منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 29 Mar 2019, 09:03 PM
أبو معاذ محمد مرابط أبو معاذ محمد مرابط غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 350
افتراضي لا تُعذّبني! وهو الحلقة السادسة من (الإلمام) ردّا على بوق المفرقين: عبد النصير




ردّا على مهزلة عبد النصير:
لا تُعذِبّني!
وهو الحلقة السادسة من (الإلمام بفوائد مجالس ربيع الإمام)




الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد تتابعت نكسات المُفرّقين في هذه الفتنة بشكل رهيب، فما إن تنزل عليهم النّكسة الشديدة -وتوشك على الأفول- حتى تلحقهم أخرى أعظم من الأولى، وليس ذلك إلاّ بسبب ظلمهم وبغيهم، وتلك سنّة الله في الظالمين، {فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَحْوِيلًا} [فاطر:43].
وقد ابتُلي رؤوس التفريق بصنفٍ من الأتباع وأشكال غريبة من بني آدم، فكانت هذه البليّة -ولا عزاء لهم- من أشدّ النّكسات التي مرّت بهم في هذه الحقبة الأخيرة، بل في مسيرتهم الدعوية! وهم -بلا أدنى شكّ- من يتحمّل المسؤولية كاملة، لأنّهم فتحوا لهم الأبواب بأيديهم، وأذنوا لهم في الدخول بألسنتهم، وأنصتوا إلى «نحن سندكم» بآذانهم، فطوّحت بهم نشوة الزعامة بعيدا وهم لا يعلمون، واستُدرجوا بسوء نيّاتهم وهم لا يشعرون.
لقد مرّغ «الأتباع» أنوف أشياخهم قبل أن يُمرّغها فرسان السنّة، وأسهموا في كشف مخطّطاتهم قبل أن يكشفها سادات الأمّة، فصنائِعهم مع أشياخهم هي في الحقيقة لمَن عقل وتدبّر من آيات الله الباهرة في هذه الفتنة، ولو تأمّلنا في صفحات التاريخ لما وجدنا نظيرا لِما وقع بين الأتباع والمتبوعين في هذه الفتنة، حيث صار المتبوع تابعا، ينتظر نُصرتَه ويرقب جوابه، يأنس بكتابه، ويسعد بخطابه، بل يقول له كِفاحا: أنت سندي! فما حيلة التابع الجاهل إن وجد نفسه على منصّة القيادة؟! هي خلاصة المعاناة التي حلّت بدار القوم.
في هذه السنة «1440 هـ» خرج علينا «عبد النصير أبو أنس» وهو من أشدّ وأشرّ أبواق هذه الفتنة العصِيبة، بخرجة أذهلت العقول، وحيّرت موافِقَه قبل مخالِفه، حيث نشر صوتيّة سجّلها بنفسه مع العلاّمة الإمام ربيع المدخلي –حفظه الله- فيها نصيحة –كما زعم- لمشايخ الإصلاح، وقبل أن أذكر بعض ما جاء فيها من فوائد الإمام، أقدِّمُ بملاحظاتٍ مهمّة لها ارتباط وثيق بموضوع الصوتيّة.

رابط الجزء الأول من الصوتية:
رابط الجزء الثاني من الصوتية


الملاحظة الأولى

وهي متعلّقة بالدعاية العريضة التي قام بها عبد النصير لصوتيّة الشيخ، فقد قال في «22/03/2019»: «أبشروا يا أصحاب النهج الواضح ترقبوا الجديد قريبا».
وفي «23/03/2019» قال –بتصرّف-: «بعد زيارتي لشيخ ربيع حفظه الله أدركت أن أهل التمييع والإحتواء عندنا بالجزائر عصابة تُتاجر بهذا الدين والله المستعان، تخرج من بيت الشيخ ربيع ما تريد وتخفي ما تريد وهذا بتواطؤ مع صعافقة المدينة حتى يتسترون عليهم ولكن هيهات هيهات فنحن لكم بالمرصاد، أقول لكم يا مُميّعة وفقني الله لزيارة الشيخ والتكلم معه وجلب نصيحة بصوته حتى يعلم الجميع ما كنتم تخفون».
وفي «24/03/2019»، بالغ في الإثارة وأخرج جزء من الصوتيّة وقال: «جديد: الشيخ ربيع حفظه الله يأمرُني أن أسجل نصيحته لجماعة التمييع والإحتواء..من بيت الشيخ ربيع نفضحكم يا تجار الدعوة».
وفي «25 /03 /2019» قال –بتصرّف-: «جديد: الحمد لله قلوبنا مطمئنة وأقدامنا ثابتة ولسنا ممن يتعصب لأقوال الرجال بل نتعصب للحق...الكثير من إخواننا من هم على نهج قويم يترقبون نصيحة الشيخ ربيع لمميعة الجزائر!! ويستعجلون في إخراجها!...نصيحة الشيخ ربيع جلبتها حتي أبين للجميع أن مميعة الجزائر كانوا يخفون نصائح الشيخ لهم بالتوبة والرجوع لكن القوم مكروا...أقول أخيراً يامن تمسحتم بالشيخ ربيع وتركتم الرجوع عن أخطائكم بعد أن ثبتت فيكم الأدلة بالصوتيات والفيديوهات وشهادة العدول هل لكم من رجوع بعد صوتية الشيخ ربيع؟؟».
وفي «28 /03 /2019» قال: «حان وقت كشف اللثام عن نصيحة الشيخ ربيع حفظه الله للمميعة اللئام......بعد المغرب بإذن الله».
فأنت ترى أخي القارئ أنّ قلوب ضعاف النّفوس قد بلغت الحناجر بصنيع هذا الرجل، وهو نوع من الحرب النفسيّة، يراد من ورائها ترسيخ الفكرة قبل نشرها، وما أشبهها بخطط جمعة! وهذا مما لا يستغرب على كل حال، فقد زرع المفسد الجاني في نفوس أتباعه بذوره السيّئة، وغرس فيهم طريقة تفكيره التي دّمرت الدعوة السلفية، والله حسيبه، وعلى كلّ حال فالذي يهمّنا في الموضوع أنّ عبد النصير توهَّم أمرا وتمنّى شيئا، فتصارع مع نفسه فصرعَها، فقرّر أن يُصدّر الوهم إلى المساكين من رفاقه، فأدخلهم في هذه الدوّامة من البشائر الزائفة، وبعث بهم إلى هذا السراب من الأمنيات.

الملاحظة الثانية

مرّة أخرى يعترف المفرّقون بأنّهم أهل خيانة ومكر، فالرجل سجّل الشيخ من غير استئذان منه، بدليل: أنّ الشيخ طلب منه تسجيل نصيحته، ولم يكن يعلم بأنّه يسجل! فلا يزال المفرقون منذ بداية الفتنة أوفياء لعوائدهم مع الاختلاس، فتجد الواحد منهم يدخل على الشيخ بهذه النيّة، ثم يسجل الشيخ وعندما تخرج الصوتية يُتّهم الأبرياء بالتسجيل ويقول جمعة ويُشيع بين الناس: بأنّ بيت الشيخ لم يعد آمنا! كبرت كلمة تخرج من فيه إن يقول إلاّ كذبا.

الملاحظة الثالثة

بعدما استمعت إلى الصوتية التي نشرها المُبرقَع «عبد النصير» اكتشفت بأنّ الخائن حذف منها بعض المقاطع، وتصرّف فيها، والقرائن قوية وصريحة:
أوّلا: مرّت ستّة أيّام كاملة منذ إعلانه عن الصوتية ومع ذلك لم يخرجها، وبعد إحراجي له في تغريدتي التي قلت فيها: «ما هو سبب التأخر وما الذي فُعل بالصوتية في كل هذه المدة؟»، سارع إلى نشرها، وكنت على يقين أنّ ما في الصوتية لا يخدمهم إطلاقا، لكن توقعت منهم –بكل صراحة- أن يُقدِّموا كتمان الصوتية على التصرّف فيها، لكن للأسف وقع ما لم يكن في الحسبان.
ثانيا: المسكين وقع على أمّ رأسه، ولم ينتبه إلى نقطة مهمّة فارقة في الموضوع، فقد نسي أنّه نشرَ قبل أربعة أيام -كما سبق بيانه- جُزءًا إشهاريا –كما يقال- للصوتيّة كتب عليه «ترقّبوا عن قريب إن شاء الله».


وهو على هذا الرابط:

فالشيخ يقول له في هذا المقطع: «يا أخي لا تعذّبني يكفيك هذا الكلام»، وعبد النصير بصوته يقول: «نبغي نصيحة مكتوبة كما كتبتها» فأجابه الشيخ: «سجّل صوتي»، وما على المُنصف إلاّ الرجوع إلى الصوتيّة التي نشرها الأمس والتي انتظرها الجميع بفارغ الصبر، ثم يقارن بينها وبين هذا المقطع الإشهاري وسيُصدم بأنّ الكلام لا أثر له في الصوتية! فأين ذهبت به يا عبد النصير ردَّ الأمانة!
ثالثا: عادة الشيخ التي عرفها الجميع في هذه الفتنة أنّه يناقش في مجالسه ويتكلّم عن أخطاء المفرّقين، وأوّل من يتكلّم فيهم عبد المجيد جمعة، فيذكر مثلا تحقيقه لكتب أهل البدع، لكن هذه المرّة لأوّل مرّة تنتشر صوتية ليس فيها أيّ ذكر للمفرّقين، ولا أثر فيها لذلك النقاش المتعارف عليه مع أنّ الشيخ قال له في الجزء المفقود: «لا تعذّبني»، وهي كلمة يفهم منها أنّ عبد النصير تكلّم طويلا وناقش وجادل، حتى أتعب الشيخ، لكن كل هذا لم يظهر له أثر في الصوتية!
رابعا: في الجزء المفقود طلب عبد النصير من الشيخ أن يقدّم نصيحة لمشايخ الإصلاح والشيخ قبِل الطالب وأمرَه بالتسجيل! فأين هي النصيحة يا عبد النصير؟! فما سمعنا في الصوتيّة إلاّ كلامك مع الشيخ، ولم نجد فيها نصيحة الشيخ التي أعلنتَ عنها كثيرا!
خامسا: قال عبد النصير في حسابه الرسمي على الفيس بوك يوم: «17/03/2019»: «الشيخ ربيع نعم النّاصح والموجه، حتى في بيته وينصح الشباب بعدم الإقامة في بلاد الكفر والسفر لها إلا للدعوة إلى الله، كما نصح إخواننا بعدم الإسبال في التوب وهذا لحرصه حفظه الله، كما شاهد أحد إخواننا يحمل كتاب صحيح البخاري فاستلمه منه وتفقده وسأله عن طبعته وعن الكتابة في الهوامش فقال الأخ أنا أجلس للشيخ العباد فقال الشيخ له أحرص على الجلوس للشيخ العباد والإستفادة منه وقال أبلغوه السلام».
قلت: أين التسجيل يا عبد النصير؟! لماذا جلعت كلّ تركيزك في زيارة الشيخ على مشايخ الإصلاح؟! اتّق الله يا رجل أين الأمانة؟! أَخرج للنّاس أقوال الشيخ كاملة غير ناقصة! وإلاّ فإنّي أطالبك بالقسم أمام النّاس أنّك لم تتصرّف في الصوتية!

الملاحظة الثالثة

وهي متعلّقة بالخدعة الكبرى التي عُرفت في هذه الفتنة «بالأيّام الزاهية»، وهو صنمٌ كسرته معاول المفرّقين قبل أن تصل إليه معاول خصومهم! فهذا عبد النصير يقول للشيخ في الصوتية: «نحن في حيرة في الجزائر طلبة العلم»، وأنا على يقين أنّ الرجل لولا العجلة لما أخرج الصوتية وفيها هذه الكلمة الخطيرة التي تقتلع جذور أكذوبة «الأيّام الزاهية» من أصلها، فبعد أن أرهقوا أنفسهم في إقناع الناس بأنّهم في أحسن أحوالهم، وأنّ الحق في هذه الفتنة ظاهر لائح، وبعد أن أوهموا أنفسهم بأنّ السلفيين في الجزائر على قلب رجل واحد، خرج عليهم المسكين عبد النّصير لينقل عنهم ويصفهم بأنّهم في حيرة! فأيّ هزيمة هذه التي لحقتكم؟! كفّوا أتباعكم يا رؤوس التفريق فقد جنوا عليكم جناية عظيمة! ما لكم صامتين!

الملاحظة الرّابعة

صوتيّة عبد النصير حجّة قويّة تدين المفرّقين وتثبت سوء أدبهم مع كبار الأمّة وسادات الملّة، فهل يعقل أن يدخل جاهل مبرقع مجهول على حامل لواء الجرح والتعديل ومن وصفه الأئمة «بالإمامة في السنة»، ليقول له: «نحن نطالب بالإنصاف»، وهل يقبل شيوخ هذا الغرّ بما قام به من إتعاب وإجهاد الشيخ حتى بلغ الأمر أن قال له الشيخ: «يا أخي لا تعذّبني»؟! هل يرضيهم هذا؟! وماذا يقول الدكتور عن هذه المهزلة وهو الذي اعتبر كل من عارضه وناقشه في مسألة مسيئا للأدب معه، واتخذ في هذه الفتنة شعار: «لا يحترمونني»! ثم أين ذهبت عقول هؤلاء؟! أليس فيهم رجل رشيد يمتطي جواد الصدق وينكر تصرّفات هؤلاء؟! هل يلزم من موافقتكم لهم في أصل الموقف أن تسكتوا عن هذه التصرفات المشينة؟! هل هانت عندكم أعراض الأئمة إلى درجة أنكم صرتم تقفون بأنفسكم على هذا الفحش وهذه البذاءة وهو يستعمل مع هؤلاء الخيرة الكرام؟! ابعد كلّ هذا تُخرص ألسنتكم؟! ما أشقاكم!

الملاحظة الخامسة
إنّ هذا الفعل الذي أقدم عليه هذا المسكين ينمّ عن أشياء كثيرة ينبغي دراستها والتأمل فيها، وأهمّ شيء نتوق إلى معرفته وسماع جوابه من المَعنيّ مباشرة هو السؤال عن: السبب الذي دفعك إلى إلقاء نفسك في هذه الهوّة السحيقة؟! هل تعتقد أنّك بلغت من الشجاعة ما لم يبلغه شيوخك؟! هل ترى في نفسك أنّك أجرأ من الدكتور ومن جمعة ولزهر وباقي الرؤوس؟! أم أنت موقن أنّك أقوى من ذيول المفرقين كبويران وحرّي وموريدا وصاري وغيرهم؟! كيف تخلّف هؤلاء جميعا عمّا أقدمت عليه؟! إن كنت تعتقد أنّهم أولى منك لكنّك تجرّأت فتب إلى الله وعد إلى رشدك ولا تحاول مرّة أخرى! أمّا إن كنت تعتقد بأنّك أشدّ حرصا منهم على أنفسهم وعلى هذه الدعوة فالخطب جلل إذن! وللأسف هذا الجواب هو الأقرب للصواب، فالكثير من الأتباع تيقّنوا بأنّ شيوخهم تورّطوا في هذه الفتنة، وآلمَ كثيرا هؤلاء الأتباع صمت شيوخهم في وقت كان الواجب عليهم الوقوف بحزم كبير للاحتوائيين، والردّ على ضلالاتهم وكشف شبهاتهم، لقد عاينَ الأتباع ضعف شيوخهم وهو الضعف الذي تحدّث عنه الرجال من قبل! لكن عوض أن يرجعوا إلى الحق وينفضوا أيديهم منهم ذهبوا كلّ مذهب في نصرتهم وتخليصهم ولو بهذه الأساليب الحقيرة! وما أعظمه من فساد وما أكبره من شرّ عندما يصير جاهل القوم وسَفيهُهم هو القائد المتصرّف، وقد عاينّا ضرر ذلك في فتنة الخوارج التي كادت أن تحرق البلاد والعباد.

الملاحظة السادسة

ممّا غفل عنه صاحب الصوتية وغفل عنه كذلك من أزّه وشجّعه وسكت عليه: أنّهم مصدر هذه الصوتية، وهم من وضعوا عنوانها وتحدثوا عن مضمونا، وأشادوا بالشيخ وطالبوا غيرهم بالأخذ بوصيته وأقواله، بل صدّروا الصوتية بقول الله تعالى:{وقل جاء الحق وزهق الباطل}، والحق المقصود هو صوتيّة الشيخ كاملة وليس جزءًا منها، فَينبَنِي عليه: أنّهم ملزمون قبل غيرهم بكلّ توصيات الشيخ! فهم من نشروا هذه المرّة ولسنا نحن بأنّ الأخطاء ثابتة لكل الأطراف! ولا شك أنّ شيوخ التفريق جزء من تلك الأطراف! فخطاب الشيخ موجّه لهم ولأتباعهم، ولا أظنّ واحدا منهم يتجرّأ هذه المرة وينكر أخطاء شيوخهم، لأنّ الشيخ ذكرها في هذه الصوتية التي نُشرت في ساحاتهم! فإن قالوا: الشيخ لا نوافقه في هذا –ولن يقولوا- فيكون جوابهم: لم يقع من قبل ولم يبلغنا أنّ طائفة من الناس نشرت كلام عالم معتبر عندها وقصدت بذلك جزءًا من كلامه وليس كلّه! وهذه فيما أعلم واحدة من محدثات المفرّقين! وما أكثرها.

الملاحظة السابعة

من أشنع ما حدث لهذا المبرقع عبد النصير في خرجته البائسة، ما وقع في تفريغه للصوتية المرفق معها في المقطع، حيث وقع في تحريف شنيع لكلام الشيخ وطمسٍ خسيس لمعانيه، ومثاله:
أوّلا: قال شيخ: «الذي يتعصّب لمحمد بن هادي هذا..»، فطعن الشيخ في المتعصّب لابن هادي وقال كلمة لم تظهر في الصوتية بسبب تشويش المبرقع كما في الثانية: 48!، لكن المصيبة الكبرى تكمن في عبث المبرقع بهذه الكلمة عند تفريغه لها، فكانت هكذا: «القضية التي تخصّ الشيخ محمد بن هادي؟»، هكذا بعلامات الاستفهام وكأنّ الشيخ يسأل، والسامع للصوتية يجد أن الشيخ يتكلم وبشدّة عمّن يتعصب لمحمد بن هادي!
ثانيا: قولهم: «الشيخ ربيع يحثّ الإخوة طلبة العلم على تبيين أخطاء جماعة المجلّة حتّى يرجعوا»، ولا أدري أين قال هذا الشيخ فلم نجد في الصوتية ما يشير إلى هذا، فالشيخ يقول بصوته: «ويبينون أخطاء هؤلاء يرسلونها لهم يتراجعون عندكم كذا.. عندكم كذا»، وهو كلام واضح جدا متعلق بنصيحة المخطئ ومراسلته، وليس بالتحذير منه ومن أخطائه وتِبيانِها في العام!
ثالثا: أخطاء شنيعة تخلّ بالمعنى كتحريفهم لقول الشيخ: «يتوب إلى الله»، فكتبوا: «يتوب من الله»! الشيخ يقول: «ينفع الله بها الناس» وهم يكتبون: «ينفعون بها النّاس».
الملاحظة الثامنة

متعلقة بسابقتها: وهو تحذير للمفرقين وتنبيه لهم لعلّهم يتذكرون: اتقوا الله في هذه الدعوة ولا تعتمدوا على المجانين، فصاحب حساب «قناة السلف» المختص في تركيب المقاطع، رجل أعرفه معرفة خاصة وهو مصاب بمرض نفساني، وهو الآن من أقرب الناس للمفرّق المفتون عبد القادر حرّي، فكل هذه الصوتيات والمقاطع تمرّ عليه، فلا عجب حالتئذ من خروج هذه المهازل وبهذه الصورة! افهموا يا قوم: لن نقول لكم ارجعوا عن باطلكم وإنما نقول لكم عار عليكم أن تطمئنّوا إلى المرضى والمجانين، فاتقوا الله.

الملاحظة التّاسعة

لقد تواطأت ألسنة هؤلاء المفرّقين على الكذب، وزادوا في شناعته عندما كذبوا عند الأئمّة ليظفروا بكلمات في حقّ إخوانهم، وهذا المبرقع لم يختلف عن إخوانه، فها هو يقول للشيخ بعدما ذكر له أخطاء المشايخ: «هم يصرّون على عدم الرجوع.. أخطاؤهم ظاهرة.. الصوتيات موجودة»، يقول هذا وهو يعلم أنّهم رجعوا في مناسبات كثيرة عن أخطاء واضحة! فكان عليه أن يدقق في عباراته ويقيد كلامه ولا يطلقه، ويتكلّم عن بعض الأخطاء التي لم يرجعوا عنها –إن وجدت طبعا- أمّا أن يصوّر المسألة وكأنّهم لم يرجعوا عن أخطائهم جملة وتفصيلا فهذا هو الظلم التي قصم ظهر المفرقين وأذهب قوّتهم.
وفي الجزء الثاني من الصوتية: يسأله الشيخ «هل أنا متحيّز إلى طرف؟!»، فأجابه عبد النصير: «لالا»، وهو والله كاذب ويعرف أنّه كاذب، فشيوخه يقولون هذا الذي نفاه في مجالسهم، وأبواق الفتنة يعترفون في المجالس الخاصّة أنّ الشيخ ربيعا أصبح طرفا! لكن الكذب والتلوّن هو ديدنهم وديدن أتباعهم، يا عبد النصير الكلام خلف الجدران غير الكلام أمام الأسود! ولو كنت صادقا لقلتَ للشيخ: نعم أنت متحيّز يا شيخ! لكنّه الجبن والخور.


فوائد المجْلِس



لقد ضرب الإمام ربيع بن هادي أروع الأمثلة وأجمل القصص التي حكت معايش أئمّة السنّة وحَفظَة الدّين، فكل ما نشره النّاس –سواء الموافق أو المفارق- من صوتيات وشهادات دلَّ بمجموعه أنّ هذا الرجل اختار حياة مُعيّنة فهو يعيشها في كلّ ساعاته وأيّامه، فمجالسه تنضح بالمواقف النبيلة والعلوم الجليلة، حار النّاس بما شاهدوه فيها من صلابته في السنّة وثبات جأشه، فلله درّه وعلى الله أجره.
ومجلس عبد النصير -مع ما ظهر عليه من دلائل الحذف والتصرّف- لم يكن إلاّ أنموذجا آخر مشابها لتلك المجالس العظيمة التي عشناها وعاشها الناس في هذه الفتنة وقبلها، فقد حوى كنزا ثمينا، ودررا غالية، نذكر منها:

الفائدة الأولى: ما ظهر في هذا المجلس من ثبات الشيخ، وشدّة تمسّكه بموقفه، حيث ردّد كثيرا حفظه الله: «لن أحيد عن هذا الموقع الإسلامي!»، وفعلا سمِعناه في هذا المجلس كما سمعناه في مجالس أخرى وتحقّق المنصفون أنّه وفّى بوعدِه، وبقي ثابتا حفظه الله، وكيف لا يكون كذلك، وقد قال بقولِ الله ورسوله صلى الله عليه وسلّم، وأفتى بشرع الله، وفعل ما أُمِر به في دين الله، وهذا من أعظم أسباب الثبات، قال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا}.

الفائدة الثانية: في قوله –حفظه الله-: «الذي عنده خطأ يُنصح بالحكمة ويرجع عن خطئه»، فإنّ من أوكد شروط النّصيحة أن تكون بالحكمة، ولا يقوى على هذا إلاّ الحكماء والعقلاء، لاسيما إذا تعلّق الأمر برؤوس السنّة، وكان المنصوح واحدا من القائمين بشؤون الدعوة في بلاد الإسلام، وبسبب تضييع هذه الحكمة حدث ما حدث في هذه الفتنة، لكن المبرقع عبد النصير جهل هذا من قبل ومن بعد، فالشيخ يطالبه بالحكمة في تبليغ النصيحة لكنّه يخالف وصية الشيخ ويخون الأمانة ويذهب ليشهّر ويرهب الناس بالإعلانات ثم بالكذب والتحريف، والعجيب أنّ الشيخ طالبه بتبليغها للمَعنييّن وقال له: «بلّغهم هذا»، فقبل الطلب وأجابه: «أُبلِّغُهُم»، لكن للأسف خرج من بيته وخان الأمانة ولم يبلغها.

الفائدة الثالثة: من قول الشيخ: «بلّغهم سلامي وقل لهم يتقوا الله»، فالمنصوح هو في الحقيقة من أحوج النّاس للخطاب الليّن، والكلام الهيّن، فقولك له: فلان يسلّم عليك ويقول لك كذا وكذا، أفضل من تبليغك له النصيحة من غير هذه المقدّمة التي تترك أثرا بليغا في قلبه، لأنّ سلام الناصح سيفتح قلبه ويريحه، ويتأكّد أنّ الناصح محبّ له.

الفائدة الرابعة: من قول الشيخ: «أنا أطالب الأطراف كلّها أن يتراجعوا عن أخطائهم ثم يتآخوا ويصيروا كالجسد الواحد»، وفيه دليل أنّ الشيخ –حفظه الله- على طريقة أهل السنة وليس كما حاول المفرقون إشاعته بإشارات خفيّة، فهو لا يريد من الناس أن يجتمعوا على باطل! بل اشترط في ذلك التراجع عن الأخطاء ثم يكون التآلف ثمرة هذا التراجع، لذلك أصرّ –وفقه الله- منذ بداية الفتن على أن يكون اجتماع المشايخ من أجل مناقشة الأخطاء، ولم يكن الأمر كما كان يزعم المفرقون من أنّ الشيخ دعاهم للعمل مع إخوانهم من غير مناقشة أو تراجع!

الفائدة الخامسة: من قوله –حفظه الله-: «ما عندي سيف ولا أنا سيد، عندي نصائح»، فأوّل ما ينبغي أن يعرفه الناصح أنّ وظيفته ليست وظيفة السلطان أو السيّد المطاع، وقبل ذلك هو لا يملك قلوب العباد، بل هو مبلّغ لحجج الله، وقد قال الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه سلم: {إن أنت إلاّ نذير} {إنّما أنت منذر ولكلّ قوم هاد}، {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات}، وما وقعت أكثر الفتن في هذه الأمّة إلاّ بسبب إخلال النّاس بهذه المعاني الربّانية، فتراهم يجتهدون في حمل الناس على مذاهبهم قهرا، حتّى وصل بهم الحال إلى استباحة دماء خصومهم، وقد رأينا في هذه الفتنة صنوفا من الوقائع الأليمة حتى خُيّل إلينا من شدّة التسلّط والقهر أنّنا وقعنا أسرى عند عدوّ غاشم!.

الفائدة السادسة: من قوله –حفظه الله-: «رأيي دائما وتوجيهي لمن يدّعي السلفيّة أن يتراجعوا عن أخطائهم»، فمن أعظم قواعد الدعوة عند السلفيين {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ* كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُون}، والملاحظ في الساحة الدعوية أنّ كلّ أحد يدّعي وصلا بالسلفية، والسلفية لا تقرّ له بذاك، ولا شكّ أنّ من يدّعي الكمال ويحرص ويجتهد على تكميل النّاس هو أولى النّاس بترجمة أقواله إلى أعمال، والالتزام بما يوصي به غيره، وقد رأينا في هذه الفتنة المدمّرة كيف أظهر الله المفرّقين على حقيقتهم، فبعد أن صاحوا ليل نهار بضرورة رجوع المشايخ للحق والتوبة من الأخطاء صغيرها وكبيرها، وأظهروا للناس بفخر وكبرياء أنّ الرجوع للحق من أسهل العبادات وأيسرها، حتى قالوا: «لم نطلب منكم أن تنقلوا الجبال من أماكنها!»، لكن إن هي إلاّ ساعات معدودات حتى ظهرت معادنهم الحقيقيّة، واتّضح للقاصي والداني عجزهم وضعفهم، بعدما طالبهم الكبار –حقّا-بإزاحة الجبال من أماكنها!

الفائدة السابعة: من قوله –حفظه الله-: «وتعود كلمتهم عالية ينفع الله بها الناس ويدفعُ عنهم الشرّ»، وقد تحقق كل النّاس في هذه المظاهرات الأخيرة، كيف محي أثر السلفيين في أرض الواقع، وكيف طمست معالم هذه الدعوة بين العامّة، بعدما كانت كلمتهم تهزّ أركان البلاد، ويحسب لها الأعداء ألف حساب، نعم! إنّ بركة الاجتماع عظيمة، ترجع بالخير على الفرد والمجتمع، {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}، فذكر الله في هذه الآية أنّ التنازع من أسباب الفشل وذهاب الريح -وهو القوة-! لذلك كان الناصِح بالاجتماع هو في الحقيقة طالب للخيريّة لهذه الأمّة، ودعوته هي دعوة الأنبياء والمرسلين، وهذا ما لهم يفهمه المفرقون فضيّعوا هذه المعاني وبسبب ذلك ضيّعوا خيرا عظيما على هذه الأمّة.

الفائدة الثامنة: من قوله –حفظه الله-: «فالذي يقول أنّي أنصح جهة وأسكت عن جهة هذا كذب عليّ»، فقد تأكّدنا الآن بعدما أفادنا عبد النصير بهذه الصوتية الجليلة أنّ الشيخ بلغته كلمات المفرقين عندما زعموا أنّ الشيخ ينصح جهة ويسكت عن أخرى فحكم عليهم بالكذب والافتراء عليه! فهل سيلتزم من نشر هذه الصوتية ومن أعانه في ذلك بكلام الشيخ؟! نرجوا ذلك.
ولا شك أنّ هذه التّهمة الخطيرة تسقط أمَمًا وشعوبًا، لأنّ المحاباة وغمط الناس حقوقهم لا سيما في المحاكمات هو الظلم الذي حرّمته الشرائع، وكل من ثبت في حقه أنّه يسكت عن الباطل، فيحكم على أقوام ويسكت عن آخرين، فهو ظالم معتدٍ لا يصلح لإمامة مسجد فكيف بإمامة الأمّة في دينها؟! إنّها والله فواقر لم يتأمل في حقائقها الكثير ممّن اغترّ بالمفرّقين، ولو أنّهم أنصفوا هذا الشيخ الجليل لجعلوا أنفسهم في مكانه، ثم نظروا بصدق وحكموا بعدل هل سيقبل الواحد منهم لو قيل له وفيه: إنّك تتكلم عن فلان وتسكن عن الآخر؟! لا أظنّ بشرا يقبل هذا.

الفائدة التّاسعة: من قوله –حفظه الله-: «أنصح الأطراف كلّها بالتراجع عن أخطائهم لأنّهم غير معصومين»، فذكرُ العصمة والتذكير بها في مثل هذه المواطن مفيد جدا سواء للناصح أو المنصوح! فالناصح عليه أن يفكّر مليّا بأنّ الناس ليسوا بمعصومين فالخطأ وارد على الجميع ما عدا الأنبياء، فيكون رحيما هادئا في بيان الأخطاء! وكذلك المنصوح عليه أن يعلم أنّه بشر يخطئ فلا يكبر عليه التراجع، ولا يجد في نفسه شيئا إذا ما نُبّه على خطئه، فالوحي انقطع، والهوى مستحكم، وشياطين الإنس والجن مجتمعون على الإغواء، فلا مهرب للمخلِص إلاّ إلى التواضع والاعتراف بالتقصير، والله المستعان.

الفائدة العاشرة: أدب الشيخ –حفظه الله- في نقاشه مع هذا المفرّق، وهو من هو مكانة وعلما وقدرا، وظهر جليّا ذلك الأدب الجمّ في موطنين مهمّين:
الأوّل: في قوله –حفظه الله-: «بارك الله فيك»، فمخاطبة الناس بالقول الحسن واستعمال الألفاظ المُهذّبة هو مسلك شريف، وبهذا الأدب العظيم عُرف الشيخ، فقد خاطب عبد النصير في هذه الصوتية بقوله «بارك الله فيك» سبع مرّات كاملة! أو أكثر، وبهذا يكون هذا المبرقع أعلى رُتبة من عبد المجيد جمعة الذي خاطبه بها الشيخ مرّة واحدة!
والشيء بالشيء يذكر وحتّى لا ننسى: إنّ من مهازل عبد المجيد جمعة في هذه الفتنة –وما أكثرها- أنّه استغلّ جهل الناس بالعلاّمة ربيع وبطريقته في الكلام والنقاش، بل استغل قبل ذلك جهلهم بالشريعة،
وجعل كلمة «بارك الله فيك» من صيغ الثناء والإقرار والتأييد، فقال في الحلقة الأولى من «الجواب عن الجواب» تعليقا على قول الشيخ الفاضل خالد حمودة –وفقه الله-: «لم يتكلّم بموافقته أو تأييده، لم يحصل من الشيخ ربيع شيء من ذلك»، فأجابه جمعة وليته لم يجب: «هذا من الخيانة العلمية، إذ تنقل بعض العبارة لتوهم القرّاء، وتقنعهم برأيك، وتتعامى عن العبارة الأخرى؛ فأين أنت من قول الشيخ الربيع: «بارك الله فيك»؟! وهي مثبتة في المقال»!
أقول لجمعة: ها قد تبيّن الآن بالدليل الصوتي وفي مناسبات كثيرة أنّ الشيخ لا يستعمل: «بارك الله فيك» للتأييد! فهل أنت راجع عن قولك هذا؟ أم ستُصرّ عليه ويكون عبد النصير قد ظفر بما لم تظفر به؟!
أما الموطن الثاني الذي برز فيه أدب الشيخ: في مقدّمة الصوتية عندما بقي الشيخ يستمع إلى المبرقع باهتمام كبير وهو ويردّد: نعم، نعم، وهذا نادر جدّا في دنيا النّاس لا سيما عند من يعتقد أنّ مقاطعته في الحديث وأخذ الكلمة أمامه هو سوء أدب يستوجب التعزير! وكأنّ الله خلقه متكلّما وخلق النّاس بكمًا لا يتكلمون، فنفسه تشمئزّ من مقاطعته والاعتراض عليه فكيف تنتظر منه أن يستمع لغيره لاسيما إذا كان أصغر منه علما وسنّا وقدرا، فاللّهم طهّر قلوبنا من الشرور كلّها.

الفائدة الحادية عشرة: شجاعة الشيخ النادرة وجرأته في تبليغ الحق، فهو يقول لعبد النصير: «أوجّه لهم نصيحة أن يتوبوا إلى الله من أخطائهم»، فالشيخ يقول لهذا الرجل بلغة لا يفهمها: النصيحة بالتوبة أمر يفرح الصادق ويسعد المخلص. والذي لم يفهمه هذا الرجل: أنّ أخطاء مشايخ الإصلاح ما ذكرها الشيخ ولا مرّة واحدة، بخلاف أخطاء المفرقين، ثم هذا المبرقع لو كان مجتهدا في نصرة موقفه، لأخرج للشيخ أخطاء مشايخ الإصلاح، حتى يكتب تعليقا عليها ويطالب المشايخ بالتراجع، وهذا ما لا يقدر عليه هؤلاء، فالشيخ نصح الجميع بالتراجع عن الأخطاء حتى لا يقال إنّه منحاز لجماعة دون جماعة، ومع ذلك لم تشفع له عند القوم هذه الرؤية السلفية والرحمة الأبويّة.
تنبيه: لقد طالبت مشايخ التفريق أن يخرجوا للناس بيانَهم الذي أرسلوا به على الشيخ ربيع، وفيه ذكر أخطاء مشايخ الإصلاح، وإلى هذه اللحظة لم يجيبوا الطلب ولم ينشروا البيان، وهو دليل عجز يضاف إلى أدلة أخرى كثيرة، ولو احترَم هذا المُبرقع نفسه واحترم مشايخه لما تقدّم بين يديهم للقيام بما عجزوا عنه.

الفائدة الثانية عشرة: متعلقة بصحّة الشيخ –حفظه الله- فقد اطمأنّ السلفيون على صحّة الشيخ، بعد سماعهم لهذه الصوتية التي سُجلّت حديثا، وتأكّدوا بأنّ الشيخ حفظه الله مُنعّمٌ بصحّة جيّدا، يظهر ذلك في صوته الشجيّ، وقوّة سمعه وصفائه، فهو كما سمعنا يناقش ويستمع للرجل من غير واسطة ولا مبلّغ، فلله الحمد أوّلا وآخرا، نعم أيّها المفرقون! سمعنا حديثه الشيّق، وهو حديثُ من هضمَ المسألة وحفظ جزئياتها، ويدلّ على ذلك:
أوّلا: أنّ المبرقع أخبره عن نصيحته للمفرقين، ولم ينكرها الشيخ ولم يسأله عن حقيقة هذه النصيحة، إذ لو كان كما وصفه المفرقون بأنه كبر ونسي وخرف وأن البطانة هي من تُملي عليه، لكان جوابه غير هذا.
ثانيا: أكّد حفظه الله نصيحته بتفاصيلها المعهودة، وهي كلمات تعبّر عن موقفه في هذه الفتنة، ولا شك أنّ الناسي والمختلط لا يثبُت على قول واحد.
ثالثا: تأكيده على التحذير من محمد بن هادي ومن المتعصّبة له، فبمجرّد أن فهم من المبرقع أنّه متحيّز إلى جماعة المفرقين اعترض عليه مباشرة وحذّر من التعصب له! ولله العجب كيف يختلط الرجل ويبقى قوله ثابتا في قضيّة ابن هادي الشائكة المتشعّبة! اللّهم احفظ عبدَك ربيع السنّة.
إلى هنا ينتهي ما قصدته من هذه المقالة، فأسأل الله أن يحفظ شيخنا الإمام، وأن يرزقه الصحة والعافية، وأن يقوّي قلبه، وأن يختم له ولنا بالحسنى، اللهم آمين، والحمد لله ربّ العالمين.

كتبه:
أبو معاذ محمد مرابط
ليلة السبت 23 رجب 1440 هـ
29 /03 /2019 نصراني
الجزائر العاصمة


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله حيدوش ; 29 Mar 2019 الساعة 10:57 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 Mar 2019, 10:22 PM
مهدي بن صالح البجائي مهدي بن صالح البجائي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 591
افتراضي

الحمد لله الذي سخر لطلاب الحق مثل هذا القلم، ورعى الله مهجة صاحبه وحفظه بما يحفظ به عباده المصلحين.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 Mar 2019, 10:28 PM
عبد القادر بن يوسف عبد القادر بن يوسف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 79
افتراضي

مقال قيم جدا ،جزاك الله أخي العزيز محمد ،لقد أفسدت عرس القوم وقلبته عليهم مأتما ،مثلهم كمثل الشاة المذبوحة تتحرك لتموت ،هذا هو حالهم ،إن الله لا يهدي القوم الظالمين.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 Mar 2019, 10:40 PM
أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2018
المشاركات: 214
افتراضي

جزاك الله خيرا أبا معاذ .
القوم كذبة فجرة في الخصومة ، لمسنا هذا منذ بداية الفتنة ، يكذبون حتى تبلغ كذبتهم الآفاق فيصدقها أتباعهم بل وتصدقها أنفسهم ، لكن الله جل وعلا يفضحهم في كل مرة ، ويكشف مخططهم التخريبي لهذه الدعوة السلفية المباركة ، فانظر الشيخ يقول : سلم عليهم وقل لهم… وهو يصفهم بالمميعة والاحتوائيين ، فلا أمانة أدوها ، ويذكرني صنيعهم بصنيع الحدادية في عهد فالح وكيف كانوا يتصلون بالمشايخ ثم يركبون شريطا بعنوان " العلماء يردون على ربيع المدخلي " هكذا بهذا العنوان ، فكأن نسل هؤلاء وسلالتهم قد وصل بعد 15 سنة ليكملوا مسيرة آبائهم ، ولكن الله لا يصلح عمل المفسدين وسيكونون - بإذن الله - إن لم يتوبوا على خط الهامش مدفوعين بالابواب لا يرحمهم راحم ولا يشفق عليهم كائن .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 Mar 2019, 10:52 PM
أبو عبد المحسن عبد الكريم الجزائري أبو عبد المحسن عبد الكريم الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 94
افتراضي

جزاك الله خيرا أبا معاذ، القوم الآن يتخبطون ويحسبون الذي عليهم أنه لهم، فهم في نكساتهم غارقون وفي غيهم ماضون فلم يرحموا أنفسهم ولا أشياخهم، فضائحهم متتالية وكذباتهم بالية!!!
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 29 Mar 2019, 11:00 PM
أبو البراء علي أبو البراء علي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 29
افتراضي

سلمت يمينك أخي المبارك ،فقد ظهر جليا تخبطهم وحيرتهم وأصبحوا يعرفون ماكانوا ينكرون وينكرون ما يعرفون
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 Mar 2019, 11:00 PM
عمر رحلي عمر رحلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
المشاركات: 111
افتراضي

جزاك الله خيرا ،على هذا المقال الذي تبين فيه أن المفرقة أصبحوا لايخجلون من تناقضهم بل يعترفون أنهم في حيرة من أمرهم كما في صوتية هذا الفتان ،نسأل الله لهم الهداية..
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 Mar 2019, 11:06 PM
مختار حرير مختار حرير غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
المشاركات: 70
افتراضي

جزاك الله خيرا أيها المرابط ورفع قدرك في الدارين.
إن في صوتية المخذول هذه دليل على أن باب الشيخ ربيع مفتوح للجميع حتى من طينة «عبد النصير» فكيف يغلق دون رؤوس المفرقة، وأن إيصال الأدلة بل ومناقشتها متاح ميسور وليس كما ادعى كذاب الصنوبر ومتولي كبر الفتنة.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 Mar 2019, 11:08 PM
أبو أنس فاتح خليل أبو أنس فاتح خليل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
المشاركات: 72
افتراضي

جزاك الله خيرا الشيخ محمد على ما خطت يمينك وعلى هذا البيان الشافي وكشف كذب وفجور هذا المبرقع فلله درك وجعلك شوكة في حلوقهم وسدد قلمك وذب عنك النار.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29 Mar 2019, 11:09 PM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 757
افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك فيك لقد وضعت النقاط على الحروف جمعوا بين الكذب والتلون والتناقض والكيل بمكيالين ...فضائح بعضها فوق بعض نعوذ بالله من الحور بعد الكور
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 29 Mar 2019, 11:28 PM
أبو الزبير خيرالدين الرباطي أبو الزبير خيرالدين الرباطي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2019
المشاركات: 88
افتراضي

جزاك الله خيرا أبا معاذ،لقد أفسدت عليهم نومهم وعرسهم كالعادة،هؤلاء قوم لا يعيشون إلا بالكذب والافتراء وقلب الحقائق،ما أدري ما الذي أفرح هذا المبرقع فمعلوم عند العقلاء أن الشيخ ربيع من أول الفتنة هذه هي دعوته لم يبدل ولم يغير،مثل هؤلاء كما قال الشاعر:
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا*عني وما سمعوا من صالح دفنوا
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به*وإذا ذكرت بشر عندهم أذنوا.
بارك الله فيك كفاء ما نافحت ودافعت عن أسد السنة.
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 29 Mar 2019, 11:33 PM
أبو بكر يوسف قديري أبو بكر يوسف قديري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 286
افتراضي

جزاك الله خيرا أيها المرابط قنّاص المفرّقين
بوركت
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 29 Mar 2019, 11:38 PM
أبو معاذ صالح الجزائري أبو معاذ صالح الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
الدولة: مدينة بشار الجزائر
المشاركات: 46
افتراضي

بارك الله فيك على هذا البيان وفقك الله
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 29 Mar 2019, 11:42 PM
أبو البراء خالد أبو البراء خالد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 59
افتراضي

جزاك الله خيرًا أبا معاذ وبارك فيك وفي قلمك وفي أنفاسك، فقد وُفقت توفيقًا في ملاحظاتك واستنباطاتك.
والله إنه بقدر الحزن العميق الذي أصابني من إتعاب هذا البوق للشيخ وتجرئه عليه بقدر ما أسعدني ما استخرجته من فوائد هذه الصوتية، والحمد لله الذي جعل دليل إدانتهم من نفس كلامهم وما ينشرونه هم فضلا عما ينشره أهل الحق.
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 29 Mar 2019, 11:46 PM
أبو عبد الرحمن التلمساني أبو عبد الرحمن التلمساني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 252
افتراضي

جزاك الله خيرا يا اخي محمد لهذا التوضيح ،وهذا ليس لكلام الشيخ ربيع فكلام الشيخ واضح ومفهوم انما التوضيح للعنوان وتعليق المبرقع والذي غير كلام الشيخ ،فالله المستعان هذه سنتهم وطريقتهم في دعوتهم الظالمة فقد توافقوا مع اسيادهم .
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013