10 Jul 2012, 03:27 PM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 53
|
|
التحذير من الشرك
"إذا وجه الاستدلال من آية "النساء" أن قوله -جل وعلا- ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾(18) أن فيها عموما يشمل أنواع الشرك جميعا، وهذه لا تغفر؛ فيكون ذلك موجبا للخوف من الشرك، وإذا وقع أو حصل الشرك في القلب، فإن العبد يطلب معرفة أنواعه حتى لا يشرك، ومعرفة أصنافه وأفراده حتى لا يقع فيها، وحتى يحذر أحبابه، ومن حوله منها؛ لذلك كان أحب الخلق، أو أحب الناس، وخير الناس للناس من يحذرهم من هذا الأمر، ولو لم يشعروا، ولو لم يعقلوا، قال -جل وعلا: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾(21) ؛ لأنهم يدلون الخلق على ما ينجيهم، فالذي يحب للخلق النجاة هو الذي يحذرهم من الشرك بأنواعه، ويدعوهم إلى التوحيد بأنواعه؛ لأن هذا أعظم ما يدعى إليه.
ولهذا لما حصل من بعض القرى في زمن إمام الدعوة تردد، وشك، ورجوع عن مناصرة الدعوة، وفهم ما جاء به الشيخ-رحمه الله-، وكتبوا للشيخ وغلظوا، وقالوا: إن ما جئت به ليس بصحيح، وإنك تريد كذا وكذا، قال في آخرها: قال بعد أن شرح التوحيد وضده ورغَّب ورهَّب قال في آخرها -رحمه الله-: "ولو كنتم تعقلون حقيقة ما دعوتكم إليه لكنت أغلى عندكم من آبائكم وأمهاتكم وأبنائكم، ولكنكم قوم لا تعقلون" وهذا صحيح، ولكن لا يعقله إلا من عرف حق الله -جل وعلا-، رحمه الله -تعالى-، وأجزل له المثوبة، وجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء، ورفع درجته في المهديين والنبيين والصالحين."
من شرح كتاب التوحيد لفضيلة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
|