وإنّ من بديع كلام فضيلة الشيخ العلامة ربيع – حفظه الله- ما ذكره في مواضع مختلفة ، مما يُفهم منه -صراحة- مراعاة المصلحة والمفسدة في هذا الباب كما هو صريح كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وكذلكم ما اشتهر من كلام الإمام الألباني – رحمة الله على الجميع- فمنها قول الشيخ ربيع – حفظه الله- لما سئل : هل أتباع المبتدع .. هل يلحقون به فى الهجر ؟
فأجاب الشيخ -سدده الله ومتعه بالصحة والعافية- : المخدوع منهم يُعلم يا أخوة ،لاتستعجلوا ، علموهم وبينوا لهم ، فإن كثيراً منهم يريد الخير حتى الصوفية، والله لو هناك نشاط سلفى ، لرأيتهم يدخلون فى السلفية زرافات ووحداناً فلا يكن القاعدة عندكم بس هجر .. هجر .. هجر .. هجر .. الأساس الهجر!
الأساس هداية الناس ، إدخال الناس فى الخير ، قضية الهجر قد تفهم غلطاً ،إذا هجرت الناس كلهم من يدخلون فى السنة ؟ الهجر هذا يا أخوتاه ، كان في أيام الإمام أحمد .. الدنيا مليئة بالسلفية ، وإذا قال الإمام أحمد فلان مبتدع سقط ، أما الآن عندك السلفية كالشعرة البيضاء فى الثور الأسود , الأساس عندكم هداية الناس ، وإنقاذهم من الباطل ، تلطفوا الناس وادعوهم وقربوهم يكثر إن شاء الله سواد السلفيين وتكسبوا كثيراً من الناس ، أما أنت ( منتفخ ) وهكذا ، وكل الناس ضالون، ولاتنصح ولاشيء، ولابيان ، غلط ..
هذا معناه سد أبواب الخير فى وجوه الناس ، فلا تكن عندكم بس زجر .. زجر الهجر ، إذا قال اهجروا ، ممكن واحد مبتدع يرجع ، يضطر يرجع ، يشوف الدنيا كلها قدامه سلفيين فيضطر للرجوع ..
أما الآن يلتفت كدا مايرى سلفيين ، راح مع الناس ... فتنبهوا لهذه الأشياء. تكون القاعدة عندكم الأساس
هي هداية الناس، وإدخالهم في السنة ، وإنقاذهم من الضلال ، هذه هي القاعدة عندكم ، واصبروا واحملوا وكذا وكذا ، بعدين آخر الدواء الكي، أما تكون من أول مرة ! هذا غلط بارك الله فيكم .
فليكن القاعدة عندكم هو انتشال الناس ، والله كثير من الناس فيهم الخير ، يريدون الخير ، ايروحون للمساجد ايش يبغون ؟ يريدون الجنة يا إخوة ، يريدون الخير .. لكن الأساليب، خلوا أساليبكم حكيمة ، والله الأساليب الحكيمةا لرحيمة الذى يشعر أنك ما أنت متعال عليه ، إذا شعر إنك متعال عليه ما يدخل معك، ما يريد منك الحق، لكن تواضع له، ألن جانبك، ترفق به ، ادعوه بالحكمة ، وإن شاء الله كثير من الناس يدخلون ،كانت الهند كلها خرافيين قبوريين ، وجاء أهل الحديث بالعلم والحكمة ،
كسبوا الملايين بحكمتهم وعلمهم ، ثلاثة .. أربعة من كبار تلاميذ الشيخ :
نذير حسن ، قلبوا الهند رأساً على عقب ، بحكمتهم وعلمهم ، واحد منهم ابتلاه الله !
جاء مبتدع وضربه بالمِعْوَل، حتى خلص مات فى نظره ، وجاءوا وأخذوا هذا المجرم وأودعوه السجن ، أول ما فاق هذا الرجل من غشيته ، قال : هذا الذى ضربني .. فين راح ؟
قالوا : أودعوه فى السجن .. قال : أبداً ما يُسجن ،خلص أنا عفيت عنه ..
قالوا : خلص سجنوه .. أبوا يفكوه .. كان ينفق على أولاد المجرم .. لما خرج من السجن دخل فى السلفية ، من كبار المجرمين ! كان واحد اسمه ( أبو المحجوب ) فى السودان ، أول من نشر السلفية فى السودان ،
كان يظل يضربونه ، ويسحبونه برجله ، ويرموه خارج المسجد ، أول ما يفيق يضحك، لا يحقد على أحد ، ولا ينتقم ، ولا شيء ، يضحك ويبتسم ، ودخل ناس كثير من مشايخه فى الدعوة السلفية ! الشاهد أنا ما أبغى توصلون إلى هذا المستوى ، لكن أبغى عندكم شيء يا إخوة من الحكمة والحلم والصبر والقصد الطيب، وأن القصد هداية الناس بارك الله فيكم، والله بالأخلاق الحكيمة ، والحلم
يقبلون الناس على دعوتكم .. وإذا كان ماعندكم إلا الجفاء والشدة (( ولوكنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ))..هذا رسول الله عليه الصلاة والسلام ، قال له الله هكذا ! يا إخوة بارك الله فيكم ، بعض إخواننا عندهم هذه الشدة الزائدة ، التى تخرج من السلفية ما تدخل ، تخرج تطارد من السلفية ما تدخل أحد، هذا موجود الآن .. فهؤلاء المطاردين .. عليهم أن يتوبوا لله عزوجل ، وأن يحسنوا أخلاقهم ، وأن يكونوا هداةً إلى الله عز وجل بارك الله فيكم .عليكم بهذه الأساليب ، لاتكن القاعدة عندكم هجر ... هجر ... هجر ... هجر وبس ، الهجر مشروع لكن إذا نفع .. أنت في عهد أحمد أهجر ، لكن في عهد من أنت ؟ بارك الله فيكم ، فلا بد من الحلم والصبر .. بارك الله فيكم ، وتقريب الناس إلى الخير وإدخالهم فيه
(من شريط سجل فى رمضان سنة 1423 )
كما أن للشيخ – حفظه الله- كلام طيب في رسالة مفرغة من شريط حول الحث على المودة والائتلاف