منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09 Feb 2016, 01:03 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي الإِتْمَام بِزِيَادَةِ الإِفْهَام لِفَتْوَى شَيْخِنَا الإِمَام

الإِتْمَام بِزِيَادَةِ الإِفْهَام لِفَتْوَى شَيْخِنَا الإِمَام


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن تبع هداه، أما بعد:


فقد انتشرت -بشكل لافت للانتباه- صورة ركوع المأموم قبل الصف إذا أدرك الإمامَ راكعاً..

والفتوى في ذلك كما قال شيخنا محمد علي فركوس:
" إذا رَكَعَ المسبوقُ دون الصفِّ ثمَّ دَخَلَ فيه، سواءٌ رَفَعَ الإمامُ قبل أن ينتهيَ إلى الصفِّ أو لم يرفعِ الإمامُ رأسَه مِن الركوع؛ فإنَّ الركعةَ تجزيه، وهو مذهبُ مالكٍ والشافعيِّ وروايةٌ عن أحمدَ وأصحابِ الرأي؛ لأنَّ أبا بكرةَ -رضي الله عنه- أَحْرَمَ خَلْفَ الصفِّ بمُفْرَده ثمَّ تقدَّم فدَخَلَ في الصفِّ فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعد فراغِه مِن صلاته: « زَادَكَ اللهُ حِرْصًا وَلَا تَعُدْ »، ولم يأمره بالإعادة.

وإن صلَّى خَلْفَ الصفِّ وَحْدَه -مع وجودِ مُتَّسَعٍ للانضمام للصفِّ الذي يتقدَّمه- فإنه يُعيد الصلاةَ لحديثِ عليِّ بنِ شيبان -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم رأى رجلًا صلَّى وَحْدَه خَلْفَ الصَّفِّ فقال له: « أَعِدْ صَلَاتَكَ؛ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِفَرْدٍ خَلْفَ الصَّفِّ ». " [ فتوى/ ٦٩٤ ].

هذا، ويجدر التبيه على خطأ صار يقع فيه بعض العاملين بهذه الفتوى، وهو أن المأموم يركع فور دخوله المسجد ويَدُبُّ راكعاً ولو كان بعيداً عن الصف بأمتار عديدة، ولبيان الكيفية الصحيحة للعمل بهذه الفتوى، أنقل لكم توضيح شيخنا -حفظه الله- لـ ( المسافة ) المُقدَّرة بين الراكع قبل الصف وبين الصف..

يقول شيخنا الإمام حفظه الله:
أمَّا ضابطُ القُرْبِ مِن السترة التي يريد الانحيازَ إليها والدُّنُوَّ منها فهي -في تقديري- لا تعدو أربعةَ أمتارٍ تقريبًا؛ لأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ السُّتْرَةِ « ثَلَاثَةُ أَذْرُعٍ »، وكَانَ إِذَا صَلَّى وَ« جَاءَتْ شَاةٌ تَسْعَى بَيْنَ يَدَيْهِ فَسَاعَاهَا [أَيْ: سَابَقَهَا] حَتَّى أَلْزَقَ بَطْنَهُ بِالحَائِطِ » ومرَّتْ مِنْ ورائه.
والذراعُ مقياسٌ، أَشْهَرُ أنواعِه: الذراعُ الهاشمية، وهي تُمَثِّل: اثنين وثلاثين إِصبعًا، أي: ما يساوي أربعةً وستِّين سنتمترًا، فإذا ضَرَبْتَ الذراعَ في سِتَّةٍ ذهابًا وإيابًا تحصَّلْتَ على مسافةِ ثلاثةِ أمتارٍ وأربعةٍ وثمانين سنتمترًا، أي: أربعة أمتارٍ تقريبًا.
وعليه، يتقرَّر ضابطُ القُرْبِ للمُصَلِّي المسبوقِ ودُنُوِّه مِن السترة. [ فتوى/٦٨١ ]

نسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ويزيدنا علما، وأن يبارك في علم شيخنا الإمام أبي عبد المعز وينفع به.

والحمد لله رب العالمين.

أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09 Feb 2016, 05:40 PM
حسان البليدي حسان البليدي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
الدولة: وادي العلايق - البليدة
المشاركات: 340
افتراضي

أحسن الله إليك .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09 Feb 2016, 05:47 PM
أبو أمامة حمليلي الجزائري أبو أمامة حمليلي الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
الدولة: مدينة أبي العباس غرب الجزائر
المشاركات: 409
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو أمامة حمليلي الجزائري
افتراضي

بارك الله فيكم و زادكم حرصا .
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09 Feb 2016, 10:20 PM
صديق جعيط صديق جعيط غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 46
افتراضي

بوركت اخي ابا حاتم على هذا الايضاح ،فلقد كان عندي هذا الاشكال منذ مدة ولم انشط لبحثه، ولكن حبذا لوتكرمت بذكر احد من اهل العلم من قال بهذا التوجيه،فكما تعلم اخي ان فهوم الناس ومداركهم تختلف ، فهناك فرق بين الصلاة خلف الصف منفردا ومعلوم ان النهي فيه لاجل انفراده عن جماعة المصلين وليس لاجل السترة كما هو الحال في الفتوى الاخرى للعلامة الشيخ فركوس، فلهذا قد لا يسلم لك ماقلته اخي الفاضل،أفارجو التوضيح اكثر
محبكم صديق جعيط
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 Feb 2016, 12:37 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

أخي صديق حفظك الله..
يوجد سقط في الكلام، قولك: " فهناك فرق بين الصلاة خلف الصف منفردا... " وبين ماذا ؟

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12 Feb 2016, 11:00 PM
صديق جعيط صديق جعيط غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 46
افتراضي

أخي ابا حاتم ، معذرة فقد كتبت تلك السطور على عجل، والسقط الذي سالت عنه هو:فهناك فرق بين الصلاة خلف الصف منفردا وبين اتخاذ السترة ، والعلتان في المسألتين مختلفتين، كما لا يخفى على شريف علمك
لعل الصورة اتضحت الان ، ومعذرة على طول ردي لاني مشغول كثيرا هذه الايام،وثانيا انا حاول غالبا الابتعاد عن المناقشات لاني لست باهل لذلك ،ولكن لما رايت عنوان فائدتك على منتدانا المبارك تحفزت لقرائتها ، فاشكل علي ما اشكل
اخوك صديق
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 Feb 2016, 11:55 PM
عبد السلام تواتي عبد السلام تواتي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 244
افتراضي

بارك الله فيك على التذكير و زادك الله حرصا
و هنا امر يجب اخذه بعين الاعتبار ان كثيرا من العوام اذا راوا اهل السنة و الحمد لله قد هموا بالركوع دون الصف اسرعوا بالركوع و تركوا الصف دون ترتيب
و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا، وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا و منها عدم ترتيبها
و قول النبي صلى الله عليه و سلم مَنْ وَصَلَ صَفًّا وَصَلَهُ اللهُ، وَمَنْ قَطَعَ صَفًّا قَطَعَهُ اللهُ.
* و الاحرى ان العبد اذا كان مع جماعة لا يفقهون مصلحة ترتيب الصفوف فانه لا يركع دون الصف كي يحافظ على وحدة الصفوف و يصفوا مع بعضهم و ان كان مع اخوة يفقهون امر المشي الى الصف و ترتيبه فالاولى الاخذ بالسنة من المشى للصلاة
و الله اعلم
و هذا تذكير لشيخنا العلامة الفاضل الشيخ فركوس في هذا الامر عن امر الصفوف في المسجد

في حكم ما يفيده حديث: «خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا...»
http://ferkous.com/home/?q=fatwa-66

في حكم الصلاة في صفوفٍ مستويةٍ ومُتَراصَّةٍ غيرِ مكتملةِ الجوانبِ

http://ferkous.com/home/?q=fatwa-671
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 Feb 2016, 02:51 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

مرحبا أخي صديق..

وجه ذكر مسألة الصلاة خلف الصف منفردا ومسألة اتخاذ السترة ليس مقصوداً لذاته، وإنما القصد هو ما هي المسافة التي ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مشاها في صلاة الفريضة..

فإذا ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- مشى أربعة أمتار فقط، فإن المصلي لا يجوز له أن يمشي أكثر منها إذا كبر لِيَدُبَّ راكعاً، أو قصد سُترة..

أرجو أن يكون اتضح في توجيه سبب ذكر المسألتين..
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16 Feb 2016, 09:34 PM
أبو أيوب صهيب زين أبو أيوب صهيب زين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بسكرة
المشاركات: 351
افتراضي

باك الله فيك اخي

و هذه زيادة توضيح من الحافظ ابن حجر -رحمه الله- :

قوله : ( زادك الله حرصاً ) أي : على الخير ، قال ابن المنير صوّب النبي صلى الله عليه وسلم فعل أبي بكرة من الجهة العامة - وهي الحرص على إدراك فضيلة الجماعة -، وخطَّأه من الجهة الخاصة . قوله : ( ولا تعد ) أي : إلى ما صنعت من السعي الشديد ثم الركوع دون الصف ثم من المشي إلى الصف . واستنبط بعضهم من قوله : (لا تعد) أن ذلك الفعل كان جائزاً ثم ورد النهي عنه بقوله : ( لا تعد )، فلا يجوز العود إلى ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم .وروى الطحاوي بإسناد حسن عن أبي هريرة مرفوعاً : ( إذا أتى أحدكم الصلاة فلا يركع دون الصف حتى يأخذ مكانه من الصف)

من : فتح الباري (2/268-269) .
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 17 Feb 2016, 03:18 PM
صديق جعيط صديق جعيط غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 46
افتراضي

أخي الفاضل ابا حاتم جزاك الله خيرا على التوضيح ،ولكن ارجو ان تتحملني قليلا
هل يفهم من قولك:فإذا ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- مشى أربعة أمتار فقط، فإن المصلي لا يجوز له أن يمشي أكثر منها إذا كبر لِيَدُبَّ راكعاً، أو قصد سُترة.. "
أن تقدير الشيخ للمسافة التي يمشيها المصلي الى السترة هي نفسها التي يمشيها من يدب راكعا الى الصف.
وبصيغة اخرى هل يمكن ان نقول ان الشيخ فركوس يقدر مسافة من دخل مسبوقا الى المسجد انه لايركع دون الصف حتى يبقى بينه وبين الصف اربعة امتار، وهل يمكن نسب هذه الفتيا للشيخ فركوس ؟
محبكم صديق
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 Feb 2016, 04:59 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

نعم أخي صديق..

هذا الذي أفادناه شيخنا -حفظه الله- في بعض مجالسه، وتؤكده الفتوى المذكورة..

وفقك الله..
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 17 Feb 2016, 10:16 PM
صديق جعيط صديق جعيط غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2014
المشاركات: 46
افتراضي

بوكت اخي ابا حاتم ، لكن حبذا لو عزوت هذا القول الى الشيخ من اوله ، لكان ارحم بي وبك
اما انا فقد تورطت في نقدي ومناقشتي لعالم الجزائر وانا اظنني اناقشك، فاستغفر الله على ما صدر مني ، اما انت اخي فقد فاتك بعض خير من بركة العلم وهو عدم عزو الكلام الى قائله،لكن مصيبتي اكبر واعظم
اخوك صديق
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 18 Feb 2016, 03:56 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو أيوب صهيب زين مشاهدة المشاركة
باك الله فيك اخي

و هذه زيادة توضيح من الحافظ ابن حجر -رحمه الله- :

قوله : ( زادك الله حرصاً ) أي : على الخير ، قال ابن المنير صوّب النبي صلى الله عليه وسلم فعل أبي بكرة من الجهة العامة - وهي الحرص على إدراك فضيلة الجماعة -، وخطَّأه من الجهة الخاصة . قوله : ( ولا تعد ) أي : إلى ما صنعت من السعي الشديد ثم الركوع دون الصف ثم من المشي إلى الصف . واستنبط بعضهم من قوله : (لا تعد) أن ذلك الفعل كان جائزاً ثم ورد النهي عنه بقوله : ( لا تعد )، فلا يجوز العود إلى ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم .وروى الطحاوي بإسناد حسن عن أبي هريرة مرفوعاً : ( إذا أتى أحدكم الصلاة فلا يركع دون الصف حتى يأخذ مكانه من الصف)

من : فتح الباري (2/268-269) .

أخي صهيب، راجع الحديث رقم ( 977 ) من الضعيفة، وهو حديث: " إذا أتى أحدكم الصلاة فلا يركع دون الصف حتى يأخذ مكانه من الصف " فإن الشيخ -رحمه الله- ضعف الحديث وعلق على الحافظ ابن حجر..

وانظر المجلد الأول من الصحيحة صفحة رقم ( 926 )، الاستدراك رقم ( 7 ) ففيه زيادة مفيدة جداً في الموضوع،
كما قال الشيخ -رحمه الله-.


وفقك الله..

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 24 Feb 2016, 07:27 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

قال الإمام الألباني -رحمه الله- في الصحيحة ( ١/٩٢٦ ):

آخر الحديث (٢٣٠) :
ثمَّ وجدتُ ما يؤيدُ هذه الترجمةَ من قولِ راوي الحديث نفسِه؛ أَبي بكرة الثقفيّ رضي الله عنه، كما يؤكّدُ أَنّ النهي فيه: «لاَ تَعُدْ» لا يعني الركوع دون الصفِّ، والمشي إِليه، ولا يشملُ الاعتدادَ بالركعةِ؛ فقد روى علي بن حجر في "حديثه" (١/١٧/١) : حدّثنا إِسماعيلُ بن جعفر المدني: حدثنا حميدٌ، عن القاسمِ بن ربيعةَ، عن أَبي بكرةَ -رجل كانت له صحبةٌ- أنّه كانَ يخرجُ من بيتِه فيجدُ الناسَ قد ركعوا، فيركعُ معهم، ثمَّ يدرجُ راكعًا حتّى يدخلَ في الصفِّ، ثمَّ يعتدُّ بها.
قلت: وهذا إِسنادٌ صحيح، رجاله كلُّهم ثقات، وفيه حجّةٌ قويّةٌ أَنَّ المقصودَ بالنهي إِنّما هو الإِسراعُ في المشي؛ لأنّ راوي الحديثِ أَدرى بمرويِّه من غيرِه، ولا سيما إِذا كانَ هو المخاطبَ بالنهي، فخذها؛ فإِنّها عزيزةٌ قد لا تجدها في المطولاتِ من كتبِ الحديثِ والتخريج، وبالله التوفيق. اهـ

وقال شيخنا الإمام محمد علي فركوس -حفظه الله- في كتابه ( الإنارة شرح كتاب الإشارة/٥١١ ):

[في ترجيح الخبر الوارد بألفاظ مختلفة متحدة المعنى]

• قال الباجي -رحمه الله- في [ص ٣٤١]:

« وَالعَاشِرُ: أَنْ يَكُونَ أَحَدُ المَعْنَيَيْنِ وَارِدًا بأَلْفَاظٍ مُتَغَايرَةٍ وَعِبَارَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ فَيَكُونُ أَوْلَى مِمَّا رُوِيَ مِنَ أَخْبَارِ الآحَادِ بلَفْظٍ وَاحِدٍ؛ لأَنَّهُ أَبْعَدُ مِنَ الغَلَطِ وَالسَّهْوِ وَالتَّحْرِيفِ ».

[م] وهذا وجهٌ من وجوه الترجيح باعتبار المتن يتعلَّق بلفظ الحديث، حيث يُرجَّحُ ما ورد بألفاظٍ مُتغايِرةٍ وعباراتٍ مُختلفةٍ على ما روي بلفظٍ واحدٍ من طريق واحدٍ(٦١)، ومثَّل له المصنِّف باستدلال المالكي على صِحَّة صلاة من صَلَّى خلف الصفِّ بحديث أبي بكرة رضي الله عنه(٦٢) أنه أحرم خَلْفَ الصَّفِّ بمفرده ثمَّ تقدَّم فدخل في الصفِّ، فقال له النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعد فراغه من صلاته: «زَادَكَ اللهُ حِرْصًا وَلَا تَعُدْ(٦٣)»(٦٤)، ولم يأمره بالإعادة، وحديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما أنه وقف عن يسار النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فأداره عن يمينه(٦٥).

فيعارضه الحنبلي(٦٦)، بحديث وَابِصَةَ(٦٧) أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم رآه صَلَّى وحده خلف الصفِّ فقال له: «أَعِدْ صَلَاتَكَ فَإِنَّهُ لَا صَلَاةَ لِمُنْفَرِدٍ»(٦٨).

فيقول المالكيُّ: ما رويناه أَوْلَى؛ لأنه ورد بألفاظٍ متغايِرَةٍ مختلفةٍ، مُتَّفقةِ المعنى، وهذا يمنع من تأويلها على غير هذا الوجه، ويُؤمن فيه الغلط والسهو والتحريف، بخلاف ما رويتموه، فإنه منقولٌ بلفظٍ واحدٍ، فيحتمل التغيير والتحريف، ويجوز عليه السهو والغلط »(٦٩). اهـ

ملاحظة سأقتصر في النقل على التعليق رقم (٦٣) الذي عليه مدار الفائدة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(٦٣) وَلاَ تَعُدْ: من العود، أي: لا تفعل مثل ما فعلت ثانيًا، وروي: «لَا تَعْدُ» من العدو، أي: لا تسرع المشي إلى الصلاة، واصبر حتى تصل إلى الصفِّ، ثمَّ اشرع في الصلاة، وقيل: «لا تُعِدْ» من الإعادة، أي: لا تُعِدِ الصلاةَ التي صلَّيتها، وحكى النووي الأقوال الثلاثة وقال: الأنسب لا تعد إلى الإحرام خلف الصفِّ، والأجمع ما قال العسقلاني: ضبطناه في جميع الروايات بفتح أوله وضمِّ العين من العود أي: لا تَعُدْ إلى ما صنعت من السعي الشديد، ثمَّ من الركوع دون الصفِّ، ثمَّ من المشي إلى الصف. [انظر: «مرقاة المفاتيح» للقاري (٣/ ١٨٤)]، قال الألباني في «السلسلة الصحيحة» (١/ ٦٤) رقم (٢٣٠) ـ بعد تحقيق مفصّل ـ: « ويتلخَّص ممَّا تقدَّم أنَّ النهيَ لا يشمل الاعتداد بالركعة ولا الركوع دون الصفِّ، وإنما هو خاصٌّ بالإسراع لمنافاته للسكينة والوقار ـ كما تقدَّم التصريحُ بذلك من حديث أبي هريرة ـ وبهذا فسَّره الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: « قوله: لا تعد يشبه قولَه: لا تأتوا الصلاةَ تسعون »، ذكره البيهقي في «سننه»: (٢/ ٩٠)].
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
صلاة, فقه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013