترمذي عن الزبير قال : كان على رسول الله صلى الله عليه و سلم درعان، فنهض إلى صخرة، فلم يستطع، فأقعد تحته طلحة، فصعد النبي صلى الله عليه و سلم حتى استوى على الصخرة، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول :"أوجب طلحة" حسنه الألباني رحمه الله. *قال المباركفوري رحمه الله تعالى في "تحفة الأحوذي" : "أوجب طلحة" أي الجنةَ، كما في رواية، و المعنى: أنه أثبتها لنفسه بعمله هذا أو بما فعل في ذلك اليوم". _ طلحة رضي الله عنه شهيد يمشي على الأرض : روى ابن ماجة في صحيحه عن جابر، أن طلحة مر على النبي صلى الله عليه و سلم فقال :"شهيد يمشي على وجه الأرض" صححه الألباني رحمه الله، انظر الصحيحة (126). _ طلحة رضي الله عنه ممن قضى نحبه : روى ابن ماجة في صحيحه عن موسى بن طلحة، قال : كنا عند معاوية، فقال : أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"طلحة ممن قضى نحبه" حسنه الألباني رحمه الله. _ طلحة رضي الله عنه ثبت يوم أحد : روى البخاري في صحيحه، عن أبي عثمان، قال :"لم يبق مع النبي صلى الله عليه وسلم، في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير طلحة، وسعد". _ طلحة رضي الله عنه شلت يده التي وقى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد : روى ابن ماجة عن قيس قال : رأيت يد طلحة شلَّاءَ، وقى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم أحد. صححه الألباني رحمه الله. _ طلحة الجود و الخير رضي الله عنه : عن موسى بن طلحة، عن أبيه طلحة، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رآني قال :"سلفي في الدنيا والآخرة"، وسماني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد طلحة الخير، وفي غزوة ذات العسيرة طلحة الفياض، ويوم حنين طلحة الجود، وقال :"من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة" أخرجه ابن أبي عاصم في السنة.
هذا ما يسر الله تعالى جمعه من بعض فضائل هذا الصحابي الجليل رضي الله عنه و أرضاه، أسأل الله تعالى أن ينفعني بها و إخواني إنه جواد كريم.
و صلى الله و سلم على نبينا محمد، و الحمد لله رب العالمين.
جزاكم الله خيرا أخي يوسف على هذا الجمع الطيب المبارك لمناقب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إظهارا لفضلهم وشرفهم وعظيم قدرهم، ووفقك الله لإتمام سلسلتك.
من فضائل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
العرض العادي
