منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 02 Apr 2018, 06:32 PM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي الجواب المندي لجبين البَليدي الجزء الثاني

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه وبعد:
فتبعا للمقال الأوّل، فهذه أجوبة أخرى على كلام آخر للبَليدي الذي ضمّنه ردّه المسمّى "تعليقات علمية على أهل مغنية":
- قال البَليدي:" قال الثنائي:" مخالفتك للعلماء الكبار في أحكامهم وتبنّيك لرأي يصادم آراءهم في مسائل لا يحسُن فيها مخالفة العلماء إلّا بدليل واضح وضوح الشّمس في كبد السّماء ليس دونها سحاب ولا غبار أو ضباب".
لي مع هذا الكلام وقفتان:
الأولى: أنكم حرفتم كلام الشيخ عبد الخالق، لأن كلام الشّيخ في العيد يعرفه المشايخ كلّهم وعلى رأسهم الشيخ فركوس، فالشّيخ عبد الخالق هو أكثر المشايخ انتقادا للعيد وهو الذي كان يحثّ الشّيخ فركوس (كذا، والصّواب: فركوسا ) على توجيه النّقد للعيد في مجالس النصيحة، وكان يقول له:" قل له إنه (كذا، والصّواب: أنّك) مخطئ".
التعليق: وهذا أيضا ممّا يدلّ على بلادتك وقلّة فهمك وبيان ذلك من وجوه:
الأوّل: قولك:" أنّكم حرّفتم كلام الشّيخ عبد الخالق" يقال لك فيه ما قد تقدّم في مثيله: هل كنتَ حاضرا معنا وهل سمعت كلامه حينها كما سمعنا؟ أم أنّ الغيب صار عندك شهادة فانكشف لك الغطاء كأهل الكشف وزيادة، وما مَثلك إلاّ كمّثل مَن قال الله فيهم:" وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19)" سورة الزخرف.
فإن قلتَ: إنّما بنيت حكمي على ما ذكرتُه ممّا أعلمُه عن الشّيخ ومواقفه، فجوابه:
الوجه الثّاني: أننا يا بَليدي! لم نقل أنّه خالف العلماء في الكلام في العيد والتّحذير منه، وإنّما خالف العلماء في الحكم عليه وتبديعه، وأعيد عليك الكلام برمّته لعلّك تتفطّن لقلّة نباهتك وضعف فهمك، قلنا:" ومن أمثلته: أنّنا قادنا الحديث - في أوائل ما تعرّفنا عليك والتقينا بك - على العيد شريفي - هداه الله - وقلتُ لك - أنا عبد الصمد -: أنه مبتدع، فقلت لي: من قال هذا؟ قلتُ: الشيخ ربيع والشيخ عبيد - حفظهما الله -، فاعترضتَ وقلتَ: هو سلفي، ومشكلته هي أنّه سيّء الأخلاق أو نحو ذلك، مع أنّ العيد شريفي قال كلاما كثيرا باطلا يُبَدَّعُ الرجل ببعضه فضلا عن كلّه، ويعلم ذلك طلبة العلم فضلا عن غيرهم ممّن هو أعلم منهم".
فالمنتقد عليه يا بَليدي إذًا: اعتراضه على تبديع العلماء له، وحكمه له بالسّلفيّة بخلاف ما حكم العلماء به عليه، وتقريره: أنّ المشكلة معه ليست في ضلالاته وكلماته التي أدّت إلى تبديعه، وإنّما هي في سوء خُلقه.
الثالث: هلا اتصلت بالشّيخ عبد الخالق وسألتَه إنْ كنّا فعلا قد حرّفنا كلامه.
الرابع: كان بإمكانك أن تُكذّب كلامنا ولا تأخذه مسلّما عنّا وحينئذ كنّا سنجد لك عذرا ونرى لك مسوّغا، أما أن تتحكّم وتستلزم وتقدّر وتنكر فهذا ما يُردّ عليك ولا يُقبل منك، مع العلم أنّك لو كذّبتنا وشككتَ في نقلنا كنّا نحن أيضا سنعاملك بمثله فيما يتعلّق بنقولاتك التي نقلتَها وحُججك التي احتججتَ بها، وتشكيكنا حينئذ في كلامك سيظهر للقُرّاء أولى من تشكيكك في كلامنا؛ لأنّنا نقلنا عن مجلس كنّا فيه وحضرناه برمّته، أمّا أنتَ فنقلتَ وقائع يغلب على الظّنّ أنّك لم تحضرها، ومواقف يكاد يُقطع أنّك كنتَ غائبا عنها، "وليس الخبر كالمعانة". ومثال مجازفاتك في نقل الأخبار:
- قولك:" فالشّيخ عبد الخالق هو أكثر المشايخ انتقادا للعيد، وهو الذي كان يحث الشيخ فركوس (سًا) على توجيه النّقد للعيد في مجالس النّصيحة، وكان يقول له :"قل له إنّه (ك) مخطئ" هل كنتَ معهم وشهدتَ ذلك منهم؟!.
- قولك:" ومع ذلك قال له:" قصدتَ أو لم تقصد، كلامك لا يخرج عن الطّعن في الصّحابة، ويجب عليك أنْ تتوب منه". هل شهدتَ هذا الكلام منه أم عندك تسجيل صوتي يؤكّد هذا النّقل عنه؟.
- قال البَليدي - مستدلا على صحة رجمه بالغيب -:" والشّيخ إنّما قال:" أنا لا أجرأ (كذا والصّواب: أجرؤ) على تبديع العيد". وبيّن السّبب في ذلك من أنّ العيد كان يتبرّأ من الطّعن في الصّحابة ومذهب الرّافضة، ومع ذلك قال له:" قصدتَ أو لم تقصد، كلامك لا يخرج عن الطّعن في الصّحابة ويجب عليك أن تتوب منه"، فكيف تلبّسون على النّاس وتجعلون من هو أشدّ النّاس نقدا للعيد مخالفا للعلماء؟ وسلوا الشّيخ لزهر يذكر لكم ما وقع في بيت الشّيخ ربيع بين الشّيخ عبد الخالق والعيد".
التّعليق: إذا كان لا يجرؤ - من قبل - على تبديع العيد شريفي، فقد بلغه تبديع العلماء له، فكان يكفيه أن يأخذ بقولهم ويَكِل الأمر إليهم ولا يُظهر المخالفة لهم إلّا إذا كان يعتبر نفسه من أقرانهم، هذا أولا.
ثانيا: أين هو تبرّؤ العيد من الطّعن في صحابة النّبيّ صلّى الله عليه وسلم وهو الذّي قد سجّلت له أشرطة يسوّغ بها قوله في أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - الذي اشتهر عنه وأُدين بسببه، حيث أتى بنقولات عن بعض العلماء يزعم فيها أنّهم انتقصوا من الصّحابة الكرام - رضوان الله عليهم – ثم يقول: فلماذا أُنكر عليه ولم ينكر عليهم؟، وهذا الإصرار منه هو الذي دفع العلماء إلى تبديعه.
ثالثا: هل كلّ من تبرّأ من الرّافضة وكان منكرا عليهم يُعتبر طعنه في الصّحابة لاغيا وكلامه فيهم سائغا؟! ما هذا الذي تقوله يا بَليدي؟ ألم تعلم أنّ علماء السنّة أدانوا من تعرّض للكلام في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو حتّى لو عرَّض بهم فقط، ولم يقصروا إنكارهم في هذا الباب على من كان رافضيا، ومعلوم أنّ الرّجل قد يوافق الطّائفة في كلّ أصولها وبدعها، وقد يوافقهم في بعضها دون بعض، فيلحق بهم فيما وافقهم ولو تبرّأ في الجملة منهم، ثمّ العبرة بالبراءة من مذهبهم حقيقة لا ادّعاء.
رابعا: قولك أنّه قال له:" قصدتَ أو لم تقصد، كلامك لا يخرج عن الطّعن في الصّحابة ويجب عليك أنْ تتوب منه". إذا كان سواء قصد أم لم يقصد لا يخرج كلامه عن الطّعن في الصّحابة فما هو أثر تبرّئه من الطعن فيهم؟ وهذا هو المعلوم عند أهل السّنة: أخْذ الرّجل بقوله وما يظهر على لسانه وجوارحه، وإلّا فأكثر من يُتكلّم فيهم وتُرد عليهم بعض أقوالهم وانحرافاتهم يَعتذرون لأنفسهم بانتفاء القصد منهم، وكلام الشّيخ عبد الخالق هذا الذي سقتّه لتدلّل به على براءته: دليل عليه لو كنتَ تعقل؛ لأنّه إذا كان كلام العيد لا يخرج عن الطّعن في الصّحابة وطُلبت التّوبة لله منه ولم يتب: عُلم انحرافه وبدّع بسببه، وهذا أيضا ممّا يدّل على بلادتك حيث: جئتَ تبرّئه فورّطته، ولذا قيل قديما – كما تقدّم -:" عدوّ عاقل خير من صديق جاهل".
خامسا: تزعم أنّ الشّيخ عبد الخالق - وفّقه الله - هو أشدّ المشايخ نقدا للعيد من غيره، أقول: فأين هي كلماته فيه وتحذيراته منه؟ هذا المطلوب منك أوّلا، فإذا أثبتّه بقي عليك أن تُثبت أنّه كان أشدّ المشايخ تحذيرا منه وطعنا فيه.
- قال البَليدي:" ومع ما تقدّم فإنّ القول ما قاله الشّيخ عبيد من أنّ العيد شريفي مبتدع ضالّ، قال – حفظه الله – في بيان دليل تبديعه:" ما أوجب جرحه عندنا هو ثابت عندنا بصوته وبنقل الثّقات عنه، ومن ذلك – أعني ما يوجب جرحه وأنّه مبتدع حتّى يتوب إلى الله – قوله في عمر بن الخطّاب – رضي الله عنه – أنّه كان يتكلّم بمنطق العقل البشري الظّلوم الغشوم .... وكفى بهذه الكلمة الصّادرة عن العيد شريفي سبّا وجرحا على أمير المؤمنين".
التّعليق: وهذا أيضا ممّا يدل على بلادتك وقلّة فهمك، يا بَليدي!: إذا كان العيد شريفي مبتدعا ضالّا والقول فيه ما قاله العلامة عبيد الجابري - حفظه الله - فما هو قولك فيمن يقول عنه أنّه سلفي ومشكلته في سوء أخلاقه؟ وبخاصّة بعد أن يُذكر له كلام العلماء فيه؟ انظر كيف أنّك وافقت العلامة عُبيدا الجابري ولم تجرؤ على القول بمثل قول الشّيخ عبد الخالق -وفقه الله- مخافة أن تصيبك تبعات قوله وحكمه.
- قال البَليدي:" وهنا تنبيه مهمّ: الكثير من المشايخ والطّلبة لم يبدّعوا العيد شريفي ليس ردّا منهم لكلام الشّيخ عبيد بل لاعتقادهم أن الرّجل مجنون مصاب في عقله، مع اتّفاق الجميع أنّ الواجب هو التّحذير منه والتّنفير من مجالسه".
التّعليق: والجواب على هذا الكلام الرّكيك المتهافت من وجوه:
الأوّل: من هم هؤلاء المشايخ - دون الطّلبة - الذين لم يبدّعوا العيد شريفي؟.
الثّاني: فإنْ وُجد هؤلاء المشايخ فهل ذُكر لهم قول الشّيخ عبيد -حفظه الله- والشّيخ ربيع -حفظه الله- في العيد ثمّ اعترضوا على قولهما وخالفوهما بأنْ أصرّوا على الحكم له بالسّلفيّة وإنْ كانت أخلاقه غير رضيّة، وأنتَ قدْ سميتَ واحدا منهم حيث قلتَ:" فقد سألتُ الشيخ حسن آيت علجت عن تبديع العيد فقال:" العيد خطأه في سوء أخلاقه، ولسانه هو الذي أورده المهالك". إن صحّ هذا الذي تنقله: فهل أخبرت الشّيخ يومها بكلام العلّامتين ربيع وعبيد -حفظهما الله- عن العيد، وهل نقلتَ له تبديعهما له فاعترض، وزعم أنه سلفي وإنَما مشكلته في سوء أخلاقه؟! ما أبعد فهمك يا بَليدي!.
الثالث: تزعم أنّ المشايخ لم يبدّعوه؛ لاعتقادهم أنّ الرّجل مجنون مصاب في عقله، وهذا مردود عليك بوجهين:
الوجه الأوّل: أنّ الشّيخ عبد الخالق -وفّقه الله- لم يذكر لنا مِثل هذا الكلام، ولم يعلّل به قوله عندنا، وإنّما علّل بسُوء أخلاقه، لا بذهاب عقله.
الوجه الثّاني: التّعليل بذهاب العقل والجنون: هل هو طعن فيه أم اعتذار له؟ ثمّ هل أنتم أطباء مختصّون في الأمراض العقليّة وكشفتم عليه فثبت عندكم ذهاب عقله؟
يا بَليدي الرّجل عاقل سيّء الأخلاق متهوّر، وأعظم من ذلك كلّه: فهو من أهل الأهواء، حيث وقع في البدع ونُصح بالتّوبة لله منها فأصرّ عليها واستكبر ولم يتنصّل منها فبُدّع على ما يقتضيه حاله من كلام أهل العلم.
- قال البَليدي:" ولكن لماذا – يا أهل مغنية – لا تأخذون من كلام العلماء إلا ما وافق هواكم؟، ألستم من صدع رؤوسنا قبل بذكر قاعدة ( بلدي الرجل أعلم به من غيره )، وذلك لرد كلام الشيخين الربيع والجابري لما تكلّما بما يطفئ الفتنة في الجزائر ويحث على الاجتماع، وقد كان الزعم أن منطلق الشرارة هو عدم الدفاع عن الشيخين لما طعن فيهما عبد المالك بلسان المقال، فلما قالا ما لم يوافق هواكم طعنتم فيهما بلسان الحال والمقال".
التّعليق: وهذا من أدلّة بلادتك وقلّة فهمك وتجنّيك وتجاوزك وبيانه في الوجوه الآتية:
الأوّل: أين ذكرنا هذه القاعدة أولا فضلا أن نكون قد صدعنا رؤوسكم بها ثانيا.
الثّاني: أقواعد العلماء المأخوذة من الشّريعة الإسلاميّة تُصدّع رؤوسكم وتُؤلم أدمغتكم، أهذه هي مكانة القواعد العلميّة عندكم وهكذا تتكلّمون عليها وبهذا تعاملونها؟.
الثّالث: زعمك أنّنا رددنا كلام الشّيخين ربيع بن هادي وعبيد الجابري -حفظهما الله- الذّي جاء ليطفئ الفتنة في الجزائر ويحثّ على الاجتماع؛ أولا: أين كلامنا الذّي رددنا به كلام الشّيخين -حفظهما الله ورعاهما-، ثانيا: نصيحة الشّيخين -حفظهما الله ورعاهما وبارك في عمريهما- كانت بالاجتماع والتباحث وهذا -والحمد لله- هو الذّي طلبه ويطلبه مشايخنا من مشايخ الإصلاح إلاّ أنّهم وضعوا شروطا لاجتماعهم معهم ولقائهم بهم؛ وهي في إمكانهم وتدخل تحت طاقتهم، وهم إلى الآن ينتظرون، ويودّون الاستجابة لهم ويأملون. وسيأتي مزيد كلام على هذه النّقطة.
الرّابع: قولك:" وقد كان الزّعم أنّ منطلق الشّرارة هو عدم الدفاع عن الشّيخين لمّا طعن فيهما عبد المالك بلسان المقال" من زعم أن بداية الشّرارة كانت من ها هنا؟ هذا أوّلا، ثانيا: نعم لم يدافع مشايخ الإصلاح عن الشّيخين يومها ولم يخرجوا الكلام حينها، والذّي تكلّم ودافع وردّ وفنّد هو الشّيخ أزهر -حفظه الله-، وطُعن فيه بسبب نقله، وتُكلم في عرضه، ووصف بالكذب وشنّع عليه به، ولم يتطوّع واحد من المشايخ لنصرته، وبيان صدقه، لمصلحة كانوا يرونها ويعتبرونها والسؤال: ما هي هذه المصلحة الرّاجحة التّي اقتضت كتمان الشهادة؟ ثم ما سبب زوالها حتّى تكلم المشايخ بعدها؟.
الخامس: قولك:" فلمّا قالا ما لم يوافق هواكم طعنتم فيهما بلسان الحال والمقال" كبرت كلمة تخرج من فيك إن تقول إلا كذبا وافتراء وبهتانا، وسيكون لك موقفا بين يدي الله تقفه وتحاسب فيه على افتراءاتك ومزاعمك، أنحن نتكلم في الشّيخين -حفظهما الله ورعاهما ورفع قدرهما في الدارين-؟ أُذكر أدلّتك وقدّم براهينك من تسجيلات تكلمنا فيها أو مقالات كتبناها؟ قبّح الله الهوى الذّي يدفع صاحبه للكذب والتزوير والتدليس والتلبيس وكلّ خلق فاجر لئيم.
فإن قلت دليلي أنّكم لم تأخذوا بنصيحتهما بالاجتماع؟ فجوابك أنّ مشايخنا عازمون عليها مريدون لها لكن بشروط لابدّ منها؟ فإن قلت: لا يقبل مشايخ الإصلاح شروطا ولا يريدون اجتماعا مشروطا، قلت: وما في هذا؟ ألم يشترط المشركون شروطا على نبيّنا صلّى الله عليه وسلم في صلح الحديبية وكانت مجحفة فوافق عليها رجاء المصلحة العظمى المترتبة عليها؟ ألستم تزعمون في الدّاخل وتتكلّمون بالكلام الذّي تقصدون به الخارج أنّكم تريدون الصُّلح وتأملون رأب الصَّدع؟ إذا كان الأمر كذلك فلماذا تضحُّون بالاجتماع الذّي تذكرون مصالحه وتتباكون على ضياع ثماره برفض شروط هي في إمكانكم ويسيرة عليكم؟.
وأنا الآن أتوجّه لمشايخ الإصلاح الذين أحببناهم في الله واحترمناهم لله: مشايخنا الكرام أسألكم بالله أن تستجيبوا لشروط مشايخنا ولو رأيتموها مجحفة، وتصورتموها ظالمة، ولكم الأسوة بالنّبيّ صلّى الله عليه وسلم في صلح الحديبية حيث أنّه صلّى الله عليه وسلم وافق على شروط غاية في الظلم والإجحاف رجاء المصلحة الكبيرة ومنها:
- وافق على كتابة "بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ" بدل:"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" بعد أن أمر بها النّبيّ صلّى الله عليه وسلم الكاتب فمحيت لتكتب بدلا عنها الكلمة التي اقترحها المشركون.
- وافق على كتابة:" مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ" بدل :" مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ" التّي أمر الكاتب أن يكتبها لما اعترض سهيل عليها.
- وافق على الرجوع وعدم إتمام العمرة التّي خرج لها لما رفض سهيل دخولهم قائلا:" وَاللَّهِ لاَ تَتَحَدَّثُ الْعَرَبُ أَنَّا أُخِذْنَا ضُغْطَةً وَلَكِنْ ذَلِكَ مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَكَتَبَ".
- وافق أن يردّ إليهم من أتى مسلما من عندهم وهذه كانت مِن أعظمها وأشقّها على المسلمين حتّى قالوا:" سُبْحَانَ اللَّهِ كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا" بل قد وقعت عند الصّلح واقعة وهي مجيء مسلم إليهم فطلب سهيل أن يردّوه إليه وأنّ ذلك أوّل من يقاضيهم عليه كما جاء في صحيح البخاري:" قَالَ الْمُسْلِمُونَ سُبْحَانَ اللَّهِ كَيْفَ يُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جَاءَ مُسْلِمًا فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ دَخَلَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَرْسُفُ فِي قُيُودِهِ، وَقَدْ خَرَجَ مِنْ أَسْفَلِ مَكَّةَ، حَتَّى رَمَى بِنَفْسِهِ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُسْلِمِينَ. فَقَالَ سُهَيْلٌ هَذَا يَا مُحَمَّدُ أَوَّلُ مَا أُقَاضِيكَ عَلَيْهِ أَنْ تَرُدَّهُ إِلَىَّ. فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم –" إِنَّا لَمْ نَقْضِ الْكِتَابَ بَعْدُ". قَالَ فَوَاللَّهِ إِذًا لَمْ أُصَالِحْكَ عَلَى شَىْءٍ أَبَدًا. قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم -:" فَأَجِزْهُ لِى". قَالَ مَا أَنَا بِمُجِيزِهِ لَكَ. قَالَ:" بَلَى، فَافْعَلْ". قَالَ مَا أَنَا بِفَاعِلٍ. قَالَ مِكْرَزٌ بَلْ قَدْ أَجَزْنَاهُ لَكَ. قَالَ أَبُو جَنْدَلٍ أَيْ مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ، أُرَدُّ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ جِئْتُ مُسْلِمًا أَلاَ تَرَوْنَ مَا قَدْ لَقِيتُ وَكَانَ قَدْ عُذِّبَ عَذَابًا شَدِيدًا فِي اللَّهِ"، بل وقع أكثر من ذلك كما جاء في البخاري في القصة نفسها:" ثُمَّ رَجَعَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى الْمَدِينَةِ، فَجَاءَهُ أَبُو بَصِيرٍ - رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ - وَهْوَ مُسْلِمٌ فَأَرْسَلُوا فِي طَلَبِهِ رَجُلَيْنِ، فَقَالُوا الْعَهْدَ الَّذِي جَعَلْتَ لَنَا. فَدَفَعَهُ إِلَى الرَّجُلَيْنِ، فَخَرَجَا بِهِ".
مشايخنا الكرام بارك الله فيكم ووفّقكم لما فيه صلاح البلاد العباد والدّعوة السّلفية أليس من الشروط التي لم يطلب الشّيخ أزهر حفظه الله ورعاه في يوم مضى غيره أن يُستغنى عن رجل واحد؟ لنفرض أنه متّهم وما قيل فيه ليس بصحيح وهو مظلوم أليست المصلحة الكبرى وهي الاجتماع تقتضي منكم الاستغناء عنه وترك الاستعانة به فإن كان كما يقال ويروّج رجلا مسكينا فلن يعجز المشايخ عن أن يجدوا له عملا أو إعانة.
مشايخنا الكرام بارك الله فيكم ووفّقكم لكل خير أشروط مشايخنا أعظم وأصعب من شروط المشركين على نبيّنا صلّى الله عليه وسلم.
شيخنا عبد الخالق وفّقك الله ألست من قال عن العابدين: وأنا طبيعتي يوجد شيء؛ وأنا والله أحب الجمع بين النّاس، أحب الاجتماع والله لا أحب الفرقة، والله لا أحب الفرقة وأسعى لكي أزيل كل مشكلات الفرقة، ولا أكتمك سرًّا قضيّة الشّيخ العابدين للآن أنا الواقف حتّى لا يتكلّموا فيه قلت لهم: حتّى نلتقي معه ونناصحه ونذكر له كل ما ننقمه عليه والأخطاء الموجودة والأشياء المنهجية التّي أصبح ينحرف فيها، نناصحه، قلت لهم: هذا أخونا وهو من المشايخ وعنده علم، وهو زيادة فينا، إذا عاد زيادة فينا، نبذل له نصيحة أولا: نبرؤ ذمتنا أمام الله تعالى وثانيا نعطيه حقه لأنه له حق في النّصحية هذا مسلم له حق في النّصيحة نعطيه حقه، نذهب عنده ونتودد له ونبكي له ونتملق له ونفعل كل شيء نأخذ له هدية لكي يرجع فإذا تعنت وركب رأسه وكذا في هذه الحالة خلاص..." إذا كان تعاملك هذا مع من ظهر انحرافه فلاشك أنّ حظّ إخوانك منك سيكون أعظم، شيخنا عبد الخالق وفّقك الله لا نريد منك أن ترفض الاجتماع برفض شروط مشايخنا بل اسعى على وفق منهجك هذا الذي ذكرته في هذه الكلمة لرأب الصّدع وجمع الكلمة.
مشايخنا الكرام وفّقكم الله وسدّد على الخير خطاكم موقف منكم يوقف الفتنة ويرفع المحنة قفوه يُحفظ لكم وترتفع به أقداركم وتثقل به يوم قيامة موازينكم.
مشايخنا الكرام لا تلتفتوا إلى من يشجعكم على الإصرار على مواقفكم والاستمرار على قراراتكم.
- ثم أعود للبَليدي فأقول: أنحن نتكلم في الشّيخين -حفظهما الله ورعاهما ورفع قدرهما في الدارين- ونحن نسير على دربهما ودرب من كان مثلهما من السّلف الصّالح وإلى زمان النّاس اليوم وما الخلاف القائم اليوم بين السّلفيّين في الجزائر إلاّ ثمرة التمسّك بما يدعوان إليه ويعيشان عليه وبيانه:
أولا: إذا قصدت بكلامك المشايخ؛ فمن أكثر النّاس كلاما عليهما وربطا للنّاس بدعوتيهما وحربا على من تكلّم فيهما؟ أنظروا إلى الكتابات والصوتيات.
ثانيا: ومن من الطائفتين المختلفتين يوافقون منهجَهما ويسلكون سبيلَهما في معاملة المخالفين والمنحرفين؟، فهل رأيت الشّيخين يجلسان مع المنحرفين والزائغين؟ وهل رأيتهما ينصحان بكتب أهل الضلال والبدع حتّى خرج فيكم ذلكم المجهول الذّي ردّ على الشّيخ أزهر في كتابة سمّاها "الانتصار" - وهو أحد الرّجلين قطعا - يقرّر أنّ العلماء كانوا يأمرون بعدم اتلاف كتب أهل البدع بل ويأمرون بالاستفادة منها فهل هذا هو رأي الشّيخين وموقف العلّامتين؟ اسألوهم عما تتبنون وترون لتعلموا إن كنتم حقا على هديهما أم هو التمسح بهما لمصالح ترجونها من وراء ذلك؟.
قال البَليدي:" فلماذا لم تطبقوا قاعدة ( بلدي الرجل أعرف به من غيره ) مع الشيخ عبد الخالق في قضية العيد شريفي؟!".
التّعليق: هذا أيضا مما يدلّ على بلادتك وضعف علمك وقلّة نباهتك وفطنتك، وبيانه كالتالي:
أوّلا: لماذا لم تستعمل أنت هذه القاعدة مع العيد شريفي وتأخذ بكلام من سألته ومن تدافع عنه وترى مشكلة العيد شريفي في أخلاقه أو عقله لا في ضلالاته وانحرافته؟.
ثانيا: ما هو المرجّح عندك لترك العمل بهذه القاعدة في مسألة العيد شريفي؟.
ثالثا: اعلم يا بَليدي أنّنا -والحمد لله- نعلم أن العبرة بالدّليل في كلّ المسائل بما فيها هذه المسألة ومن المعلوم أنّ الشّيخ عبيداً والشّيخ ربيعاً -حفظهما الله ورعاهما- بنيا جرحهما للعيد على ما هو ثابت عنه بصوته وبنقل الثقات عنه، أمّا قول الشّيخ عبد الخالق -وفّقه الله- بأنّ مشكلته في سوء أخلاقه والذّي أَثْبَتَ به سلفيّته وخالفَ به كلام من هو أعلم منه فليس بدليل يصار إليه ويترك لأجله كلام أئمتنا ولو كانوا من غير بلدنا. يؤكّده:
رابعا: أنّ الشّيخ عبد الخالق -وفّقه الله- وافق المشايخ فيما نسب إلى العيد شريفي وأدين به، فلم يكن عليه إلاّ أن يوافقهم ويأخذ بحكمهم، وبخاصة والعلّة التّي قدّمها لا أثر لها، ولا يمكن أن تغيّر من الأمر شيئا.
خامسا: أمّا بالنّسبة للشّيخ عبد الخالق -وفّقه الله- فما أُنكر عليه وأُدين به فهو ثابت في حقّه بصوته، وتظافر الشّهادات به، والمشايخ في المملكة لم ينفوا هذا الذّي ذُكر عنه، وإنّما أمروا الجميع -حرصا منهم على الخير- بالاجتماع والتباحث، وهذا ما يحرص عليه مشايخنا بشروط يرونها ضرورية لإيقاع الصّلح على وجهه الشرعي، وهم ينتظرون جواب مشايخنا نسأل الله أن يوفّق الجميع لما فيه رضاه.
فما أراك إلا مخلّطا متخبّطا.
- قال البَليدي:" الوقفة الثانية:" مع تهويلكم وقولكم "مخالفتكم للعلماء الكبار في مسائل" لم تذكروا إلاّ قضيّة العيد شريفي، فأين هي "المسائل؟!" أم أنّه أسلوب الحدّادية في التهويل وتعظيم الأشياء على غير حقيقتها؟".
الجواب: يا بَليدي! هذه هي طريقة المفاليس من الأدلّة والبراهين، وهي اللّجوء إلى الأحكام الجزافيّة التي يقُصد مِن ورائها: إما التّنفير أو التّرهيب أو هما معا، والحقيقة: أنّ هذا ليس بغريب عليكم أن تُطلقوا مثل هذه الأحكام على مثلي بعد أن أطلقتموها على مشايخنا: الشيخ أزهر سنيقرة والشيخ عبد المجيد جمعة -حفظهما الله ورعاهما- هذا أوّلا.
ثانيا: أعطنا أصول الحدّادية وطرائقهم التي طابقناهم فيها وشابهناهم في استعمالها، مع ذكر إنكار العلماء لها وبيانهم لدلالتها على حداديّة صاحبها.
- قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله ورعاه- في كلمته التي وجهها إلى أعضاء "منتدى سحاب" بعنوان: "فصل الخطاب في النصح لمنتدى سحاب" :" كما نحذّرهم من الظلم وارتكاب البهت وانتهاك أعراض مَن تخاصمونهم بحقّ - لو كنتم على حق - فضلاً أن ترتكبوا كلّ هذا في حقّ من تخاصمونهم بالباطل، فإنّ الله قد حرّم الظّلم على نفسه وعلى عباده، كما في الحديث القدسي الصحيح الذي رواه مسلم والبخاري في الأدب المفرد:" يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا ".
ثالثا: هذه بعض طرائق الحدّادية كما بيّنها العلاّمة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- ليُعلم من الحدّادي من غيره:
قال العلّامة ربيع -حفظه الله ورعاه- في بيان منهجهم وبعض مميّزاتهم في "منهج الحدّاديّة":
منهج الحدّاديّة:
1- بغضهم لعلماء المنهج السّلفي المعاصرين وتحقيرهم وتجهيلهم وتضليلهم والافتراء عليهم ولا سيّما أهل المدينة، ثمّ تجاوزوا ذلك إلى ابن تيمية وابن القيّم وابن أبي العزّ شارح الطّحاوية، يدندنون حولهم لإسقاط منزلتهم وردّ أقوالهم.
2- قولهم بتبديع كلّ مَن وقع في بدعة، وابن حجر عندهم أشدّ وأخطر مِن سيّد قطب.
3- تبديع مَن لا يُبدِّع مَن وقع في بدعة وعداوته وحربه، ولا يكفي عندهم أنْ تقول: عند فلان أشعريّة مثلاً أو أشعري، بل لابدّ أن تقول: مبتدع وإلاّ فالحرب والهجران والتّبديع.
4- تحريم التّرحم على أهل البدع بإطلاق لا فرق بين رافضي وقدري وجهمي وبين عالم وقع في بدعة.
5- تبديع مَن يترحّم على مثل أبي حنيفة والشّوكاني وابن الجوزي وابن حجر والنّووي.
6- العداوة الشّديدة للسّلفيّين مهما بذلوا مِن الجهود في الدّعوة إلى السّلفيّة والذّبّ عنها، ومهما اجتهدوا في مقاومة البدع والحزبيّات والضّلالات، وتركيزهم على أهل المدينة ثمّ على الشّيخ الألباني -رحمه الله- لأنّه مِن كبار علماء المنهج السّلفي، أي أنّه من أشدّهم في قمع الحزبيّين وأهل البدع وأهل التّعصّب، ولقد كذّب أحدهم ابن عثيمين في مجلسي أكثر من عشر مرّات فغضبت عليه أشدّ الغضب وطردته من مجلسي، وقد ألّفوا كتباً في ذلك ونشروا أشرطة، وبثّوا الدّعايات ضدهم، وملؤوا كتبهم وأشرطتهم ودعاياتهم بالأكاذيب والافتراءات؛ ومن بغي الحدّاد أنّه ألّف كتاباً في الطّعن في الشّيخ الألباني وتشويهه يقع في حوالي أربعمائة صحيفة بخطّه، لو طُبع لعلّه يصل إلى ألف صحيفة، سماه " الخميس" أي الجيش العرمرم، له مقدّمة ومؤخّرة وقلب وميمنة وميسرة.
وكان يدَّعي أنه يحذِّر من الإخوان المسلمين وسيّد قطب والجهيمانيّة، ولم نرَه ألّف فيهم أيّ تأليف، ولو مذكّرة صغيرة مجتمعين فضلاً عن مثل كتابه الخميس.
7- غلوهم في الحدّاد وادّعاء تفوّقه في العلم ليتوصّلوا بذلك إلى إسقاط كبار أهل العلم والمنهج السّلفي وإيصال شيخهم إلى مرتبة الإمامة بغير منازع كما يفعل أمثالهم من أتباع من أصيبوا بجنون العظمة، وقالوا على فلان وفلان ممّن حاز مرتبة عالية في العلم: عليهم أنْ يجثوا على ركبهم بين يدي أبي عبد الله الحدّاد وأمّ عبدالله.
8- تسلّطوا على علماء السّلفيّة في المدينة وغيرها يرمونهم بالكذب: فلان كذّاب وفلان كذّاب، وظهروا بصورة حبّ الصّدق وتحرّيه، فلمّا بُيّن لهم كذب الحدّاد بالأدلّة والبراهين، كشف الله حقيقة حالهم وما ينطوون عليه من فجور، فما ازدادوا إلا تشبثاً بالحدّاد وغلواً فيه.
9- امتازوا باللّعن والجفاء والإرهاب لدرجة أن كانوا يهدّدون السّلفيّين بالضّرب، بل امتدّت أيديهم إلى ضرب بعض السّلفيّين.
10- لعن المعيّن حتى إنّ بعضهم يلعن أبا حنيفة، وبعضهم يكفّره.
11- ويأتي الحدّاد إلى القول الصّواب أو الخطأ فيقول هذه: زندقة، ممّا يُشعر أن الرّجل تكفيريّ متستّر.
12- الكبر والعناد المؤدّيان إلى ردّ الحقّ كسائر غلاة أهل البدع فكلّ ما قدّمه أهل المدينة من بيان انحرافات الحدّاد عن منهج السّلف رفضوه؛ فكانوا بأعمالهم هذه من أسوأ الفرق الإسلاميّة وشرّهم أخلاقاً وتحزّباً.
13- كانوا أكثر ما يلتصقون بالإمام أحمد، فلمّا بُيِّنَ لهم مخالفة الحدّاد للإمام أحمد في مواقفه من أهل البدع أنكروا ذلك واتَّهموا من ينسب ذلك إلى الإمام أحمد، ثم قال الحدّاد: وإن صحّ عن الإمام أحمد فإنّنا لا نقلّده، وما بهم حبّ الحقّ وطلبه وإنّما يريدون الفتنة وتمزيق السّلفيّين.
14- ومع تنطعهم هذا رأى السّلفيون علاقات بعضهم بالحزبيّين وبعضهم بالفسّاق في الوقت الذي يحاربون فيه السّلفيّين ويحقدون عليهم أشدّ الحقد ولعلّهم يخفون من الشرّ كثيراً فالله أعلم بما يبيِّتون.
فإذا بيّن لنا أبو الحسن بالأدلّة الواضحة على أنّ من يرميهم بالحدّادية قد اتّصفوا بهذه الصّفات، فسوف لا نألوا جهداً في إدانتهم بالحدّادية، بل والتّنكيل بهم بالكتابة فيهم والتّحذير منهم، وإلحاقهم بالحدّادية بدون هوادة.
وإن عجز عن ذلك فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل ويعلن هذه التّوبة على الملأ، وإلاّ فلا نألوا جهداً في نصرتهم ونصرة المنهج السّلفي الذي يسيرون عليه والذّبّ عنه وعنهم".
والآن أقول: بيّن لنا يا هذا البَليدي بالأدلّة ما هي الأمور التي وافقنا فيها الحدّادية؟ رمتني بدائها وانسلت، لأنّ كثيرا من هذه الأمور منطبقة عليكم صادقة فيكم.
- قال البَليدي:" ثم هذا الذي ذكرتموه عن الشيخ – وقد بينت حقيقته – يفهم منه أنه الوحيد الذي انفرد بهذا القول عن غيره من مشايخنا في الجزائر".
التعليق: أقول: نعم هو الوحيد الذي انفرد بهذا الموقف فيما أعلم، فمن من المشايخ ذُكر له كلام العلماء في العيد شريفي وتبديعهم له فاعترض على ذلك بتقريره أن العيد سلفيّ ولكن مشكلته سوء أخلاقه؟ وهذا من باب التذكير وإلا فقد تقدم فراجعه.
- قال البَليدي:" ولكن دعوني أسألكم سؤالا تماشيا معكم: أنتم الآن تقولون أن المرجع في هذه الأمور هو "الشيخ فركوس فقط!" وأن من خالفه فقد خالف المنهج السلفي واتبع هواه – وهذا الأمر الذي لم يسبق وان حدث في المنهج السّلفي –".
التّعليق: وهذا الكلام أيضا ممّا يدل على بلادتك وتجنّيك وبهتك وافترائك، وبيانه كالتالي:
أولا: من قال أنّ الشّيخ فركوساً هو المرجع في هذه الأمور وحده وأنّه لا يُرجع فيها لغيره وأين قال ذلك؟ ما أكثر بهتانكم وكذبكم.
ثانيا: فإن قلت: أنّ الشّيخ أزهر حفظه الله صرّح كذا مرّة بأنّه كان المفروض من هؤلاء الغلمان أن يرجعوا إلى كبيرنا وعالمنا وتاج رؤوسنا الشّيخ العلاّمة محمد علي فركوس -حفظه الله ورعاه- قلت: نعم هذا صحيح، ولكنّه لم يحصر الأمر فيه دون غيره وإنّما نصح بالرجوع إليه لأنّه الأورع في بلدنا والأعلم والأفقه والأفهم، فالأمر بالرجوع إليه -وهذا هو حاله- أمر بالرجوع إلى من يغلب على الظن أنه يفيد سائله ويبصره بحقيقة ما يجري حوله، فإن قلت: ألا يوجد من هو أكبر وأعلم منه في غير بلدنا؟ قلت: نعم، ولكن هو الأقرب إلينا والأسهل أن يرجع إليه جميعُنا، ثم أقول: أليس مشايخ الإصلاح لما أصدروا مجلّة الإصلاح وجعلوا فيها ركنا للإفتاء لم يلتفتوا لغيره ولا كلّفوا أحدا بهذا سواه لا من الداخل ولا من الخارج، فهل يقال أنهم حصروا الفتوى فيه دون غيره؟ أم يقال أنهم كلّفوه بذلك لعلمهم بأنّه أعلمهم وأفقههم وأبصرهم وأقدرهم، أفلمّا تكلّم بما لا يعجبكم ولا يوافق أهواء نفوسكم انتقصتم من قدره وتطاولتم عليه وأردتم أن تسقطوه من أعين النّاس وها أنتم تسعون جاهدين للإفساد بينه وبين من يحترمه من علماء الأمّة وأئمة الملّة، فإلى الله المشتكى وهو المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ثالثا: أسألكم سؤالا وهو: من هو أعلم أهل البلد؟ فإن قلتم هو الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله ورعاه ولا يمكنكم إلا ذلك، فلماذا تستكثرون الرجوع إليه وتريدون صرف النّاس عنه؟ ولماذا تحاولون عزله عن أن يُرجع إليه في هذه المسائل؟ أبسبب تعلق الأمر بكم؟ أم لأنّه لا يرجع فيها إلا لعلماء مخصوصين لابد من الرجوع إليهم فيها؟ أقول لا مناص لكم من أحد الأمرين؛ فإن كان جوابكم: هو الأمر الأوّل إذا فهي الأهواء التي هي من أعظم البلاء، وإن كان الثاني: فأنتم واقعون فيما اتهمتمونا به من حصر المرجعية في هذه المسائل في بعض العلماء دون غيرهم.
يتبع......
وكتبه: أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان
يوم: الاثنين 16 رجب 1439 هـ
الموافق: 02 / 04 / 2018م

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02 Apr 2018, 09:12 PM
أبو بكر عبد النور عمري أبو بكر عبد النور عمري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 43
افتراضي

جزاك الله خير ونفع بك
بل هم يجحدون علم وجهد العلامة محمد علي فركوس حفظه الله وقد إستيقنته أنفسهم ،لا لشئ وإنما ليكون تاج الفتيا على رأس بن حنيفية عابدين لأنه يوافق منهجهم ومشربهم ،وأقوالهم وأفعالهم تشهد على الحقد الدفين ،الذي حملهم على الغش لإخوانهم المسلمين .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو بكر عبد النور عمري ; 02 Apr 2018 الساعة 09:16 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03 Apr 2018, 02:58 AM
بن عياد محمد فؤاد بن عياد محمد فؤاد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 47
افتراضي

أحسن الله إليك أخي عبد الصمد وجزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03 Apr 2018, 07:14 AM
أبو عبد الله محمد بن عامر أبو عبد الله محمد بن عامر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: تلاغ - الجزائر
المشاركات: 81
افتراضي

بارك الله فيكم أبا عبد السلام و جزاكم الله خير الجزاء على ما تقومون به من بيان للحق و نصرة له و لأهله القائمين به و عليه ، حفظكم الله و رعاكم .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 06 Apr 2018, 05:29 PM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وجعلني وإياكم من المتمسكين بالحق والذابين عن حياضه
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013