منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 12 Jul 2015, 07:15 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي موضوع سورة من القرآن...الحلقة السادسة: ﴿سورة الأعراف﴾

بسم الله الرحمن الرحيم



موضوع سورة من القرآن
[ سبب تسميتها ونزولها وفوائد مستنبطة]
الحلقة السادسة :﴿ سورة الأعراف ﴾ .

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أمابعد:


سورة الأعراف من أطول السور المكية ماعدا الآيات من " 163 : 170 " فمدنية عدد آياتها .206 آية ،هي السورة السابعة في ترتيب المصحف نزلت بعد سورة " ص " ،وهي أول سورة عرضت بالتفصيل قصص الأنبياء من بداية خلق آدم إلى نهاية الخلق مروراً بنوح، هود، صالح، لوط، شعيب، موسى عليهم السلام وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام.
وسميت السورة بـ (الأعراف) لورود ذكر اسم الأعراف فيها وهو سور مضروب بين الجنة والنار يحول بين أهلهما وروى جرير عن حذيفة أنه سئل عن أصحاب الأعراف فقال: هم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فقعدت بهم سيئاتهم عن دخول الجنة وتخلفت بهم حسناتهم عن دخول النار فوقفوا هنالك على السور حتى يقضي الله فيهم.
قال الله تعالى : (وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ (45) وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ ۚ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ ۚ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ۚ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) ۞ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُم بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (48) أَهَٰؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ۚ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ (49).
يقول العلامة السعدي في تفسيره :
يقول تعالى لما ذكر استقرار كل من الفريقين في الدارين، ووجدوا ما أخبرت به الرسل ونطقت به الكتب من الثواب والعقاب: أن أهل الجنة نادوا أصحاب النار بأن قالوا: { أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا } حين وعدنا على الإيمان والعمل الصالح الجنة فأدخلناها وأرانا ما وصفه لنا { فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ } على الكفر والمعاصي { حَقًّا قالوا نعم } قد وجدناه حقا، فبين للخلق كلهم، بيانا لا شك فيه، صدق وعد اللّه، ومن أصدق من اللّه قيلا، وذهبت عنهم الشكوك والشبه، وصار الأمر حق اليقين، وفرح المؤمنون بوعد اللّه واغتبطوا، وأيس الكفار من الخير، وأقروا على أنفسهم بأنهم مستحقون للعذاب.
أي: وبين أصحاب الجنة وأصحاب النار حجاب يقال له: { الأَعْرَاف } لا من الجنة ولا من النار، يشرف على الدارين، وينظر مِنْ عليه حالُ الفريقين، وعلى هذا الحجاب رجال يعرفون كلا من أهل الجنة والنار بسيماهم، أي: علاماتهم، التي بها يعرفون ويميزون، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نَادَوْهم { أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ } أي: يحيونهم ويسلمون عليهم، وهم - إلى الآن - لم يدخلوا الجنة، ولكنهم يطمعون في دخولها، ولم يجعل اللّه الطمع في قلوبهم إلا لما يريد بهم من كرامته.
{ وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ } ورأوا منظرا شنيعا، وهَوْلًا فظيعا { قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } فأهل الجنة [إذا رآهم أهل الأعراف] يطمعون أن يكونوا معهم في الجنة، ويحيونهم ويسلمون عليهم، وعند انصراف أبصارهم بغير اختيارهم لأهل النار، يستجيرون بالله من حالهم هذا على وجه العموم.
ثم ذكر الخصوص بعد العموم فقال: { وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ } وهم من أهل النار، وقد كانوا في الدنيا لهم أبهة وشرف، وأموال وأولاد، فقال لهم أصحاب الأعراف، حين رأوهم منفردين في العذاب، بلا ناصر ولا مغيث: { مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ } في الدنيا، الذي تستدفعون به المكاره، وتتوسلون به إلى مطالبكم في الدنيا، فاليوم اضمحل، ولا أغني عنكم شيئا، وكذلك، أي شيء نفعكم استكباركم على الحق وعلى من جاء به وعلى من اتبعه.
ثم أشاروا لهم إلى أناس من أهل الجنة كانوا في الدنيا فقراء ضعفاء يستهزئ بهم أهل النار، فقالوا لأهل النار: { أَهَؤُلَاءِ } الذين أدخلهم اللّه الجنة { الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ } احتقارا لهم وازدراء وإعجابا بأنفسكم، قد حنثتم في أيمانكم، وبدا لكم من اللّه ما لم يكن لكم في حساب، { ادْخُلُوا الْجَنَّةَ } بما كنتم تعملون، أي: قيل لهؤلاء الضعفاء إكراما واحتراما: ادخلوا الجنة بأعمالكم الصالحة { لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ } فيما يستقبل من المكاره { وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ } على ما مضى، بل آمنون مطمئنون فرحون بكل خير.
وهذا كقوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ } إلى أن قال { فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ } واختلف أهل العلم والمفسرون، من هم أصحاب الأعراف، وما أعمالهم؟
والصحيح من ذلك، أنهم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم، فلا رجحت سيئاتهم فدخلوا النار، ولا رجحت حسناتهم فدخلوا الجنة، فصاروا في الأعراف ما شاء اللّه، ثم إن اللّه تعالى يدخلهم برحمته الجنة، فإن رحمته تسبق وتغلب غضبه، ورحمته وسعت كل شيء.
فوائد مستنبطة:
1 – أصحاب الأعراف هم قوم تساوت حسناتهم وسيئاتهم فوقفوا على السور حتى يقضي الله فيهم.
2 – صدق ما أخبرت به الرسل والأنبياء من وجود الجنة والنار.
والبعث والجزاء.
3 – أهل الأعراف يشاهدون أهل الجنة وأهل النار، ويعرفونهم بعلاماتهم .
4 – يتكلم أصحاب الأعراف مع أهل الجنة ويحيونهم ويسلمون عليهم.
5 – أصحاب الأعراف هم موجودون إلى الآن ولم يدخلوا الجنة.
6 – دعاء أصحاب الأعراف الله عز و جل ألا يجعلهم من أهل النار.
7 – لوم أصحاب الأعراف لمن يعرفونهم من أصحاب النار وتأنيبهم على أعمالهم السيئة وكفرهم بالله.
8 – مكانة الضعفاء والفقراء من المؤمنين عند الله وجزائهم الجنة جزاء صبرهم على أذية و استهزاء الكافرين.
9 – رحمة الله الواسعة وفضله على أصحاب الأعراف أن أدخلهم مع أصحاب الجنة ولم يجعلهم مع أصحاب النار.
10 – الحذر من ارتكاب المعاصي و ترك التوبة [ إن الحسنات يذهبن السيئات ].

يتبع إن شاء الله
رمضان المقبل إن كتب الله لنا الحياة.


كتبه وجمعه : أبو عبد السلام جابر البسكري
الأحد 25 رمضان, 1436 هجري.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 Jul 2015, 03:18 PM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي شكر و امتنان.

جزاك الله خيرا أخي الفاضل جابر على ما أتحفتنا به من درر في هذا الشّهر الفضيل، أسأل الله تعالى أن يزيدك من فضله ويمدّ في عمرك وأن يبقيك إلى رمضان المقبل، حتّى تستأنف وتكمل ما شرعت فيه نافعا لإخوانك في هذا المنتدى الطّيّب المبارك بإذن الله تعالى، آميــــــن ..

استفسار:
أخي الفاضل جابر أرجو أن تعذرني لجهلي وثقل فهمي، استشكل عليّ فهم المقصود من الفائدة الخامسة، فلو أنّك تتفضّل بتجليتها وتوضيحها أكثر أكون لك ممتنّا، وجزاك الله خيرا مرّة أخرى على مجهودك الطّيّب.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 Jul 2015, 06:10 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

وإياك اخي الفاضل منور انار الله قلبك بالقرآن والسنة.

واما على استفسارك فجوابه كالأتي :
هذه الفائدة مقتبسة من كلام العلامة عبد الرحمن السعدي حيث قال : ....وهم - إلى الآن - لم يدخلوا الجنة، ولكنهم يطمعون في دخولها، ولم يجعل اللّه الطمع في قلوبهم إلا لما يريد بهم من كرامته.
وكما هو معلوم من عقيدة أهل السنة والجماعة أن الجنة والنار موجودتان الآن وكل ما هو من شأن الآخرة ومنها الأعراف المكان الذي عليه أصحاب الأعراف.
وقد سؤل العلامة العثيمين رحمه الله تعالى هذا السؤال :
السؤال: هل الجنة والنار موجودتان الآن؟
الإجابة: نعم الجنة والنار موجودتان الآن ودليل ذلك من الكتاب والسنة.
أما الكتاب فقال الله تعالى في النار: {واتقوا النار التي أعدت للكافرين}، والإعداد بمعنى التهيئة، وفي الجنة قال الله تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين}، والإعداد أيضاً التهيئة.
وأما السنة فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما في قصة كسوف الشمس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قام يصلي، فعرضت عليه الجنة والنار، وشاهد الجنة حتى هم أن يتناول منها عنقوداً، ثم بدا له أن لا يفعل عليه الصلاة والسلام، وشاهد النار، ورأى فيها عمرو بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار والعياذ بالله، يعني أمعاءه قد اندلقت من بطنه فهو يجرها في النار؛ لأن الرجل أول من أدخل الشرك على العرب، فكان له كفل من العذاب الذي يصيب من بعده، ورأى امرأة تعذب في النار في هرة حبستها حتى ماتت فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض، فدل ذلك على أن الجنة والنار موجودتان الآن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الثاني - باب اليوم الآخر.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 Jul 2015, 07:05 PM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي شكر و امتنان.

اللّهمّ آمين آمين وأنت كذلك أيّها الأخ الفاضل، جزاك الله خير الجزاء أخي جابر على اهتمامك وتواصلك مع أخيك، ولكن ما قصدته باستفساري ذلك هو: هل كون الأعراف موجودة الآن -كما هي عقيدة أهل السّنّة والجماعة- يعني ذلك أنّ أصحابها - أصحاب الأعراف - موجودون أيضا الآن وهم على الأعراف يطمعون في دخول الجنّة، أم أنّ ما أخبرنا به الله سبحانه وتعالى من أمرهم ومحاورتهم لكلا الفريقين - أصحاب الجنّة وأصحاب النّار -، إنّما يكون ذلك يوم القيامة لا الآن، هذا الّذي أشكل عليّ وأردت الاستفسار عنه، أخي جابر أرجو أن يكون القصد قد وضح وبان، وجزاك الله خيرا مرّة أخرى على نفعك لإخوانك وأنا واحد منهم ..
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, مسائل, قرآن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013