منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 12 Sep 2013, 02:01 AM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي [سلسلة فوائد منتقاة] (1) شرح الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله- على رسالة القواعد الأربع.

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.


أما بعد:


فهذه سلسلة لفوائد تستخرج من شروح المشايخ الفضلاء -رحمهم الله- على المتون العلمية، أو من كتب أهل العلم -رحمهم الله-، وتكون فوائد كل شرح أو كتاب في موضوع مستقل إن شاء الله حتى يسهل الرجوع إليها والاستفادة منها، وقد آثرت في غالب الأحيان ترك كلام الشيخ أو المصنف كما أورده في أصله، حتى إذا لم تفهم الفائدة لتعلقها بكلام سابق ذكره الشيخ أو المصنف، أو كانت تحتاج إلى توضيح أكثر يرجع إلى الأصل فهو الأصل كما هو واضح من اسمه، وقد أجزأ الكلام الواحد إلى فوائد إن صلح ذلك كما تراه في كلام الشيخ -حفظه الله- على البسملة، وأسأل الله التّوفيق والسّداد.




فوائد منتقاة من شرح الشيخ عبد الرزاق البدر –حفظه الله- على رسالة القواعد الأربع


· المقدمة:

1- بدأ هذه الرسالة (القواعد الأربع) بقوله: «بسم الله الرحمن الرحيم» وهذه كلمة يبدأ بها في الدروس والمقالات والكتب، وهي مفتاح يبدأ به طلبا لعون الله تبارك وتعالى وتوفيقه وتسديده.
2- قال العلماء –رحمهم الله-: الباء في «بسم الله» باء الاستعانة أي: أبدأ مستعينا بالله، طالبا عونه تبارك وتعالى، متمنيا وطالبا البركة بذكر اسمه جل وعلا.
3- في «بسم الله» الجار والمجرور متعلق بمحذوف مقدر، يقدر له فعل بحسب حال الفاعل، إن كان خروجا فيقدر: أخرج باسم الله؛ وإن كان دخولا: أدخل باسم الله، فهو مقدر بحسب حال الفاعل.
4- في «بسم الله الرحمن الرحيم» اجتمعت ثلاث أسماء حسنى لله تبارك وتعالى.
5- بدأ –رحمه الله- بالبسملة مؤلفه تأسيا بكتاب الله جل وعلا، وتأسيا بنبينا صلى الله عليه وسلم، وتأسيا بأئمة المسلمين وعلماء الإسلام في أول الزمان وآخره.
6- «أسأل الله الكريم رب العرش العظيم...» خص بالذكر هنا العرش –ربوبية الله سبحانه وتعالى العرش- لأنه أعظم المخلوقات وأكبرها.
7- العرش مخلوق من مخلوقات الله سبحانه وتعالى العظيمة، وهو أكبر المخلوقات وأعظمها، ولهذا لما أراد عليه الصلاة والسلام في تسبيحه لله أن يذكر أثقل الأوزان ذكر العرش؛ قال: «سبحان الله عدد خلقه وزنة عرشه».
8- كم هو جميل بالمؤمن في دعائه لله جل وعلا ومناجاته له أن يذكر عظمة ربه جل وعلا وكبرياءه.
9- قوله: «العظيم» يحتمل أنه صفة لله تبارك وتعالى، ويحتمل أن يكون صفة للعرش، وكل منهما حق.
«فأسأل الله الكريمَ رب العرش العظيمَ» يكون العظيم صفة لله جل وعلا.
«وأسأل الله الكريم رب العرشِ العظيمِ» يكون العظيم بهذا صفة للعرش.
10- قوله: «أن يتولاك في الدنيا والآخرة» هذا هو المطلوب وما قبله وسيلة بين يديه.
11- لا يكون الإنسان مباركا أينما كان إلا إذا كان في مجالسه كلها صالحا مصلحا، صالحا في نفسه ليس منه شر ولا أذى ولا إفساد ولا نحو ذلك، وأن يكون مصلحا بحيث أنه في كل مجلس من مجالسه يسمع منه الخير، تسمع منه الكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والتنبيه النافع ونحو ذلك.
12- قال «وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر» ولو تأملت تجد أن أحوال العبد في هذه الحياة الدنيا لا تخرج عن هذه الأمور الثلاثة، إما أن يكون مبتلى بمصيبة، أو أن يكون ممتن عليه بنعمة ومنة، أو أن يكون واقعا في ذنب.
13- وهذه كما أنها دعوة فهي لفتة من المصنف –رحمه الله- إلى العناية بهذه الأمور الثلاثة التي هي أبواب السعادة، وتكون عنايتك بها من جهتين:
الجهة الأولى: أن تدعو لنفسك بهذا الدعاء أن ييسر الله لك عز وجل هذه الأمور الثلاثة التي هي عنوان السعادة.
والأمر الثاني: أن تتبع الدعاء بفعل السبب، وذك بأن تجاهد نفسك على أن تكون من الذين إذا ابتلوا صبروا، وإذا أنعم عليهم شكروا، وإذا أذنبوا استغفروا.
14- قال: «اعلم أرشدك الله لطاعته» اعلم: هذه الكلمة يؤتى بها بين يدي الأمور العظيمة والأمور الكبار، وقد تكرر مجيئها في كتاب الله عز وجل في التنبيه على الأمور العظام، ومن ذلكم قوله سبحانه وتعالى: ﴿فاعلم أنه لا إله إلا الله﴾؛ فهذه يؤتى بها لشد الانتباه، ولفت الانتباه، واستدعاء القلوب للإصغاء، ووعي هذه الأمور العظيمة الكبيرة.
15- الضلال ضده الهداية، والغواية ضدها الرشاد، والهداية صلاح العلم، والرشاد صلاح العمل.
16- إذا أردت أن تعرف معنى الإخلاص في لغة العرب فاقرأ قول الله تعالى في سورة النحل، سورة النعم، اقرأ قوله جل وعلا: ﴿وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين﴾ (خالصا) أي: صافيا نقيا، هذا معنى الخالص، الخالص في اللغة: الصافي النقي.
ولهذا العبادة لا تكون مقبولة من العبد إلا إذا كانت لله خالصة، ومعنى خالصة أي: صافية نقية، لم يرد بها إلا الله جل وعلا.
17- هذا أصل عظيم يجب على كل مسلم أن يضبطه، العبادة لا تكون عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تكون صلاة إلا بالطهارة.
18- وهذا الشبه بين الطهارة من الحدث والطهارة من الشرك جاء الإشارة إليه في قوله تبارك وتعالى: ﴿وثيابك فطهر﴾ قيل في معناها: طهر نفسك من الشرك، ومما ينقض الدين، ويفسد الإيمان، وقيل في معناه: طهر ثيابك من النجاسة الحسية.
﴿وثيابك فطهر﴾ يتناول الطهارة المعنوية والطهارة الحسية.
19- قال: «لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة» وانظر هذا الوصف العجيب للشرك؛ الشرك: شبكة، وأنتم تعرفون أن الشبكة لها خيوط كثيرة ممتدة الأطراف هنا وهناك وإذا لامس الإنسان شيئا من خيوط هذه الشبكة ابتلي بها وأمسكته وصار من أهلها؛ الشرك شبكة له خيوط، له فروع كثيرة، له أنواع كثيرة، له أبواب عديدة...
20- ويفيدك هذا التعبير من المصنف أن الشرك له مجالات كثيرة وجوانب عديدة من خلالها يصطاد الناس، ويخرجون من الإخلاص والصفاء في العبادة لله تبارك وتعالى إلى الوقوع في شبكة الشرك والعياذ بالله.
21- قوله –رحمه الله-: «لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله» يتطلب منك كما قدمت وأعيد ذلك لأهميته: أن تعرف الشرك، وأن تكون منه على حذر، وأن تسأل الله عز وجل أن يعيذك منه.

· القاعدة الأولى:
1- لما كانت هذه الرسالة رسالة مختصرة لا تحتمل الاستيعاب، وبسط الدلائل والشواهد اكتفى بذكر دليل واحد من دلائل القرآن الكريم على أن الكفار المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا مقرين بأن الخالق الرازق المنعم المتصرف المدبر هو الله تبارك وتعالى.

· القاعدة الثانية:
1- شفاعة منفية أي: نفاها الله عز وجل، وشفاعة مثبتة أي: أثبتها الله عز وجل، فالواجب علينا نحن عباد الله سبحانه وتعالى أن ننفي ما نفاه الله وأن نثبت ما أثبته الله سبحانه وتعالى، أما والعياذ بالله أن يثبت الإنسان من الشفاعة ما نفاه الله هذا هو الباطل والضلال.
إذن هذه قاعدة، وأصل مهم في هذا الباب، أن نميز بين الشفاعة المثبتة والشفاعة المنفية.
2- ﴿يأيها الذين ءامنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة﴾ هنا ﴿ولا شفاعة﴾ نفي أو إثبات؟ نفي؛ هذه شفاعة نفاها الله سبحانه وتعالى وأبطلها، وهي ما يطلب من غير الله سبحانه وتعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى.
3- ...ولهذا أنبهك هنا: أن في موضوع الشفاعة ثلاثة فصول مهمة ينبغي أن تحفظها:
الفصل الأول: أن الشفاعة لا تكون إلا عن من رضي الله عنه، من رضي الله قوله وعمله.
الفصل الثاني: أن الله سبحانه وتعالى لا يرضى إلا عن أهل التوحيد.
الفصل الثالث: أن الله سبحانه وتعالى لا يرضى إلا عن أهل التوحيد.
هذه ثلاثة فصول في الشفاعة، احفظها ينفعك الله تبارك وتعالى بها.
4- لو قيل لك: هل سيوجد في أمة النبي صلى الله عليه وسلم –هذه الأمة- من سيعبد الملائكة، وسيعبد الأنبياء، وسيعبد الصالحين، وسيعبد الأشجار، وسيعبد الشمس، وسيعبد القمر؟ هل سيوجد من يفعل ذلك أو لا يوجد؟ ماذا تقول؟ يوجد؛ لماذا؟ لدليلين:
الدليل الأول: هذه آيات بينات في القرآن الكريم أن هذه الممارسات كانت موجودة فيمن كان قبلنا، هذا الأول.
الدليل الثاني: أن نبينا عليه الصلاة والسلام قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا، ذراعا ذراعا، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه».
ولا يعني ذلك وجوده في الأمة بأسرها، يوجد في أفراد من الناس، وآحاد من الناس، وبعض من يضلون سواء السبيل، يوجد فيهم من ينحرف هذا الانحراف.
فإذا علمت هذا العلم، وفهمت هذا الفهم، ودريت هذه الدراية، اتق الله عز وجل، واحفظ توحيدك، وصن إيمانك، وأبعد نفسك عن الشرك.

· القاعدة الرابعة:
1- قوله سبحانه وتعالى: ﴿ضل من تدعون إلا إياه﴾ أي: ذهب كل من تتعلقون به، وتدعونه، وترجونه ﴿إلا إياه﴾ إلا الله.
وانتبه للآية ﴿ضل من تدعون إلا إياه﴾ تدل هذه الآية على أن المشركين كانوا يعبدون الله، ويعبدون معه غيره، لكنهم في البحر كل من يعبدونه من دون الله يذهب عن قلوبهم، وعن أفكارهم، وعن توجهاتهم، فلا يعبدون إلا الله تبارك وتعالى وحده مخلصين له الدين.

هذا ما تم جمعه، ومن وقف على غيرها أضافها مشكورا مأجورا.


التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 12 Sep 2013 الساعة 02:09 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
البدر, القواعدالأربع, توحيد, عقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013