منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 21 Feb 2012, 10:41 AM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي [ تفريغ ] القناة الملعونة !!! لفضيلة الشيخ محمد بن سعيد رسلان - حفظه الله -




لفضيلة الشيخ:
أبي عبد الله محمد بن سعيد رسلان
حفظه الله




إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره؛ ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

أما بعد:

فإن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه، وعلى آله، وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أما بعد:

فإلى أهل "القناة الملعونة"، تَشْكُونَ من قسوة الألفاظ، وخشونة العبارات، وعنف البيان؛ فسأجتهد في ترقيق خطابكم، حتى يكون كخطاب الرجل إحدى نسائه الأربع بمبعدة من ضراتها، ليتقيَ غيرتها، ويستجلب محبتها، ويستديم مودتها، ويحتلب رضاها.

مع الإقرار بدءا، أنه من المحال أن يأتي أحد بمثل تمثيل أكبر الانتهازيين في قطرنا، ممن يُتَاجِرُونَ بالدين والدعوة، ويحصلون من بعد ضعة وهوان وعدمة جاها وسلطة وثروة.

ومن يستطيع أن يأتي بصوت مشروخ، ودمعة حاضرة، وتخشع مصنوع، وحياء مرفوع، وانفعالات مدروسة، واهتزازات موقعة.

من يقوى على ذلك، سوى من انبعجت من مال الدعوة بطنه بكرِشِه، وانتفخ من خداع العوام كِيسُهُ بقرشه.

ومن يحسن مثل إحسان من أكل على كل مائدة، وجَدَّ وشد في تحصيل أي فائدة، ولو كانت بالمحق على دينه عائدة، وتلونت كتلون الحرباء دعوته، وانحنت لمصلحته انحناء القين الذليل هامته.

ومن يجيد ذلك مثل من دخل الخِباء فلعق الحذاء، واستجد العطاء، فاستجلب البلاء.

ومع الإقرار بدءا، بأن القوم انحطوا من الفجور في الخصومة إلى الدركة الهابطة، وسلكوا سبل الخيانة يسوقون إليها جماهير قطعان الأمة ناعقة وزاعقة، يسيئون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ويدمرون وكأنهم ملكوا زمام الأمور خفضا ورفعا.

مع الإقرار بذلك كله، فإن للقوم علينا واجب النصيحة ليتوبوا فيكفوا عن أفعالهم القبيحة، ولينجي الله تعالى الناس من شرورهم وآثامهم، وليرفع الله تعالى البلاء الواقع على الأمة بسببهم، إذ لا يرفع إلا بإقلاعهم عن ذنوبهم.
أخرج مسلم في "صحيحه"(1) بسنده عن علي رضي الله عنه قال: «حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات: لعن الله من ذبح لغير الله، لعن الله من لعن والديه، لعن الله من آوى محدثا، لعن الله من غير نار الأرض».

قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لعن الله من آوى محدثا)، لعن يحتمل:

1- أن تكون الجملة خبرية وأن الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر أن الله تعالى لعن من آوى محدثا.

2- ويحتمل أن تكون إنشائية بلفظ الخبر أي: اللهم العن من آوى محدثا.

والخبر أبلغ لأنه يدل على الوقوع بلا احتمال ضده، وأما الدعاء فقد يستجاب، وقد لا يستجاب.

و(من آوى محدثا) أي: ضمه إليه وحماه.

و(الإحداث) يشمل:

1- الإحداث في الدين: كالبدع التي أحدثها أهل الأهواء وأرباب البدع.

2- ويشمل الإحداث في الأمر: أي: في شئون الأمة كالجرائم وشبهها.

فمن آوى محدثا فهو ملعون، وكذا من ناصره، لأن الإيواء أن تئويه لكف الأذى عنه، فمن ناصره فهذا أشد وأعظم، والمحدث أشد منه لأنه إذا كان إيواءه سببا للعنة، فإن فعله نفسه جرم أعظم.

فإذا آوت "قناةٌ" كبير المُحْدِثِينَ، وشيخ أهل الأهواء الضالين، وناصرته فهي "ملعونة" بنص الحديث؛ فكيف إذا مكنت له في إفساد البلاد والعباد، وسعت لذلك سعي الحثيث، لا شك تكون أشد تلبسا بأنها "ملعونة" أمتها شياطين الإنس، والجن، فهي بالشياطين مسكونة.

والحكم في "الملعونة" الاجتناب، والمباعدة.

أخرج مسلم في "صحيحه"(2) من رواية عمران بن حصين قال: «بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت، فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «خذوا ما علبيها ودعوها فإنها ملعونة».

قال عمران -رضي الله عنه-: «فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد».

فاتقوا الله أيها المسلمون، ولا تعينوا هؤلاء المبطلين على باطلهم، واحذروا أهواءهم الردية، واتقوا شباكهم الخفية.

قال الإمام البربهاري(3) -رحمه الله-: «مثل أصحاب البدع، مثل العقارب؛ يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب، ويخرجون أذنابهم، فإذا تمكنوا لدغوا، وكذلك أهل البدعة هم مختفون بين الناس، فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون».

والله أسأل أن يهدي أصحاب "القناة الملعونة" للإنابة والمتاب، واستقامة القصد وقصد الصواب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) برقم (1978).

(2) برقم (2595).

(3) "طبقات الحنابلة"(3/77).


التعديل الأخير تم بواسطة محمد رحيل ; 21 Feb 2012 الساعة 04:01 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013