"كم فيه من سمة قد خالفت طرقا" (تعقيب على قصيدة عماني في مدح بن حنفية العابدين)
بسم الله الرحمن الرحيم
كم فيه من سِمةٍ قد خالَفَت طُرقًا *** للشَّرع يا مبصِرًا حَوقِل لبارِيه
الحمد لله ربِّ العالمين، والعاقبة للمتَّقين، ولا عُدوان إلاَّ على الظَّالمين، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّدٍ وآله والتَّابعين، ومَن سار على نهجهم إلى يوم الدِّين.
أما بعد:
فقد اطَّلعت على القصيدة الَّتي ألَّفها الأخ مختار عماني في مدح بن حنفية العابدين؛ فألفَيتها قصيدةً قد تغافل فيها عمَّا انتُقِد على الشَّيخ عابدين، وراح يطري ويمدح بالألقاب المبالَغ فيها؛ كقوله:
"شَهْدُ التُّقاة"، "شيخ المغارِب"، "أبو الأفضال"، "مرتقٍ لسماء الفضائل" ...،
وفيها بعض الهنات من النَّاحية الوَزنِيَّة؛ كقوله:
1 ـ "تِلكَ المَحافِلُ إذْما يَشْدُ شادِيْهِ": فقوله "يشد" الأصل أنَّه بالواو، قال الفيومي: "(ش د و): شدا يشدو شدوًا" ["المصباح": ص 179]، ولو أثبت الواو لانكسر الوزن، لكن يبقى العَيب وهو خَرم الواو.
2 ـ قوله: "سَتْدْرِي مخْبَرَهُ فَأَنْتَ رَائِيْهِ": استعمل (فعولن) وهي لا تكون إلا شاذَّةً في الصَّدر.
3 ـ وقوفه على المتحرك! والعرب لا تقف عليه؛كقوله: "مشربه، مسرحه، بساحته، عطش، نظرٍ ..."
قفْ واسْألِ النَّهج عن أعتى مساوِيه ***** وعن فواقِر ما يُلْقى بنادِيه
من مثل ما قاله مصرِّحا علنــــا ***** هذا من السرِّ فاحذرنْ مماشيه[1]
أخشى التصدِّي لتدريس العقيدة يا ***** ذا الشيخُ أقصرْ عن التمييع عاديه
أم كيف تمدحه مختار بالحســـن ***** هلاَّ نظرْتَ لِسَيْرٍ منْهُ مَا فيـــــــه
يدعو لجمعيَّةٍ ترى عداوتــــــنا ***** أعضاؤها خُصُمٌ هم من أعاديـــــه
قد فرَّقت سلفا كانوا على السنن ***** صاروا-أخي-شِيَعاً فلا أحابيـــــه[2]
يدعو بزاويةٍ بها القبور كــــذا ***** تُزارُ من عددٍ ضلَّتْ أمانيـــــــه[3]
ألقابُ-يا صاحبي- التي نعتَّ بها ***** ما طابقت كلُّها بل بعضُهـــــا فيه
فلا تكن عجِلاً بالوصف تُطْلِقُ ما ***** لا يلتقي-أسفاً- وما نعــــــــــانيه
كم فيه من سمة قد خالفت طرقا ***** للشرع يا مبصرا حوقل لباريــــه
وكم تركت-أخي- من الأمور فلم ***** أسرد سوى ذا وما ذكرت كافيه
والحمد لله حمدا كافيــــــا سلِسا ***** أرجو به من إلهنا مَــــــــــصافيه
ثم الصلاة على المختار سيِّـدنا ***** متى تلا في كتاب الله تاليــــــــه
================
[1] قال بن حنفية العابدين:"إذا أردتم أن تعرفوا سِرًّا من أسراري فأنا أخشى تدريس العقيدة"!!
[2] لا أدلَّ على هذه التفرقة من المكالمات التي انهالت على المشايخ في الجزائر في شأن الخصومة بين الإخوة في أمر الجمعية، ولو شئت لسميت الأماكن.
[3] الزاوية بها قبور سبعة!! والمبنى واحد، ثم إنها تسمى مقبرة باتفاق أهل العلم، وإنما اختلفوا إذا كان هناك قبر واحد فهل تسمى مقبرة أم لا؟ فذهب شيخ الإسلام إلى أنها مقبرة، وذهب غيره إلى أنها لا تصير مقبرة إلا بالقبرين فما فوق.
وكتبه أبو العباس محمد رحيل صبيحة يوم الجمعة 9 رجب 1432هـ الموافق لـ:10 جوان 2011م
التعديل الأخير تم بواسطة محمد رحيل ; 30 Oct 2011 الساعة 11:15 PM
جعلك الله من الذابين عن السنة و الداعين إليها بما آتاك الله من فضله.
نعوذ بالله من التعصب الذميم الذي يرينا كل يوم فئاما من الناس تقع على أم رؤوسها .
وأنا و الله لأستغرب من هؤلاء كيف لا يمدحون المشايخ الكبار المعروفين عند أهل العلم كالشيخ الوالد محمد علي فركوس
الذي يعرفه العام و الخاص وكل يوم تتهاطل علينا تزكياته من أهل العلم.
أستغرب كيف يتركونه و يذهبون إلى غيره مع أنهم بادية زلاتهم لمن كان له قلب أو ألقى السمع.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 18 Jun 2011 الساعة 10:37 AM