منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 18 Dec 2013, 08:55 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي فأعد النظر في نفسك

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وأزواجه ومن اتبع هداه أما بعد

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

إن التدبر في خلق الله يعتبر من أعظم الأمور التي يزيد بسببها الإيمان و أقرب شيء إلى الإنسان نفسه التي بين جنبيه ; قال الله تعالى ﴿فلْينْظرِ الْإِنْسان مِمّ خلِق﴾ [ الطارق:5] وقال تعالى ﴿وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ ﴾ [ الذاريات:21] وقال تعالى ﴿وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [ الجاثية:4]وقال تعالى ﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ﴾ [ التين:4] وقال تعالى ﴿ أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ﴾ [ المرسلات:20-23] و قال تعالى ﴿أولمْ ير الْإِنْسان أنّا خلقْناه مِنْ نطْفةٍ فإِذا هو خصِيمٌ مبِينٌ﴾ [ يس:77] و غيرها من الآيات التي يدعو الله عز و جل فيها عباده إلى التفكر و التدبر في خلق الإنسان .

سأنقل إن شاء الله فوائد لابن القيم من كتابه مفتاح دار السعادة لأهميتها.
وعناوين هذه الفوائد مأخوذة من هذا الكتاب:(مفتاح دار السعادة لابن قيم الجوزية /اعتنى به :محمد بن عيادي بن عبد الحليم /مكتبة الصفا).


التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 13 Apr 2016 الساعة 07:08 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 Dec 2013, 09:08 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

في الكلام على الحواس التي في الإنسان

قال ابن القيم رحمه الله :
((فأعد النظر في نفسك وحكمة الخلاق العليم في خلقك وانظر إلى الحواس التي منها تشرف على الأشياء كيف جعلها الله في الرأس كالمصابيح فوق المنارة لتتمكن بها من مطالعة الأشياء ولم تجعل في الأعضاء التي تمتهن كاليدين والرجلين فتتعرض للآفات بمباشرة الأعمال والحركات ولا جعلها في الأعضاء التي في وسط البدن كالبطن والظهر فيعسر عليك التلفت والإطلاع على الأشياء فلما لم يكن لها في شيء من هذه الأعضاء موضع كان الرأس أليق المواضع بها وأجملها فالرأس صومعة الحواس ثم تأمل الحكمة في أن جعل الحواس خمسا في مقابلة المحسوسات الخمس ليلقى خمسا بخمس كي لا يبقى شيء من المحسوسات لا يناله بحاسة فجعل البصر في مقابلة المبصرات والسمع في مقابلة الأصوات والشم في مقابلة أنواع الروائح المختلفات والذوق في مقابلة الكيفيات المذوقات واللمس في مقابلة الملموسات فأي محسوس بقي بلا حاسة ولو كان في المحسوسات شيء غير هذه لأعطاك له حاسة سادسة ولما كان ما عداها إنما يدرك بالباطن أعطاك الحواس الباطنة وهي هذه الأخماس التي جرت عليها السنة العامة والخاصة حيث يقولون في المفكر المتأمل ضرب أخماسه في أسداسه فأخماسه حواسه الخمس وأسداسه جهاته الست وأرادوا بذلك أنه جذبه القلب وسار به في الأقطار والجهات حتى قلب حواسه الخمس في جهاته الست وضربها فيها لشدة فكره))

المصدر : كتاب مفتاح دار السعادة الجزء الأول

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 13 Apr 2016 الساعة 07:09 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 Dec 2013, 09:35 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

في بيان تركيب البدن ووضع الأعضاء مواضعها و إعدادها لما أعدت له

و قال ابن القيم رحمه الله في نفس الكتاب في فصل آخر يبين فيه كيفية تركيب البدن ووضع الأعضاء مواضعها و إعدادها لما أعدت له :

((فأعد النظر في نفسك وتأمل حكمة اللطيف الخبير في تركيب البدن ووضع هذه الأعضاء مواضعها منه وإعدادها لما أعدت له وإعداد هذه الأوعية المعدة لحمل الفضلات وجمعها لكيلا تنتشر في البدن فتفسده ثم تأمل الحكمة البالغة في تنميتك وكثرة أجزائك من غير تفكيك ولا تفصيل ولو أن صائغا أخذ تمثالا من ذهب أو فضة أو نحاس فأراد أن يجعله أكبر مما هو هل كان يمكنه ذلك إلا بعد أن يكسره ويصوغه صياغة أخرى والرب تعالى ينمي جسم الطفل وأعضاءه الظاهرة والباطنة وجميع أجزائه وهو باق ثابت على شكله وهيئته لا يتزايل ولا ينفك ولا ينقص وأعجب من هذا كله تصويره في الرحم حيث لاتراه العيون ولا تلمسه الأيدي ولا تصل إليه الآلات فيخرج بشرا سويا مستوفيا لكل ما فيه مصلحته وقوامه من عضو وحاسة وآلة من الأحشاء والجوارح والحوامل والأعصاب والرباطات والأغشية والعظام المختلفة الشكل والقدر والمنفعة والموضع إلى غير ذلك من اللحم والشحم والمخ وما في ذلك من دقيق التركيب ولطيف الخلقة وخفي الحكمة وبديع الصنعة كل هذا صنع الله أحسن الخالقين في قطرة من ماء مهين وما كرر عليك في كتابه مبدأ خلقك وإعادته ودعاك إلى التفكير فيه إلا لما بك من العبرة والمعرفة ولا تستطل هذا الفصل وما فيه من نوع تكرار يشتمل على مزيد فائدة فإن الحاجة إليه ماسة والمنفعة عظيمة فانظر إلى بعض ما خصك به وفضلك به على البهائم المهملة إذ خلقك على هيئة تنتصب قائما وتستوي جالسا وتستقبل الأشياء ببدنك وتقبل عليها بجملتك فيمكنك العمل والصلاح والتدبير ولو كنت كذوات الأربع المكبوبة على وجهها لم يظهر لك فضيلة تمييز واختصاص ولم يتهيأ منك ما تهيأ من هذه النسبة ))

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 30 Dec 2013 الساعة 02:14 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 Dec 2013, 05:06 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

حاسة الذوق

لنتأمل الآن في بديع خلق الله لحاسة الذوق

إن اللسان يحتوي على براعم ذوقية مسؤولة عن تذوق الأذواق الأربعة الرئيسية : الحلو ; المر ; المالح و الحامضي

وتختلف قوة الذوق باختلاف أجزاء اللسان كما يلي:

‏أ. البراعم الذوقية الواقعة في طرف اللسان مسؤولة عن تذوق المادة الحلوة.

‏ب. البراعم الذوقية الواقعة على السطح الجانبي وحافتي اللسان مسؤولة عن تذوق المواد المالحة والحامضية.

‏ج. البراعم الذوقية الواقعة عند مؤخرة السطح العلوي للسان مسؤولة عن تذوق المواد المرة.



اللون البنفسجي في الصورة : المنطقة المسؤولة عن تذوق المواد المرة
اللون الأصفر في الصورة : المنطقة المسؤولة عن تذوق المواد الحامضية
اللون الأزرق في الصورة : المنطقة المسؤولة عن تذوق المواد المالحة
اللون البرتقالي في الصورة : المنطقة المسؤولة عن تذوق المواد الحلوة

منقول بتصرف

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 13 Apr 2016 الساعة 07:21 AM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 Dec 2013, 11:20 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

التأمل في خلق العينين و تجميلهما بالأجفان

قال ابن القيم رحمه الله
"فانظر كيف حسن شكل العينين وهيئتهما ومقدارهما ثم جملهما بالأجفان غطاء لهما وسترا وحفظا وزينة فهما يتلقيان عن العين الأذى والقذا والغبار ويكنانهما من البرد المؤذي والحر المؤذي ثم غرس في أطراف تلك الأجفان الأهداب جمالا وزينة ولمنافع أخرى وراء الجمال والزينة ثم أودعهما ذلك النور الباصر والضوء الباهر الذي يخرق ما بين السماء والأرض ثم يخرق السماء مجاوزا لرؤية ما فوقها من الكواكب وقد أودع سبحانه هذا السر العجيب في هذا المقدار الصغير بحيث تنطبع فيه صورة السموات مع اتساع أكنافها وتباعد أقطارها "
المصدر : مفتاح دار السعادة الجزء الأول

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 02 Jan 2014 الساعة 02:56 PM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 Dec 2013, 11:29 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

لماذا جعل ماء العينين مالحا ?

قال ابن القيم رحمه الله
"وجعل ماء العينين مالحا ليحفظها فإنها شحمة قابلة للفساد فكانت ملوحة مائها صيانة لها وحفظا وجعل ماء الفم عذبا حلوا ليدرك به طعوم الأشياء على ما هي عليه إذ لو كان على غير هذه الصفة لأحالها إلى طبيعته كما أن من عرض لفمه المرارة استمر طعم الأشياء التي ليست بمرة كما قيل :
ومن يك ذا فم مر مريض ... يجد مرا به الماء الزلالا "

المصدر : مفتاح دار السعادة الجزء الأول

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 30 Dec 2013 الساعة 02:19 PM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 Dec 2013, 01:37 AM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

العين
هذه صورة لتشريح العين :

منقول

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 28 Dec 2013 الساعة 01:17 AM
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 Dec 2013, 10:53 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

خلق الأذن و الحكم في إبداعها

قال ابن القيم رحمه الله في نفس الكتاب :
"وشق له السمع وخلق الأذن أحسن خلقة وأبلغها في حصول المقصود منها فجعلها مجوفة كالصدفة لتجمع الصوت فتؤديه إلى الصماخ وليحس بدبيب الحيوان فيها فيبادر إلى إخراجه وجعل فيها غضونا وتجاويف واعوجاجات تمسك الهواء والصوت الداخل فتكسر حدته ثم تؤديه إلى الصماخ ومن حكمة ذلك أن يطول به الطريق على الحيوان فلا يصل إلى الصماخ حتى يستيقظ أو ينتبه لإمساكه وفيه أيضا حكم غير ذلك ثم اقتضت حكمة الرب الخالق سبحانه أن جعل ماء الأذن مرا في غاية المرارة فلا يجاوزه الحيوان ولا يقطعه داخلا إلى باطن الأذن بل إذا وصل إليه أعمل الحيلة في رجوعه "

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 29 Dec 2013 الساعة 10:49 PM
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 Dec 2013, 12:22 AM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

الأذن

تشريح الأذن :

منقول

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 29 Dec 2013 الساعة 10:51 PM
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29 Dec 2013, 10:46 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

الأنف و إحسان شكله و هيأته ووضعه

قال ابن القيم رحمه الله في نفس الكتاب :
"ونصب سبحانه قصبة الأنف في الوجه فأحسن شكله وهيأته ووضعه وفتح فيه المنخرين وحجز بينهما بحاجز وأودع فيهما حاسة الشم التي تدرك بها أنواع الروائح الطيبة والخبيثة والنافعة والضارة وليستنشق به الهواء فيوصله إلى القلب فيتروح به ويتغذى به ثم لم يجعل في داخله من الاعوجاجات والغضون ما جعل في الأذن لئلا يمسك الرائحة فيضعفها ويقطع مجراها وجعله سبحانه مصبا تنحدر إليه فضلات الدماغ فتجتمع فيه ثم تخرج منه واقتضت حكمته أن جعل أعلاه أدق من أسفله لأن أسفله إذا كان واسعا اجتمعت فيه تلك الفضلات فخرجت بسهولة ولأنه يأخذ من الهواء ملأه ثم يتصاعد في مجراه قليلا حتى يصل إلى القلب وصولا لا يضره ولا يزعجه ثم فصل بين المنخرين بحاجز بينهما حكمة منه ورحمة فإنه لما كان قصبة ومجرى ساترا لما ينحدر فيه من فضلات الرأس ومجرى النفس الصاعد منه جعل في وسطه حاجزا لئلا يفسد بما يجرى فيه فيمنع نشقه للنفس بل إما أن تعتمد الفضلات نازلة من أحد المنفذين في الغالب فيبقى الآخر للتنفس وإما أن يجرى فيهما فينقسم فلا ينسد الأنف جملة بل يبقى فيه مدخل للتنفس وأيضا فإنه لما كان عضوا واحدا وحاسة واحدة ولم يكن عضوين وحاستين كالأذنين والعينين اللتين اقتضت الحكمة تعددهما فإنه ربما أصيبت إحداهما أو عرضت لها آفة تمنعها من كمالها فتكون الأخرى سالمة فلا تتعطل منفعة هذا الحس جملة وكان وجود أنفين في الوجه شيئا ظاهرا فنصب فيه أنفا واحدا وجعل فيه منفذين حجز بينهما بحاجز يجري مجرى تعدد العينين والأذنين في المنفعة وهو واحد فتبارك الله رب العالمين وأحسن الخالقين"

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 29 Dec 2013 الساعة 10:59 PM
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 29 Dec 2013, 11:29 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

الفم وما أودع فيه من آلات الذوق و الكلام و الطحن
قال ابن القيم رحمه الله في نفس الكتاب :
"وشق سبحانه للعبد الفم في أحسن موضع وأليقه به وأودع فيه من المنافع و آلات الذوق والكلام وآلات الطحن والقطع ما يبهر العقول عجائبه فأودعه اللسان الذي هو أحد آياته الدالة عليه وجعله ترجمانا لملك الأعضاء مبينا مؤديا عنه كما جعل الأذن رسولا مؤديا مبلغا إليه فهي رسوله وبريده الذي يؤدي إليه الأخبار واللسان بريده ورسوله الذي يؤدي عنه ما يريد واقتضت حكمته سبحانه أن جعل هذا الرسول مصونا محفوظا مستورا غير بارز مكشوف كالأذن والعين والأنف لأن تلك الأعضاء لما كانت تؤدي من الخارج إليه جعلت بارزة ظاهرة ولما كان اللسان مؤديا منه إلى الخارج جعل له سترا مصونا لعدم الفائدة في إبرازه لأنه لا يأخذ من الخارج إلى القلب وأيضا فلأنه لما كان أشرف الأعضاء بعدالقلب ومنزلته منه منزلة ترجمانه ووزيره ضرب عليه سرادق يستره ويصونه وجعل في ذلك السرادق كالقلب في الصدر وأيضا فإنه من ألطف الأعضاء وألينها وأشدها رطوبة وهو لا يتصرف إلا بواسطة الرطوبة المحيطة به فلو كان بارزا صار عرضة للحرارة واليبوسة والنشاف المانع له من التصرف ولغير ذلك من الحكم والفوائد ثم زين سبحانه الفم بما فيه من الأسنان التي هي جمال له وزينة وبها قوام العبد وغذاؤه وجعل بعضها أرحاء للطحن وبعضها آلة للقطع فأحكم أصولها وحدد رؤوسها وبيض لونها ورتب صفوفها متساوية الرؤوس متناسقة الترتيب كأنها الدر المنظوم بياضا وصفاء وحسنا وأحاط سبحانه على ذلك حائطين وأودعهما من المنافع والحكم ما أودعهما وهما الشفتان فحسن لونهما وشكلهما ووضعهما وهيأتهماوجعلهما غطاء للفم وطبقا له وجعلهما إتماما لمخارج حروف الكلام ونهاية له كما جعل أقصى الحلق بداية له واللسان وما جاوره وسطا ولهذا كان أكثر العمل فيها له إذ هو الواسطة واقتضت حكمته أن جعل الشفتين لحما صرفا لا عظم فيه ولا عصب ليتمكن بهما من مص الشراب ويسهل عليه فتحهما وطبقهما وخص الفك الأسفل بالتحريك لأن تحريك الأخف أحسن ولأنه يشتمل على الأعضاء الشريفة فلم يخاطر بها في الحركة وخلق سبحانه الحناجر مختلفة الأشكال في الضيق والسعة والخشونة والملامسة والصلابة واللين والطول والقصر فاختلفت بذلك الأصوات أعظم اختلاف ولا يكاد يشتبه صوتان إلا نادرا ولهذا كان الصحيح قبول شهادة الأعمى لتمييزه بين الأشخاص بأصواتهم كما يميز البصير بينهم بصورهم والاشتباه العارض بين الأصوات كالاشتباه العارض بين الصور وزين سبحانه الرأس بالشعر وجعله لباسا له لاحتياجه إليه وزين الوجه بما أنبت فيه من الشعور المختلفة الأشكال والمقادير فزينه بالحاجبين وجعلهما وقاية لما يتحدر من بشرة الرأس إلى العينين وقوسهما وأحسن خطهما وزين أجفان العينين بالأهداب وزين الوجه أيضا باللحية وجعلها كمالا ووقارا ومهابة للرجل و زين الشفتين بما أنبت فوقهما من الشارب وتحتهما من العنفقة"

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 02 Jan 2014 الساعة 02:24 PM
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 02 Jan 2014, 02:27 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

الأسنان
لنتعرف الآن على تشريح السن :

منقول

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 03 Jan 2014 الساعة 11:21 PM
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 02 Jan 2014, 02:52 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

التأمل في كيفية خلق الرأس و كثرة ما فيه من العظام
قال ابن القيم رحمه الله في نفس الكتاب :
"وتأمل كيفية خلق الرأس وكثرة ما فيه من العظام حتى قيل إنها خمسة وخمسون عظما مختلفة الأشكال والمقادير والمنافع وكيف ركبه سبحانه وتعالى على البدن وجعله عاليا علو الراكب على مركوبه ولما كان عاليا على البدن جعل فيه الحواس الخمس وآلات الإدراك كلها من السمع والبصر والشم والذوق واللمس وجعل حاسة البصر في مقدمه ليكون كالطليعة والحرس والكاشف للبدن وركب كل عين من سبع طبقات لكل طبقة وصف مخصوص ومقدار مخصوص ومنفعة مخصوصة لو فقدت طبقة من تلك الطبقات السبع أو زالت عن هيئتها وموضعها لتعطلت العين عن الإبصار ثم أركز سبحانه داخل تلك الطبقات السبع خلقا عجيبا وهو إنسان العين بقدر العدسة يبصر به ما بين المشرق والمغرب والأرض والسماء وجعله من العين بمنزلة القلب من الأعضاء فهو ملكها وتلك الطبقات والأجفان والأهداب خدم له وحجاب وحراس فتبارك الله أحسن الخالقين"
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 02 Jan 2014, 03:45 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

الحكمة في خلق اليدين
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه :
"وكذلك خلقه سبحانه لليدين اللتين هما آلة العبد وسلاحه ورأس مال معاشه فطولهما بحيث يصلان إلى ما شاء من بدنه وعرض الكف ليتمكن به من القبض والبسط وقسم فيه الأصابع الخمس وقسم كل أصبع بثلاث أنامل والإبهام باثنتين ووضع الأصابع الأربعة في جانب والإبهام في جانب لتدور الإبهام على الجميع فجاءت على أحسن وضع صلحت به للقبض والبسط ومباشرة الأعمال ولو اجتمع الأولون والآخرون على أن يستنبطوا بدقيق أفكارهم وضعا آخر للأصابع سوى ما وضعت عليه لم يجدوا إليه سبيلا فتبارك من لو شاء لسواها وجعلها طبقا واحدا كالصفيحة فلم يتمكن العبد بذلك من مصالحه وأنواع تصرفاته ودقيق الصنائع والخط وغير ذلك فإن بسط أصابعه كانت طبقا يضع عليه ما يريد وإن ضمها وقبضها كانت دبوسا وآلة للضرب وإن جعلها بين الضم والبسط كانت مغرفة له يتناول بها و يمسك فيها ما يتناوله وركب الأظفار على رؤوسها زينة لها وعمادا ووقاية وليلتقط بها الأشياء الدقيقة التي لا ينالها جسم الأصابع وجعلها سلاحا لغيره من الحيوان والطير وآلة لمعاشه وليحك الإنسان بها بدنه عند الحاجة فالظفر الذي هو أقل الأشياء وأحقرها لو عدمه الإنسان ثم ظهرت به حكة لاشتدت حاجته إليه ولم يقم مقامه شيء في حك بدنه ثم هدى اليد إلى موضع الحك حتى تمتد إليه ولو في النوم والغفلة من غير حاجة إلى طلب ولو استعان بغيره لم يعثر على موضع الحك إلا بعد تعب ومشقة ثم انظر إلى الحكمة البالغة في جعل عظام أسفل البدن غليظة قوية لأنها أساس له وعظام أعاليه دونها في الثخانة والصلابة لأنها محمولة ثم انظر كيف جعل الرقبة مركبا للرأس وركبها من سبع خرزات مجوفات مستديرات ثم طبق بعضها على بعض وركب كل خرزة تركيبا محكما متقنا حتى صارت كأنها خرزة واحدة ثم ركب الرقبة على الظهر والصدر ثم ركب الظهر من أعلاه الى منتهى عظم العجز من أربع وعشرين خرزة مركبة بعضها في بعض هي مجمع أضلاعه والتي تمسكها أن تنحل وتنفصل ثم وصل تلك العظام بعضها ببعض فوصل عظام الظهر بعظام الصدر وعظام الكتفين بعظام العضدين والعضدين بالذراعين والذراعين بالكف والأصابع وانظر كيف كسا العظام العريضة كعظام الظهر والرأس كسوة من اللحم تناسبها والعظام الدقيقة كسوة تناسبها كالأصابع والمتوسطة كذلك كعظام الذراعين والعضدين فهو مركب على ثلاثمائة وستين عظما مائتان وثمانية وأربعون م وباقيها صغار حشيت خلال الم فلو زادت عظما واحدا لكان مضرة على الإنسان يحتاج إلى قلعه ولو نقصت عظما واحدا كان نقصانا يحتاج إلى جبره فالطبيب ينظر في هذه العظام وكيفية تركيبها ليعرف وجه العلاج في جبرها والعارف ينظر فيها ليستدل بها على عظمة باريها وخالقها وحكمته وعلمه ولطفه وكم بين النظرين ثم إنه سبحانه ربط تلك الأعضاء والأجزاء بالرباطات فشد بها أسرها وجعلها كالأوتاد تمسكها وتحفظها حتى بلغ عددها إلى خمسمائة وتسعة وعشرين رباطا وهي مختلفة في الغلظ والدقة والطول والقصر والإستقامة والإنحناء بحسب اختلاف مواضعها ومحالها فجعل منها أربعة وعشرين رباطا آلة لتحريك العين وفتحها وضمها وإبصارها لو نقصت منهن رباطا واحدا اختل أمر العين وهكذا لكل عضو من الأعضاء رباطات هن له كالآلات التي بها يتحرك ويتصرف ويفعل كل ذلك صنع الرب الحكيم وتقدير العزيز العليم في قطرة ماء مهين فويل للمكذبين وبعدا للجاحدين "

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 03 Jan 2014 الساعة 11:30 PM
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 02 Jan 2014, 03:55 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

بارك الله فيك و جزاك ربي خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013