منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 06 Aug 2016, 07:59 PM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي جماعة الدعوة والتبليغ وبعض حكاياتهم الدالة على ضلالهم

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الموفق من يشاء إلى صراطه المستقيم، والخاذل من يستحق الخذلان العظيم، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وحجة على الخلق أجمعين، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، وترك الناس على البيضاء ليلها كنهارها سواء، لا يزيغ عنها إلا هالك، ولا ينحرف عنها إلا مجادل مماحك، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سلك سبيله إلى يوم الدين؛ أما بعد:
منذ أن عرفت الدعوة السنية، والطريقة السلفية؛ عرفت أن الدين الذي يجب علي اتباعه هو ما دل الدليل عليه، وكانت البراهين تعضده وتؤيده، وأن ما خالف الدليل، وكان عاطلا من البراهين، لا يجوز لي أن أتبناه ولا أن أتدين لله به، وبهذه القاعدة وتطبيق علماء السنة لها، عرفت أهل الحق من أهل الضلال، وصرت أميز والحمد لله بين الصادقين والكاذبين، وبين المتبعين والمبتدعين.
فمنذ ذلك اليوم وأنا أسمع من كلام علماء السنة ودعاة الحق ما فيه التحذير من كل الطوائف المبتدعة، والنحل المحدثة، وكان الخُبْرُ يطابق الخَبَرَ دائما، ولم يتخلف عندي أبدا، بل كان الواقع يؤكد ما سمعته، ويطلعني على أكثر مما سمعته.
ومن هذه الطوائف التي عرفت ضلالها، وخبرت انحرافها من خلال كلام أهل العلم عليها: جماعة الدعوة والتبليغ المشهورة، والتي تكلم فيها وحذر منها ثلة من علماء السنة المعرفين، وجماعة من فقهاء الملة المرموقين.
ومما كان ينتقد عليها، ويطعن بسببه فيها؛ كثرت اعتمادهم على الخرفات والمنامات، والقصص المخترعات، وهذه من أعظم أباطيلهم وأكبر ترهاتهم التي تفضحهم عند العقلاء من الناس؛ ممن لم يتلبس بباطلهم، ولم ينحرف كانحرافهم، ولقد بلغني من ذلك عن بعضهم ممن يسكن مدينتنا أو بعض المدن المجاورة لها أو غيرها، ما أريد أن أذكره وأُذَكِّرَ به، تأكيدا لكلام أهل العلم فيهم، وزيادة في بيان حقيقتهم؛ وهي كالتالي:
القصة الأولى:
سكنت سنوات معدودة في مدينة "ندرومة" المعروفة، وكنت قد أقمت بها حلقة مستمرة مع مجموعة من إخواننا هنالك، ومن هؤلاء الإخوان أخ اسمه إسماعيل، كان هذا الأخ قريب عهد باستقامة، وكان يتعرف من خلال اختلاطه بنا ومخالطته لنا على منهج أهل السنة والجماعة؛ ومما سمعه وطرق سمعه أن جماعة التبليغ فرقة ضالة، وكان عندنا في المسجد الذي نصلي فيه جماعة منهم وفيهم زوج خالته.
هذا الأخير لما لاحظ ميول ابن أخت زوجته إلى التدين بدأ يحاول التقرب منه، وجلبه إلى جماعته، ولكن الأخ بحكم ما بلغه عنهم، وعلمه من بطلان منهجهم؛ كان يتهرب منه، ويتفاداه ما أمكنه، ومع ذلك كان التبليغي يصر على محاولته معه، وملاحقته له، ويطلب منه أن يصحبه وأن يجالسه وأن يحضر معه، والأخ يعتذر له، ويتنصل بمختلف الأسباب من طلباته.
ولكنه في يوم من الأيام أصر عليه أن يصحبه لعيادة مريض يقصد زيارته؛ ومع كثرة إلحاحه استجاب الأخ لطلبه قائلا لنفسه: ما هي إلا عيادة مريض أطلب بها الأجر والثواب، ولا يترتب عليها إثم ولا عذاب.
قال: فصحبته إلى بيت المريض فلما انتهينا إليه، وجلسنا عنده، أنشأ زوج خالتي يعظ المريض ويذكره فقال له: اعلم أن الرجل إذا مرض جاءت الملائكة الموكلون به ليأخذ كل واحد منهم ما هو مأمور به، فيأخذ مَلَكُ القُوَّةِ القُوَّةَ، ومَلَكُ السَّمْعِ السَّمْعَ، وَمَلَكُ البَصَرِ البَصَرَ، وَمَلَكُ الذُّنُوبِ الذُّنُوبَ، وهكذا عدد جملة من الملائكة يأخذون جملة من الأمور.
ثم زعم أن الله إذا أذن بشفاء المريض جاءت الملائكة إليه وقالت: يا رب ماذا نفعل بالذي أخذناه؟ فيأمرهم بإرجاعه إليه. ويأتي ملك الذنوب فيقول لله سبحانه ماذا أفعل بهذه الذنوب أأردها إليه؟ فيقول: لا. فيقول: ماذا أصنع بها؟ فيقول له: ألقها في البحر.
قال: فيقوم الملك بإلقائها في البحر ومن رحمة الله بنا أنها تتحول إلى أسماك نأكلها وننتفع بها.
فأذكر أنني قلت له معلقا وهو يقص علي ما سمعه من زوج خالته: إذا فكبائر الذنوب تتحول إلى الأسماك الكبيرة كالحوت والقرش وصغائر الذنوب تتحول إلى أسماك صغيرة كالسردين وغيره.
التعليق: انظروا رحمكم الله إلى هذه الترهات والأكاذيب المختلفات التي تخالف النصوص الشرعية والوقائع كما يقولون الحية، فأين في كتاب الله أو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا الذي ذكره الرجل التبليغي؟ سبحانك هذا بهتان عظيم وافتراء كبير.
القصة الثانية:
أخبرني أحد إخواننا ممن هم اليوم معنا على طريق نبينا ومنهج سلفنا وهو أحد إخواننا من مدينة "مغنية"، أنه بدأ استقامته متعرفا على جماعة التبليغ حيث كان يخالطهم، ويماشيهم، ويسمع كلامهم، ويحضر مجالسهم، وأنه لم يعرف الحق إلا بعد فترة من الزمن أمضاها معهم، وتأثر فيها بكلامهم وتصرفاتهم، وأنه في مجلس من مجالس القوم وهم يشكلون من يخرج للدعوة في سبيل الله وأمير المجلس يسألهم فقال: من يخرج ثلاثة أيام من يخرج كذا من يخرج كذا حتى قال: من يخرج شهرا فقال: الأخ فرفعت يدي عن جهل وكانت أول مرة أخرج فيها معهم، فتعجبوا من صنيعي، وعظموا أمري، وصاروا يخبرون الآخرين بما صنعت فيثنون علي، ويزعمون أنني منور، وأنني أفضل منهم، حتى ظننت بنفسي خيرا، وكدت أن أكون بكلامهم مغرورا.
قال: ومما أذكره من ترهاتهم التي سمعتها منهم وأثرت علي كثيرا، وتبنيتها من حياتي دهرا؛ أنني يمكنني إذا قوي إيماني وعظم يقيني أن ألقى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، وأن يكلمني وأكلمه، وقد يحدث لي ذلك إذا كنت في بعض الطريق لوحدي، ولم يكن فيه غيري، فكنت بسبب تأثري بهذه الترهات أقصد الدروب الفارغة، والطرقات المهجورة، عسى أن ألقى النبي صلى الله عليه وسلم فأكلمه، وأسلم عليه وأتشرف بمجالسته والسماع منه ونحو ذلك.
ولكن من فضل الله علي أنني كنت أقرأ في بعض الكتب التي تصلني وتطالها يدي؛ ومنها بعض كتب شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن قيم الجوزية عليهما رحمة الله وغيرها من كتب أهل العلم، وكان يقع عندي اضطراب وتضارب بين ما أسمعه من التبليغين وأقرأه في كتب أهل العلم المعروفين، وكنت أنقل هذا الذي أحس به وأجده إلى من أعرف من عوام التبليغين دون رؤوسهم، ولما بلغ الرؤوس ما كنت أقوله وأردده جاؤوا إلي، وزعموا أنني أفسد الشباب عليهم، وآتي بما يفرق صفوفهم، ونحو هذه الكلمات التي كانوا يرددونها على ألسنتهم، وطلبوا مني أن أتراجع عما قلته بينهم علانية، فأبيت عليهم وتركتهم، ولكنهم ألحوا علي وكرروا الطلب مني، ومارسوا ضغوطا كثيرة علي؛ ومنها: أنهم أصبحوا يأتون إلى بيت والدي، ويترددون فيه علي إلى أن وافقت على طلبهم، رجاء أن أتخلص من ضغوطاتهم، فجمعوا لي شبابهم وقلت لهم على حسب طلب رؤوسهم: لا تلتفتوا إلى ما كنت أقول لكم فأنا رجل مصاب في عقلي، لا أدري ما أقول في كثير من أوقاتي، فتركوني وعرفت بعد ذلك المنهج الحق بفضل الله علي والحمد لله رب العالمين.
التعليق: انظروا رحمكم الله إلى هذه الترهات والأكاذيب المختلفات والعقائد الباطلات ولا يظنن ظان أن كلام هؤلاء في لقاء النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة كلام لا علاقة له بمنهجهم وعقيدتهم بل هو من صميم معتقدهم الذي يعتقده علماؤهم ورؤوسهم كما قرر ذلك أحد مشايخهم وهو حسين أحمد في كتابه الشهاب الثاقب حيث قال:" إن الأنبياء أحياء عندنا حياة حقيقية غير برزخية"[1].
وانظروا رحمكم الله إلى آخر ما أصاب الأخ منهم، ووصل إليه بسبب اعتراضه عليهم؛ أن أرغموه على اتهام نفسه، والطعن في عقله، فالحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، ومنها معرفة الحق والعمل به، وهي الهداية التي هي أجل النعم وأفضل المنن.
القصة الثالثة:
بعد أن رجعت من مدينة "ندرومة" إلى مسقط رأسي مدينة "مغنية" أسست حلقة في حي من أحيائها، وبدأ الإخوة يتوافدون والحمد لله رب العالمين، ومعلوم أن إخواننا حينما يحضرون الحلقة يستصحبون معهم غيرهم ممن يريد الاستقامة ويبحث عن سبيلها، أو ممن هو على استقامة لا يدري حقيقتها وهو في حاجة لمن يبصره بها، أو ممن تدين على أيدي أناس منحرفين عن الطريق المستقيم وعنده شبهات يحتاج إلى من يخلصه منها، وعينات أخرى من أمثال هؤلاء.
وكانت طريقتي والحمد لله - التي أسلكها والتي لا أزال عليها - أنني إذا جاء إلى المجلس وافد جديد أتكلم على أمور لابد منها، أطلب من خلال الكتاب الذي أدرسه الفرصة لبيانها والحديث عنها: كالكلام على المناهج وكثرتها، واختلاف الناس بسببها، وأن أهل الحق هم طائفة واحدة يجب سلوك طريقها؛ وهم أهل السنة والجماعة وأذكر الأدلة على ما أقول وأسوق البراهين التي تعلمتها من أهل العلم، وكالكلام على التوحيد وأنه رأس الأمر، وأنه لا دين لمن لا توحيد له، وغير ذلك مما يتعلق به، وكالكلام على لزوم سنة نبينا صلوات الله وسلامه عليه، وترك البدع المخالفة لهديه، وهكذا.
وإذا كان عند الأخ الجديد شبهة، أو كان يجالس فرقة ضالة، وأخبرني بذلك الأخ الذي أحضره أتكلم على تلكم الطائفة، وأتحدث عن انحرافها وضلالها، والأباطيل التي عندها بالأدلة التي يمكنني الله من سوقها.
وفي يوم من الأيام جاءني قبل الحلقة أحد إخواننا وأخبرني أن الشاب الذي معه يجالس جماعة التبليغ وأنه يريد مني أن أعرج عليها، وأن أذكر بعض ترهاتها، عسى الله أن يبصر أخانا هذا ويرشده إلى الصراط المستقيم ففعلت ذلك، وتكلمت عليهم، وبينت أصولهم، وتعرضت لذكر بعض قصصهم التي تدل على جهلهم، وبعدهم عن شريعة الله سبحانه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وبعد انتهائي من الكلمة التي قدرها الله رفع الشاب يده فأذنت له بالكلام فأخبرنا بقصته مع جماعة التبليغ فقال: كنت أجالسهم في مسجد من المساجد وأحضر مجالسهم فيه وفي يوم من الأيام بدى الفرح عليهم، وظهر السرور على ملامحهم؛ وسرعان ما عرفنا سبب ذلكم السرور، حيث أخبرونا أن أحد رؤوسهم والمقدمين عندهم في طائفتهم سيأتي اليوم عندهم؛ ليروي لهم رحلته الأخيرة، والتي كانت غايتها زيارة شيخهم الأكبر، ورئيسهم المعظم في بلاد الهند، وماذا رأى في هذه الرحلة، وماذا وقع له ولمن معه من الكرامات كما هو ديدنهم.
قال: حضر المنتظر - وهو بالمناسبة أستاذ يدرس اللغة الإسبانية في الثانوية يومئذ واليوم يدرسها في الجامعة على حسب ما بلغني – قال: فحضر والتففنا حوله نريد سماع قصته وروايته، ولكنه سكت ولم يتكلم، فطلب منه بعض الحاضرين - ممن يكبروننا سنا وسبقونا إلى منهجهم تدينا – أن يروي لنا ما جرى لهم في رحلتهم، فتأبى بعض الشيء ثم أنشأ يتحدث عن سفرهم من بلادنا إلى بلد الإمارات، وبعض ما وقع لهم من المعوقات؛ وكيف كانت الأمور تتيسر بعد تعسرها، وتسهل بعد صعوبتها، وفي الأخير انتهى إلى الحديث عن بلوغهم بلد الهند، ووصولهم إلى شيخهم الأكبر، وإلقاء الشيخ للبيان الذي حضره المئات، إن لم نقل الآلاف من مناطق متعددة من العالم؛ ففيهم الأمريكي، والروسي، والفرنسي، وغيرهم من شتى أنحاء العالم، وكيف كان أثر البيان عليهم؛ حتى أنه قال لو لم يكن إلا سماع البيان من شيخهم لكفاهم، لما فيه من التأثير والخير الكبير.
ثم أخبرهم عن اجتماعهم بولد الشيخ، وسؤالهم له عن بعض كرامات والده التي اطلع عليها، ويمكنه أن يخبرهم بها، وأنه قال لهم مجيبا عن سؤالهم: كرامات الشيخ كثيرة لا يمكن حصرها، ولذلك سأكتفي بذكر واحدة منها تدلكم على غيرها؛ في يوم من الأيام والشيخ قائم يلقي بيانه دخلت مجموعة كبيرة من الهندوس وأحاطوا بالشيخ ومن معه وهم يحملون الهراوات والعصي وغيرها من الآلات المعدة للضرب والتعدي؛ وبينما هم كذلك ذهب النور بانطفاء المصابيح، ثم سمعنا جلبة وضربا، وسرعان ما هدأ الأمر وعاد النور، فوجدنا الهنادكة ساقطين على الأرض مغشيا عليهم، ولم يكن أتباع الشيخ قد تحركوا من أماكنهم، يقصد أن الملائكة قد دافعت عنهم، وصدت عدوان المعتدين عليهم، كرامة من الله للشيخ ولهم، ثم حضرت الشرطة واتهمت الشيخ ومن معه بضربهم وسجنت الجميع بهم.
ثم قدر الله أن صار محافظ الشرطة في ذلكم الأيام يرى أحلاما مزعجة، وحيوانات تريد افتراسه في نومه، فيقوم مرعوبا ليخبر زوجته ببعض ما يرى، ومع ذلك لم يرعوِ إلى أن انتقل الحلم إلى زوجته فسألته عن الشيء الذي قارفه فأورثهم هذا الذي حل بهم؛ فتفكر وقدر أن الشيخ المحبوس هو سبب ذلك فقالت له زوجته: أطلق سراح الشيخ حتى نجد راحتنا، ويعود إلينا استقرارنا. فذهب إليه وطلب مسامحته، وأخبره أنه عازم على إطلاق سراحه، فرفض الشيخ إلا أن يطلق سراح الجميع فوافق على طلبه، وخرج الجميع كرامة من الله للشيخ.
فقلت معلقا على قصة أخينا محمد يومئذ: هذا فِلْمٌ هندي. وأقول اليوم: وهو يناسب الهنادكة ومن تربى على رؤية أفلامهم والتصديق بترهاتهم.
القصة الرابعة:
كما هو المعتاد في الحلقة التي أقيمها أن تأتي المناسبة للكلام على الطوائف المنحرفة والفرق الضالة؛ وفي يوم من الأيام تكلمت فيها على جماعة الدعوة والتبليغ، وسقت فيها أصولها، وعلقت على بعض الضلالات التي هم عليها، وكان مما ذكرته أنهم يلبسون على الناس بما يوردونه من قصص يفترونها، وحكايات لا أساس لها من الصحة يخترعونها، وكان من القصص التي مثلت بها لشهرتها عنهم، ولكثرة ما يوردونها على المغرر بهم؛ أن جماعة من التبليغيين دخلوا بلدة للدعوة إلى الله فلما حضر وقت الصلاة لم يجدوا ماء، فسألوا أهل القرية أن يهبوا لهم ماء ليتوضؤوا به، فأبوا عليهم للؤمهم، وقلة كرمهم، ونفرتهم من كل من ينصح لهم، فلاحظ بعض التبليغيين مجموعة من الحنفيات في إحدى الساحات فأرشد إخوانه إليها، وذهبوا جميعا ناحيتها، وفتحوها واستعملوا الماء النابع منها، فبينما هم كذلك إذ جاء أهل القرية إليهم واجتمعوا من حولهم، وأبدوا استغرابهم من هذه الكرامة التي وقعت لهم، وأخبروهم أن هذه الحنفيات لا ماء فيها، وهي معطلة منذ سنوات طويلة، وسألوهم عن دينهم ومذهبهم، ثم صاروا بعد ذلك من التبليغيين بأكملهم.
وبعد أن أوردت هذه القصة التي يلوكونها بألسنتهم، ويرددونها ليلبسوا بها على غيرهم، زاعمين من خلالها ومن خلال مثيلاتها أنهم أولياء لله يَحْبُوهُم ويكرمهم، علقت عليها مبينا بطلانها؛ فهي قصة ملامح الوضع عليها بادية، ومخايل الافتراء عليها واضحة، ألم ترى أنهم بعد أن يئسوا من وجود الماء استوهبوه أهلها فلما لم يحققوا أملهم ولم يلبوا رغبتهم عندئذ وجدوا حنفيات في ساحة عامة فتحوها وتوضؤوا بمائها، فكيف وجدوها بعد أن يئسوا من وجودها؟ ومن علامات الوضع فيها أن يدخلوا قرية يأبى أهلها بأكملهم أن يهبوهم الماء لوضوئهم، وهل يوجد مثل هذه القرية في الوجود يمنعون رفدهم ولو كان ماءً هِبَتُهُ لا تضرهم؟ ثم ما اسم هذه القرية؟ وأين موقعها؟ وما هي أسماء التبليغيين الذين جاؤوا إليها وتسببوا في هداية أهلها؟
كل هذه الأمور وغيرها تدل على أن القصة محبوكة، والحكاية مفبركة.
وبعد انتهائي من كلمتي طلب أحد الحاضرين وهو العم ابن أعمر حفظه الله والذي تجاوز الخامسة والسبعين من عمره الكلمة ليدلي بشهادة عاشها وعاينها فأخبرنا - وما كنا نعلم قبل ذلك اليوم أنه خرج مع التبليغيين وخالطهم - قائلا: أنا وقعت لي شخصيا مثل هذه القصة التي ترويها عنهم؛ لقد ذهبت فيما مضى من حياتي مع بعض الإخوة إلى مدينة وهران، وحضرنا تجمعا كبيرا للتبليغيين، وكان من ضمن ما حضرناه كلمة ألقاها أمير بلدة وهران يومئذ، وهو رجل كبير ذو سمت وقور، وكان مما قاله لنا وقصه علينا قصة مجموعة من التبليغيين دخلوا قرية في غرب الجزائر سألوا أهلها الماء من أجل الوضوء فرفضوا طلبهم، ولم يحققوا رغبتهم، فبينما هم كذلك إذ تفجر ينبوع من الأرض بينهم، فتوضؤوا منه، وكان ذلك سببا في هداية أهل القرية، يقول العم ابن أعمر: وأكد لنا صحة القصة بذكر البلدة وهي مدينة "الرمشي"، وأخبر أن العين لا زالت موجودة فيها، وأن الناس إلى اليوم ينتفعون بمائها.
يقول العم ابن أعمر: فلما عدنا من رحلتنا طلبت من الأخوة أن يصحبوني إلى البلدة المذكورة، لمشاهدة ينبوع الماء تلكم الكرامة الكبيرة، قال: فلما ذهبنا إلى المدينة وسألنا عن الينبوع لم نجد من يعلم به، ولا من سمع عن خبره، فقلنا: لعل الرجل أخطأ في اسم القرية، ولعلها قرية أخرى في جوارها، فزرنا القرى المجاورة لها بأكملها، فلم نجد في واحدة منها ما أُخبرنا به، ولا ما حُدثتنا عنه، فعجبنا لكذب الرجل على كبره، وعلى منزلته وقدره؛ كيف وهو شيخ التبليغيين وأميرهم، وكان هذا هو سبب تركي لهم، وبعدي عن طريقهم ومنهجهم.
ثم مَرَّ العم ابن أعمر بنحل وفرق أخرى قبل أن يجد ضالته في منهج أهل السنة والجماعة والحمد لله رب العالمين.
القصة الخامسة:
كنت أسكن في حي من أحياء مدينة "مغنية" يسمى "حي عمر" وفي يوم من الأيام صلينا صلاة العشاء الآخرة ولما خرجت من المسجد وجدت أحد إخواننا ينتظرني وهو الأخ رشيد حفظه الله، فلما تبادلنا التحية والسلام أخبرني أن أحد أخواله موجود في المسجد وهو من جماعة التبليغ، وأنه يريد مني أن أكلمه، وأن أحاول نصحه؛ فلما خرج خاله وسلم علينا تجاذبنا أطراف الحديث، وتوصلت من خلال كلامي معه إلى الحديث عن الدعوة إلى الله وأهميتها، وأن الناس في حاجة إليها، وأنها لا يمكن أن تؤتي ثمارها إلا إذا حققنا شروطها، وأن أعظم شرط لابد أن يتوفر فيها هو البصيرة التي ينبغي أن يتحلى الداعية بها؛ لقول الله تعالى:" قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)" سورة يوسف، وأن الجاهل لا يجوز له أن يدعو إلى الله لجهله، ولأنه لا يمكنه أن ينفع المدعو ولا أن يجيب عليه إن هو سأله، ولأنه قد يفعل الشيء المنكر وهو لا يدري، ويقوم بالأمر المحرم ويظن نفسه قائما بغاية البر، وخلصت من هذا إلى الكلام على التبليغيين فقلت: ومن أمثلة ذلك: أن التبليغيين وهم جماعة يهتمون بالدعوة إلى الله، ومع ذلك كثيرا ما يقع من أفرادها ما يخالف شريعة الله؛ كدعوتهم الناس إلى الصلاة وصحبتهم إلى المسجد على أي حال كانوا عليها، ولو كان المدعو جنبا، بل ولو كان للخمر شاربا، زاعمين أن ذلك من أعظم سبل إصلاح الناس، وهذا جرم عظيم سببه الجهل بدين رب العالمين.
فقال الرجل لي: نعم هذا أمر حسن؛ ولقد وقع لي أنا شخصيا أن دعوت رجلا للصلاة فلما رفض الذهاب معي وأصررت عليه، أخبرني أنه على جنابة، وأنه يحتاج إلى طهارة. فقلت له: صل معي الآن على حالك ثم تطهر بعد ذلك، وذهب معي ومن يومئذ وهو محافظ على صلاته، لا يضيعها كسالف عهده، وهذا هو المطلوب.
فقلت له: من أدراك أنه اليوم يصلي على طهارة؟ فقال: نعم هو يصلي على طهارة؟ قلت: ومن أدراك وأنت قد جرأته على الله بحيث صلى بأمرك على غير طهارة، فهل تضمن أن لا يتجرأ على الله مرة أخرى ويصلي وهو على جنابة أو حدث أصغر، فالذي تجرأ على الله مرة، لا نأمن أن يعيد ذلك الكرة بعد الكرة؛ وبخاصة والذي جرأه على ذلك في المرة الأولى من أهل الصلاح والعلم في نظره.
تعليق: فالتبليغييون يسيرون على القاعدة اليهودية الغاية تبرر الوسيلة، فإذا كانت الغاية محمودة فلا يضرهم في تصورهم أن تكون الوسيلة إليها غير حميدة.
القصة السادسة:
أخبرني أحد الإخوة ممن كان مع التبليغيين أنه عرضت له مسألة القبض في الصلاة في الفترة التي كان يصحبهم فيها، حيث رأى أناسا يقبضون وآخرون يسدلون، فأراد أن يعرف وجه الصواب فيها، وأن يعلم الحق فيما يتعلق بها، فقصد رأسا من رؤوس التبليغيين وشيخا في ظنه من شيوخهم، فسأله عن المسألة وما هو الفعل الذي يتبناه، والقول الذي يعمل به، فأجابه المسؤول قائلا: إذا دخلت مسجدا كان الناس فيه يقبضون فاقبض، وإذا دخلت مسجدا كان الناس فيه يسدلون فاسدل، وحتى لو دخلت مسجدا كان الناس فيه يضعون أيديهم على رؤوسهم ففعل كفعلهم.
فاستغرب الشاب من هذا الجواب، وهو ليس بغريب لأنه ينسجم مع أصولهم، ويتفق مع منهجهم، فمن أصولهم التي تنسجم هذه الفتوى معها، وقواعدهم التي تندرج هذه الإجابة تحتها قاعدة:" الخلاف شر" التي يدندنون حولها، ويعملون على أساسها، ويَرُدُّونَ الأصول الشرعية النبوية من أجلها، حيث يزعمون أن أي مسألة تفرق المسلمين لا يجوز الخوض فيها ولو كانت الكلام على توحيد رب العالمين، والدعوة إلى سنة النبي الأمين، ومن المعلوم أن الدعوة إلى الحق تفرق الناس إلى قسمين: قسم يستسلم له ويصدق به، وقسم يرفضه ويرده ولا يعبأ به، فإذا طبقنا هذه القاعدة على مفهوم التبليغيين تركنا الدعوة إلى دين رب العالمين، إلا ما كان من قبيل فضائل الأعمال؛ ولذلك يركزون على "رياض الصالحين" ولا يدرسون غيره من كتب أهل العلم التي لا يستغني عنها من يريد الفوز بدار النعيم، ولأجل هذا ففتوى هذا الرجل مندرجة أيضا تحت أصل من أصولهم الستة وهو: العلم بالفضائل لا المسائل مع الذكر.
ومن قواعدهم التي تندرج هذه الفتوى تحتها، وتعتبر فرعا من فروعها؛ قاعدة:" الغاية تبرر الوسيلة" فلما كانت غايتهم كسب قلوب الناس وعدم الاصطدام معهم، أصبحوا يحرصون على تجنب كل شيء ينفر الناس عنهم، ويوقعهم في الخصومة معهم، ولو كان هذا الأمر من أعظم الواجبات، وأفرضها في شريعة رب البريات.
القصة السابعة:
أخبرني أخي وابن عمي أبو عبد الرزاق رزق الله حفظه الله وكان قد سكن بلاد الكفر سنوات معدودات، أن أحد إخواننا من سكان تلكم البلاد خرج يوما في سفر إلى إحدى المدن، ولما جن عليه الليل ولم يجد مأوى يأوي إليه، ولا مكانا يبيت فيه، لجأ إلى مسجد من مساجد التبليغيين، واستأذنهم في المبيت عندهم، فوافقوا على أن يحضر إلقاء البيان معهم، فقبل شرطهم لحاجته، وللضرورة التي ألحت عليه، على قاعدة: مكره أخوك لا بطل.
وبعد أن حضر بيانهم الذي كان مملا بسبب مضمونه، وتعريض الملقي للبيان في بيانه بأخينا إذ أحسوا وشعروا بسلفيته.
قلت: وبعد أن حضر بيانهم، وسمع ما ساءه من كلامهم، انتحى ناحية من مسجدهم واستلقى لينام فيها، ويأخذ قسطا من الراحة التي كان في أمس الحاجة إليها، ولكنه وبينما داعب النوم عينيه، وكاد أن يستغرق فيه؛ جاءه أحدهم وطلب منه في قلق باد عليه أن يتحول من مكانه، فلما سأله عن السبب قال: لأن هذا المكان خاص بالملائكة. فقال له الأخ وقد نفد صبره: أين دليلك على أن الملائكة تأتي إلى هذا المكان؟ فقال له الرجل: أنت من أصحاب الدليل أخرج. وطرده من المسجد شر طردة إلى ليلة شتوية باردة.
التعليق: أنظروا رحمكم الله إلى منزلة الدليل عندهم، ومكانة البرهان والحجة لديهم، فدين يبغض أهله من يورد الدليل عليهم، أو يطالبهم به إن هو حاورهم؛ هل يمكن أن يكون لدين النبي صلى الله عليه وسلم موافقا ولهديه مطابقا؟ لاشك أن هذا من الأمور المستحيلات، والأشياء المستبعدات؛ كيف لا ودين النبي صلى الله عليه وسلم مبناه على تعظيم الدليل وتقديره، وبناء العقائد والأقوال والأعمال عليه، وطلبه من الغير حتى يوثق به وبما ينشره ويدعو إليه كما علمنا ربنا سبحانه:" قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" سورة البقرة من الآية 111. فالذي يتبرم ممن يطالبه بالدليل هو على غير هدى بل على شر سبيل.
والخلاصة: التي يمكن لقارئ هذه الوقائع الماضية أن يستخلصها ويصل بإذن الله إليها هي:
أولا: أن التبليغيين على طريق المتصوفة سائرون، ولدربهم سالكون، ولذلك وصفهم أحد أئمة أهل السنة والجماعة من المعاصرين وهو العلامة الألباني رحمه الله: بأنهم صوفية عصرية، فهم صوفية وكيف لا يكونون كذلك وشيوخهم يبايعون على أربعة طرق صوفية وهي: الجشتية والقادرية والنقشبندية والسهروردية، وعصرية لأنهم طوروا التصوف نوعا ما حتى صار لا يعرفهم به إلا من خبر مذهبهم وعلم كلام مشايخهم وتاريخ نحلتهم وسلوك أمرائهم وعلمائهم.
ثانيا: أنهم لا علم عندهم، ولا فقه في دين الله لديهم، فلذلك يلوكون بألسنتهم ما يناقض دين ربهم، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.
ثالثا: أن التبليغيين من أكثر الناس جرأة على الله رب العالمين، وأعظمهم إقداما على الكلام باسمه وفي دينه مع انعدام الفقه عندهم في الدين، وإطباق الجهل عليهم أجمعين، فلا هم يتكلمون بعلم، ولا هم يسكتون بحلم، كما أنهم يفتون الناس بآرائهم وعقولهم وأذواقهم ومواجيدهم؛ وهذا بسبب قواعدهم المشؤومة وأصولهم المذمومة وعلى رأسها: العلم بالفضائل لا المسائل مع الذكر. فهذه القاعدة عندهم تحرم عليهم أن يتعلموا دين الله بأكمله، إلا ما كان من قبيل معرفة فضائل الأعمال والخصال والخلال؛ فإن ذلك لا بأس به لأنه لا يحدث خلافا ولا يثمر نزاعا فيما يزعمون ويظنون.
رابعا: أن دين التبليغيين مبناه على الأكاذيب والافتراءات، والأساطير المخترعات، والأباطيل والخرافات؛ فكل من خالطهم وسمع منهم، يعلم أن عمدتهم في دعوة الناس وترغيبهم في منهجهم؛ القصص والحكايات، والوقائع المكذوبات، والأحلام والمنامات.
خامسا: أن التبليغيين من أكثر الناس تصديقا بالخرفات، والأكاذيب والترهات؛ وما ذلك إلا بسبب جهلهم، وبعدهم عن شريعة ربهم، وسنة نبيهم التي تفتح عقولهم، وتعطيهم الميزان الذي يعصمهم ويحصنهم.
سادسا: أن التبليغيين من أكثر الناس رواية للخرافات التي يصدقون بها، والترهات والخزعبلات التي يعتقدون صحتها؛ وحتى لو لم يصدقوا بها فهم يروونها ويدعون الناس بها لأن الغاية عندهم تبرر الوسيلة.
سابعا: أن التبليغيين يسيرون على أصول أصلها لهم رؤوسهم، وقواعد قعدها لهم مقدموهم، وهم عازمون على العمل بها وتطبيقها ولو خالفت كتاب رب العالمين وسنة النبي الأمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
ثامنا: أن التبليغيين لا علاقة لهم بعلماء السنة، وفقهاء الملة؛ وإنما هم تبع لأمرائهم وأئمتهم، فلهم في كل بلد بل في كل مدينة بل في كل قرية أمير يترأسهم ويقودهم، ويأمرهم وينهاهم، لا يخرجون على قوله، ولا يخالفونه في أمره، وكل هذا مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته.

تنبيه مهم:
قد يقول قائل: كل هذه القصص التي ذكرتها، والحكايات التي رويتها، هي من قول أفراد منهم، وفعل بعض أتباعهم، فكيف تدينهم بها جميعهم وتذم بها منهجهم؟
والجواب من وجوه:
الأول: أن هذه الوقائع المذكورة تنسجم مع أصولهم، وتندرج تحت قواعدهم، فهي ثمرة لتلكم الأصول التي يتبنونها، والقواعد التي يسيرون عليها، فلذلك أدينوا بها وذموا بسببها، ولو فرضنا أن وقائع أفرادهم خالفت أصولهم، وتعارضت مع دعوتهم؛ لقلنا: أن العيب فيهم وليس في منهجهم، أما وأصول منهجهم تطابق هذا الذي يقع منهم، وتثمر مثل هذه الأمور الصادرة عنهم، فلا شك أن الذم يطالهم ومنهجهم بفعل أفرادهم.
الثاني: أن هذه طريقةٌ عامةٌ في التبليغيين بأكملهم، وليست قاصرة على بعض أفرادهم؛ ولذلك ما خالط العبدُ التبليغيين إلا ووجدهم على الطريقة نفسها، ويستعملون الوسيلة ذاتها، على اختلاف ألسنتهم وأوطانهم وألوانهم، بل إن من القصص والحكايات ما يتفقون على روايتها، ودعوة الناس بسوقها وإيرادها.
الثالث: أن هذه الطريقة لو كانت على خلاف دعوتهم، وتردها أصولهم، لقام في إنكارها وردها وبيان بطلانها بعض دعاتهم، والمقدمين عندهم، فإذا كان الجميع ساكتا عليها، مقرا لها؛ دل على أنها من صميم منهجهم، ولب دعوتهم، واعتبر هذا بأهل السنة والجماعة فهم لا يقع من فرد من أفرادهم ولو كان داعية من دعاتهم شيء مما يخالف أصولهم ودعوتهم إلا وقاموا في وجهه، وبينوا بطلان ما هو عليه بعد نصحه وتوجيهه، وهذا كثير وشهير يعلمه كل من له إلمام بدعوة أهل السنة ولو بقدر يسير.
الرابع: أن كل إناء ينضح بما فيه، وإذا شف يظهر لون ما فيه عليه، والأرض لا تنبت إلا ما ما بذر فيها، والشجرة لا يجنى منها غير ثمارها، فلا شك أن الأتباع أتباع، وهم يكررون ما شاع بينهم وذاع، فكل أصحاب منهج يظهر منهجهم عليهم، وكل أرباب سبيل يُرى أثر سبيلهم فيهم؛ في أقوالهم وأعمالهم وأحوالهم وتصرفاتهم، فلما رأينا التبليغيين يروون الخرافات، والقصص المكذوبات، والترهات والخزعبلات، والأحلام والمنامات، علمنا أن ذلك منهج لهم وسبيل لدعوتهم.
الخامس: فإذا كان الأمر على خلاف ما ذكرت، ومناقض للوجوه التي أوردت، فأنا أطالب التبليغيين من الأتباع والمتبوعين أن يقوموا بإنكار هذه الترهات، وإنكار الأصول التي استوجبت لهم الوقوع في مثل هذه الخزعبلات، وأن يرجعوا إلى سنة خير الأنبياء والمرسلين، ومنهج السلف الصالحين، والأخيار من السابقين الأولين؛ الذين أثنى الله عليهم في كتابه، وزكاهم النبي صلى الله عليه وسلم في سنته، وذكر الإجماع بعض المحققين على وجوب اتباع سبيلهم والسير على منهاجهم.
وأخيرا: ألتمس من سائر المشاركين في منتديات التصفية والتربية السلفية أن يساهموا في هذا الموضوع، وأن يسوقوا ما أمكنهم مما بلغهم من الترهات، والقصص المكذوبات، والحكايات المصنوعات، التي تنتشر على ألسنة القوم، والتي تدل على بطلان مذهبهم وطريقتهم، وذلك من أجل بيان حقيقة دعوتهم، وجلية منهجهم، نصيحة لهم ولكل من قد يغتر بدعوتهم.
وأنبه فأقول: أن هذه الطريقة نافعة في تبصير الناس بطريقهم، وتحذيرهم من دعوتهم، ولأجل هذا سلكها العلماء ويسلكونها في بيان حالهم، وتحذير الأمة من الاغترار بهم؛ كما فعل على سبيل المثال: العلامة حمود التويجري في أول كتابه الشهير القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ حيث أورد جملة من القصص التي تدل على ضلالهم وانحرافهم وبطلان منهجهم ودعوتهم.
والله تعالى أعلم
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وكتب: أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان
يوم السبت 02 ذو القعدة 1437 هـ
الموافق لـ: 06/08/2016م

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07 Aug 2016, 03:56 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرًا شيخ عبد الصَّمد على مقالك النَّافع الشيِّق البديع، فلقد أمتعنا متعك الله بالصحة والعافية، وأسأل الله أن يبارك في أعمالك، وأن يزيدك من فضله. ولنِعْمَ المقالات الَّتي تذكر فيها الأهواء وتفنَّد، وقد بدأت رحلتك بالشِّيعة وفضحهم والآن عرجت على أهل التَّبليغ وطلبي إليك أن تواصل طريقك ببيانِ شيءٍ من نهج الخوارجِ المارقين فكثيرٌ من الشَّباب يرتمي في أحضانهم ويغتر بخلافتهم المزعومة والله المستعان.

أذكر أنِّي حضرتُ مجلسًا لشيخنا الفاضل أبي عبد الله أزهر سنيقرة –حفظه الله- أوردَ فيه قصَّة تدلُّ على جهل هؤلاءِ وسوءِ طريقتهم في الدَّعوة إلى الله تعالى وأنها مبنية على الجهل -كما تفضَّلت- فقال الشَّيخ –حفظه الله-: "أنَّه كان إلقاء الدَّرس عند التبليغيين بالدَّورِ، لكلِّ دورُه في إلقاء الدَّرس، وحضرَ معهم وافدٌ جديدٌ ليتعلَّم لا ليعلِّم!، فقالوا له: أنت ستكون الملقيَ اليومَ! فحاولَ معهم يقنعهم أنَّه لا يملك بضاعةً يقدِّمها ولا حصَّل ما يؤهِّله لهذه الرُّتبة! فأبوا إلا أن يقدِّموه، فأحضِرَ الكرسيُّ واجتمع النَّاس، فخرج عليهم الوافدُ الجديد مشتغلًا فكره بما يخلِّصه مما وقعَ فيه، فجلسَ فرأى جموعًا من النَّاس تستقبله، فأجهش بالبكاءِ مما هو فيه ولا خلاص!فرأى الناس بكاءه فرقُّوا لحاله فبكوا ببكائه، فلما رجع لرؤوسهم قالوا له: الواحدُ منَّا يمضي سنوات ولا يؤثر في الناس هذا التأثير حتى يبكيهم، وأنت من أوَّل مجلسٍ قد أبكيتَ!" فاعجب لحال هؤلاء؛ لله المستعان.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 08 Aug 2016, 12:42 AM
أبو عمر محمد أبو عمر محمد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 176
افتراضي

جزاكم الله خيرا و نفع بما كتبتم
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 08 Aug 2016, 09:44 AM
لزهر سنيقرة لزهر سنيقرة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 343
افتراضي

بوركت أخي عبدالصمد على هذه المقالة الفاضحة لشطحات هذه الجماعة التي أضلت خلقا كثيرا بمثل هذه الخرافات والانحرافات
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 08 Aug 2016, 09:51 AM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي

بارك الله فيك أخانا عبد الصمد على ما بينت ونصحت،فجزاك الله خيرا.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 08 Aug 2016, 10:41 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

بارك الله فيكم شيخ عبد الصمد مقال مانع.
أسأل الله أن ييسر عباده بضلال هذه الطائفة ومثيلاتها.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09 Aug 2016, 11:17 PM
أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: الجزائر /باتنة /قيقبة
المشاركات: 590
افتراضي

جزاك الله أخي عبد الصمد وبارك فيك
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 Aug 2016, 09:53 AM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه وبعد:
أولا: جزى الله إخواننا المعلقين خيرا على تعليقاتهم الطيبة وكلماتهم اللطيفة وأدعيتهم المباركة والله أسأل أن يحفظهم وأن يبارك فيهم وأن ينفع بهم حيثما حلوا وأينما نزلوا.
ثانيا: وأخص بالذكر من المعلقين شيخنا الفاضل ووالدنا المناضل أزهر سنيقرة حفظه الله ورعاه وأجزل مثوبته ورفع قدره ونفع الخلق بعلمه وجعله شوكة في حلوق المخالفين لدينه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ثالثا: لقد سرني تجاوب الأخ فتحي إدريس حفظه الله مع ندائي بإيراد قصصهم التي تدل على ضلالهم من جهتين:
الجهة الأولى: أنه أورد قصة تنبئ عن ضلالهم وانحرافهم وعظيم جهلهم الذي أطبق عليهم وأنهم على طريق القصاص سائرون وبمذهبهم يتمذهبون ألم تر أنهم طلبوا من الرجل الوافد عليهم والذي ما كاد أن يجالسهم حتى ألزموه أن يقوم محاضرا في الناس وفيهم، ثم بعد أن انفجر بالبكاء لعجزه فبكى الناس لبكائه أثنى التبليغييون عليه وزعموا أنه أفضل من أهل العلم – على حسب الرواية التي سمعتها من الشيخ – الذين لا يؤثرون في الناس تأثيره، وكأن الغرض من الدعوة بكاء الناس ونحيبهم وليس هدايتهم وتعليمهم وهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على إبكاء الناس أم على تعليمهم؟ وهل بكاء الناس دليل على صحة طريق المُبكي لهم والمُتسبب في استدرار دموعهم من أعينهم؟ إذا فماذا يقول التبليغييون عن المسلسلات التلفزيونية والأفلام السنيمائية وهي التي تبكي الآلاف بل مئات الآلاف وتؤثر عليهم؟ وما قولهم في دعاة النصرانية الذين يتأثر النصارى لكلامهم ويبكون لسماع ترهاتهم؟ وما قولهم في الروافض الذين يَبْكون لقصص معمميهم وينوحون لمجرد سردها عليهم حتى أنه لم يُر في الناس أكثر بكاء منهم فهل يدل هذا على صحة طريقهم وسداد سبيلهم.
الجهة الثانية: أن القصة التي أوردها وشارك بها منقولة عن شيخنا ووالدنا أزهر حفظه الله ورعاه وهو من أعلم الناس بالقوم وأكثرهم خبرة بهم وعلما بطريقهم ولو أن الشيخ تفرغ لذكر مخازيهم وما يعلمه عنهم وعن بعض رؤوسهم وما وقع له مع بعضهم ممن ناقشهم وحاورهم لأتى بالعجب العجاب، ولو لا أشغاله الكثيرة ومسؤولياته العديدة لرجونا منه حفظه الله أن يكتب فيهم وأن يذكر ما يعلمه عنهم شهادة لله يؤديها وتجربة للأجيال يرويها، فأسأل الله جل وعلا أن يوفقه لكل خير وأن يصرف عنه كل شر وأن يبقيه داعية إليه داعما ومشجعا لأبنائه وإخوانه آمين والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى سائر الأنبياء والمرسلين وعلى صحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, دعوة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013