مقصود شيخ الإسلام أن التوقيف اللغوي وضعي لا شرعي ؛ ولهذا كان تتبع الرخص فيه مباحا جائزا لا تثريب على سالك إياه ، ومن وفق للترجيح فذاك خير وأفضل
وقوله : وحينئذ فمن ادعى وضعا متقدما على استعمال جميع الأجناس، فقد قال ما لا علم له به
المقصود بمدعي الوضع من اعتقد أن هناك وضعا سابقا للاستعمال وأما من أتى بكلمة لم تعهد عن العرب فهذا يعد مخالفا للتوقيف ، وهذا حدث من صاعد بن الحسن بن عيسى الربعي صاحب كتاب الفصوص في اللغة ، قال ابن كثير في البداية والنهاية(12/ 27): لكنه كان مع فصاحته وبلاغته وعلمه متهما بالكذب ،سأله شخص ما الجرنفل ؟، فقال :......(كلام سيء)...
وظاهر القصة أن الكلمة مخترعة وتفسيرها مخترع...فهي بهذا الاعتبار مخالفة للتوقيف الوضعي
ومثلها قصة الخنفشار :
لقد عقدت مودتكم فؤادي..... كما عقد الحليب الخنفشار
فهذا البيت مصنوع والكلمة مخترعة ساقطة(الخنفشار)
وممن قال بالتوقيف الشرعي استدلالا بالآية القرآنية (وعلم آدم الأسماء كلها)أحمد بن فارس المالكي صاحب (معجم المقاييس)
وقال ابن جني : وهذا موضع محوج إلى فضل تأمل ، غير أن أكثر أهل النظر على أن أصل اللغة ، إنما هو تواضع واصطلاح ، لا وحي وتوقيف.
قلت -السلمي- : وهو ما رجحه شيخ الإسلام.
وذهب بعضهم إلى أن أصل اللغة مستمد من أصوات المخلوقات ، قال السيوطي في (المزهر): وهذا عندي وجه صالح ومذهب متقبل.
نقلا عن مقدمة محقق جامع الغلاييني
التعديل الأخير تم بواسطة عبد الصمد بن أحمد السلمي ; 11 Sep 2012 الساعة 07:41 PM
سبب آخر: تعديل
|