منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 14 Aug 2013, 03:04 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي جامع الشواهد اللغوية من تفسير القرطبي

جامع الشواهد اللغوية من تفسير القرطبي رحمه الله
الاستعاذة:
1- قال تعالى : {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [النحل : 98] أي إذا أردت أن تقرأ ؛ فأوقع الماضي موقع المستقبل كما قال الشاعر( هو الطِّرِمَّاح بن حكيم) :
وإني لآتيكم لذكرِى الذي مضى *** من الودِّ واستئناف ما كان في غد
أراد ما يكون في غد ؛ وقيل : في الكلام تقديم وتأخير ، وأن كل فعلين تقاربا في المعنى جاز تقديم أيهما شئت ؛ كما قال تعالى : {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى} [النجم : 8] المعنى فتدلى ثم دنا ؛ ومثله : {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر : 1] وهو كثير.
2- معنى الاستعاذة في كلام العرب : الاستجارة والتحيز إلى الشيء ، على معنى الامتناع به من المكروه ؛ يقال : عذت بفلان واستعذت به ؛ أي لجأت إليه. وهو عياذي ، أي ملجئي. وأعذت غيري به وعوذته بمعنى. ويقال : أعوذ بالله منك ؛ أي أعوذ بالله منك ؛ قال الراجز( هو الحطيئة) :
قالت -وفيها حيدة وذعر-:*** عــــوْذ بربي منكم وحُجـْـــر

والعرب تقول عند الأمر تنكره : حجراً له "بالضم" أي دفعاً ، وهو استعاذة من الأمر. والعوذة والمعاذة والتعويذ كله بمعنى. وأصـل أعوذ : أعْوُذ نقلت الضمة إلى العين لاستثقالها على الــواو سكنت.
3- الشيطان واحد الشياطين ؛ على التكسير والنون أصلية ، لأنه من شطن إذا بعد عن الخير. وشطنت داره أي بعدت ؛ قال الشاعر( هو النابغة الذبياني) :
نأت بسعاد عنك نوىً شطون *** فبانت والفؤاد بها رهين
وبئر شطون أي بعيدة القعر. والشطن : الحبل ؛ سمي لبعد طرفيه وامتداده. ووصف أعرابي فرساً فقال : كأنه شيطان في أشطان.
وسمي الشيطان شيطاناً لبعده عن الحق وتمرده ؛ وذلك أن كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان ؛ قال جرير :
أيام يدعونني الشيطانَ من غزلي *** وهن يهوينني إذ كنت شيطاناً
وقيل : إن شيطانا مأخوذ من شاط يشيط إذا هلك ، فالنون زائدة. وشاط إذا احترق. وشيطت اللحم إذا دخنتَه ولم تنضجه. واشتاط الرجل إذا احتدَّ غضباً. وناقة مِشياط التي يطير فيها السِّمَنُ. واشتاط إذا هلك ؛ قال الأعشى :
قد نطعن العير من مكنون فائله *** وقد يشيط على أرماحنا البطل
أي: يهلك.
ويرد على هذه الفرقة أن سيبويه حكى أن العرب تقول : تشيطن فلان إذا فعل أفعال الشياطين ، فهذا بين أنه تفعيل من شطن ، ولو كان من شاط لقالوا : تشيَّط ، ويرد عليهم أيضاً بيت أمية بن أبي الصلت :
أيما شاطن عصاه عكاه *** ورماه في السجن والأغلال
فهذا شاطن من شطن لا شك فيه.

يــــــــتـــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 Oct 2013, 08:02 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

البسملة:
1- قال الماوردي في: " النكت والعيون ": ويقال لمن قال: بسم الله، مبسملً، وهي لغة مولدة، وقد جاءت في الشعر، قال عمر بن أبي ربيعة:
لقد بسملت ليلى غداة لقيتها *** فيا حبذا ذاك الحبيب المبسمل
2- ذهب أبو عبيدة معمر بن المثنى إلى أن " اسم" صلة زائدة، واستشهد بقول لبيد بن ربيعة العامري:
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما *** ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر

قال قطرب: زيدت لإجلال ذكر الله وتعظيمه، وقال الأخفش: زيدت ليخرج بذكرها من حكم القسم إلى قصد التبرك، لأن أصل الكلام: بالله.
3- اختلف في تخصيص باء الجر بالكسر على ثلاث معان منها: ليفرق بينها وبين ما يكون من الحروف اسما نحو الكاف في قول امرئ القيس الكندي:
ورُحْنا بكابن الماء يجنُب وَسْطَنا *** تصوّب العين فيه طورا وترتقي

أي: بمثل ابن الماء وهو: الطائر.
4- لفظ اسم فيه أربع لغات منها: اِسْم، واُسْم، وسُمٌ، وسِمٌ قال الشاعر:
والله أسماك سُمًا مباركا *** آثرك الله بها إيثاركا
وقال الشاعر:
وعامنا أعجبنا مقَدَّمُه *** يدعى أبا السمح وقرضاب سِـُـــمُهْ
مبتركا لكل عظم يلحمه
قرضب الرجل: إذا أكل شيئا يابسا، فهو قِرضاب.
وقال آخر:
* باسم الذي في كل سورة سُمُهْ *

5- وألف: "اسم" ألف وصل، وربما جعلها الشاعر ألف قطع للضرورة، كقول الأحوص:
وما أنا بالمخسوس في جِذم مالكٍ *** ولا من تسمَّى ثم يلتزم الإسما

6- اختلفوا في اشتقاق اسم "الله" على قولين، والأكثر على أنه مشتق، ثم اختلفوا في مادة الاشتقاق، فقيل أصل الكلمة: لاه، فدخلت عليه الألف واللام للتعظيم، وهذا اختيار سيبويه، وأُنشد لذي الأصبع العدواني:
لاهِ ابن عمك لا أفضلت في حسب *** عني ولا أنت ديَّاني فتَخزوني


يـــــــــــتــبــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــع
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 Oct 2013, 10:05 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

بارك الله فيك على هذه الفوائد القيمة، وفقك الله تعالى
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 Oct 2013, 07:22 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

وفيك بارك أيها الأخ الكريم
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08 Dec 2013, 06:32 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

سورة الفاتحة (من الآية: 1 إلى الآية:7):
1- سميت الأم أما لأنها أصل النسل،والأرض أما في قول أمية بن أبي الصلت:
فالأرض معقلنا وكانت أمَّنا *** فيها مقابرنا وفيها نولد
2- وأصل أم: أمَّهة، وتجمع على أمهات،÷ وعلى أمَّات قال الشاعر:
إذا الأمهات قبحن الوجوه *** فرَجت الظلام بأمَّاتـــكا

3- وفي بيان المثاني (وأنها الفاتحة)، والطوال، قال أعشى همدان:
فلِجوا المسجد وادعوا ربكم *** وادرُسوا هذي المثاني والطول
4- وفي آمين لغتان: المد على وزن فاعيل، كياسين، والقصر على وزن فعيل كيمين، قال مجنون ليلى وهو قيس بن الملوح في المد:
يا رب لا تسلبنِّي حبها أبدا *** ويرحم الله عبدا قال: آمينا

وقال آخر:
آمين آمين لا أرضى بواحدة *** حتى أبلغها ألفين آمينا

وقال الشاعر في القصر:
تباعد مني فِطحل إذ سألته *** أمين فزاد الله ما بيننا بعدا
وتشديد الميم خطأ.
5- وقد جُمع لفظ الحمد جمع قلة في قول الشاعر:
وأبلج محمود الثناء خصصته *** بأفضل أقوالي وأفضل أحمُدي
والمحمَّد الذي كثرت خصاله المحمودة، قال الأعشى ميمون بن قيس:
إليك أبيت اللعن كان كَلالُها *** إلى الماجد القرْم الجواد المحمَّد
وبذلك سمي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال حسان رضي الله عنه:
فشق له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمَّد
والمحمَدة خلاف المذمَّة.
6- حمد الله نفسه لأنه لا يحصي أحدٌ عليه ثناء كما أثنى هو سبحانه على نفسه قال أبو نواس:
إذا نحن أثنينا عليك بصالح *** فأنت كما نثني وفوق الذي نثني
7- من أساليب العرب في كلامهم حذف ما يدل ظاهر الكلام عليه، قال بعض بني عامر:
وأعلم أنني سأكون رمسا *** إذا سار النواعج لا يسير
وقال السائلون: لمن حفرتم؟ *** فقال القائلون: لهم وزير
المعنى: المحفور له وزير.
8- وطلب التجانس في اللفظ كثير في كلام العرب، قال الشاعر:
*** اضربِ الساقينِ إِمُّك هابل ***
بكسر الهمزة لأجل كسر النون، أو بضم النون لأجل ضم الهمزة.
وقال آخر:
ويلِمِّها في هواء الجو طالبة *** ولا كهذا الذي في الأرض مطلوب
الأصل: ويلٌ لأُمِّها، فحذفت اللام الأولى، واستثقل ضم الهمزة بعد الكسرة، فنقلها للام، ثم أتبع اللام الميم.
9- والرب: الملك، قال الحارث بن حلزة:
وهو الرب والشهيد على يو *** م الحيارَين والبلاء بلاء
والرب: المعبود، قال العباس بن مرداس:
أربٌّ يبول الثعلبان برأسه *** لقد هان من بالت عليه الثعالب
10- والعالَم يأتي مهموزا ، قال رؤبة بن العجاج:
مُبارك للأنبياء خأتم *** فخِندف هامة هذا العألم
11- ويأتي العالمون بمعنى: الناس، قال جرير الخطفي:
تنصَّفُه البرية وهو سامٍ *** ويضحي العالمون له عيالا
12- ولا يقال للبهائم عالَم في قول بعضهم، قال لبيد بن ربيعة:
ما إن رأيت ولا سمعــ *** ـتُ بمثلهم في العالمينا
والصحيح أن العالَم: هم كل من سوى الله تعالى من المخلوقات، والله أعلم.
13- وفي مالك: أربع لغات: مالك، ملِك، مَلْك، ومليك، قال عمرو بن كلثوم:
وأيامٍ لنا غرٍّ طوال *** عصينا المَلْك فيها أن ندينا
وقال لبيد بن ربيعة:
فاقنع بما قسم المليك فإنما *** قسم الخلائق بيننا علَّامها
الخلائق: الطبائع التي جبل الإنسان عليها.
14- وجمع يوم أيام، وأصله أيوام، فأدغم، وربما عبروا عن الشدة باليوم، فقالوا: يوم أيوم، وليلة ليلاء، قال الراجز أبو الأخزر الحمَّاني:
نعم أخو الهيجاء في اليوم اليمي *** ليوم روع أو فعالِ مكرم

وهو مقلوب منه، أخَّر الواو، وقدَّم الميم، وقلبت الواو ياء حيث صارت طرفا.
15- والدين معناه: الجزاء، قال لبيد بن ربيعة:
حصادك يوما ما زرعت وإنما *** يدان الفتى يوما كما هو دائن
وقال كعب بن جُعيل التغلبي:
إذا ما رمونا رميناهم *** ودِنّاهم مثل ما يقرضونا
وقال يزيد بن الصعق الكلابي:
واعلم يقينا بأن ملكك زائل *** واعلم بأن كما "تدين تدان"
ومن الدين: القضاء، قال طرفة:
لعمرك ما كانت حمولة معبد *** على جُدِّها حربا لدينك من مضر
ومن الدين: الطاعة، قال عمرو:
وأيام لنا غر طوال *** عصينا الملك فيها أن ندينا
ومن الدين: العادة والشأن، قال امرؤ القيس:
كدينك من أم الحويرث قبلها *** وجارتها أم الرباب بمأسل
ويروى: كدأبك...
وقال المثقب العبدي:
تقول إذا درَأْت لها وضيني: *** أهذا دينه أبدا وديني؟
الوضين: بطان عريض يشد به الرَّحل على البعير.
ومن الدين: سيرة الملك، قال زهير:
لئن حللت بخوٍ في بني أسد *** في دين عمرو وحالت بيننا فدَك
دين عمرو: طاعته، وخوٍّ - وقيل: جوٍّ- : واد.
ومن الدين: الدَّاء، قال الشاعر:
*** يا دِينَ قلبك من سلمى وقد دينا ***
16- شأن العرب تقديم الأهم، ومن ذلك تقديم المفعول على الفعل، في قوله تعالى:" إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين"،قال العجاج:
إياك أدعوا فتقبل مَلَقي *** واغفر خطاياي وكثِّر ورقي
ويروى: وثمِّر...، ومعنى: "ورقي" بكسر الراء: الدراهم، وبفتحها: المال.
وأما قول حميد الأرقط:
أتتك عنس تقطع الأراكا *** إليك حتى بلغت إياكا
فشاذ لا يقاس عليه.
17- من قرأ: إياك بدون تشديد، فالمعنى: ضوء شمسك نعبد، لأن: الإيا - بكسر الهمزة- : ضوء الشمس وكذلك بفتحها، قال طرفة:
سقته إياة الشمس إلا لثاته *** أسِفَّ فلم يكدم عليه بإثمد
18- وفي: "إيّاك" لغات: "أيّاك" بكسر الهمزة وفتحها، و"هيّاك" بفتح الهاء وكسرها، وفي "هيّاك" قال مضرِّس أو طفيل:
فهيّاك الأمر الذي إن توسعت *** موارده ضاقت عليك مصادره
19- أصل الصراط في كلام العرب: الطريق، قال عامر بن الطفيل:
شحنا أرضهم بالخيل حتى *** تركناهم أذل من الصراط
وذكره الطبري في تفسيره بلفظ:
صبحنا أرضهم بالخيل حتى *** تركناها أدقَّ من الصراط
ونسبه لأبي ذؤيب الهذلي.
وقال جرير:
أمير المؤمنين على صراط *** إذا اعوجَّ المواردُ مستقيمِ
وقال آخر:
*** فصدَّ عن نهج الصراط القاصد ***
20- الضَّلال في كلام العرب: الذهاب عن سَنَن القصد، وطريق الحق، قال الشاعر:
ألم تسأل فتخبرك الديار *** عن الحي المضلَّل أين ساروا؟
21- والغضبة: صخرة في جبل مخالفةٌ لونه، قال الشاعر:
*** وغضبة في هضبة ما أمنعا ***
وتروى: ما أرفعا.... والله أعلم.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08 Dec 2013, 08:26 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

أحسن الله إليك
في انتظار المزيد وفقك الله
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 Jan 2014, 07:28 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

سورة البقرة:
قوله تعالى:(( آلم (1) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (2)))
1- قال لبيد: ما كنت لأقول الشعر بعد إذ علمني الله البقرة وآل عمران، قال أهل الأخبار: لم يقل الشعر منذ أسلم، وقال بعضهم: لم يقل في الإسلام إلا قوله:
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي *** حتى اكتسيت من الإسلام سربالا

والصحيح أن البيت لقردة بن نفاثة السلولي، قال ابن عبد البر: وهو أصح عندي.
وقال آخرون: بل البيت الذي قاله:
ما عاتب المرء الكريم كنفسه *** والمرء يصلحه الجليس الصالح
وهو في ديوانه.
2- وقد تكلمت العرب بالحروف المقطعة، نظما ووضعا، بدل الكلمات التي الحروف منها، كقول الوليد بن عقبة بن أبي معيط:
*** فقلت لها: قفي، فقالت: قاف ***
أراد: قالت: وقفت.
وقال لقيم :
بالخير خيرات وإن شرا فا *** ولا أريد الشر إلا أن تا

أراد: إن شرا فشر، وأراد: إلا أن تشاء.
وقال آخر:
نادوهم: ألا الجموا ألا تا *** قالوا جميعا كلهم: ألا فا
أراد: ألا تركبوا، وألا فاركبوا.
3- وتأتي "ذلك" بمعنى "هذا"، قال خُفافة بن ندبة:
أقول له والرمح يأطِر متنَه *** تأمل خفافا إنني أنا ذلك

4- والكتاب مصدر من كتب يكتب: إذا جمع،ومنه قيل كتيبة لاجتماعها، وتكتبت الخيل إذا تجمَّعت، وكتبتُ البغلة: إذا جمعتَ بين شَفرَي رحِمها بحلقة أو سير، قال سالم بن دارة:
لا تأمننَّ فزاريا حللت به *** على قَلوصك واكتبها بأسيار
القلوص: الفتية من الإبل بمنزلة الجارية من النساء.
والكُتبة: الخُرزة، والجمع: كُتَب، والكتْب: الخرز، قال ذو الرُّمة غيلان بن عقبة بن بهيس:
وفراءَ غرفيَّةٍ أثأى خوارزُها *** مُشَلشَل ضيَّعتها بينها الكُتَبُ

وفراء: واسعة، غرفية: دبغت بالغَرف: وهو شر، الثأي: هو أن تلتقي الخُرزتان فتصير واحدة، الخوارز: هي التي تخيط المزادة، مشلشل: يكاد يتصل قطره.
والكتاب - أيضا – هو خط الكاتب حروف المعجم، مجوعة أو متفرقة، وسمي كتابا، وإن كان مكتوبا، قال مسلم بن معبد الوالبي:
تؤمل رجعة مني وفيها *** كتاب مثل ما لصق الغراء
والكتاب - أيضا - الفرض والحكم والقَدَر، قال النابغة الجعدي أبو ليلى حيان بن قيس:
يا ابنة عمي كتاب الله أخرجني *** كرها وهل أمنعنَّ الله ما فعلا


5- وفي الريب ثلاثة معان:
أحدها - الشك، قال عبد الله بن الزبعري:
ليس في الحق يا أميمة ريب *** إنما الريب ما يقول الجهول
وثانيها : التهمة، قال جميل:
بثينة قالت يا جميل أربتني *** فقلت كلانا يا بثين مريب
وثالثها: الحاجة، قال كعب بن مالك:
قضينا من تهامة كل ريب *** وخيبر ثم أجممنا السيوفا
وفي رواية: أجمعنا.

6- قيل: إن الهدى اسم من أسماء النهار، لأن الناس يهتدون فيه لمعايشهم وجميع مآربهم، ومنه قول ابن مقبل:
حتى استبنت الهدى والبيد هاجمة *** يخشعن في الآل غلفا أو يصلينا
البِيد: جمع بيداء وهي المفازة، هاجمة: ساكنة، آل: السراب.
7- والمتقي هو الذي يتقي بصالح عمله وخالص دعائه عذاب الله تعالى، مأخوذ من اتقاء المكروه بما تجعله حاجزا بينك وبينه، كما قال النابغة:
سقط النصيف ولم ترد إسقاطه *** فتناولته واتقتنا باليد
النصيف: الخمار.
وقال أبو حية النميري:
فألقت قناعا دونه الشمس واتقت * بأحسن موصولين كف ومعصم
8- وسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبيا عن التقوى، فقال: هل أخذت طريقا ذا شوك ؟ قال: نعم، قال فما عملت فيه ؟ قال: تشمرت وحذرت، قال: فذاك التقوى.
وأخذ هذا المعنى ابن المعتز فنظمه:
خل الذنوب صغيرها *** وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماش فوق أرْ *** ضِ الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة *** إن الجبال من الحصى
9- التقوى فيها جماع الخير كله، وهي وصية الله في الأولين والآخرين، وهي خير ما يستفيده الإنسان، كما قال أبو الدرداء وقد قيل له: إن أصحابك يقولون الشعر وأنت ما حفظ عنك شئ، فقال:
يريد المرء أن يؤتى مناه *** ويأبى الله إلا ما أرادا
يقول المرء فائدتي ومالي *** وتقوى الله أفضل ما استفادا

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 06 Feb 2014 الساعة 03:52 PM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 Jan 2014, 08:20 PM
أبو عبد الرحمن العكرمي أبو عبد الرحمن العكرمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: ولاية غليزان / الجزائر
المشاركات: 1,352
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Yahoo إلى أبو عبد الرحمن العكرمي إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الرحمن العكرمي
افتراضي

واصل وصلك الله بفضله و كرمه
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 Jan 2014, 05:03 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

إني لأؤخر رجلا وأقدم أخرى لإكمال هذا الموضوع، وكما قيل: "الكلام كالسهام"، فقد أثرت فيَّ كلماتك، وإن شاء الله أكون عند حسن ظنك بي، وأسأل الله العلي العظيم أن يصلني وإياك وجميع المسلمين بكل خير.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20 Jan 2014, 05:36 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون)

10- قيل: " بالغيب " أي بضمائرهم وقلوبهم بخلاف المنافقين، وهذا قول حسن، وقال العباس بن مرداس السلمي:
وبالغيب آمنا وقد كان قومنا *** يصَلون للأوثان قبل محمد
11- قال: قام الشئ أي دام وثبت، وليس من القيام على الرجل، وإنما هو من قولك: قام الحق أي ظهر وثبت، قال الشاعر:
*** وقامت الحرب بنا على ساق ***
وقال آخر:
وإذا يقال: أتيتم لم يبرحوا *** حتى تقيم الخيل سوق طعان
12- والصلاة: الدعاء، قال الأعشى:
تقول بنتي وقد - قربت مرتحلا -: *** يا رب جنب أبي الأوصاب والوجعا
عليك مثل الذي صلَّيت فاغتمضي *** نوما فإن لجنب المرء مضطجعا
وقال الأعشى أيضا:
وقابلها الريح في دنها *** وصلى على دنها وارتسم الرجل
الدَّن: وعاء ضخم للخمر ونحوها. وارتسم الرجل: كبر ودعا.
وقيل: هي مأخوذة من اللزوم، ومنه صلي بالنار إذا لزمها، وقال الحارث بن عُباد البكري:
لم أكن من جُناتِها علم اللــــ *** ـــه وإني بِحرِّها اليوم صال

أي: ملازم لحرِّها.
والصِّلاء: صِلاء النار بكسر الصاد ممدود، فإن فتحت الصاد قصرت، فقلت صلا النار، فكأن المصلي يقوم نفسه بالمعاناة فيها ويلين ويخشع، قال قيس بن زهير العبسي:
فلا تعجل بأمرك واستدمه *** فما صلَّى عصاك كمستديمِ
13- لطيفة: حديث ابن المبارك عن الإفريقي عبد الرحمن بن زياد وهو ضعيف، وفيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا جلس أحدكم في آخر صلاته فأحدث قبل أن يسلم فقد تمت صلاته".
قال ابن العربي: وكان شيخنا فخر الإسلام ينشدنا في الدرس:
ويرى الخروج من الصلاة بضَرطة *** أين الضُّراط من السلامُ عليكم
14- روى ابن ماجه عن محمد بن عمرو بن عطاء قال سمعت أبا حميد الساعدي يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قام إلى الصلاة استقبل القبلة ورفع يديه وقال: " الله أكبر " وهذا نص صريح وحديث صحيح في تعيين لفظ التكبير، قال خداش بن زهير:
رأيت الله أكبر كل شيء *** محاولة وأعظمه جنودا

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 06 Feb 2014 الساعة 03:56 PM
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 22 Jan 2014, 10:17 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: " وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)"

15- وربما عبروا باليقين عن الظن، قال أبو سدرة الأسدي:
تحسَّب هَوَّاس وأيقن أنَّني *** بها مفتدٍ من واحد لا أغامره
يقول: تشمَّم الأسد ناقتي، يظن أنني مفتد بها منه، وأستحمي نفسي فأتركها له ولا أقتحم المهالك بمقاتلته
16- قال النحاس أهل نجد يقولون: أُلَاك، وبعضهم يقول: أُلا لِك، والكاف للخطاب.
قال الكسائي: من قال أولئك فواحده ذلك، ومن قال ألاك فواحده ذاك، وألالك مثل أولئك، وأنشد ابن السِّكِّيت وقيل للأعشى:
ألا لك قومي لم يكونوا أُشابةً *** وهل يعظ الضِّلِّيل إلا ألالكا
أشابة: أخلاطا.
وربما قالوا: أولئك في غير العقلاء، قال جرير:
ذُمَّ المنازل بعد منزلة اللِّوى*** والعيش بعد أولئك الأيام
وفي ديوانه: "أولئك الأقوام"، وعليه فلا شاهد فيه.
17- والفلح أصله في اللغة الشق والقطع، قال الشاعر:
قد علمت خيلك أني الصَّحصَح *** إن الحديد بالحديد يُفلح
أي يشق، ومنه فلاحة الأرضين إنما هو شقها للحرث، قال أبو عبيد، ولذلك سمي الأكَّار فلّاحا.
ويقال للذي شقت شفته السفلى أفلح، وهو بيِّن الفَلَحَة، فكأن المفلح قد قطع المصاعب حتى نال مطلوبه يعني في قوله تعالى: "وأولئك هم المفلحون".
وقد يستعمل في الفوز والبقاء، وهو أصله – أيضا - في اللغة، ومنه قول الرجل لامرأته: استفلحي بأمرك، معناه فوزي بأمرك، وقال لبيد بن ربيعة:
لو كان حيًّ مدرك الفلاح *** أدركه مُلاعب الرِّماح
وقال الأضبط بن قريع السعدي في الجاهلية الجهلاء:
لكل همٍّ من الهموم سَعَهْ *** والمُسْيُ والصُّبح لا فلاح معهْ
يقول: ليس مع كر الليل والنهار بقاء.
وقال لبيد:
نحلُّ بلادا كلُّها حلَّ قبلنا *** ونرجو الفلاح بعد عاد وحميرِ
أي البقاء.
وقال عبيد بن الأبرص الأسدي في "معلقته":
أفلِحْ بما شئت فقد يُدرَك بالضـ *** ــعف وقد يُخدع الأريبُ
أي أبق بما شئت من كيس وحمق فقد يرزق الأحمق ويحرم العاقل.
والفلَّاح (بتشديد اللام): المُكاري في قول عمرو بن الأحمر الباهلي:
ل
ها رطلٌ تَكيلُ الزيت فيه *** وفلَّاح يسوق لها حمارا
ثم الفلاح في العرف: الظفر بالمطلوب، والنجاة من المرهوب.




يتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــبــــــــــــــــــــــــــــــــــــع إن شــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء الله

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 17 Feb 2014 الساعة 05:48 PM
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 26 Jan 2014, 09:02 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "إن الذين كفروا سوآء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون (6)"

1- أصل الكفر في كلام العرب: الستر والتغطية، ومنه قول الشاعر:
يعلو طريقة متنها متواترٌ *** في ليلة كفر النجوم غمامها
أي: سترها، ومنه سمِّي الليل كافرا، لأنه يغطي كل شيء بسواده، قال ثعلبة بن صُعيْر:
فتذكرا ثقلا رثيدا بعدما * ألقت ذُكاءُ يمينها في كافر
"ذُكاءُ" (بضم الذَّال والمدِّ): اسم للشمس، والشاعر يصف الظليم والنعامة، أنهما تذكرا بيضهما، فأسرعا إليه عند الغروب، وذكر صاحب "الصحاح" أن الكافر في هذا البيت معناه: البحر أيضا.
ومنه قول حميد الأرقط:
فوردت قبل انبلاج الفجر * وابن ذُكاء كامنٌ في كفْر
أي: في ليل، و"ابن ذُكاء": هو الصُّبح.

2- قوله تعالى: "سواء عليهم" معناه: معتدل عندهم الإنذار وتركه، أي سواء عليهم هذا، وجئ بالاستفهام من أجل التسوية، ومثله قوله تعالى: " سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين " [ الشعراء: 136 ].وقال الأعشى وينسب لمضرس بن ربعي:
وليلٍ يقول الناس من ظلماته *** سواءٌ صحيحات العيون وعُورُها

3- قوله تعالى: "أأنذرتهم" الإنذار: الإبلاغ والإعلام، ولا يكاد يكون إلا في تخويف يتسع زمانه للاحتراز، فإن لم يتسع زمانه للاحتراز كان إشعارا ولم يكن إنذارا، قال الشاعر:
أنذرت عمرا وهو في مهل *** قبل الصباح فقد عصى عمرو
وتناذر بنو فلان هذا الأمر: إذا خوفه بعضهم بعضا.

4- اختلف القراء في قراءة " أأنذرتهم " فقرأ أهل المدينة وأبو عمرو وابن كثير وابن عامر في رواية هشام، والأعمش وعبد الله بن أبي إسحاق: " أانذرتهم " بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية، واختارها الخليل وسيبويه، وهي لغة قريش وسعد بن بكر، لكن قرأ قالون وأبو عمرو بتسهيل الثانية وإدخال ألف بين الهمزتين وعليها قول ذو الرُّمَّة:
أيا ظبية الوَعْساء بين جُلاجِل *** وبين النَّقا آنت أمْ أمُّ سالم
هجاء " آنت " ألف واحدة أو بتسهيل الثانية وإدخال ألف بين الهمزتين.
وقال ذو الرُّمَّة:
تطالَلْتُ فاستشرفتُه فعرفتُه *** فقلت له: آنت زيد الأرانب
وروى عن ابن محيصن أنه قرأ- وهي قراءة شاذة -: " أنذرتهم أم لم تنذرهم " بهمزة لا ألف بعدها، فحذف لالتقاء الهمزتين، أو لأن "أم" تدل على الاستفهام، كما قال امرؤ القيس:
تروح من الحيِّ أم تبتكِرْ *** وماذا يضيرُكَ لو تنتظِرْ
أراد: أتروح، فاكتفى بـ"أم" من الألف.

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 06 Feb 2014 الساعة 04:02 PM
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28 Jan 2014, 05:44 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشوة ولهم عذاب عظيم (7)".

1- القلب في الأصل: مصدر قلبت الشئ أقلبه قلبا إذا رددته على بداءته.وقلبت الإناء: رددته على وجهه.ثم نقل هذا اللفظ فسمي به هذا العضو الذي هو أشرف الحيوان، لسرعة الخواطر إليه، ولترددها عليه، كما قال الأحوص:

ما سمي القلب إلا من تقلبه *** فاحذر على القلب من قلبٍ وتحويلِ

وفي "ديوانه" شطره الثاني بلفظ:

................. *** والرأي يصرف والأهواء أطوار

ويروى: "والإنسان أطوار".
وفي اللسان شطره الثاني بلفظ:

.............. *** والرأي يصرفُ بالإنسان أطوارَا

2- إن قال قائل: لم جمع الأبصار ووحد السَّمع ؟ قيل له: إنما وحده لأنه مصدر يقع للقليل والكثير يقال: سمعت الشئ أسمعه سمْعا وسماعا، فالسمع مصدر سمعت، والسمع – أيضا - اسم للجارحة المسموع بها سميت بالمصدر.
وقيل: إنه لما أضاف السمع إلى الجماعة دل على أنه يراد به أسماع الجماعة، كما قال علقمة الفحل:

بها جيف الحسرى فأما عظامها *** فبيض وأما جلدها فصليب

إنما يريد جلودها فوحد، لأنه قد علم أنه لا يكون للجماعة جلد واحد.
وقال المسيب بن زيد مناة في مثله:

لا تُنكر القتل وقد سُبينا *** في حلقكم عظمٌ وقد شجينا

يريد في حلوقكم.
ومثله قول الفرزدق:

كأنَّه وجهُ تركِيَّيْن قد غضبا *** مستهدِف لطعان غير تذبيب

ويروى: "غير منحجر".
وإنما يريد وجهين، فقال: "وجهُ تركِيَّين"، لأنه قد علم أنه لا يكون للاثنين وجه واحد، ومثله كثير جدا.

وقد يكون السمع بمعنى الاستماع، يقال: سمعَك حديثي - أي استماعك إلى حديثي - يعجبني، ومنه قول ذي الرُّمَّة يصف ثورا تسمع إلى صوت صائد وكلاب:

وقد توجَّس رِكْزا مُقفِر نَدُسٌ *** بنَبْأَةٍ الصوت ما في سمعه كذب


أي: ما في استماعه كذب، أي هو صادق الاستماع، والنَّدُسُ: الحاذق، والنبأة: الصوت الخفي، وكذلك الرِّكز.

3- والغشاء: الغطاء ومنه غاشية السِّرج، وغشيت الشئ أُغشِّيه. قال النابغة:

هلا سألتِ بنى ذِبيان: ما حسبي؟ *** إذا الدُّخان تغشَّى الأشمطَ البَرَما

وقال الحارث بن خالد بن العاص المخزومي :

صحبتك إذ عيني عليها غشاوة *** فلما انجلت قطعت نفسي ألومها

قال ابن كيسان: فإن جمعت غشاوة قلت: غشاء بحذف الهاء. وحكى الفراء: غَشاوَى مثل أَداوَى. وقرئ: " غشاوةً " بالنصب على معنى: وجعل، فيكون من باب قوله:

علفتها تبنا وماء باردا *** حتى شتت همَّالةً عيناها

المعنى: وأسقيتها ماء.

وقول عبد الله بن الزِّبعرى:

يا ليت زوجَكِ قد غدا *** متقلدا سيفا ورمحا

المعنى: وحاملا رمحا، لأن الرمح لا يُتقلَّد.

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 06 Feb 2014 الساعة 04:06 PM
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 13 Feb 2014, 05:59 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين (8)"

1- قيل: أصل "ناس" نسِي، قُلب فصار نَيَس تحركت الياء فانفتح ما قبلها فانقلبت ألفا، ثم دخلت الألف واللام فقيل: الناس، قال ابن عباس: "نسي آدم عهد الله فسمي إنسانا"، وقال عليه الصلاة والسلام: "نسي آدم فنسيت ذريته"، وقال تعالى: "ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي " [ طه: 115 ]، وعلى هذا فالهمزة زائدة.
قال أبو تمام:
لا تنسيَنَّ تلك العهود فإنما *** سميت "إنسانا" لأنك ناسي
وقال آخر وهو منسوب لأبي الفتح البستي:
فإن نسيت عهودا منك سالفة *** فاغفر فأول ناس أول الناس
وفي تفسير "الرازي" شطره الأول هكذا:
نسيت عهدك والنسيان مغتفر *** .................
وقيل: سمي إنسانا لأُنسه بحواء.وقيل: لأُنسه بربِّه، فالهمزة أصلية، قال الشاعر:
وما سمِّي الإنسان إلا لأُنسه *** ولا القلب إلا أنه يتقلَّب



يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــع

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 14 Feb 2014 الساعة 05:37 PM
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 14 Feb 2014, 05:40 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

قوله تعالى: "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون (9) في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم (10)"

2- وقال أهل اللغة: أصل الخدع في كلام العرب الفساد، حكاه ثعلب عن ابن الأعرابي، وأنشد لسويد بن أبي كاهل اليشكري:

أبيض اللون لذيذٌ طعمه *** طيِّب الريق إذا الريق خدعْ

فـ " يخادعون الله " على هذا أي: يفسدون إيمانهم وأعمالهم فيما بينهم وبين الله تعالى بالرياء.

3- قوله تعالى: "فزادهم الله مرضا":
قيل: هو دعاء عليهم، ويكون معنى الكلام: زادهم الله شكا ونفاقا جزاء على كفرهم وضعفا عن الانتصار وعجزا عن القدرة، كما قال الأخطل:

يا مرسل الريح جنوبا وصَبَا *** إذ غضبت زَيدٌ فزدها غضبا
أي: لا تهدها على الانتصار فيما غضبت منه.

4- قوله تعالى: "ولهم عذاب أليم":

" أليم " في كلام العرب معناه: مؤلم أي: موجع، مثل السميع بمعنى المُسمِع، قال ذو الرُّمَّة يصف إبلا:
ونرفع من صدور شَمَرْدَلات *** يصكُّ وجوهَها وهجٌ أليم

شمردلات: هي نوق طوال سراع، ونرفع: نستحثها في السير، ونصك: نضرب، والوهج: الحر الشديد المؤلم.

وآلم إذا أوجع.والإيلام: الايجاع، والألم: الوجع، وقد ألم يألم ألما، والتألم: التوجع، ويجمع أليم على أُلَمَاء مثل كريم وكُرماء، وآلام: مثل أشراف.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013