منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 Feb 2012, 09:04 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي تقريب التبيين لجهود العلاّّّّمة ربيع في الصلح بين السلفيّين / الحلقة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم





تقريب التبيين لجهودالعلاّّّّمة ربيع في الصلح بين السلفيّين
- الحلقة ا لثانية -







وما أجمل ذلك اليوم الذي تزول فيه كل أسباب الفرقة والخلاف
وتقوم على أنقاضها الوحدة الصحيحة التي يتعطش لها ويرنو إليها
كل من دان بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
عقيدة ومنهجاً


ربيع المدخليّ









مقدّمة الحلقة الثانية :
هاهو الجهد المهزوز ينبعث من منامه, عسى المحتاج يستظلّ بحقائق أوراقه, ويريح فؤاده بالاتكاء على ساقه.
هاهو وقد ألجأني لصياغة هذه الحلقة الثانية, من سلسلة ردّ جميل الأسياد, وزجر من مكر بهم وعن نهجهم حاد , فكانت بإذن الله كالمنبّه المذكّر, لكلّ نبيه متذكّر !
ولقد ذكرت في الحلقة الأولى من هذا الموضوع :
1 - أهمية الكتابة فيه
2 - والسبب الدافع لإنشائه
3 - ثم ثنّيت بذكر فضائل الصلح لبيان عظيم ما ناله شيخنا - وفقه الله - من غنم هذه الخلّة الشريفة .
4 - وبعد ذلك نقلت قصّة عايشتها تبرز شأن شيخنا وتحرّيه الخير, في التأليف بين أهل السنة , والصلح بين الإخوة في الدين .
5 - ثم دخلت في صلب الموضوع بذكر رقية المصروع ! والتي كانت حججا قاطعة لكلّ جدال, مجليّة لجهود الشيخ - حفظه الله - في هذا المجال .
6 - ثمّ أتبعت ذلك بذكري للمنهجية المختارة في هذا البحث .
وهاهي الحلقة الثانية أتممّ بها بناء ما رمت إيصاله لغيري , نُصحا وتذكيرا , ولا أدّعي أني وصفت الحق فيها محرّرا مقرّرا . والله أسأل المعونة والسداد




الحجّة الرّابعة
التصالح على السنة وعلى يد الشيخ ربيع السنة




هي أترجة فيّاحة, تستكين بريحها كلّ نوّاحة, وتنفتح لطيب عبقها صدور الفهماء, وينجلي أمامها غبار الأهواء ! وثيقة برّ جفّ حبرها , وصفحة خير نقش سطرها
فهي من أجزل المناقب التي لبس شيخنا الهمام لباسها, فجعله الله سببا مباشرا في رفع الفتنة وبيان لبسها, فوقف وقفة الأوتاد, فدفع شرّا وقع بين أفاضل العباد, في بلاد العراق, فكان الـتآلف والوفاق .
وهذا نصّ ما جاء فيها(1) :



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد دعانا الشيخ ربيع إلى التصالح وإنهاء الخلاف فجلس الأخ الأستاذ بهمن مع أخيه الأستاذ عبد اللطيف وإخوانه الأساتذة خليل أحمد وعدنان بارام، في بيت الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ بمكة المكرمة.
وقد تم التصالح على ما يأتي:
1 ـ عرض المدعي الأخ الأستاذ عبد اللطيف أسباب تجريحه وتبديعه هو ومن معه من الأساتذة للأخ الأستاذ بهمن، فدافع المدعى عليه عن نفسه في بعضها، وبين تراجعه عن البقية وقال: (إنني كنت مخطئاً فيها وأتراجع).
2 ـ وأجاب الأخ بهمن على الأسئلة المنهجية، بما يوافق معتقد أهل السنة والجماعة، وهو معتقد الأستاذ عبد اللطيف وإخوانه الأساتذة الدعاة، فوافقهم في البراءة من الحزبيين والمنحرفين، والجواب موجود في ورقة أخرى.
3 ـ وبناء على النقطة الأولى والثانية سحب أبو عبد اللطيف تبديعه...
4 ـ وبناء على هذا تَمَّ التصالح، وعليه فالأخ بهمن لا يرضى بمن يطعن في الأخ الأستاذ أبي عبد الحق وسائر الإخوة، وكذلك الأخ أبو عبد الحق لا يرضى بمن يطعن في الأخ بهمن، لأنهم الآن إخوة أحباب ينصر بعضهم بعضاً على الحق.
وتصالحا بناءً على هذا. والحمد لله رب العالمين.
أبو عبد الحق: عبداللطيف أحمد أبو عبد الرحمن: بهمن علي
الشهود: 1 - عبد الله الزوبعي 2 - أحمد الزهراني. )


التعليق : إنّ الناظر بعين السلامة ليدرك عظيم قدر هذا المنشور , و يعلم حقا و يقينا أنّه من النادر في هذه الأزمنة المتأخرة أن يوفق عبد ليكون سببا لهذا الخير العظيم !
وهذا من قبيل المسلم به عند العقلاء !!
إذ أن أعمال المؤمن التقيّ تتناسب مع منزلته ودرجته , وهذا الشأن هو شأن شيخنا - نحسبه كذلك والله حسيبه -
يقول الله تعالى : { قل كل يعمل على شاكلته }
يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله -( بدائع التفسير 2/ 151 - 152 ) :
( فالمريد الصادق المحب لله : يعمل ما هو لائق به و المناسب له , فهو يعمل على شاكلة إرادته و ما هو الأليق به, والأنسب لها
والنفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها وأفضلها وأحمدها عاقبة, والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار)
فبهذه اللفتة الوجيزة يستطيع القارئ الكريم معرفة الحقائق من أصلها, ويربط بين الأخبار وينبوعها !
ورجوعا إلى البداية نذكر أنّ مّما جاء في الوثيقة : ( فقد دعانا الشيخ ربيع إلى التصالح وإنهاء الخلاف )
ومّما يلحظه القارئ من هذا البيان :
أوّلا : قولهم : ( فقد دعانا الشيخ ربيع إلى التصالح وإنهاء الخلاف )
فنستفيد من هذا أنّ هذا الصلح المبارك كان بطلب من الشيخ - وفقه الله- فهو أصل الخير و أساسه
وهذا - بطبيعة شأن شيخنا - لا يستغرب بحال من الأحوال , إذ الشيء من معدنه لا يستغرب ! وقد مرّ بنا سرّ ذلك !
ثانيا : قولهم : (في بيت الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ بمكة المكرمة)
وأزيد هنا تأكيدا لما ذكرته آنفا, أن بيت الشيخ - حفظه الله - كان دائما مفتاح نعمة ومنّة, على أهل السنة, وقنطرة إيمانية لأصحاب الدعوة السلفية , فكم أنعم الله على أهل السنة بعظيم الخيرات من بين جدران هذا البيت المبارك, فنسأل الله أن يرزق أهله جميعا خيريّ الدنيا والآخرة




الحجّة الخامسة
نصيحة الشيخ ربيع للسلفيين في فرنسا







قال الشيخ - حفظه الله- في نصيحته العظيمة التي قدّمها لإخوانه في فرنسا, كلّها ودّ ومحبّة, وسائرها رأفة ورحمة, والتي كتبها يوم : 28/2/1425هـ
و إنّها - والله - لتصلح كدرس مفيد لكلّ من عقل, وسأنقل ملخّصها وبتصرّف منّي, حتى لا أميل عن رسم المقال, وليراجعها - لزاما - من أراد لنفسه الخير في موقع الشيخ - حفظه الله - على النتّ, قال - حفظه الله - :



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما بعد- فإلى الأخ الكريم / محمد عبد الهادي إمام مسجد السنة بمرسيليا -فرنسا وفقه الله وسدد خطاه وزاده هدى وبصيرة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعلى إخوانكم جميعاً في فرنسا وأشكر لكم مشاعركم النبيلة الواعية حول ما حصل من خلاف بين الشباب السلفي بسبب الخلاف بين فلان وفلان الأمر الذي يدل على عدم الوعي بمنهج السلف .
فليس دين الله ومنهج السلف بهذه المنـزلة التي يتصورها كثير من الشباب أن يحصل التمزق والاختلاف والعداوة والبغضاء لأتفه الأسباب، ومنها أن فلاناً تكلم في فلان فيتعصب طرف لفلان وطرف آخر لفلان ثم تقوم المعارك بين الطرفين ، هذا العمل يبرأ منه الله ورسوله إذ هذا من عمل الشيطان
كما أنه من طرق أهل الأهواء البعيدين عن تعقل السلف وحكمتهم وبصيرتهم وبعد نظرهم وثباتهم وتماسكهم تجاه الأحداث واحترامهم للأخوة والمودة
وسأضرب لكم بعض الأمثلة من مواقف السلف التي تدل على حكمتهم
1- فهذه الفتنة بين الصحابة في الجمل وصفين كيف كان موقف أهل الأهواء والفتن منها ؟ وكيف كان موقف أهل السنة منها ؟ .
أما أهل الأهواء تجاه هذه الفتن فقد تكشفت نواياهم وانكشفت أغراضهم , فمنهم من يتحزب لطرف ويطعن في طرف آخر كالشيعة يتعصبون لعلي ويطعنون في أهل الجمل, وكالنواصب يؤيدون معاوية وعمراً ويطعنون في علي
وآخرون كالخوارج والمعتزلة , يطعنون في علي ومعاوية .
أما أهل السنة والجماعة -رحمهم الله- وعلى رأسهم باقي الصحابة والتابعين وأئمة الهدى , كانوا كلهم على منهج واحد تجاه أهل الأهواء وتجاه من يطعن في الصحابة , فيتولون الجميع ويعتذرون للجميع ويعتبرونهم مجتهدين
2- وقد جرى خلاف قوي بين الإمامين البخاري ومحمد بن يحيى الذهلي -رحمهما الله- كاد يصدع أهل الحديث والسنة ولكنهم بوعيهم للإسلام لمخاطر الفرقة والخلاف استطاعوا وأد هذه الفتنة ودفنها إلى يومنا هذا .
3- وفي عصرنا هذا كانت تحصل خلافات بين الشيخ الألباني وعدد من أهل السنة والحديث كالشيخ حمود التويجري والشيخ إسماعيل الأنصاري والشيخ نسيب الرفاعي بل قد يقع بينه وبين الشيخ ابن باز -رحم الله الجميع- ولكن الناس ولا سيما السلفيون لم يروا أي أثر لهذا الخلاف .
فما الذي دهى الشباب السلفي في هذه الأيام التي يتكالب فيها الأعداء على الدعوة السلفية وأئمتها .
فاليهود والنصارى من جهة والروافض والصوفية والعلمانيون والأخوان المسلمون قد شكلوا جبهة أو جبهات لحرب الدعوة السلفية وإلصاق التهم الفاجرة بها
أليس في هذه الخلافات بين الشباب السلفي ما يقوي أعداء الدعوة السلفية
أليست هذه الخلافات مما يشوه الدعوة السلفية ويذهب رونقها وجمالها ويوقف مدها
بل يا أخي ويا أبنائي الذين أكرمهم الله فهداهم لهذا المنهج العظيم الذي جهل بعض الشباب قدره وجهلوا نعمة الله عليهم وإكرامهم وهدايتهم لهذا المنهج العظيم .
لقد أدركت أنا وأدرك غيري أن هناك تيارين قد ضربا الدعوة السلفية في صميمها تيار الشدة والإفراط وتيار اللين الزائد عن المشروع
وإن الله قد حرم كلاً من الإفراط والتفريط لما ينطويان عليه من الأضرار والشرور وشرع لهذه الأمة التوسط والاعتدال
ولما رأيت خطر هذين التيارين وجهت عدداً من النصائح إلى الشباب السلفي في كل مكان فأرجو أن تلقى ترحيباً وقبولاً لدى إخواننا وأبنائنا وأحبائنا السلفيين.
لقد ضمنت وبشدة تلك النصائح حث الشباب السلفي إلى نبذ كل أنواع الفرقة والخلاف وإلى التآخي في الله والتحاب فيه وإلى رفق بعضهم ببعض
وإني لأؤكد الآن تلكم النصائح وأحثهم على المبادرة الجادة الصادقة في نبذ الخلاف وأسبابه واستبداله بالوفاق والتآخي ...الخ
وآمل أنا وكل السلفيين أن نسمع كل ما نصبو إليه من إنهاء هذا الخلاف المقيت ، ودفنه وإعلان المحبة والتآخي والإقبال على العلم والتعاون على البر والتقوى والجد في نشر هذه الدعوة وإبراز جمالها
أخي محمد عبد الهادي أرجو المبادرة الجادة إلى إطفاء هذه الفتنة وذلك بأن تدعو العقلاء في باريس وليون وغيرهما ولا سيما أبو زيان إلى عقد اجتماع بينكم لتعرض عليهم خطابي هذا الذي أرجو أن يكون معيناً لكم على إنهاء الفتنة وإحلال التآخي وتبادل المحبة والتعاون على البر والتقوى محل الفرقة في كل مجال
أخي الذي يظهر لي أن الاختلافات بينهم ليست في عقائد ولا في أصول الدعوة وإنما هو قيل وقال
أسأل الله أن يحقق ما نصبو إليه جميعاً من جمع كلمة السلفيين وتآلف قلوبهم وأرواحهم على الحق والهدى .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه : محبكم في الله
ربيع بن هادي عمير المدخلي
في 28/2/1425هـ





فوائد الكلمة :
الفائدة الأولى : إنّ الصلح بين الناس لمن أصعب القرب ومن أنبل الرتب , لمن يدرك حقيقة ذلك !
وذلك أن الكثير من الناس, جبلوا على الكبر, وردّ الحق, فمن أجل ذلك كان لزاما على المصلح أن يراعي الأسلوب الموفق, وأن يختار من الكلام أجوده, ومن التعبير أحسنه, حتى يقبل منه .
ويظهر جوهر ذلك من صنيع الشيخ وأسلوبه - حفظه الله - حيث تجده يخاطب من هو في عداد طلبته وأبنائه - علما وسنّا - بكل تواضع وصدق
فيقول - حفظه الله - : ( أخي محمد عبد الهادي أرجو المبادرة ) وكرر ذلك بقوله :( أخي الذي يظهر لي ) ولم يقل تلميذي !! بل خاطبه بمصطلح الأخوة التي يسعى - وفقه الله - لتحصيلها من خطابه هذا
وكم رأينا من يكثر من قوله فلان تلميذي وقد قال تلميذي وقد رد تلميذي !!
الفائدة الثانية : قال - حفظه الله - : ( كتبه : محبكم في الله ربيع بن هادي عمير المدخلي )
انظر أخي القارئ إلى بهاء الحكمة, وجمال العقل وجودته, فالشيخ - حفظه الله - يحرّك المشاعر, ويلهب العواطف, حتى تكون مقدّمة وفاتحة خير لهذا الصلح العظيم , فجزاه الله خيرا و بارك في علمه وعمله
الفائدة الثالثة : قال - حفظه الله - : ( أسأل الله أن يحقق ما نصبو إليه جميعاً من جمع كلمة السلفيين)
فهذا عين حسن الظنّ الذي يجب أن يكون عليه المؤمن , فالشيخ - حفظه الله - يريد أن يقول و يذكّر أن هذا المقصد الحسن في الصلح هو غايتنا جميعا, وهذا عين الحكمة التي يلزم المصلح أن يتحلّى بها !
الفائدة الرابعة : قال - حفظه الله - : ( وآمل أنا وكل السلفيين أن نسمع كل ما نصبو إليه من إنهاء هذا الخلاف المقيت )
إن الشيخ - حفظه الله - يريد أن يبيّن في هذه الجملة أن التآلف بين أهل السنة ُيفرح كل سلفي وليس الشيخ فقط, وأن الصلح بين أهل السنة هو هدف منشود لكل السلفيين
الفائدة الخامسة : وهي أن المصلح لابدّ عليه أن يستعين بالعقلاء في إصلاحه و يكون خطابه وجهده منصبّا عليهم ولهذا قال الشيخ - حفظه الله - : ( أخي محمد عبد الهادي أرجو المبادرة الجادة إلى إطفاء هذه الفتنة وذلك بأن تدعو العقلاء في باريس وليون وغيرهما ولا سيما أبو زيان )
وقال أيضا في نصيحته لأهل اليمن : ( وثانياً من عنده عقل ورأي فليدلي برأيه بإطفاء هذه الفتنة بالسكوت بارك الله فيك )
الفائدة السادسة : وهي متعلقة بهذه الفقرة الأخيرة, والتي تظهر عظيم معرفة الشيخ بأوطان أهل السنة التي تحويهم و بأسمائهم , وذلك يدلّ دلالة صادقة على أن الشيخ من أشدّ الناس اهتماما لشؤون أهل السنة
الفائدة السابعة : أنّ الشيخ -حفظه الله- متجمّل كعادته بخلق التواضع, فلا تجده يزعم لنفسه شيئا قد شاركه فيه غيره, فهاهو يقول : (لقد أدركت أنا وأدرك غيري أن هناك تيارين قد ضربا الدعوة السلفية في صميمها تيار الشدة والإفراط وتيار اللين الزائد عن المشروع )
ولم يقل - حفظه الله - قد أدركت هذا وحدي, وعرفت خطورة ذلك بمفردي , كما هو الشأن في عالَم التعالم اليوم و الله المستعان
الفائدة الثامنة : أنّ من أعظم ما علم من منهج الشيخ - حفظه الله - أنه من أرفق الناس وأرحمهم بأهل السنة , ويظهر ذلك جليا عند بزوغ قرن مبتدع من المبتدعة
فتجد الشيخ يصبر و يبين و ينصح ذاك الرأس أولا ثم ينصح أتباعه وعموم أهل السنة ثم يصبر على من لم تظهر له الحجج
وهذا خلاف ما يشيعه عليه أهل الكذب من أسطورة : ( المحنة ) التي ألصقها المراهقون بالشيخ وبصورة مكذوبة مكشوفة !!
فها هو الشيخ - حفظه الله - يقول في بيانه هذا : ( فليس دين الله ومنهج السلف بهذه المنـزلة التي يتصورها كثير من الشباب أن يحصل التمزق والاختلاف والعداوة والبغضاء لأتفه الأسباب، ومنها أن فلاناً تكلم في فلان فيتعصب طرف لفلان وطرف آخر لفلان ثم تقوم المعارك بين الطرفين ، هذا العمل يبرأ منه الله ورسوله إذ هذا من عمل الشيطان )
و العجب من صنائع ( حفّاظ اليوم ) المتضاربة !
فتجدهم يزعمون أن الشيخ قد رهّبهم وهدّدهم بقوله إذا لم تتكلم في فلان فسوف أسقطك ! ثم نجد ردّا قويّا ومتينا من نفس هذا الحافظ يبيّن فيه كذب نفسه و بهتان لسانه .
فيقول في بيانه بتاريخ : 14/ رمضان/1423هـ
( ومما يجب ذكره -أخيراً-: أننا أخبرنا الشيخ ربيعاً -حفظه الله- أن قوله في تبديع أبي الحسن لا يلزمنا، وبخاصة أن كثيرا من العلماء والمشايخ وطلاب العلم الذين التقينا بهم على ذلك كالشيخ عبد المحسن العباد والشيخ إبراهيم الرحيلي والشيخ حسين آل الشيخ ... إلخ، فأقر بذلك، وإنما كان الحرص -من الجميع- على ضبط الحق في المسائل -من حيث هي- )
فأي برهان أشد وضوحا من هذا ؟! وأي بيان أقوى من هذا في تكذيب فرية المحنة ؟! فها هو الشيخ بشهادة حافظ الوقت يقرّ أن تبديع المأربي لا يلزمهم !!
ولا داعي للدخول في قضية الامتحان, وتعريفه وحكمه, ولا مناسبة للتطويل في مثل هذه القضايا, وإنما الغاية تكمن في بيان تناقض القوم, وإبراز مكانة الشيخ المرموقة ومنزلته العليّة في ميدان الصلح والإصلاح








الحجّة السادسة
نصيحة الشيخ ربيع لإخوانه أهل السنة السلفيين في اليمن وغيرها





وهي كلمة ألقاها الشيخ - حفظه الله - على مسامع أهل السنة في بلاد اليمن وكانت بتاريخ : الأربعاء : 17 ربيع ثاني 1429 (2)

أنقل الآن ملخّصها و بتصرّف لا يخلّ بمضمونها العامّ , رعاية مني لحجم المقال .



بـــسم الله الرحمن الرحيــــــم



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن اتبع هداه.
أما بعد:
أيها الأحبّة، طلاّب العلم، طلاب الشيخ مقبل في اليمن وفي كل مكان، اشكروا الله تبارك وتعالى على ما أنعم به عليكم، من معرفة مذهب السلف الصالح المستمد من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، احمدوا الله على هذا، وعلى دعوتكم العظيمة التي أضاءت اليمن، وبددت ظلمات الجهل والشرك والخرافات والرفض، فأنتم والله في نعمة عظيمة يحسدكم الأعداء أشد الحسد ، ويحبون مثل هذا الخلاف ومثل هذه الفتنة، فمن كان يَحترم هذه الدعوة، فليحاول أن يحافظ على هذه الدعوة، وذلك باجتماع الكلمة ,دعوتكم قوية، لكن بهذا الخلاف ستضعف .
الحرب أول ما تكون ما شاء الله يزخرفها الشيطان وشياطين الإنس الجهلاء فيقعون فيها، فإذا اشتعلت تبين لهم بعدئذ العواقب الوخيمة
أرجو أن تكونوا هنا وفي اليمن جميعاً عقلاء، أرجو أن تكونوا بهذا المستوى العالي، ما تتسارعون إلى الفتنة وتصبون عليها البنزين كما يُقال-، النار تحتاج إلى ماء يطفئها، ، والكلام والله بنزين ووقود هذه الفتنة.
فأنا أنصحكم، بحفظ ألسنتكم عن الخوض في هذه الفتنة، وأن تتآخوا فيما بينكم، ومن حصل بينهم شيء من التنافر فعليهم أن يؤوبوا إلى الحق، الشيخ يحيى يعني يحيى الحجوري- من أفاضل الناس وعلى ثغر عظيم، والشيخ عبدالرحمن يعني بن مرعي العدني- من أفاضل الناس وعلى ثغر عظيم، والدعوة السلفية تحتاج إلى أكثر من هذا العدد، تحتاج إلى مراكز ودعوات ودعاة، اليمن فيه أكثر من عشرين مليون فيحتاجون والله إلى مئات وإلى ألوف من الدعاة بارك الله فيكم-.
الآن اثنان يتناحران ! لا ينبغي ! والسبب في هذا هو تدخل أهل الفتن
ادركوا هذا بارك الله فيكم، وقد اتصل علي الشيخ مقبل مرةً قال بلغني أنك تقول في حلقاتنا حزبيون ! فقلت أنا ما أذكر أني قلت هذا، لكن أقول لك نعم ! أؤكد لك هذا، فإن أهل الفتن يجعلون بطانة لكل شخصية مهمة، فجعلوا للشيخ الألباني بطانة، وللشيخ ابن باز بطانة وللرجال الأمراء بطانة وكل عالم جعلوا له بطانة ليتوصلوا إلى أهدافهم من خلال هذه البطانات، فلا نأمن الدَّس، يا إخوة أن يكون هناك اثنان، ثلاثة من أهل الفتن مدسوسين
أهل دمّاج شرفاء فضلاء وهم أهل سنة، وإخوانكم في الجنوب شرفاء وأهل سنة، لكن لا نأمن أن يكون هناك من هو مدسوس , ولا يستبعد هذا إلا من لا يعرف تأريخ الإسلام، فاندس المنافقون في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- العدد قليل ! في غزوة أُحُد انفصل عبد الله بن أُبَي بثلاثمائة من ألف ... دماج بما فيها خمسة آلاف ستة آلاف تسلم كلها ما فيه دس، ، والله يؤججون نار الفتنة، وفي الجنوب أيضاً ناس مدسوسين، خليهم اثنين ثلاثة، ما نحكم على إخواننا كلهم بارك الله فيكم، قد يكون فيهم مدسوسين من الإخوان، من جماعة أبي الحسن، من غيرهم، من جماعة الحكمة،، فتنبهوا لهذه الأشياء،
يا إخوتاه ! الذي يحب هذه الدعوة ، فعليه أن يلزم الصمت، وأن ينصح من يتكلم، ولا يجاري هذه الفتنة.
إخوانكم والشيخ يحيى من أفاضل العلماء، ولهم ميزات والله لا توجد الآن في الدنيا، يدرسون لا للشهادات، ويدرسون لا لأجل الأموال، يعني الآن في الإمارات في المملكة الأستاذ يمكن تعبان يتقاضى عشرين ألف ثلاثين ألف، ودُولْ هؤلاء- لا يتقاضون أي شي،فاحترموا هذه النعمة واحرصوا على أن تبقى قوية بارك الله فيكم.
ونحن سنطلب من مشايخ اليمن أن يجتهدوا ويجدوا في إطفاء هذه الفتنة.
وأوجه رجائي للأطراف جميعاً، للشيخ يحيى وللشيخ عبد الرحمن ومن معهم ممن حصل بينهم خلاف.
أوجه لهم رجائي مع رجائكم أن يسكتوا عن الكلام في بعضهم البعض، وأن يحذفوا مقالاتهم من المواقع الفضائية الأنترنت، أن يحذفوا كل المقالات، وأن يكفوا ألسنتهم، وأن يحرقوا النشرات التي تبودلت، وأن تعود الأمور إلى مجاريها
وعلى الأقل الخطوة الأولى الآن السكوت، من الأطراف كلها ,أرجوا أن يتحقق هذا الأمل وهذا المطلب، بارك الله فيكم.
والحمد لله هناك علماء ساعين في إطفاء هذه الفتنة، وما ينبغي للصغار أن يتصارعوا هذا ينحاز لهذا وهذا... هذه طريقة أهل البدع يا إخوة !!
أنا أوصيكم بتقوى الله عزّ وجلّ، والإخلاص لله عزّ وجلّ، والجد في إطفاء هذه الفتنة أولاً بعدم الخوض فيها
وثانياً من عنده عقل ورأي فليدلي برأيه بإطفاء هذه الفتنة بالسكوت بارك الله فيك، وتحقيق هذه المطالب التي نطلبها من إخواننا في اليمن.
أولاً بالسكوت: ما أحد يتكلم في أخيه لأنهم ليسوا أهل بدع، والله لو كان أحد الطرفين مبتدعاً لرفعنا صوتنا عليه , فيهم أغراض شخصية والله أشعلها كما قلتُ هؤلاء ، كلهم سلفيون وكلهم إن شاء الله مجاهدون، بارك الله فيكم , والشيطان ما يفرح بشيء مثل الخلاف
فأرجوكم يا إخوة، إذا كان بينكم خلافات فتصافحوا الآن، من الآن، وأن تعاهدوا الله أنكم ما تسهمون في هذه الفتنة إلا بما يقضي عليها ويطفئها، هذا واجبهم يا إخوة.
هل تظنون أن هناك بدع موجودة يتصارعون عليها ؟! أبداً، يعني قد يكتب بعض الناس أشياء رأينا أنها غلط بارك الله فيكم, فلا ننجرف وراء - بارك الله فيك- قيل وقال وما شاكل ذلك , نرجو من المشايخ الكبار أن يسعوا في إطفاء هذه الفتنة.
- نرجو من أطراف الخلاف أن يسكتوا، وأن ينهوا هذا الكلام المتبادل في المواقع الذي يشمت فيكم الأعداء وبدعوتكم , ويفرحهم -والله ما يفرحون بشيء مثل هذا الصراع الداخلي هم لا يستطيعون أن يشقوا الصفوف، لا يستطيعون إلا بالدس فقط
فأنا يا إخوة، أعيد وأكرر رجائي للجميع بالجد في إطفاء هذه الفتنة، والتآخي والتلاحم فيما بينكم، هنا وفي اليمن، ومن سبق إلى أخيه منه إساءة، فليتحلل من أخيه، ولا يمنعه الحياء ولا غيره من أن يتحلل، فإنه والله لمن الشرف العظيم ومن التواضع ومن الأدلة والبرهنة على أن هذا الذي وقع في الخطأ أنه محب للحق، وأنه سلفي حقاً وحقيقةً.
أسأل الله أن ينهي هذه الفتنة، وتضرعوا إلى الله بالدعاء أن ينهي هذه الفتنة، وساهموا يا إخوة في إطفائها بما ذكرت لكم، سدد الله خطاكم وبارك فيكم، وألَّف بين قلوب الجميع، إن ربنا لسميع الدعاء، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
قال أحد الحضور: هل يوجد من عنده إشكال؟
قال الشيخ ربيع : ولا إشكال ولا أسئلة ولا أجوبة.
الآن خلوا هدفكم وشغلكم وغايتكم هو إطفاء هذه الفتنة وبس، الكلام يؤجج ، ولا تتعصبوا لا لهذا الطرف ولا لهذا الطرف، كلهم إخوانكم، كلهم على عقيدة واحدة ، ولهم آثار كبيرة ولله الحمد في نصرة هذه الدعوة
أنا قلت للشيخ مقبل في مناسبة غير هذه، كان جاء تهديد من دول الخليج أننا سنسعى للتفرقة بين الشيخ ربيع والشيخ مقبل، بلغني هذا الكلام فاتصلت على الشيخ مقبل، فقلت بلغني أنه هناك من يريد أن يفرق بيننا وبينكم، قال لي : لو تناطحت الجبال لا يضرنا هذا، ولا يكون شيء من هذا. فأنا أريد لكم مثل هذا، مثل هذا الجبل الذي يقول مثل هذا الكلام ....
إذا أردتم الصواب والطريق الصحيح لحل هذه المشكلة، هذا في رأيي هو الطريق السديد لإنهاء هذه الخلافات وإطفاء هذه الفتنة، والمشايخ إن شاء الله يبذلون جهودهم لإطفائها إن شاء الله ,سبحانك اللهم بحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت... )



من فوائد هذه الكلمة :
الفائدة الأولى : أنّه على المصلح أن يخاطب من كانت بينهم خصومة بألفاظ توحي إلى المحبّة والأخوّة , وتنسي السامع في الفرقة والشحناء , وهذا مما لم يغفل عنه الشيخ - حفظه الله - حيث صدّر كلمته بقوله : (أيها الأحبّة) وقوله (فأنا يا إخوة ) وقوله (فأرجوكم يا إخوة)
الفائدة الثانية : أنّ من أعظم ما تحسم به الفتن بداية , الصمت والسكوت, فهو كعلاج أوّلي , و العمل به يسبق كلّ الخطوات في الصلح وهاهو الشيخ - حفظه الله - يقرّر هذا ( النار تحتاج إلى ماء يطفئها، والكلام والله بنزين ووقود هذه الفتنة )
وقال أيضا : (أوجه لهم رجائي مع رجائكم أن يسكتوا عن الكلام في بعضهم البعض)
وقال أيضا : (يا إخوتاه ! الذي يحب هذه الدعوة ، فعليه أن يلزم الصمت) وقال أيضا : (الأقل الخطوة الأولى الآن السكوت، من الأطراف كلها ,أرجوا أن يتحقق هذا الأمل وهذا المطلب، بارك الله فيكم.)
الفائدة الثالثة : أنّ من أركان الصلح بين الخصوم أن تمحى كلّ الجهود التي بذلت في سبيل الفتنة و التفرقة و التي من أعظمها الكتابة في النتّ حتى تكون القلوب صافية
يقول الشيخ - حفظه الله - : (أوجه لهم رجائي مع رجائكم أن يسكتوا عن الكلام في بعضهم البعض، وأن يحذفوا مقالاتهم من المواقع الفضائية الأنترنت، أن يحذفوا كل المقالات، وأن يكفوا ألسنتهم، وأن يحرقوا النشرات التي تبودلت، وأن تعود الأمور إلى مجاريه ) ويقول أيضا : ( وأن ينهوا هذا الكلام المتبادل في المواقع الذي يشمت فيكم الأعداء وبدعوتكم )
الفائدة الرّابعة : تذكير الخصوم بنعمة الأخوّة ونعمة السنّة, وأنّ الواجب هو شكر الله تعالى يقول الشيخ - حفظه الله - : (اشكروا الله تبارك وتعالى على ما أنعم به عليكم، من معرفة مذهب السلف الصالح المستمد من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، احمدوا الله على هذا، وعلى دعوتكم العظيمة التي أضاءت اليمن، وبددت ظلمات الجهل والشرك والخرافات والرفض، فأنتم والله في نعمة عظيمة يحسدكم الأعداء أشد الحسد)

الفائدة الخامسة : أنّ من الحكمة المفيدة في باب الصلح, أن يسمع المصلح الخصوم شيئا من الثناء عليهم وذكر فضلهم, حتّى يليّن قلوبهم, وحتى يستحضر الخصم, أن مكانته وفضله لا يسمح له بالدخول في مثل هذه الفتن , يقول الشيخ - حفظه الله - : ( الشيخ يحيى يعني يحيى الحجوري- من أفاضل الناس وعلى ثغر عظيم، والشيخ عبدالرحمن -يعني بن مرعي العدني- من أفاضل الناس وعلى ثغر عظيم) ويقول أيضا : ( أهل دمّاج شرفاء فضلاء وهم أهل سنة، وإخوانكم في الجنوب شرفاء وأهل سنة )
الفائدة السادسة : أنّ المصلح لابدّ عليه أن يظهر بثوب الرحمة و الشفقة , و أن يتلفّظ بكلمات المودّة و الحرص , و التي حين يسمعها الخصوم , تجدهم يطمئنّون لصدق المصلح وإرادته للخير , يقول الشيخ - حفظه الله - : ( أرجوا أن تكونوا هنا وفي اليمن جميعاً عقلاء، أرجوا أن تكونوا بهذا المستوى العالي) ويقول أيضا : ( سدد الله خطاكم وبارك فيكم، وألَّف بين قلوب الجميع)ويقول أيضا : (فأنا يا إخوة، أعيد وأكرر رجائي للجميع بالجد في إطفاء هذه الفتنة) ويقول أيضا : (فأرجوكم يا إخوة) ويقول أيضا : ( أوجه لهم رجائي مع رجائكم أن يسكتوا عن الكلام في بعضهم البعض )

الفائدة السابعة :وهي أنّ من أعظم ما يدفع به شرّ الفتن والخصومة بين الإخوة هو الدّعاء والتضرّع إلى الله تعالى , حيث يقول الشيخ - حفظه الله - : ( وتضرعوا إلى الله بالدعاء أن ينهي هذه الفتنة )

الفائدة الثامنة : أن من اللاّئق بالمصلح أن يذكّر الخصوم بفضيلة التحلل وطلب العفوّ , وأنّ ذلك من الأدلة على الصدق , يقول الشيخ - حفظه الله - : (ومن سبق إلى أخيه منه إساءة، فليتحلل من أخيه، ولا يمنعه الحياء ولا غيره من أن يتحلل، فإنه والله لمن الشرف العظيم ومن التواضع ومن الأدلة والبرهنة على أن هذا الذي وقع في الخطأ أنه محب للحق، وأنه سلفي حقاً وحقيقةً.)
فهذه فوائد عظيمة لم أُجز لنفسي أن أمرّ عليها من غير إشارة لجمالها , ورونقها
أسأل الله أن يثيب الشيخ وأن يغفر له







الحجة السّابعة
بيان مكة الموقّع بين الشيخ ربيع ومشايخ الشام والشيخ محمد بازمول





فهذه حجّة دامغة , و نعمة من الله علينا سابغة , تذهب غبار الظلم عن عرض شيخنا المجاهد , وتزيل ظلام اللّبس , الذي حاكه أصحاب الأمس, والذين وفّروا كلّ نفيس من أجل النّيل من منزلة هذا الإمام الهمام
ولكن أين المفرّ من أسطر التّاريخ ! ذاك الميزان العدل , الذي لا يكون عادلا إلاّ إذا تناوله أهل الصدق وأقاموه على وجهه الحقّ
إنّ هذه وثيقة عقدت فصولها في بيت الإمام ربيع السنة - حفظه الله - وهذا يكفي لوحده بيانا شافيا هاديا على علوّ مكانة الشيخ - حفظه الله - وطيبة نفسه - نحسبه كذلك والله حسيبه -
فلعظيم مكانتها, ولبهاء حجّتها أنقلها بحذافيرها :




بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه .أما بعد :
فهذا مجلسٌ علميٌّ مباركٌ تم في ليلة الأحد 12 / 9 / 1423 هـ وذلك في منزل فضيلة أستاذنا الشيخ أبي محمد ربيع بن هادي المدخلي - زاده الله من فضله - وبحضوره - حفظه الله - وكان الحاضرون كلاً من :
الشيخ سليم الهلالي والشيخ محمد موسى نصر والشيخ علي الحلبي والشيخ محمد عمر بازمول - وفقهم الله جميعاً لكل خير - ، وتم التداولُ العلميُّ المنهجيُّ في أمورٍ عدة ، من أهمها اليقينُ الجازم أن هذه الخلافات - الواقعة بين السلفيين - ولا يزال منها بقايا - هي خلافاتٌ من نزغ الشيطان ، وقد أدرك الجميع-بحمد الله- آثار هذه الخلافات السيئة وتبعاتها الخطيرة .
وإننا لنحمد الله - تعالى - على ما وفق وسهل من إنهاء هذه الفتن - بآثارها ، وخلافاتها، وأضرارها - في هذا المجلس المبارك - بحمده - سبحانه - .
وقد تم الاتفاقُ على أمورٍ ؛ أهمها وأولها توكيد ولزوم إنهاء هذه الفتنة ، وإغلاق أبوابها وأسبابها .
ومن تلكم الأمور العلمية المنهجية التي اتفق عليها الحاضرون - جميعاً - :
أولاً: أن خبر الآحاد الذي لم يختلف في صحته علماء أهل السنة خبرٌ يفيد العلم والعمل ، ويحتج به في العقيدة والأحكام - بدون تفريق - . وأن قول من ذكره بالظن ونحوه إنما هو قولٌ مخالفٌ للحق الراجح من أقوال أهل الحديث - قاطبةً - ، وأن القائل بذلك قائلٌ بقول الأشعرية ، متأثرٌ بهم .
ثانياً: ما تكرر ذكره من مسألة ( المجمل والمفصل ) وما يتعلق بها ؛ الحق فيه ما يأتي :
مسألة ( المجمل والمفصل ) مسألة - بهذا الاصطلاح - لا تبحث إلا في كلام الله - تعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم - . بحث هذه المسألة في كلام العلماء يسمى ( إطلاقات العلماء ) - كما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - . الإطلاق المغلوط الذي يوضحه ويبينه كلامٌ آخر - للقائل نفسه - يعامل كالآتي :
أ - تخطئة هذا الإطلاق - بحسبه - بدعةً أو غلطاً .
ب - قبول ذلك البيان .
ج - عدم الحكم على هذا المُطْلِق الغالِط حكماً عينياً بأنه ( مبتدع ) إلا إذا كان مبتدعاً أصلاً أو صاحب هوى
د - وأما طالب العلم السلفي المعروف بسلفيته ومنهجه إذا واقع شيئاً من ذلك؛ فإننا نخطئه في إطلاقه، ونجعل صوابه المبين هو الغالب، مع نصيحته وتذكيره وبيان الحق له ؛ إلا إذا ظهرت معاندته وانكشف إصراره .
ه- لا يجوز اتخاذ هذه المسألة ( إطلاقات العلماء ) ذريعةً لتمشية كلام المبتدعة المشهورين كأمثال سيد قطب - وغيره - .
ثالثاً: الكلام في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسوء ضلالٌ عريضٌ، ولا يجوز لمسلمٍ - كائناً من كان - قبوله ، أو التسهيل منه . ومن صدرت منه كلمة فيها ما يشعر بشيءٍ من انتقاصهم - رضي الله عنهم - فيجب عليه وجوباً حتمياً الرجوع عنها، واستغفار الله منها وعدم اختلاق المعاذير فيها، فأمر الصحابة - رضي الله عنهم - جدٌّ، وهم - رضي الله عنهم - أمناء الشريعة وحراس الملة، وهو بابٌ يجب إغلاقه امتثالاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا ذكر أصحابي فأمسكوا " .
رابعاً: الجماعات الحزبية المتناثرة في الساحة كــ ( جماعة الإخوان المسلمين ) و( جماعة التبليغ ) و( حزب التحرير ) و( جماعة الجهاد ) والتكفيريين والسروريين والقطبيين - ومن على شاكلتهم - هم جماعات خارجة على السنة، ومخالفة لمنهج السلف؛ لما هو معلوم عنها من انحرافات، وضلالات، ولا يجوز الدفاع عنها بأيّ من الصور من - تأصيلٍ أو غيره - وأما دعوى بعض الناس أن منهج أهل السنة ( واسع ) فهي كلمة باطلة لما يبنى عليها من إدخال أهل البدع في السنة ، والتهوين من ضلالاتهم وانحرافاتهم .
خامساً: منهج أهل السنة منهج منضبط سائر أهله فيه على طريقة راسخة ثابتة من منهج ا لاستدلال وقاعدة التصور العلمي ، وأصول الولاء والبراء . أما المبتدعة والحزبيون - على سائر أصنافهم - فليسوا منه وليس منهم؛ مع حرصنا ورغبتنا أن يرجعوا إليه ، ويتركوا ما هم عليه ؛ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " وستفترق أمتي على ثلاثٍ وسبعين فرقة ؛ كلها في النار إلا واحدة " .
سادساً: التثبت عند أهل العلم منهج منضبط، له صوره ووجوهه، وأما رد الحق ودلائل الصواب بدعوى (التثبت ) فطريقةٌ حادثةٌ مخالفة لمنهج السنة وطريقة أهلها.
ودعوى عدم قبول الخبر إلا بالسماع المباشر من قائله: دعوى باطلة تردها مناهج العلماء وطرائقهم المفصلة . وطرق قبول الخبر متعددة معلومة ، وهي - جميعاً - مبنية على الحجة العلمية ، والبينة الشرعية .
سابعاً: قول بعض الناس : " نصحح ولا نجرح " باطلٌ بيقين ، فلا يزال أهل الحديث - من قبل ومن بعد - يجرّحون من يستحق التجريح ، بالقواعد العلمية والأصول الشرعية ، ومن ذلك - بثوبٍ آخر - ضلالاً - قول من قال : " نتعاون فيما اتفقنا عليه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه " .
هذا مجموع ما تباحث به المشايخ، وهم - ولله الحمد - متفقون على هذه القواعد العلمية من قبل ومن بعد ، وإنما هم يؤكدونها ، ويحققون القول فيها - أكثر وأكثر - حرصاً على وحدة الكلمة ، ورغبةً صارمة في قطع الطريق أمام المتربصين المتصيدين من الحزبيين وأشكالهم، ونصرةً للدعوة السلفية ، وانتصاراً لدعاتها وعلمائها .
وعليه؛ فإننا ننصح - في الختام - بنصيحتين:
الأولى: أن كل مخالفٍ لهذه القواعد يجب أن يرجع إلى هذا الحق الصريح ، وأن يؤوب إلى هذا النهج الصحيح ؛ - كائناً من كان - بوضوح ، وبيان ، وظهور حق ، دونما تلبيس أو تدليس .
الثانية: أن يرجع طلبة العلم السلفيون إلى سابق ما عهدناه منهم؛ من طلب العلم ونشر السنة ، والانشغال بالدعوة إلى الحق ، والتآخي والتناصر والتعاون على البر والتقوى ، دون الاشتغال بالقيل والقال مما يفرح الشيطان ، وينعش جنده وأتباعه ، ويشمت الأعداء .
هذا ما وفقنا الله - تعالى - إليه توكيداً وتثبيتاً ، ونصرةً للحق وأهله .
ونشهد الله - تعالى - على ذلك ؛ ظاهراً وباطناً ، وهو - سبحانه - خير الشاهدين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الشيخ ربيع بن هادي المدخلي
الشيخ محمد موسى نصر
الشيخ علي الحلبي
الشيخ سليم الهلالي
الشيخ محمد بن عمر بازمول ) نهاية الوثيقة







كشف الحقيقة وبيان فضل الشيخ ربيع من هذه الوثيقة




إنّ واجب البيان الموضح لكلّ لبس, ليوجب على الفاحص أن يأخذ هذه الوثيقة بكلّ حزم وجدّ, حتّى يستخرج من بين أحرفها براهين الحق التي تدمغ كلّ المفترين, وجميع الأفّاكين
فكان لزاما أن نقف وقفة حتى نفهم, ويفهم غيرنا حقائق الأمس التي أصبحت اليوم عين الباطل عند القوم !
وقبل الولوج في صلب البيان, أحببت أن أنبّه تنبيها مهمّا وهو أن ّ كاتب هذا البيان و صاحب صياغته هو : (عليّ الحلبي) ودليله ما جاء في البيان الثاني الذي صدر بعد هذا البيان بيومين وهو قولهم : (حيث صاغها الأخ (علي الحلبي) ثم قرئت وضبطت وأقر من حضر بما فيها، ووقع الجميع عليها.)
والحمد لله الذي يسّر وتفضّل ! إذ لو أنّ الشيخ - حفظه الله - كان هو صاحب الكتابة, لرأينا صنوفا من جنون ( الأعذار ) !!
ولربّما قيل : إنّ القوم وافقوا على البيان بترهيب السلاح, أو إن الشيخ كتبه ونسبه إليهم كذبا و زورا, أو غير هذا من قصص الأطفال التي ألفناها من عقول القوم ! فكن على ذكر أخي .
تنبيه : كل ما سأذكره لا يتنزّل أبدا على فضيلة الشيخ الوفيّ محمد عمر بازمول - حفظه الله - فكن على ذكر أخي القارئ
1 - ممّاجاء في الوثيقة : ( فهذا مجلسٌ علميٌّ مباركٌ تم في ليلة الأحد 12 / 9 / 1423 هـ وذلك في منزل فضيلة أستاذنا الشيخ أبي محمد ربيع بن هادي المدخلي - زاده الله من فضله - وبحضوره - حفظه الله - )
الفائدة الأولى : أنّ مجالس الشيخ - حفظه الله - كانت وإلى يومنا هذا - مجالس علم مباركة , كما شهد أصحاب الوثيقة, وليست مجالس غيبة ونميمة!والله المستعان
بل صرّح كلّ من: سليم الهلالي وعلي الحلبيّ في بيانهما بتاريخ : 14/ رمضان/1423هـ وقالوا : (أثناءَ زيارتنا له- على عادتنا في كلِّ عام حجٍّ أو عُمرة- والتي لم تنقطع منذ أكثر من عشرين عاماً. )
فبمثل هذه الحقائق يضيق حيّز الكذب على أهله , و تظهر أنجم مناقب الشيخ متلألئة في سماء أهل السنة !
وذلك أن أبواب (حلم) الشيخ مفتوحة غير موصدة , فكان القوم منذ أكثر من عشرين سنة - على حسب تاريخ البيان - في زيارة غير منقطعة لذلكم الجبل الشامخ !
وإن العاقل من البشر ليحجب نفسه عن مواطن السوء, وأماكن الشرّ , فلو أن القوم وجدوا غير الخير والحق في بيت الشيخ لما وجدتهم يترددون إلى بيته المبارك, وإنه - والله - لمبارك بشيخنا وبجهوده الدعوية
الفائدة الثانية : أن الشيخ كان في الأمس القريب أستاذا و شيخا لأعداء اليوم, وكان فضيلة كذلك! يوم كان التلميذ تلميذا, والإمام إماما! ولكن ما الحيلة؟!
وهنا نكتة لطيفة : ممّا جاء في البيان الثاني :( وكان آخِرُ اللقاءات العلمية هذه- في مكّةَ- والفضلُ لله- مع فضيلة الأستاذ الشيخ ربيع بن هادي -حفظه المولى- )
ومكمن النكتة في قولهم : (- والفضلُ لله-) وذلك أن الكاتب علم وهو يكتب أن زيارة الشيخ ربيع من أعظم الفضائل ومن أجزل النعم, فظهر ذلك في كتابته, وأعرب عن ذلك في بيانه, والله أعلم بخفيّ الصدور وقتئذ , فنحن ننقل ظاهر ما يكتبون, والله قادر على فضح المكابر
الفائدة الثالثة : أنّ منزل الشيخ - حفظه الله - كان منارة تشعّ منها أنوار الإصلاح منذ قديم الأزمنة, والحال نفسه في يومنا هذا, وقد ذكرت أدلّة أخرى على هذه الحقيقة
وإنّ هذه المنقبة لتعزّ عند أهل السنة في كل عصر وفي كلّ مصر, فنسأل الله أن يكرم شيخنا بالسعادة الأبديّة في جنّة الخلد

2 - جاء في الوثيقة : ( وإننا لنحمد الله - تعالى - على ما وفق وسهل من إنهاء هذه الفتن - بآثارها ، وخلافاتها، وأضرارها - في هذا المجلس المبارك - بحمده - سبحانه - )
فهذه شهادة مدويّة, تثبت لكلّ مجادل, أن الشيخ -حفظه الله- كان دائما من أحرص الناس على جمع الكلمة ودرء الخلاف المشين عن صفوف أهل السنة
3 - جاء في الوثيقة : ( وتم التداولُ العلميُّ المنهجيُّ في أمورٍ عدة )
فأين كان وقتئذ ما يدّعيه الأفّاكون اليوم من تهمة الامتحان والترهيب التي يحاول اليوم الواحد منهم إلصاقها بالشيخ - حفظه الله -
وهل يقال إنّ الشيخ قد مارس عليهم أسلوب الترهيب, فكتبوا هذه الوثيقة خوفا من بطش الشيخ الحبيب ؟!
أم أنّه يجوز في ديانة القوم أن يقال : أنّ التداول العلميّ المنهجيّ كان من جهتهم فحسب ؟! و على خلاف جهة الشيخ ؟!
والصدق الذي لابدّ أن يُذاع : أنّ طعنة ( الهوى ) قاتلة ! فلا يدرك جريحها شدائد جراحه , وأنه من مستبعد المآل أن يُطلق عن سراحه !
والحقّ الذي قد بان وجهه لكلّ ناظر, وألزم ببرهانه كلّ مناظر! أن مجالس الشيخ - حفظه الله - بهيّة المناظر, والعلم الشرعيّ هو الموجود الحاضر!

4 - جاء في الوثيقة : ( هذا مجموع ما تباحث به المشايخ، وهم - ولله الحمد - متفقون على هذه القواعد العلمية من قبل ومن بعد , وإنما هم يؤكدونها ، ويحققون القول فيها - أكثر وأكثر - حرصاً على وحدة الكلمة ، ورغبةً صارمة في قطع الطريق أمام المتربصين )
إنّ ملل القاريء من إطالة السرد, ليمنعني من إيراد الكثير من كذب القوم, وبهتانهم العجيب, ومن مزاعم قبيحة تصوّر الشيخ - حفظه الله - وكأنه ذاك الرجل المفرّق للجماعات منذ الأزمنة البعيدة وجاء اليوم وظهر للعيان خطره
والذي يذهب حرّ الصدر قولهم : ( متفقون على هذه القواعد العلمية من قبل ومن بعد ) نعم من قبل ومن بعد ! يا من بلغتم في الكذب إلى هذا الحدّ !
فها هو الشيخ - حفظه الله - يوضع في تصانيف المغرضين في صفّ الدعاة إلى التآلف بين أهل السنة من قبل ومن بعد, ولكن ما العمل وما الحيلة مع :
( الناسخ والمنسوخ ) في مسائل ( النفاق والمداهنة )
ومّما يزيد من صلابة هذه الحقيقة قولهم في البيان الثاني : (وكانت نظرة هؤلاء المشايخ الأفاضل -جميعاً- ولله الحمد- متوحِّدة أنَّ هذا التّفرُّق ليس له ثمرةٌ إلا المزيد مِن السوء والبلاء، وشماتة المخالفين والأعداء، وأنَّ الواجبَ الحتْمَ العملُ على إنهاء آثاره، والتعاضدُ على إطفاءِ ناره، وأنَّ الأصلَ احتواءُ أيِّ خِلاف علميٍّ بين السلفيِّين )
فهاهي أنامل الخصوم تثبت وبكلّ صدق !! أنّه - وفقه الله - منذ ذلك الوقت على قناعة ثابتة أن هذا التّفرُّق ليس له ثمرةٌ إلا المزيد مِن السوء والبلاء، وشماتة المخالفين والأعداء، وأنَّ الواجبَ الحتْمَ العملُ على إنهاء آثاره، والتعاضدُ على إطفاءِ ناره، وأنَّ الأصلَ احتواءُ أيِّ خِلاف علميٍّ بين السلفيِّين , فما الذي غيّر اليوم قبلة الأمس ؟!
5 - جاء في الوثيقة : ( أن يرجع طلبة العلم السلفيون إلى سابق ما عهدناه منهم؛ من طلب العلم ونشر السنة ، والانشغال بالدعوة إلى الحق، والتآخي والتناصر والتعاون على البر والتقوى، دون الاشتغال بالقيل والقال مما يفرح الشيطان ، وينعش جنده وأتباعه ، ويشمت الأعداء . )
فهذه تزكيّة جادت بها قرائح الخصوم ! تثبت مرة أخرى منهجية الشيخ حيال هذه الفتن, وأنّ خصال الشيخ -وفقه الله- لا تنفكّ عن خصال الأكابر من أئمة أهل السنة, من الحرص الشديد على درء الفتن عن الأمّة الإسلامية , وحثّهم على طلب العلم والعمل به, فالحمد لله



خاتمة الحلقة :
ويستوطن القلم بعد جهد متعب عند هذا السطر , عساه يستزيد لاحقا من محبرة الحقائق, ما ينجبر به - بإذن الله - كسير الفهم !
وأختم ناثرا على وجه القارئ الكريم بأقحوان من بديع ما أعبق به قلم الشيخ المقدام والجبل الهمام .
قال - حفظه الله - : (3) :
( قيادة هذه البلاد الحكيمة و ... العلماء الذين فتحوا صدورهم للحوار فينبغي شكرهم والتعامل معهم بكل صراحة ووضوح ولا يشك أحد في رغبة القيادة والعلماء الصادقة في إزالة أسباب الفرقة والاختلاف والفتن وهذا أمر يشاركهم فيه كل مسلم ناصح لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ولا سيما علماء هذا البلد فإنهم والحمد لله دعاة إلى جمع الكلمة واجتماع الأمة كلها على كتاب الله وسنة رسوله ، وما أجمل ذلك اليوم الذي تزول فيه كل أسباب الفرقة والخلاف وتقوم على أنقاضها الوحدة الصحيحة التي يتعطش لها ويرنو إليها كل من دان بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عقيدة ومنهجاً ودان بقول الله تعالى : { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً } وبقول الله تعالى : { وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله } وبقوله تعالى : { واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا } وقوله تعالى : { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء } وقوله صلى الله عليه وسلم : ( تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك) وغير ذلك من النصوص القرآنية والسنة النبوية التي تحث الأمة على الوحدة وتحذرهم من الفرقة وتذم أهلها وتتوعدهم بالعذاب الشديد والهلاك المبيد ) انتهى بتصرف يسير


يتبع بالحلقة الثالثة ....





أبو معاذ محمد مرابط
الجزائر العاصمة
29/ ربيع الأوّل / 1433
من الهجرة النبويّة على صاحبها أفضل صلاة وأتمّ سلام








الهامش :

(1) ( نقلها إلى سحاب : الأخ أبو عبد الرحمن المظفري الكردي - حفظه الله - )
(2) نقلها الأخ الفاضل أمين السنيّ - حفظه الله - كما في (منتديات البيضاء )
(3) من مقال : طريق الحوار الصحيح الهادف الموصل إلى الوحدة الإسلامية


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 22 Feb 2012 الساعة 04:47 PM
  #2  
قديم 21 Feb 2012, 09:49 PM
عبد العزيز بوفلجة عبد العزيز بوفلجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 227
افتراضي

بارك الله في جهودك أخي أبامعاذ, حلقات خير وبركة, وإن من أفضل الأعمال الذب عن أعراض علماء السنة ونصرتهم, كما جاء في الحديث: (أنصر أخاك ظالما أو مظلوما), فهذا أمر بالنصرة للإخوان عموما, فكيف بمن ينصر أهل العلم إذا تطاول عليهم السفهاء.
  #3  
قديم 21 Feb 2012, 11:40 PM
أبو زيد رياض الجزائري أبو زيد رياض الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: تنس
المشاركات: 221
افتراضي

بارك الله في جهودك أخي أبا معاذ
وفقك الله لإتمام الباقي
  #4  
قديم 21 Feb 2012, 11:52 PM
محمد رحيل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا أخانا الشيخ محمد مرابط على هذا الذب السلفي,أسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان أعمالك.وأن يكتب لك الأجر العظيم, والثواب الجسيم.
  #5  
قديم 22 Feb 2012, 01:35 PM
رابح عبد الله مرزوق رابح عبد الله مرزوق غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: ولاية المغير
المشاركات: 105
افتراضي

وفق الله شيخنا ربيع السنة وجميع مشايحنا الفضلاء الفوزان واللحيدان وآل الشيخ وووو...وفق الجميع لنصرة الاسلام وإعلاء كلمة التوحيد لا إله إلا الله
وأسأله أن يوفق مشايخنا في الجزائر لما يحبه ويرضاه
  #6  
قديم 22 Feb 2012, 02:42 PM
أبو عبد الرحمن أسامة أبو عبد الرحمن أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 509
افتراضي

جزاك الله خيراً أخي الفاضل، وبارك في جهودك الطيّبة
قال الشيخ جمال الحارثي في محاضرته بعنوان:"جهود العلاّمة ربيع المدخلي-حفظه الله-":
اقتباس:
(منْ يجلسُ معَه المجلسَ كأنَّه يعرفُه منْ عشرِ سنينَ أو عشرينَ سنةً، ينشرحُ صدرُك بالجلوسِ معَه، وقاصدوهُ وزوارُه يعرفونَ ذلكَ تمامًا؛ متواضعٌ في مسكنِه، في ملبسِه ومركبِه.. لا يحبُّ الترفُّهَ كريمٌ ودائمًا سَمْحٌ يرحبُ بطلبةِ العلمِ والمشايخِ ويحبُّ مجالستَهم ومجالسُه عامرةٌ بقراءةِ الحديثِ والسنةِ والتحذيرِ منَ البدعةِ وأهلِها هَٰذَا يعرفُه كلُّ منْ دارسَ الشيخَ وجلسَ معَه لا يُضيعُ الوقتَ؛ فعندَ الشيخِ تواضعٌ عجيبٌ يحبُّ طلبةَ العلمِ حَتَّىٰٰ أنَّ بيتَه الآنَ في مكةَ لا يكادُ يومًا منَ الأيامِ يتناولُ فطورَه أو غداءَه أوْ عشاءَه بمفردِه منْ كثرةِ منْ يزورُه ومنْ محبتِه لطلابِ العلمِ، وهو منَ الدعاةِ الغيورينَ عَلَىٰ الكتابِ والسنةِ الداعينَ لها وإِلَىٰ عقيدةِ السلفِ الصالحِ تجدُه دائمًا مُحْتَرِقًا عَلَىٰ السنةِ دائمًا مُحترِقًا عَلَىٰ عقيدةِ السلفِ قَلَّ مثلُه في العصرِ وأقولُها بصراحةٍ في عصرنا علماءٌ أفذاذٌ لا شكَّ ولا ريبَ لكنَّ مثلَه قليلٌ. يرضىٰ بالسنةِ ويكرهُ أهلَ البدعِ؛ فالشيخُ ربيعُ -حَفِظَهُ اللهُ- يتأسىٰ بالنبيِّ -صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في سيرتِه ودعوتِه وتعاملِه معَ إخوانِه السلفيينَ عَلَىٰٰٰ السنةِ، فلهم معاملةٌ خاصةٌ ومعَ المخالفينَ طريقةٌ أخرىٰ، فهو معَ السلفيينَ الأخُ والصاحبُ الصديقُ والشيخُ والوالدُ والموجِّهُ والناصحُ والرفيقُ ودائمُ (كلمة غير مسموعة) ومعَ المخالفينَ لا تظنَّ أنَّهُ شديدٌ! لا! لا، الشدةُ، قدْ تكونُ الكلمةُ هَٰذِهِ في مقامِ الذَّمِّ لكنَه شديدٌ في الحقِ ولكنَه معَ المخالِفِ رحيمٌ يرفقُ بهم فهو الناصحُ لهم، المحبُّ لهم للخيرِ ويحبُّ رجوعَهم للحقِ وهو أحبُّ إليهِ منْ أكلِه وشربِه -حَفِظَهُ اللهُ- وأعرفُ ذلكَ منْ مُجالستِه ومنْ مناقشتِه في مجالسِنا الخاصةِ عندما نخلو معَ بعضٍ لا أجدُ في قلبِه الغلَّ والحقدَ والحسدَ عَلَىٰٰٰ مخالِفيه).اهـ
  #7  
قديم 22 Feb 2012, 03:19 PM
خلفة أسامة الميلي خلفة أسامة الميلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: فرجيوة_حرسها الله_ شرق الجزائر
المشاركات: 167
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى خلفة أسامة الميلي إرسال رسالة عبر Skype إلى خلفة أسامة الميلي
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

سلمت يمينك أبا معاذ

مقال نسال الله ان يغفر لك به ذنوبك ويدخلك جنات النعيم لذبك عن عرض أخيك قبل كل شيئ ووالدك وشيخك

إلا انني استوقفتني جملة لم ارها جيدة وهي :


اقتباس:
إنّ ملل القاريء من إطالة السرد, ليمنعني من إيراد الكثير من كذب القوم, وبهتانهم العجيب,
أطل ما استطعت فإنا منتبهون
  #8  
قديم 22 Feb 2012, 05:11 PM
أبو حذيفة عبد القادر السيقي أبو حذيفة عبد القادر السيقي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 112
افتراضي

بارك الله فيك أخي أبا معاذ وجعل ما تكتب في ميزان حسناتك وحفظ الله الشيخ الربيع
  #9  
قديم 22 Feb 2012, 06:11 PM
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: مدينة تقرت، الجزائر
المشاركات: 320
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
افتراضي

بارك الله فيك اخي محمد
  #10  
قديم 23 Feb 2012, 11:20 AM
أبو سلمة يوسف عسكري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك أخي أبا معاذ على هذا النقل الطيب وجزيت خيرا
  #11  
قديم 25 Feb 2012, 11:00 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاكم الله خيرا يا أفاضل
  #12  
قديم 25 Feb 2012, 04:53 PM
أبو واقد عبد الله القحطاني أبو واقد عبد الله القحطاني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 32
افتراضي

جزاك الله خيراً أخي الفاضل أبا معاذ محمد مرابط - حفظك الله - على هذا المقال الطيب
  #13  
قديم 02 Mar 2012, 11:26 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك أخي عبد الله

ومشكور على المرور
موضوع مغلق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013