لله أبوك، أبا معاذ !
فقد كشفت حال هذا الفتان المتستر، الذي أوغل في الإفساد، ولكن في جنح الظلام.
وبينت من هو المتميع المتلون.
وبهذه المناسبة أقول: رجلان كان لهما دور كبير في نشوب هذه الفتنة.
أحدهما حسن آيت علجت الذي أظهرتَه للناس على حقيقته، فقد كان يحذر من المشايخ قبل الفتنة من غير أن يجرؤ على مواجهتهم، تعريضا مع من لا يعرفه جيدا، وتصريحا مع خاصته ومن يثق فيه.
أما الثاني فهو نجيب جلواح الذي أبى إلا أن يسعى بين المشايخ بالنميمة والتحريش، ينقل إلى شيوخ التفريق ما يسمعه من مشايخ الإصلاح، ويسرّ إلى مشايخ الإصلاح بما يعلمه من أحوال شيوخ التفريق.
وقد كنت أتوقع أن تؤتى الدعوة من قبله، لأنه مذياع لا يستطيع أن يكتم سرا، حتى الأمور الخاصة التي يناقشها المشايخ والدعاة، فقد كان يفشيها لصحبته من العوام.
|