تذكير لنفسي و لإخواني ! : وصيّة إمام السّنّة إلى عموم الأمّة .
بسم الله الرحمن الرحيم
"وصيّة إمام السّنّة إلى عموم الأمّة "
قال الشّيخ المحدّث الإمام أسد السّنّة الهمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله :
" إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله .
أما بعد :
فوصيتي لكل مسلم على وجه الأرض ، وبخاصة إخواننا الذين يشاركوننا في الانتماء إلى الدعوة المباركة ، دعوة الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ، أوصيهم ونفسي بتقوى الله تبارك و تعالى أولا ، ثم بالاستزادة من العلم النافع ، كما قال تعالى : { واتقوا الله و يعلمكم الله } (البقرة : 282 ) ، وأن يقرنوا علمهم الصالح ، الذي هو عندنا جميعا لا يخرج عن كونه كتابا وسنة وعلى منهج السلف الصالح ، أن يقرنوا مع علمهم هذا و الاستزادة منه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا : العمل بهذا العلم ، حتى لا يكون حجة عليهم ، وإنما يكون حجة لهم { يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم } (الشعراء : 88 - 89) .
ثم أحذرهم من مشاركة كثيرين ممن خرجوا عن الخط السلفي بأمور كثيرة و كثيرة جدا ، يجمعها كلمة " الخروج " على المسلمين و على جماعتهم ، وإنما أأمرهم بأن يكونوا كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : " وكونوا عباد الله إخوانا " كما أمركم الله تبارك و تعالى .
وعلينا كما قلت في جلسة سابقة ، وأعيد ذلك مرة أخرى - وفي الإعادة إفادة - ، وعلينا أن نترفق في دعوتنا المخالفين إليها ، وأن نكون مع قوله تبارك وتعالى دائما و أبدا { ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } (النحل : 125) . وأحق من يكون باستعمالنا معه هذه الحكمة هو من كان أشد أشد خصومة لنا في مبدئنا وفي عقيدتنا ، حتى لا نجمع بين ثقل دعوة الحق ، التي امتن الله عز وجل بها علينا ، وبين ثقل أسلوب الدعوة إلى الله عز وجل .وأرجو من إخواننا جميعا في كل بلاد الإسلام ، أن يتأدبوا بهذه الآداب الإسلامية ، ثم أن يتقوا من وراء ذلك وجه الله عز وجل ، لا يريدون جزاء ولا شكورا .
ولعل في هذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين " .
انتهى أخذا من الشريط رقم (900) من سلسلة "الهدى والنور" سجل بتاريخ 13 جمادى الآخر 1419ه.