منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 01 Dec 2014, 10:23 PM
عبد السلام تواتي عبد السلام تواتي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 244
افتراضي الفرق بين الرضاعة الطبيعية و الرضاعة الاصطناعية

المقدمة

الحمد لله رب العالمين, أكمل لنا الدين و أتم علينا النعمة, وارتضى لنا الإسلام دينا, هذا الدين الذي اختتم الله به الأديان, وجعله دينا للبشرية جمعاء في كل زمان ومكان, ونظم فيه كل جوانب حياة الإنسان بما يحقق له الخير ويدفع عنه الشر ويضمن له الطمأنينة والاستقرار والسعادة والهناء في الدنيا و الآخرة, والصلاة والسلام على سيد الخلق و رسول الحق محمد صلى الله عليه و سلم و على آله وصحبه ألأخيار ومن اهتدى بهدية واستن بسنته إلى يوم الدين.
أما بعد
من الله سبحانه على الإنسان بنعم لا تحصى.. وإحدى هذه النعم السابغة التي لا غنى عنها بحال هي لبن الأم، إنها نعمة وأي نعمة, وبخاصة للأطفال حديثي الولادة، إن الرضاعة الطبيعية لا شك أفضل سبل التغذية وأكثرها فائدة وفعالية للطفل، ليس هذا فقط، بل إنها تلبي الحاجات العاطفية والنفسية للطفل فضلاً عن إشباع جسده.
في كل يوم تتكرر النداءات إلى كل أم وتتعالى الصيحات في مختلف بلدان العالم – عبر الوسائل المرئية والمسموعة - بضرورة العودة إلى الرضاعة الطبيعية.فهل تراجعت نسبة الأمهات اللاتييرضعن أطفالهن صناعيي؟ الإجابة بكل أسف لا، ففي كل يوم تنضم آلاف الأمهات إلى قائمة الرضاعة الصناعية و يستجبن لإغراءات شركات تصنيع أغذية الرضع التي تضرب عرض الحائط بكل التحذيرات و تتبع أساليب ملتوية في ترويج منتجاتها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل الأمهات بهذا الجهل أم جمالهن أهم من صحة أطفالهن ولكن لا نقول إلا لبد أن يأتي يوم ويعلمن بصحة أطفالهن أتمنى أن لا يكون بعد فوات الأوان ولا جدال في أن حليب الثدي - مهما تكن الظروف - هو الغذاء المثالي الذي لا يستغني عنه الأطفال حديثو الولادة ، ولا يحتاج الطفل إلى أي غذاء آخر حتى عمر خمسة شهور ، وعلى الرغم من التقدم الهائل في ميدان غذاء الأطفال فلم يتم التوصل البتة إلى غذاءٍ بديل أو يضارع الآثار النفسية والعاطفية والغذائية المترتبة على الرضاعة من لبن الأم .في هذا البحث المتواضع نتطرق إلى أهمية الرضاعة الطبيعية وفوائدها للأم والطفل معا كما ونتطرق إلى أضرار ومخاطر الرضاعة الصناعية أملين من الله التوفيق في إنهاء هذا البحث .
................................... ...................
المبحث الاول

الرضاعة الطبيعية بين ميزان الوهم والحقيقة
تعتبر التغذية الدعامة الأولى لصحة الإنسان في سنواته الأولى،فالغذاء الكامل يوفرللجسم العناصر الغذائية التي يحتاج إليها لبناء أنسجته ونموها ووقايته من الأمراض. وقد أثبتت الدراسات أن التغذية في السنتين الأوليين من العمر لها دور كبير على النمو العقلي والجسدي للأطفال، وأن أي نقص غذائي خلال هذه الفترة (خصوصاً في الأشهرالأولى من عمر الطفل) قد يؤدي إلى تأخر النمو العقلي مما يعوق الطفل عن القدرة علىالتعلم. ويعتبر سوء التغذية المتمثل في نقص الوزن وفقر الدم من أكثر الأمراض الغذائية انتشاراً في دول العالم النامي، وقد يكون ذلك راجعاً إلى عدة عوامل منها حالة الفقر التي تعانيها أجزاء كثيرة من العالم، والجهل والأمية، والمعتقدات والممارسات الغذائية الخاطئة والإصابة بالأمراض المعدية والطفيلية، وانحسار الرضاعة الطبيعية، وضعف الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية. تغذية الحامل والطفل رغم أن الأم الحامل في حاجة إلى غذاء متوازن وعالٍ في قيمته الغذائية لنمو الجنين ولإعطاءالأم زيادة كافية في الوزن لمواجهة مرحلة إرضاع الطفل بعد الولادة إلا أن الأم المرضع (بعد الولادة) هي أيضاً في حاجة إلى مقادير عالية النوعية من الأغذية قد لا نتقل بأي حال عن حاجة الأم الحامل. وبنظرة لأهمية إنتاج الأم للحليب ونظرة أخرى لأهمية حليب الأم للطفل يمكننا إدراك أهمية التغذية للمرضعة. تكون الحليب يقدرالمتوسط اليومي لحليب الأم بحوالي 850 سم3، تفقد الأم بسببه طاقة قدرها 600 سعرحراري. وإذا كانت كفاءة إنتاج الحليب حوالي 80% فإن ذلك يعني احتياج الأم إلى 750سعره حرارية من الأطعمة لكي توفي احتياج طفلها من الحليب. وعندما يكون الغذاء المتناول في أثناء الحمل فقيراً فإن الزيادة في وزن الأم ستكون قليلة. وعلى ذلك تبدأ الأم الفقيرة التغذية بمخزون غير كافٍ من السعرات الحرارية. وبالرغم من ذلك فإن كمية الحليب تكون كافية نسبياً. ولكن كمية الطاقة والغذاء التي تنطوي عليها الرضاعة تسحب من أنسجة جسم الأم، ومع استمرار الرضاعة نجد أن الأم تفقد الوزن خلال الأشهر الستة الأولى وبعد ذلك لا يحدث تغيير ملحوظ في وزنها. اعتقادات خاطئة وهناك بعض الاعتقادات الغذائية الخاطئة المنتشرة في مجتمعات الدول النامية تؤثر سلباً علىصحة الأم المرضع خصوصاً خلال فترة النفاس. ومن هذه الاعتقادات عدم تناول الماء خلال الأيام الأولى بعد الولادة، وهذا اعتقاد ليس له أي أساس من الصحة. فكثرة تناول السوائل أمر محبب للأم المرضعة, وذلك لأنه يساعد على إدرار اللبن، كما قد تتناول الأمهات أنواعاً من الأغذية الفقيرة في قيمتها الغذائية. فقد تتجنب بعض الأمهات تناول السمك والمواد الدهنية وبعض الخضراوات كالفجل مثلاً اعتقاداً بأن هذه الأطعمة تسبب عدة حالات غير صحية كالإسهال لدى الطفل أو تلف لبن الأم أو قد تسبب الأذى للجنين. أرضعيه لتستمري مع التقدم الحضاري حصل انحسار كبير في نسبة الأمهات اللواتي يرضعن، وهذه النسبة انخفضت بشكل أكبر في المدن منها في الريف. وكثيراً ما تقررالأيام الأولى بعد الولادة مصير الرضاعة، فإذا كانت هناك بداية حسنة فإن الرضاعة من الثدي غالباً ما تستمر بدون مشكلات وبصورة مرضية لكل من الأم والطفل. فالمعروف أنبدء إفراز اللبن بعد الولادة حدث فسيولوجي من النادر ألا يحدث، فكلما بدأت الرضاعة مبكراً كان إفراغ الثديين كاملاً وكان ترسيخ الرضاعة ناجحاً. لذا يجب أن يوضع الطفل على الصدر من الأيام الأولى. وقد قال الله تعالى (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) .

لقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن الرضاعة الصناعية من جهة تتسبب في هجمات متعددة الجوانب للميكروبات والفيروسات والطفيليات بسبب تلوث الماءأو الرضاعة غير المعقمة في غياب وسائل الحفظ الصحي. ومن جهة ثانية قد يؤدي الأمرإلى توسع سوء التغذية بسبب زيادة كمية الماء الممزوج به مسحوق الحليب. كما أن الرضاعة الصناعية عملية باهظة وخطرة، ينجم عنها مشكلات لا تحصى، إنه سلوك خطر بتهديد العائلات الفقيرة ويعرض الأطفال لمخاطر التلوث الغذائي، والإفراط في غش الألبان ومزجها بالماء، لذا من الأهمية بمكان ألا تحرم الأم طفلها من حقه في الرضاعة الطبيعية إذا كانت صحتها على ما يرام، ولو فكرنا مليـًا في الأضرار الناجمة عن استخدام البدائل لحليب الأم لتغير هذا الأمر فضلاً عن أن الإقبال والاعتماد على الرضاعة الصناعية يعرض المجتمعات للتفكك ويعرض فلذات أكبادنا لأمراض خطيرة.
................................... ................................... ..........................
المبحث الثاني

الغذاء المثالي للطفل
حليب الأم منذ القدم وهو الغذاء المثالي للوليد، كما أن الأم المرضع تتمتع بصفات حسنة وسعادة كبيرة تشارك بها رضيعها في أثناء إرضاعه. وحليب الأم في الواقع غذاءكامل ذو تركيبة جيدة وتوازن لا يمكن محاكاته، وهو يفيد لحساب نمو الطفل بأكملها. والمعروف أن الأطفال الذين يتم إرضاعهم بحليب الأم يحصلون على حماية كاملة حيثيتزودون بالأجسام المضادة، والبروتينات، والخلايا المناعية الموجودة في هذا الحليب،وحالما يتم هضمها فإن هذه الخلايا والجزيئات تساعد على منع الكائنات الدقيقة من الدخول إلى أنسجة الجسم. وترتبط بعض الجزيئات بالميكروبات في تجويف في القناة الهضمية وتمنعها من عبور الخلايا الطلائية المبطنة للأمعاء. إضافة إلى أن حليب الأم يحتوي على جميع أنواع أجسام المناعة المضادة والتي تسمى (كلوبيولينات) المناعةالخمسة (وهي E, D, M, A, G). ويعتبر النوع (A) أكثرها وفرة حيث يوفر للطفل الحماية الكافية لبضعة أسابيع وحتى بضعة أشهر بإذن الله تعإلى، إذ يصبح الطفل قادراً بعدهاعلى تكوين هذا النوع من الأجسام المضادة. أما الأطفال الذين لا تتم تغذيتهم بحليب الأم فتنقصهم القدرة على مقاومة العوامل المرضية. لذلك تقوم الأم بتكوين الأجسام المضادة للعوامل المرضية في بيئتها وبذلك توفر الحماية المطلوبة للطفل ضد هذه العوامل والتي من المحتمل أن يتعرض لها في الأسابيع الأولى. ويبدأ ظهور الحليب في أثناء الولادة ويرتبط إفرازه بآليتين هرمونية وعصبية، ففي الهرمونية يفرز من الغدة النخامية الهرمون الذي ينتج الحليب ويستمر إفرازه. ويبدأ ظهور هذا الهرمون والمسمى(برولكين) عند توقف وظيفة المشيمة وزوال هرموناتها. وفي العصبية يؤدي تحريض الحلمة في أثناء إرضاع الطفل إلى استمرار إفراز الحليب كحالة انعكاسية، حيث إن توقف الرضاع يؤدي إلى نضوب الحليب. والمعلوم أن الحليب لا يشكل الإفراز الأول من غدة الثدي بل يسبقه اللبأ، ويبدأ الثديان بإفراز اللبأ قبل الولادة بعدة أيام، ويستمران في إفرازه حتى اليوم الخامس أو السادس من الولادة. و اللبأ سائل أصفر اللون حامضي فقير بالدهون والسكريات غني بالبروتينات والأملاح المعدنية والفيتامينات وأجسام المناعة. وهو يحلل البلغم ومسهل للأمعاء، ثم يفرز الثديان بين اليوم السابع واليوم الرابع عشر من الولادة الحليب الانتقالي الذي هو في تركيبه وسط بين اللبأ والحليب الحقيقي. بينما يظهر الحليب الحقيقي في الأسبوع الثالث من الولادة ويكون كاملاً وأكثر سيولة من السابق ولونه أبيض. وأهم ما يمتاز به هو أن محتواه البروتيني يزداد بانتظام دون أن يتسبب في إرهاق كبد الرضيع وكليته بعمل زائد لا فائدة فيه. ويحتوي الحليب علىنوعين من البروتينات هما (الكازيين)، والبروتينات الذائبة. كما يحتوي حليب الأم علىأحماض دهنية غير مشبعة سهلة الهضم خصوصاً الأحماض الدهنية الأساسية الموجودة فيهبنسبة عالية جداً. ويحتوي حليب الأم على سكر اللاكتوز الذي ينشط نمو المخ ويزيد من حركة الأمعاء، فهو يتحول إلى حامض اللاكتيك (حامض اللبن). ومن هنا يكون الهضم أسرع وعدد مرات التبرز أكثر. وينشط اللاكتوز امتصاص الأمعاء للكالسيوم واستفادة الجسم منكالسيوم الدم. كما يحتوي هذا الحليب على معظم الفيتامينات وكمياتها تتناسب مع حاجات الطفل. إن إرضاع الطفل من حليب الأم ليس مفيداً للطفل فقط، بل هو مفيد لأمه أيضاً حيث تعود أعضاء الأم التي في الحوض إلى حالتها الطبيعية بوقت أسرع، كما تشعر الأم بنوع من حالة الاستقرار النفسي والفسيولوجي اللاشعوري وتتحسن صحة الأم أكثر، إضافةإلى أنه يوثق العلاقة والرابطة بين الطفل وأمه في الجسد والعقل والروح.
و السؤال المهم هنا : متى تبدأ الأم بإرضاع طفلها ؟
لقد أثبت الأخصائيون النفسانيون بأن من المهم جدًا أن يبدأ الأطفال في عملية الرضاعة بعد الولادة مباشرة؛ لأن ذلك يعمل على أن يحيا الطفل حياة نفسية وعاطفية هادئة ومستقرة. كما أن لعملية الالتصاق الجسدي بين الطفل وأمه أهمية كبيرة في صناعة وشائج عاطفية بينهما، وهذه الروابط تمنح الأطفال شعورًا بالأمان النفسي والراحة الجسدية التي تساعد الطفل على أن ينمو نموًا متوازنـًا وطبيعيـًا.
................................... ................................... ............................
المبحث الثالث

فوائد الرضاعة الطبيعية

من الله سبحانه على الإنسان بنعم لا تحصى .. وإحدى هذه النعم السابغة التي لا غنى عنها بحال هي لبن الأم ، إنها نعمة وأي نعمة وبخاصة للأطفال حديثي الولادة ، وإن الرضاعة الطبيعية لا شك أفضل سبل التغذية وأكثرها فائدة وفعالية للطفل ، ليس هذا فقط ، بل إنها تلبي الحاجات العاطفية والنفسية للطفل فضلاً عن إشباع جسده .ولا جدال في أن حليب الثدي - مهما تكن الظروف - هو الغذاء المثالي الذي لا يستغني عنه الأطفال حديثو الولادة ، ولا يحتاج الطفل إلى أي غذاء آخر حتى عمر خمسة شهور ، وعلى الرغم من التقدم الهائل في ميدان غذاء الأطفال فلم يتم التوصل البتة إلى غذاءٍ بديل أو يضارع الآثار النفسية والعاطفية والغذائية المترتبة على الرضاعة من لبن الأم .
مميزات حليب الأم :
1) غذاء نظيف وآمن يدركه الطفل بلا عناء .
2) يلبي كافة المتطلبات الغذائية للطفل في الأشهر الأولى من حياته .
3) يحتوي على عناصر طبيعية ضد الجراثيم ، كما يشتمل على حماية
ووقاية هائلة.
4) يتميز بسهولة الهضم وسرعة التمثيل سواء من قبل الأطفال العاديين أو
المبتسرين .
5) يعمِّق العلاقة العاطفية الحميمة بين الأم وطفلها ، وهذا مرده إلى العلاقة
النفسية التي تحدثها عملية الرضاعة .
6) تساعد ظاهرة المص على تقوية الفكين لدى الطفل وظهور الأسنان سريعـًا .
7) يحمي حليب الأم الطفل من السمنة والبدانة .
8) يمنع سوء التغذية وكثيرًا من المشاكل الصحية .
9) يتضمن أمورًا كيميوحيوية تكسب الطفل مناعة طبيعية ضد كثير من
الأمراض .
10) تساعد عملية الرضاعة على المباعدة بين ولادة طفل وآخر ، إذ يقل
وينخفض تعرض الأم للحمل أثناء الرضاعة .
11) إن لبن الأم اقتصادي ويخفف الأعباء من كاهل الأسرة والمجتمع .
12) الأطفال الذين ينعمون بالرضاعة الطبيعية لا يقعون فريسة الحساسية
المفرطة .
13) تسلم الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهنَّ رضاعة طبيعية من مخاطر
التعرض لمرض سرطان الثدي .
14) إن الرضاعة الطبيعية تسهم في المحافظة على وزن الأم وعدم تعرضها
للبدانة والسمنة .
15) حماية الأطفال من التعرض لمرض التهاب القولون الحاد .
16) تقل جدًا إصابة الأطفال الذين رضعوا رضاعة طبيعية بأمراض
الاضطرابات العنيفة التي تصيب الأطفال في الشهر الأول .
لقد أثبت الأخصائيون النفسانيون بأن من المهم جدًا أن يبدأ الأطفال في عملية الرضاعة بعد الولادة مباشرة ؛ لأن ذلك يعمل على أن يحيا الطفل حياة نفسية وعاطفية هادئة ومستقرة .كما أن لعملية الالتصاق الجسدي بين الطفل وأمه أهمية كبيرة في صناعة وشائج عاطفية بينهما ، وهذه الروابط تمنح الأطفال شعورًا بالأمان النفسي والراحة الجسدية التي تساعد الطفل على أن ينمو نموًا متوازنـًا وطبيعيـًا .ومما لا يخفى أن كثيرًا من الحواجز النفسية وحالات الحرمان العاطفي والتفكك الأسري التي تفشت في الغرب ترجع إلى انعدام العلاقة العاطفية والوشائج النفسية بين الأطفال وأمهاتهم في أيام ولادتهم الأولى ، وذلك لعدم قيام معظم الأمهات بإرضاع أطفالهنَّ .كما أن نظام الحياة المادي المعقّد الذي فرضته الحضارة الغربية على النساء شجعهنَّ على حرمان الأطفال من الرضاعة الطبيعية ، وكان لاعتقاد النساء الخاطئ أن الرضاعة تؤثر سلبـًا على صحتهنَّ وعلى جمالهنَّ أثر في إهمال الرضاعة .
وثمة عوامل أخرى ساهمت في هذه المشكلة في البلاد النامية أيضـًا ، منها تغير أسلوب حياة الأمهات ، وشيوع الجهل والمفاهيم المغلوطة ، وتقليد الغرب ، وعمل الأمهات خارج البيوت ، كل ذلك أوجد هذه المشكلة ، ولا ننسى أن لأنانية بعض النساء واستخدامهنَّ الحليب الصناعي بديلاً عن الرضاعة ، وقلة الحوافز التي تحض على الرضاعة الطبيعية أدى إلى تفاقم هذه المشكلة .إن الرضاعة الصناعية عملية باهظة وخطرة ، ينجم عنها مشكلات لاتحصى ، إنه سلوك خطر بتهديد العائلات الفقيرة ويعرض الأطفال لمخاطر التلوث الغذائي ، والإفراط في غش الألبان ومزجها بالماء ، لذا من الأهمية بمكان ألا تحرم الأم طفلها من حقه في الرضاعة الطبيعية إذا كانت صحتها على ما يرام ، ولو فكرنا مليـًا في الأضرار الناجمة عن استخدام البدائل لحليب الأم لتغير هذا الأمر فضلاً عن أن الإقبال والاعتماد على الرضاعة الصناعية يعرض المجتمعات للتفكك ويعرض فلذات أكبادنا لأمراض خطيرة .فيا لها من مهمة نبيلة ورسالة شرّف الله تعالى بها الأمهات ، فقط في أن يقمن برعاية طفل برئ عاجز ، وحضانته وإرضاعه الحنان والحب مع اللبن ، إنها منحة ربانية أعطاها الله سبحانه وتعالى للوالدات قبل أولادهنَّ .فالرضاعة لا تفيد الطفل فحسب ، لكنها تشبع الحاجات العاطفية والجسدية للنساء أولاً ، فالحاجة إلى إرضاع الأم لطفلها تجعلها تقوم بدور إيجابي وفعال في استقرار المجتمع وتنشئة الأجيال .
................................... ................................... ..........................
المبحث الرابع
مزايا الرضاعة وعيوبها
مزايا الرضاعة الطبيعية:
×توازن السكريات والبروتينات والدهون بنسب ملائمة تناسب احتياجات طفلك.
× تمد الطفل بالعديد من المعادن والفيتامينات والأنزيمات التي تسهل من عملية الهضم.
×تقلل من التعرض لإصابات عدوى الأذن، الحساسية، القيء, الإسهال،الالتهاب الرئوي,التهاب الشعب الهوائية،الحمى الشوكية،أزيزالصدر وضيق التنفس.

المزايا الجسمانية للأم التي ترضع رضاعةطبيعي:
×حماية الأم من الإصابة بأنواع معينة من سرطان الثدي.
×منع كسور الحوض في مرحلة متقدمة في العمر.
×حرق السعرات الحرارية تصل 500 سعراً حرارياً في اليوم الواحد.
×عودة الرحم الى حجمه الطبيعي قبل الولادة والحمل.

المزايا العملية للرضاعة الطبيعية:
×تكلفة أقل.
× مجهود أقل في التحضير والإعداد.
×سهولة الحصول عليه لأنه متوافر في أي وقت.


مميزات وجدانية:
×الاتصال المباشر بين الأم وطفلها ممايولد لديه الشعور بالأمان وإحساسه بحنان الأم.
×الهرمونات التي تحفز إفرازاللبن تدعم من مقومات الأمومة من الإحساس بطفلها وقدرتها علي تقديم الرعاية له.

عيوب الرضاعة الطبيعية:
×غير معروف الاضطرابات التي تؤدي إليها الرضاعة الطبيعية بشكل مباشر
×عدم قدرة الأم علي النوم لفتراتطويلة.
×اختيار الأطعمة بعناية من جانب الأم:
1- الكافيين قد يسبب اضطرابات للطفل والذي يوجد في القهوة – الشاي – الشيكولاته – المياه الغازية.
2- قد تسبب أيضاً بعض الأطعمة الحساسية وانتفاخ المعدة.
3- من غيرالمستحب: تدخين السجائر،وشرب الكحوليات, واستخدام العقاقير عند الرضاعة الطبيعي .
×تقديم العناية من كافة أفراد العائلة:
1-تغذية الطفل من الببرونة (بلبن الأم) عندما تضطرالأم للذهاب خارج المنزل.
2-مشاركة أفراد العائلة في الأمور المنزلية من طهيوتنظيم.
3-العمل علي إراحة الطفل والأم.
4-المداومة علي العناية بالطفل مابين تغذيته وتغيير حفاضاته واستحمامه.
5-تعرض ثدي الأم للعديد من المشاكل مثل تشقق الحلمة.
6-وتوجد بعض الأحوال الطبية التي ترغم الأم الابتعاد عن الرضاعة الطبيعية، لكنها نادرة:
1-مرض الأم.
2-اضطرار الأم إلي أخذ الأدوية التي قد تضر بصحة الطفل.

مزايا الرضاعة الصناعية:
1-ارتباط الطفل بباقي أفراد العائلة (لا يقتصر علي الأم) لمشاركتهم في تغذيته.
2-مساعدة الأم في إيجاد مساحة من الوقت تنجز فيها أعمالاً أخرى بجانب رعاية طفلها
3-معرفة كمية اللبن التي يتغذي عليها الطفل.
4-لا تخضع الأم لقائمة الممنوعات في الأطعمة والأدوية لبعد الطفل عن ثديها .
5- نوم الطفل لفترات أطول عن الذي يرضع طبيعياً.
6-الوقت الذي يقضيه الطفل في الرضاعة أقل من رضاعة الثدي.
عيوب الرضاعة الصناعية:
1-علي الرغم من أن تركيبة اللبن الصناعي مغذية وتشبه إلي حد كبير لبن الثدي إلا أنه لا يرقي إلي مميزات لبن الثدي.
2-لبن الببرونة لا يحتوي علي أجسام مضادة.
3-اللبن الصناعي مكلف.
4-تحتاج الببرونة إلي مجهود:
أ- الإعداد والتحضير.
ب- زيارات للمطبخ في منتصف الليل والإيقاظ من النوم.
ج- شراء احتياطي من الببرونة وغيرها من الأدوات الأخرى.
د- التنظيف المستمر لأن احتمال تلوثها قائم بنسبة كبيرة.
5-الرضاعة من الببرونة تصيب الطفل بالانتفاخ ودخول الهواء إلي معدته ثم المغص.
6-قد يصاب الأطفال بحساسية من الألبان الصناعية وتركيبها.

# المقارنة بين لبن الثدي – اللبن الصناعي


المواد الغذائية






اللبن الطبيعي





اللبن الصناعي





أهمية المقارنة



- الدهون
- غني بـ أوميجا 3 و (AA &DHA) التي تبني خلايا المخ.
- غني بالكولسترول.
- يتم امتصاصها كلية.
- يحتوي علي أنزيمات هضم الدهون.
- يتكيف مع احتياجات الطفل.
- لا يحتوي علي DHA.
- لا يحتوي علي كولسترول.
- لا تمتص بأكملها.
- لا تتغير خواصه لتلاؤم احتياجات الطفل الدائمة التجدد.
تعد الدهون من أهم المواد الغذائية التي يحتاجها الطفل علي عكس الكبار ويحتوي عليه لبن الثدي. وغياب DHA والكولسترول والمواد الغذائية الأخرى في لبن الببرونة التي يحتاجها الطفل لنمو مخه وجسمه بشكل طبيعي قد يؤدي إلي ظهور أمراض القلب وأمراض الجهاز العصبي. وعدم الامتصاص الكلي للدهون يساوي رائحة براز كريهة للطفل .
البروتينات


- يحتوي علي بروتينات سهلة الهضم.
- يمتص الجسم جميع البروتينات الموجودة فيه.
- يحتوي علي "اللاكتوفيرن" لصحة الأمعاء.
- ويحتوي علي "ليسوزيم" مضاد للميكروبات.
- توجد به البروتينات اللازمة لنمو العقل والجسم.
- يحتوي علي البروتين المحفز للنوم.
- البروتينات التي توجد به غير سهلة الهضم مثل الكازيين (Casein).
- لا تمتص كلية، وتترسب المواد الضارة في الكلي.
- يحتوي علي القليل جداً من اللاكتوفيرن أو لا يحتوي مطلقاً عليه.
- لا يحتوي علي "ليسوزيم".
- يوجد به نقص بالبروتينات اللازمة لنمو العقل والجسم.
يتكيف مكوناته مع احتياجات الطفل وهذا ينطبق علي اللبن الطبيعي ويلاحظ ذلك مع الأطفال المبتسرين.


الكربوهيدرات



- غني (باللاكتوز).
- غني بـ (Oligosaccharides)
- بعض أنواع اللبن الصناعي لا تحتوي علي لاكتوز.
- يوجد نقص بـ (Oligosaccharides)
يعتبر اللاكتوز من الكربوهيدرات الهامة لنمو العقل والمخ. لأن الدراسات قد أظهرت علاقة بين معدلات اللاكتوز في لبن الأم وبين حجم الطفل.


المنشطات المناعية



- غني بخلايا الدم البيضاء الحية (الملايين منها في الرضاعة الواحدة).
- غني بـ (Immunoglobulin)
- لا توجد خلايا دم بيضاء حية.
- يحتوي علي القليل من
(Immunoglobulin) ومعظمها من الأنواع غير المفيدة .
- معالجة اللبن تقتل كل الخلايا البيضاء الحية وبالتالي مناعة أقل للجسم.
عندما تتعرض الأم لميكروب، تكون أجسام مضادة لهذا الميكروب والتي تنتقل لطفلها من خلال الرضاعة الطبيعية.


الفيتامينات والمعادن



- تمتص بكفاءة كبيرة ومنها الحديد والزنك والكالسيوم.
- يمتص الحديد بنسبة 50 – 75 %.
- تحتوي علي سيلينيوم (وهو مضاد للأكسدة). .
- تقل كفاءة امتصاص المعادن.
- يمتص الحديد بنسبة 5 – 10%.
- نسبة السيلينيوم أقل من تلك التي يحتوي عليها اللبن الطبيعي.
تتوافر الفيتامينات والمعادن في لبن الثدي بنسب كبيرة كما يتم امتصاصها بكفاءة عالية، ولتعويض عدم الامتصاص الجيد لها مع اللبن الصناعي تضاف المعادن والفيتامينات بنسب كبيرة مما يجعلها أصعب في الهضم.


الأنزيمات والهرمونات



- غني بالأنزيمات التي تهضم الألبان بسهولة مثل (Lipase, amylase)
- يحتوي علي العديد من الهرمونات والتي يفوق عددها 15 هرموناً من أهمها هرمون الغدة الدرقية – البرولاكتين – أوكسيتوسين.
- تقتل المعالجة الإنزيمات التي تهضم.
- كما أنها تقتل الهرمونات التي لا تكون طبيعية.
كلما كانت هناك إنزيمات تساعد علي الهضم كلما ساعدت علي قيام الأمعاء بوظائفها علي نحو فعال، كما أن الهرمونات تساهم في التوازن الحيوي – الكيمائي في جسم الطفل.


التذوق



- يختلف مذاقه باختلاف النظام الغذائي للأم.
- لا يختلف مذاقه.
كون أن اللبن الطبيعي يكتسب مذاق الأطعمة التي تتغذي عليها الأم يجعله يتقبل الطعام بسهولة عند فطامه.


التكلفة



- لبن مجاني.
- عالي التكاليف.
لا تستطيع التوفير مع الألبان الصناعية بالإضافة إلي تعرض الطفل للعديد من المتاعب والاضطرابات والتي تزيد فواتير الأطباء إلي تكاليف الألبان الصناعية.

................................... ................................... ...................................
المبحث الخامس

الرضاعة الصناعية تقتل طفلك !!
في كل يوم تتكرر النداءات إلى كل أم وتتعالى الصيحات في مختلف بلدان العالم -عبر وسائل الإعلام- بضرورة العودة إلى الرضاعة الطبيعية. فهل تراجعت نسبة الأمهات اللاتي يرضعن أطفالهن صناعياً؟الإجابة بكل أسف بالنفي، ففي كل يوم تنضم آلاف الأمهات إلى قائمة الرضاعة الصناعية ويستجبن لإغراءات شركات تصنيع أغذية الرضع التي تضرب عرض الحائط بكل التحذيرات وتتبع أساليب ملتوية في ترويج منتجاتها. الهيئات والمنظمات العالمية المهتمة بالطفولة لم تستسلم في تلك الحرب التي تدور على ساحة الأطفال الرضع. تعالوا نطالع مشاهد إحدى معارك هذه الحرب. نساء مأجورات! في عام 1860 قام مهندس الكيمياء هنري نستله- في فرانكفورت بألمانيا بتركيب خليط من الدقيق وحليب البقر المجفف من أجل تغذية الأطفال الرضع. وقد تنبأ نستله بأن يكون لهذا الإنتاج مستقبل كبير حيث ذكر أن هذا المسحوق قد ركب في ظروف علمية صحيحة ويتضمن نوعاً من الغذاء المحتوي على كل ما يرغب فيه الإنسان. غير أنه لم يتصور أن يتحول عمله إلى شيء ضار بالأطفال أو أنه سيأتي يوم يكتب فيه دعاة حماية الأطفال -بعد مائة عام من اكتشافه- وثيقة عنوانها «نستله يقتل الرضع»!! وكيف لا، وقد أخذت أوروبا الشمالية تمتلئ بالمصانع فور اكتشافه، وبدأت نسبة العمالة النسائية تزداد بعد أن أتيحت لهن الفرصة للاستغناء عن إرضاع أطفالهن من أثدائهن وأوكلن أمر مواليدهن الجدد إلى نساء مأجورات!! وشيئاً فشيئاً زادت نسبة الشركات الدولية الكبرى المنتجة لغذاء الرضع والتي تحتل شركة نستله مكاناً متميزاً بينها حيث تعد من أكبر الشركات في العالم برقم مبيعات يتجاوز ميزانية سويسرا ذاتها، أما نفقاتها على الدعاية فتتجاوز ميزانية منظمة الصحة العالمية. ادعاء الأفضلية! غير أن مجموعة المنظمات المراقبة للرضاعة الطبيعية- والتي تضم 29 منظمة من بينها الجمعية الطبية البريطانية والمكاتب الأوروبية لمنظمة الصحة العالمية و اليونيسيف وغيرها، قد كشفت عن الممارسات التجارية اللا أخلاقية للشركات الدولية الكبرى المنتجة لغذاء الأطفال والتي تنتهك القانون الدولي للتجارة في بدائل حليب الأم حيث أوضحت هذه المنظمات أن تلك الشركات تستهدف النساء اللاتي يرفضن التخلي عن الرضاعة الطبيعية في المستشفيات ومصحات التوليد ورعاية الأمومة، لاسيما في بلدان العالم الثالث وتعمل على إغرائهن وإقناعهن بأفضلية الأغذية الصناعية من خلال ممرضات مأجورات وتزويدهن بعد الوضع بمسحوق الحليب و رضاعات ومصاصات مجاناً. ومن ناحية أخرى تحرص هذه الشركات على إغداق المنح المالية والهدايا على موظفي المستشفيات، وكذلك توزيع معدات وأجهزة مجانية على مؤسسات الرعاية الصحية وأقسام التوليد التي تفتقر إلى تلك الأجهزة والمعدات. وقد حققت هذه الممارسات التجارية نجاحاً ملحوظاً وانتشاراً في مختلف أنحاء العالم. ففي العالم الثالث انخفضت نسبة النساء اللاتي يرضعن أطفالهن طبيعياً إلى 44%، أما على المستوى العالمي فقد وصلت هذه النسبة إلى الثلث وقد تعددت ردود الفعل إزاء الممارسات التجارية للشركات المنتجة لغذاء الأطفال. ففي عام 1974 نشر المناضلون من أجل الطفل كتيباً بعنوان «نستله تقتل الأطفال» كلّف مؤلفيه الإحالة إلى القضاء بتهمة التشهير وجنت شركة نستله بعض المكاسب من هذه القضية رغم تعرضها للانتقاد. لكن الجمعيات المدافعة عن الأطفال لم تلق السلاح بل قامت بالتعاون مع الشبكة الدولية لغذاء الأطفال بإعلان مقاطعة نستله وهو إجراء قوّى النشاط في أمريكا الشمالية وكان من اللازم القيام بمزيد من الجهد ووضع مدونة سلوك تهدف إلى إدخال الاعتبارات الأخلاقية في صناعة الحليب. وقد تم بالفعل وضع هذه المدونة من قبل منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف والمنظمات الحكومية النشطة وكذلك صناعة الحليب نفسها التي استشيرت عند صياغة المدونة، وعلى الرغم من معارضة الشركات الأمريكية المصنعة لحليب الأطفال لهذه المدونة في عام 1981 إلا أنها لقيت قبولاً من الوفود العالمية الحاضرة لمؤتمر الجمعية العالمية للصحة في العام نفسه والذي وضع القانون الدولي للمتاجرة ببدائل حليب الأم. ذلك القانون الذي يمنع الإعلان عن مسحوق الحليب، الظاهر منه والخفي ولاسيما في مؤسسات العلاج، كما يمنع كل توزيع مجاني لهذا المسحوق ويحث على الحديث بانتظام عن أفضلية حليب الأم عن جميع أنواع الحليب المبيع في الأسواق، ويطالب القانون جميع البلدان الأعضاء في منظمة الصحة العالمية بإدخال المبادئ الأساسية التي يحتويها القانون في تشريعاتها الخاصة. استهداف النساء وفي عام 1984 أعلنت الكنيسة الإنجليزية أنها أعادت النظر في ملف مسحوق الحليب ومن أجل ذلك قامت بتشكيل مجموعة المنظمات المراقبة للرضاعة الطبيعية بهدف التأكد من تطبيق القانون من خلال القيام ببحث معمق حول الرضاعة الطبيعية. وقد تم بالفعل إجراء البحث عام 1996 في أربعة بلدان هي جنوب إفريقيا وبنجلاديش وبولونيا وتايلاند، وشمل (800) أم شابة في كل بلد منها، كما شمل 120 عاملاً صحياً في أربعين مؤسسة. وخرج البحث بنتيجة مفادها أن 32 شركة تجارية منها «نستله» انتهكت مدونة السلوك الخاصة بمسحوق الحليب فجميعها واصلت مسيرتها السابقة في نشر الدعاية السلبية عن الرضاعة الطبيعية بين الأمهات الوالدات حديثاً من خلال إرسال مندوبيها إلى مصحات التوليد وتوزيع الهدايا وعينات من المسحوق وزجاجات الرضاعة وكتيبات بطريقة الاستخدام . وباختصار أشار البحث إلى أن النظام الصحي في المستشفيات ما زالا هدفاً مختاراً للإستراتيجية التجارية لشركات تصنيع مسحوق الحليب ولاسيما في تايلاند وبنجلاديش، وهما البلدان الأشد فقراً في عينة البحث واللذان تعاني مصحات الأمومة فيهما نقصاً في الأجهزة والمعدات ويتلقى الموظفون فيها رواتب زهيدة، أما في بولونيا وجنوب إفريقيا فإن الإستراتيجية مختلفة إذ إن النساء هناك مستهدفات سواء كن داخل مؤسسات العلاج أو خارجها. فوائد الرضاعة الطبيعية وإزاء هذه النتائج وضعت كل من منظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية برامج تطالب المستشفيات بضرورة اتخاذ موقف ثابت لفائدة الرضاعة الطبيعية، وقد حددت المنظمتان عشرة شروط لتحقيق ذلك منها:البدء فور حدوث الولادة بإرضاع المولود من ثدي أمه والإقلاع عن إعطاء المولود المصاصة أو الرضاعة، ومنع وجود الممرضات المزيفات المأجورات من قبل الشركات، وغير ذلك. وقد أُعلنت المؤسسات التي طبقت هذه الشروط «مستشفيات صديقة للأطفال»، ومنذ ذلك الوقت دخلت آلاف من مصحات الأمومة ضمن هذه المؤسسات غير أنه استكمالاً لهذه الخطوة كان يجب على دعاة الرضاعة الطبيعية توضيح مخاطر الرضاعة الصناعية، فهي من جهة تتسبب في هجمات متعددة الجوانب للميكروبات والفيروسات والطفيليات بسبب تلوث الماء أو الرضاعة غير المعقمة في غياب وسائل الحفظ الصحي. ومن جهة ثانية قد يؤدي الأمر إلى توسع سوء التغذية بسبب زيادة كمية الماء الممزوج به مسحوق الحليب. ومن هنا جاء تقرير اليونيسيف من أنه يموت حالياً حوالي المليون ونصف المليون طفل كل سنة بسبب الآثار المباشرة لتغذية المواليد صناعياً، ويصاب معظم هؤلاء الأطفال بالجفاف، إضافة لأمراض تنفسية يمكن أن تقل خطورتها من خلال الرضاعة الطبيعية، حيث يحتوي حليب الأم على أجسام مضادة تحمي الرضيع من بعض أنواع العدوى. ومما يجدر ذكره أن أول حليب تفرزه الأم بعد ساعات أو أيام قليلة من الوضع يتمتع بخواص قوية مضادة للعدوى، كما أن حليب الأم يحتوي على مجمل المواد المغذية التي يحتاج إليها الرضيع، فضلاً عن دور الرضاعة الطبيعية في نسج الروابط العاطفية الخاصة بين الأم ووليدها الجديد. وأخيراً تجدر الإشارة إلى أن دعاة الرضاعة الطبيعية لا يشككون في أهمية مسحوق الحليب كمادة غذائية أثناء فترة الرضاعة ولكن بشروط محددة جداً منها على سبيل المثال عدم قدرة المولود الفيزيائية على تناول حليب أمه (وهي حالة نادرة الوقوع) ومنها أثناء الحروب حيث يحرم المواليد من أمهاتهم.
................................... ................................... ..............................
المبحث السادس
الرضاعة الطبيعية تقيك من مرض سرطان الثدي

توصلت دراسة بريطانية إلى أن الرضاعة الطبيعية تحمي الأمهات من الإصابة بسرطان الثدي، وذلك فضلا عن فوائدها المعروفة من وقاية الأطفال من الإصابة بالميكروبات وزيادة مناعتهم في الشهور الأولى من عمرهم. وقد قامت مجموعة من الباحثين البريطانيين بتجميع نتائج 47 دراسة في مجال علم الأوبئة تم إجراؤها في 30 دولة. وأكدت خلاصة الإحصائيات التي شملت 150 ألف سيدة، يعاني ثلثهن تقريبا من سرطان الثدي، أن عملية الرضاعة كان لها تأثير كبير في خفض معدل الإصابة بهذا المرض وذلك بنسبة 4.3%خلال عام واحد.
وتشير الدراسات، حسب صحيفة أخبار اليوم المصرية، إلى أن الأمهات في الدول الصناعية يمكنهن تجنب 25 ألف حالة سرطان جديدة سنويا إذا امتدت فترة رضاعتهن لأطفالهن ستة أشهر أكثر من ذي قبل وذلك مرتين أو ثلاثة، إذ يبلغ متوسط إنجاب الأطفال في هذه الدول 2.5% طفل. وعلى الرغم من أن الرضاعة الطبيعية هي أفضل مصدر لتغذية الرضع، وأنها تحد من مخاطر الإصابة بالأمراض في مرحلة الطفولة، إلا أن العلماء قالوا إنها قد تزيد من الإصابة بالربو والحساسية. وتوصل العلماء في كندا ونيوزيلندا إلى أن الصغار الذين يحظون برضاعة طبيعية مدة تزيد على أربعة أسابيع يزيد احتمال إصابتهم بالربو والحساسية إلى مثلي من يحصلون على رضاعة صناعية. والجدير ذكره، هو ما قاله تقرير سابق نشر في لندن إن الرعاية الصحية الأساسية وبعض الإجراءات غير المكلفة مثل الرضاعة الطبيعية وتدفئة الطفل يمكن أن تقلل من وفيات الأطفال وتحفظ حياة ملايين الرضع كل عام، حيث يموت 50 رضيعا كل ست دقائق في العالم، ويولد أربعة ملايين طفل ميتا، بينما لا يبلغ أربعة ملايين سن الشهر الواحد، ولكن كثيرا من الوفيات يمكن تحاشيها بتحسين صحة الحوامل. وقال البروفيسور أنتوني كوستيلو، من معهد صحة الطفل في بريطانيا، والذي شارك في إعداد التقرير " في كثير من الدول النامية العناية الصحية للحامل خلال الفترة الحرجة قبل الولادة وبعدها مباشرة غير موجودة فعليا... معظم الأمهات يلدن دون أي زيارة لجهة رعاية صحية". وقارن التقرير الذي جاء بعنوان "حالة مواليد العالم" بين الرعاية الصحية التي تحصل عليها الأمهات والأطفال في الدول الفقيرة بما هو متوفر في بريطانيا ودول أوروبية أخرى والولايات المتحدة، ووجد التقرير أن معظم وفيات الأطفال في الدول النامية سببها الأمراض المعدية والولادة المبكرة والصعوبات خلال عملية الولادة والعيوب الخلقية. وذكر التقرير أن 53 مليوناً يلدن كل عام دون أي رعاية صحية متخصصة، وأن احتمالات أن تجهض الأم الحامل في غرب أفريقيا خلال الشهر الأول تزيد 30 مرة عن الحامل في غرب أوروبا وأميركا الشمالية. هذا وقد أفادت بحوث سابقة أجراها خبراء بالجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا بأن وقف الرضاعة الطبيعية عن الرضع الذين تقل أعمارهم عن 3 أشهر يؤثر في قدرات الذكاء والحركة عندهم.
وأشار الخبراء إلى أن الأطفال الذين يحرمون من الرضاعة الطبيعية بعد الشهر الثالث، من المرجح جدا أن ينخفض لديهم معدل القدرات العقلية عند الشهر الثالث عشر والذكاء الكلي عند سن الخامسة. وقد توصل الخبراء إلى وجود علاقة قوية بين فترة الرضاعة الطبيعية ونمو القدرات العقلية. وأيدت البيانات التي توصلوا إليها "نظرية أن رضاعة حليب الأم لفترة طويلة تساعد على تنمية القدرات العقلية" وذلك لأن حليب الأم يحتوي على مواد مغذية خاصة و هرمونات ومضادات حيوية تساعد الرضع على مقاومة الإصابات بأمراض الجهاز التنفسي والإسهال.

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013