منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 23 Aug 2017, 03:26 PM
أبو عبد الله إسماعيل كوشي أبو عبد الله إسماعيل كوشي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 10
افتراضي إضاءات عقديـــة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن مباحث الإيمان ومسائله هي أهم المسائل على الإطلاق، لأنه أصل الدين ولبه وبه يخرج الناس من الظلمات إلى النور؛ وبه يفرق بين السعداء والأشقياء ومن يوالي ومن يعادي والدين كله تابع لهذا؛ وكل مسلم محتاج إلى معرفة ذلك ؛ ولهذا أحببت أن أبين بعض المسائل المتعلقة به حتى نستفيد علمها ونعمل بها
=====
أولا: تعريف الإيمان لغة وشرعاً
الإيمان لغة: مصدر آمن يؤمن إيماناً فهو مؤمن، وأصل آمن أأمن بهمزتين لينت الثانية، وهو من الأمن ضد الخوف. قال الراغب: "أصل الأمن طمأنينة النفس وزوال الخوف. [ ينظر تهذيب اللغة للأزهري، الصحاح للجوهري] ويعني في اللغة الإقرار، ولا يليق أن يفسر بالتصديق كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -[مجموع الفتاوى: 289/7 فما بعدها].
أما شرعا عند أهل السنة والجماعة فهو: قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
قال محمد بن حسين الآجري:" اعلموا رحمنا الله وإياكم أن الذي عليه علماء المسلمين أن الإيمان واجب على جميع الخلق، وهو تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالجوارح.
ثم اعلموا أنه لا تجزىء المعرفة بالقلب والتصديق إلا أن يكون معه الإيمان باللسان نطقاً، ولا تجزىء معرفة القلب ونطق اللسان حتى يكون عمل بالجوارح، فإذا كملت فيه هذه الثلاث الخصال كان مؤمناً، دل على ذلك الكتاب والسنة وقول علماء المسلمين.." [الشريعة للآجري].
هذا هو تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة، أما الطوائف الأخرى فيمكن تقسيم قولهم في الإيمان إلى قسمين: قسم يدخلون العمل في الإيمان ويجعلونه شرطاً في صحة الإيمان، وقسم يخرجون العمل من الإيمان وهم أقسام ويجمعهم وصف الإرجاء.
أما أهل القسم الأول فهم الخوارج والمعتزلة، يقولون: إن الإيمان قول واعتقاد وعمل، لكن الإيمان عندهم كل واحد لا يتجزأ إذا ذهب بعضه ذهب كله فمن أخل بالأعمال ذهب إيمانه باتفاق الطائفتين، وهو كافر عند الخوارج وفي منزلة بين المنزلتين عند المعتزلة.
وأما أهل القسم الثاني وهم المرجئة، فهؤلاء ثلاثة أصناف:
1- صنف يقولون: الإيمان مجرد ما في القلب، ثم من هؤلاء من يدخل فيه أعمال القلوب وهم أكثر المرجئة، ومنهم من لا يدخلها في الإيمان كجهم ومن اتبعه.
2- وصنف يقولون: هو مجرد قول اللسان وهذا لا يعرف لأحد قبل الكرامية.
3- وصنف يقولون: هو تصديق القلب وقول اللسان، وهذا هو المشهور عن أهل الفقه والعبادة منهم.
ثم ليعلم في ختام هذا القول المقتضب في أقوال الناس في تعريف الإيمان أن الخطأ في اسم الإيمان ليس كالخطأ في اسم محدث ولا كالخطأ في غيره من الأسماء، لأن أحكام الدنيا والآخرة متعلقة باسم الإيمان والإسلام والكفر والنفاق، وهذا يؤكد وجوب فهم الإيمان فهماً صحيحاً مستمداً من الكتاب والسنة دون إفراط أو تفريط، وقد أثبت فيما سبق أنه لا صواب في ذلك غير قول أهل السنة والجماعة، وبالله التوفيق.
=====
ثانيا: الأعمال جزء لا يتجزأ من الإيمان:
والأدلة على ذلك كثيرة:
فمن القرآن:
- قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {2} الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ {3} أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}.
- وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}.
- وقال تعالى: { والْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَات ُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
- وقال تعالى: {وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}، و لم يختلف المفسرون بأن الله أراد من {إِيمَانَكُمْ} في الآية؛ صلاتكم إلى بيت المقدس فسمى الصلاة إيماناً، ولو لم تكن جزءاً من الإيمان وركنا فيه؛ لما صح تسميتها به؛ فهذا دليل بين على أن العمل من الإيمان.
والآيات في هذا الشأن كثيرة جدا.
وأما من السنة:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها قول: لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان). [رواه مسلم في كتاب الإيمان]
- وقال: (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبداً لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله كما يكره أن يلقى في النار).[البخاري في كتاب الإيمان].
- وقال: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين). [ رواه البخاري في كتاب الإيمان].
- وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لوفد عبد القيس؛ عندما سألوه عن أمور الدين؛ فأمرهم: (بالإيمان بالله وحده) وقال: (أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وتعطوا الخمس من المغنم). [رواه البخاري في كتاب الإيمان].
وغيرها من الأحاديث النبوية الدالة على أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان، وأنه لا ينفع التصديق ولا القول بدون العمل وأداء الفرائض.
فهذه هي الأدلة من الكتاب والسنة؛ تدل على أن الأعمال جزء من الإيمان، ولم يثبت المدح فيهما إلا على إيمان معه العمل؛ لا على إيمان خال عن أعمال، وهذا هو القول الحق، الذي أجمع عليه سلف هذه الأمة، ومن تبعهم بإحسان إلى يومنا هذا.فتعريفهم للإيمان حكم الشرعي موافق للنُقول؛ أما غيرهم فقد مالوا عن الحق وجانبوا الصواب.

=====
ثالثا: زيادة الإيمان ونقصانه:
ومن عقيدة السلف الصالح - أهل السنة والجماعة - التي أجمعوا عليها: أن الإيمان يزيد وينقص، وأهله يتفاضلون فيه.
====
ملا حظة مهمة:
قال ابن حجر في شرحه لباب الإيمان من صحيح البخاري :".. ثم شرع المصنف يستدل لذلك بآيات من القرآن مصرحة بالزيادة، وبثبوتها يثبت المقابل، فإن كل قابل للزيادة قابل للنقصان ضرورة" [ فتح الباري لابن حجر].
فقد وردت أدلة كثيرة من الآيات والأحاديث، ومن أئمة السلف الصالح على أن الإيمان درجات وشعب، يزيد وينقص.
الإيمان يزيد: بأعمال القلب والجوارح وبقول اللسان؛ كالطاعات والعبادات؛ من التصديق والمعرفة والعلم، وذكر الله تعالى، والحب والبغض في الله، والخوف والرجاء من الله، والتوكل على الله.. الخ، والقيام بجميع شعائر الدين من الأعمال الصالحة.
الإيمان ينقص: بأعمال القلب والجوارح وبقول اللسان؛ كفعل المعاصي والمنكرات، وارتكاب الذنوب والكبائر، والأقوال والأفعال الرديئة، وبغفلة القلب ونسيان ذكر الله تعالى، وبالحسد، والكبر، والعجب، والرياء والسمعة، والجهل، والإعراض، والتعلق بالدنيا، وقرناء السوء، وجميع الأعمال الطالحة.
وأن أهل الإيمان يتفاضلون في إيمانهم على حسب علمهم وعملهم؛ فبعضهم أكمل إيمانا من بعض.
فمن القرآن الكريم:
- قال الله تعالى: {وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا}.
- وقال: {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }.
- وقال: {وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} .
- وقال: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ} .
- وقال: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} .
- وقال: {وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى} .
- وقال تعالى: {وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}..
وأما من السنة :
- وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله؛ فقد استكمل الإيمان) . [ رواه أبو داود وصححه الألباني]
- وقال: (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا). [رواه أبو داود وصححه الألباني].
- وقال: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، ومن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان). [رواه مسلم].
ووجه الدلالة في هذه الآيات والأحاديث واضح وبين في أن الإيمان يزيد، وما جاز عليه الزيادة جاز عليه النقصان.
وأما من أقوال السلف:
لقد جاء عن السلف الصالح آثار كثيرة قرروا فيها ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من حجج ودلالات على زيادة الإيمان ونقصانه، فبينوا رحمهم الله أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وكثرة العبادة والمداومة عليها، وينقص باللهو والغفلة والمعصية والتقصير في فعل الطاعة، بل لقد حكى إجماعهم واتفاقهم على ذلك غير واحد من أهل العلم.
.
.
- قال يحيى بن سعيد القطان:"ما أدركت أحداً من أصحابنا، إلا على سنتنا في الإيمان، ويقولون: الإيمان يزيد وينقص". [رواه ابن هاني في مسائل الإمام أحمد، والذهبي في السير في ترجمة يحيى بن سعيد].
- وقال الإمام عبد الرزاق الصنعاني رحمه الله: "لقيت اثنين وستين شيخاً، ... فذكر عدداً منهم ثم قال: كلهم يقولون: "الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص". [رواه اللالكائي في شرح أصول الاعتقاد].
- وقال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام: "هذه تسمية من كان يقول الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، ... فسمى أكثر من مائة وثلاثين رجلاً من أهل العلم من الصحابة وغيرهم.. ثم قال: هؤلاء كلهم يقولون الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، وهو قول أهل السنة، والمعمول به عندنا". [رواه ابن بطة في الإبانة، وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الإيمان].
- وقال إمام أهل السنة والجماعة أحمد بن حنبل رحمه الله: "أجمع سبعون رجلاً من التابعين وأئمة المسلمين وفقهاء الأمصار على أن السنة التي توفي عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فذكر أموراً منها: الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية". [رواه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد].
- وقال أمير المؤمنين في الحديث أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله: "لقيت أكثر من ألف رجل من العلماء بالأمصار فما رأيت أحداً يختلف في أن الإيمان قول وعمل، ويزيد وينقص".[ فتح الباري لابن حجر].
- وقال أبو يوسف يعقوب بن سفيان الفسوي 4:"الإيمان عندنا أهل السنة الإخلاص لله بالقلوب والألسنة، والجوارح، وهو قول وعمل، يزيد وينقص، على ذلك وجدنا كل من أدركنا من عصرنا بمكة والمدينة والشام والبصرة والكوفة،. ثم ذكر منهم بعضاً وثلاثين". [رواه اللالكائي في شرح الاعتقاد]
- وقال أبو عمر بن عبد البر: "أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل، ولا عمل إلا بنية، والإيمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. [التمهيد شرح الموطأ].
- وقال أبو الحسن الأشعري رحمه الله: "وأجمعوا على أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وليس نقصانه عندنا شك فيما أمرنا بالتصديق به، ولا جهل به، لأن ذلك كفر، وإنما هو نقصان في مرتبة العلم وزيادة البيان كما يختلف وزن طاعتنا وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم وإن كنا جميعاً مؤديين للواجب علينا". [رسالة إلى أهل الثغر، ومقالات الإسلاميين].
- وقال ابن بطال المالكي:"مذهب جماعة أهل السنة من سلف الأمة وخلفها أن الأيمان قول وعمل، يزيد وينقص". [نقله عنه النووي في شرحه لمسلم، والكرماني في شرحه للبخاري].
- وقال الحافظ عبد الغني المقدسي في عقيدته: "اعلم وفقنا الله وإياك.. أن صالح السلف وخيار الخلف وسادات الأئمة وعلماء الأمة اتفقت أقوالهم وتطابقت آراؤهم فذكر أموراً ثم قال: والإيمان بأن الإيمان قول وعمل ونية يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية" [عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي].
- وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وأجمع السلف أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص". [ مجموع الفتاوى].
والأقوال عن أئمة السلف كثيرة جدا لا يتسع المقام لذكرها هاهنا.

=====
رابعا: أسباب زيادة الإيمان ونقصانه
=====
أسباب زيادة الإيمان
إن الله - تبارك وتعالى - جعل للإيمان موارد كثيرة تعززه وتقويه، وأسباباً عديدة تزيده وتنميه؛ إذا فعلها قوي يقينه وزاد إيمانه، وارتفع درجاته في الدنيا والآخرة، والإيمان سبب لكل خير عاجل وآجل.
.
- طلب العلم النافع المستمد من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والعمل به؛ فمن وفق فيهما، فقد وفق لأعظم أسباب زيادة الإيمان.
- معرفة أسماء الله الحسنى؛ الواردة في الكتاب والسنة، والحرص على فهم معانيها، والتعبد بها.
- قراءة القرآن وتدبره: فهو من أنفع دواعي زيادة الإيمان؛ فالذي يقرأه بتدبر وتأمل؛ يجد فيه من العلوم والمعارف ما يقوي به إيمانه، ويزيده وينميه، ولا تكون هذه الزيادة إلا مع فهم القرآن وتطبيقه، والعمل به.
- تأمل سيرة الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم ومعرفة ما هو عليه من الأخلاق العالية، والأوصاف الكاملة، والخصال الكريمة، والشمائل الحميدة؛ لأن من درس وتأمل سيرته صلى الله عليه وسلم وصفاته؛ فقد استكثر لنفسه من الخير، وازداد حبه ويقينه للنبي صلى الله عليه وسلم وأورثه هذه المحبة متابعته، والعمل بسنته صلى الله عليه وسلم.
- الإكثار من ذكر الله تعالى، والدعاء؛ لأنه من أهم أسباب صلة العبد بربه جل وعلا، فهو يغرس شجرة الإيمان في القلب ويغذيه ويقويه.
- الإكثار من النوافل بعد الفرائض؛ لأنها تقرب العبد إلى ربه عز وجل، والاجتهاد في الإحسان، والإتقان في جميع العبادات.
- الدعوة إلى الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتواصي بالحق والصبر.
.
أسباب نقص الإيمان:
.
واعلم أخي المسلم، وأختي المسلمة أن من أهم أسباب نقصان الإيمان في قلب العبد هو عدم تعاهد أسباب زيادة الإيمان، وإهمال تقويته، وترك العناية به؛ فكما أن المحافظة على هذه الأسباب سبب في زيادة الإيمان فإهمالها سبب في نقصه.
ومن أهم أسباب نقص الإيمان:
.
- الجهل بأمور الدين، وعلوم الشرع.
- الغفلة، والإعراض، والنسيان.
- فعل المعاصي، وارتكاب الذنوب.
- طاعة النفس الأمارة بالسوء.
- الركون إلى الدنيا، وفتنتها، وزينتها.
- مجالس اللهو، وقرناء السوء.
- اتباع خطوات الشيطان.
إلى غير ذلك من الأسباب.
======
هذا ما أردت توضيحه وتبيينه في هذه المباحث، ولنا عودة لمباحث الإيمان بإذن الله تعالى.
والله أعلى وأعلم؛ وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

======
======
مستفاد وملخص من:
مسألة الإيمان دراسة تأصيلية علي بن عبد العزيز بن علي الشبل.
زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الاستثناء فيه عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر.
الإيمان حقيقته، خوارمه، نواقضه عند أهل السنة والجماعة عبد الله بن عبد الحميد الأثري.
شرح العقيدة الواسطية محمد بن صالح بن محمد العثيمين.

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013