رسالة الأصول الثلاثة وعلاقتها بالمنهج

[قادة شداد]

الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين أما بعد

يقول الله عزوجل "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا" الفرقان(32)

روى ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم وفضله بسنده إلى يونس بن عبيد قال: قال لي ابن شهاب: يا يونس لا تكابر العلم؛ فإن العلم أودية، فأيها أخذت فيه قطع بك قبل أن تبلغه، ولكن خذه مع الأيام والليالي ولا تأخذ العلم جملة، فإن من رام أخذه جملة ذهب عنه جملة، ولكن الشيء بعد الشيء مع الأيام والليالي.
وقال رحمه الله: طلب العلم درجات ومناقل ورتب، لا ينبغي تعدِّيها، ومن تعداها جملة فقد تعدى سبيل السلف رحمهم الله، ومن تعدى سبيلهم عامدا ضل، ومن تعداه مجتهدا زل.
فمن منهج السلف في أخذ العلم التدرج في طلبه, فيبدأ بالمختصر فالمتوسط فالمطول, ومن سلك غير هذا السبيل فقد أضاع وقته ولم يحصل كبير فائدة.
ومما اعتنى به العلماء في تدريسهم العقيدة الإعتناء برسالة الأصول الثلاثة لشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله , فهي رسالة صغيرة الحجم كبيرة الفائدة , لكن رغم ذلك فقد زهد فيها كثير من طلبة العلم.
وقد حوت هذه الرسالة على صغرها كثير من الأمور والتأصيلات المنهجية التي يحسن التذكير بها,ففي هذه الرسالة الرد على جميع الطوائف وبيان ذلك في هذه النقاط التي سنوردها.وسنكتفي بالمسائل الأربعة .
المسألة الأولى:فلقد عرف الشيخ رحمه الله العلم بأنه معرفة الله ومعرفة رسوله صلى الله عليه وسلم ومعرفة دين الإسلام بالأدلة, ففي هذه المسألة الرد على جميع الطوائف الإثني والسبعين الهالكة.
وسنذكر بعض هذه الطوائف:
أ-الإخوان المسلمين الذين لايهتمون بتعلم وتعليم العلم الشرعي الذي أساسه معرفة الله أي علم التوحيد الذي من أجله خلقت الخليقة ,فهم لا يهتمون بهذا العلم لأنهم يرونه يفرق الأمة زعموا
وهمهم الوحيد هو الحكم و الحاكمية وشغفهم بالقصص والسير فهذا هو علمهم الذي يحسنونه .
أما الأصل وهو علم التوحيد فلا يذكر ونه ولا بنصف كلمة.
ب- جماعة التبليغ الذين يقسمون العلم, إلى علم مسائل وعلم فضائل ولايهتمون بعلم المسائل ويهتمون بعلم فضائل الأعمال , وحتى هذا لايحسنونه فتجدهم يعتمدون على الأحاديث الضعيفة و الموضوعة فلا يميزون بين سقيم الأحاديث ومقبولها وكما قيل فاقد الشيء لايعطيه وكيف يستقيم الظل و العود أعوج.
ج-الصوفية الذين علمهم مجرد مناماة وحدثني قلبي عن ربي .
د- أهل التقلبد ومتعصبة المذاهب الذين يتعصبون لقول متبوعيهم, ولا يقيمون وزنا للأدلة الشرعية من الكتاب و السنة .
ففي هذه المسألة الأولى قد رد الشيخ رحمه الله على جميع الطوائف و النحل.

المسألة الثانية: فيها الرد على أهل الإرجاء الذين يخرجون العمل عن مسمى الإيمان ورد على الصوفية الذين يرون أنهم لما يصلون إلى مرحلة في السلوك تسقط عنهم التكاليف.

المسألة الثالثة فيها بيان إلى ما يدعى إليه وأنه لا بد للداعية من العلم وهو أن يعرف الله ويعرف الرسول ويعرف دين الإسلام بالأدلة و يعمل بهذا العلم, فبعد أن كمل نفسه بالقوة العلمية و العمل بها يسعى في تكميل غيره بدعوتهم إلى مافيه نجاتهم في اللأخرة
قال تعالى "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين"
وفي هذه المسألة الرد على كثير من الطوائف كالإخوان المسلمين الذين يعتمدون في دعوتهم على التمثيليات و الأناشيد والقصص. ورد على جماعة التبليغ والصوفية الذين يعتمدون على المناماة في دعوة الناس
فكل الطوائف قد تنكبت الطريق وسلكت سبل الهلاك والردى إلا أهل السنة والجماعة وهم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية وهم السلفيون أهل الحديث والأثر الذين اقتفوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم علما وعملا ودعوة.
نسأل الله عزوجل بأن يحيينا على السنة و أن يميتنا عليها.
وهذه النقاط التي كتبتها إستفدتها لما كنت أتدارس الأصول الثلاثة مع الأخ والوالد أبو أحمد مخفي بمدينة بلعباس
والحمد لله الذي بنعمتة تتم الصالحات.