نسأل الله أن يعاملنا بستره وعفوه.
إن هذه الجلسات وإن كان لا يجوز تسجيلها دون إذن أصحابها وفعل ذلك منكر لا يقر؛ فإن الله جل وعلا قد شاء وقضى أن يظهر الحقائق والفوارق بين الراسخين والماسخين هداية لبعض عباده وإقامة للحجة على الآخرين.
وقد دندن المفرقون في بداية الفتنة كثيرا حول التفريق بين المجالس العامة والمجالس الخاصة وأنكروا أصل ذلك في أمور الدين وجعلوه من فعل الإخوان والصوفية بل سجلوا هم خلسة وخيانة، فابتلاهم الله بإخراج فضائحهم في أجواف بيوتهم جزاء وفاقا، فتبارك الله الحكم العدل.
وهاهم اليوم يشتكون لما سقوا من الكأس التي كانوا يديرونها على موائد خصومهم! وعلت بذلك أصوات نكيرهم، وهكذا هو جزاء البغي والعدوان، فاللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء.
وقد وجد القوم في كل مرة من مرات ظهور جنايتهم ومخازيهم متملصا يضمن لهم ولاء كثير من المتعصبة، لكن لا أذكر يوما أنهم ادعوا أن صوتية لهم مفبركة، وما اضطروا لمثل هذه المراوغة المكشوفة هذه المرة إلا لهول الخطب وعسر التأويل بالباطل، فقد ضاقت عن مثل هذه الكذبات المتوالية طرائق أهل البدع في الالتواء حتى ركنوا إلى التملص على طرائق أهل الجرائم!
أيها الأتباع من إخواننا الذين لا يزال ينبض فيهم عرق من العقل والإنصاف قوموا لله عز وجل متجردين خاضعين وادعوه أن يبصركم بالحق ويرفع عنك ذُل الخوف من الخلق فإن ذلك ليس على الله بعزيز.
|
العرض الشجري