منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01 Apr 2018, 09:32 AM
أبو محمد حسين أبو محمد حسين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 39
افتراضي المجموعات الأربع من التغريدات والخواطر لابن حزم الأندلسي من خلال كتابه الأروع المسمى " بالأخلاق والسّير " فيها حكمٌ و فوائدٌ وعبر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد :

فهذه أربع مجموعات من التغريدات والخواطر انتقيتها من كتاب " الأخلاق والسير "
لابن حزم الأندلسي- رحمه الله تعالى - جعلت في كل مجموعة عشر تغريدات فاجتمعت لدي أربعون تغريدة بين حكمة وعبرة وفائدة ، من مجموع مئتان وأربعة وخمسون خاطرة ذكرها ابن حزم في كتابه المذكور آنفا والمسمى أيضا " رسالة في مدواة النفوس وتهذيب الأخلاق والزهد في الرذائل ".
إعتمدت على النسخة التي طبعتها دار ابن حزم ط3 وهي من تحقيق إيفا رياض
راجعه وقدم له وعلق عليه عبد الحق بن ملاحق التركماني ، توزيع القدس للكتاب بالجزائر.

أما محتوى الكتب ومضمونه :
فيحدثنا عنه صاحب الكتاب قال رحمه الله في مقدمته :" أما بعد فإني جمعت في كتابي هذا معاني كثيرة أفادنيها واهب التمييز تعالى بمرور الأيام و تعاقب الأحوال بما منحني عز و جل من التهمم بتصاريف الزمان ، والإشراف على أحواله،حتى أنفقت في ذلك أكثر عمري، و آثرت تقييد ذلك بالمطالعة له و الفكرة فيه على جميع اللذات التي تميل إليها أكثر النفوس، و على الازدياد من فضول المال. ص 74
لعل هذه الفوائد المنتقاة والفرائد المستقاة تكون عنصر تشويق لقراءة الكتاب كله . وما اعتبرته فائدة في حقي قد يكون مسلما عند غيري ، ولذلك لو تتبّع كل واحد هذا الكتاب واطالبناة بانتقاء مايراه مفيدا له لختلفنا أيما اختلاف ، ولا أدل على هذا أنه بعد إنتهائي من جمع هذه الفوائد .بحثت في الأنترنت فوجدت من سبقني إلى مثل هذا العمل ، لكن لما قرأت ما انتقوه وجدته مخالفا لما انتقيته فحمدت الله وشكرته على أن يسّر لي هذا ولا حول ولاقوة إلا بالله العظيم .
ثم إني جعلت لها عنوانا بمصطلح معاصر وهو التغريدات ، لأني تخيلت ابن حزم معنا في هذا الزمان لو غرد كيف يطير بها العلماء قبل غيرهم مستفيدين منها ومتعلمين كيف لا وهو العالم الكبير والفقيه النحرير صاحب التصانيف البديعة .
لا أطيل على إخواني فها هي تلكم التغريدات ، غَرِّد بها في حسابك واحتسب بها الأجر والثواب من ربك ولا تحرمها غيرك و اقتدي في ذلك بابن حزم رحمه الله القائل في مقدمته .
" و زممت ( قيدت) كل ما سبرت من ذلك بهذا الكتاب لينفع الله به من يشاء من عباده ممن يصل إليه ما أتعبت فيه نفسي، و أجهدتها فيه و أطلت فيه فكري فيأخذه عفواً ، و أهديت إليه هنيئًا، فيكون ذلك أفضل له من كنوز المال و عقد الأملاك إذا تدبره و يسره الله تعالى لاستعماله."
وأنا قائل بمثل قوله عند ختمه لمقدمته : " و أنا راجٍ في ذلك من الله تعالى، أعظم الأجر لنيتي في نفع عباده و إصلاح ما فسد من أخلاقهم، و مداواة علل نفوسهم، و بالله تعالى أستعين.
"

تنبيه : سأجعل أمام كل تغريدة اسم الكتاب والصفحة والنسخة المعتمدة ليكون النشر موثقا نسأل الله أن ينفع به اللهم آمين


ينصح بتحميل الملف من المرفقات


وسأنشر المجموعة الاولى والثانية وأتبعهما الثالثة والرابعة في التعليقات ان شاء الله
المجموعة الأولى من التغريدات والخواطر لابن حزم الأندلسي في كتابه الأخلاق والسير فيها حكمٌ وفوائدٌ وعبر
1 -لإبليس في ذم الرياء حِبالَةُ ،وذلك أنه رُبّ ممتنع من فعل خير خوفَ أن يظنّ به الرّياء.فإذا أطْرقك منه هذا ، فامض على فعلك فهو شديد الألم عليه [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 80]
الحبالة : مايصاد بها من أي شيء كان .
2-من قدّر أنه يسلم من طعن النّاس، وعيبهم فهو مجنونٌ. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 80]
3-من حقّق النّظر، وراضَ نفسه على السُكون إلى الحقائق وإن آلمتها في أوّل صدمةٍ كان اغتباطه بذمِّ النّاس إيّاه أشدَّ وأكثر من اغتباطه بمدحهم إيّاه.
لأن مدحهم إيّاه :
إن كان بحقٍّ وبلغه مدحهم له أسرى ذلك فيه الْعُجْب، فأفسد بذلك فضائله .
وإن كان بباطل فبلغه فسَّره فقد صار مسروراً بالكذب وهذا نقص شديد.
وأما ذم النّاس إيّاه :
فإن كان بحق فبلغه فربما كان ذلك سبباً إلى تجنُّبه ما يعاب عليه وهذا حظ عظيم لا يزهد فيه إلا ناقص.
وإن كان بباطل وبلغه فصبر اكتسب فضلاً زائداً بالحِلم والصبر وكان مع ذلك غانماً لأنه يأخذ حسنات من ذمّه بالباطل فيحظى بها في دار الجزاء أحوج ما يكون إلى النجاة بأعمال لم يتعب فيها ولا تكلفها وهذا حظ عظيم لا يزهد فيه إلا مجنون.
وأما إن لم يبلغه مدح الناس إياه فكلامهم وسكوتهم سواء وليس كذلك ذمهم إياه لأنه غانم للأجر على كل حال بلغه ذمهم أو لم يبلغه. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 81/80]
4-من شغل نفسه بأدنى العلوم ،وترك أعلاها وهو قادر عليه كان كزارع الذّرة في الأرض التي يجود فيها البُرُّ وكغارس الشَّعْراءِ حيث تزكو النّخل والزّيتون. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 88]
الشَّعْراءِ شجرة من الحمض
5-الباخلُ بالعلم أَلأَمُ من الباخل بالمال ،لأن الباخل بالمال أشفقَ من فناء ما بيده والباخل بالعلم بَخل بما لا يَفْنى على النفقة ،ولا يفارقه مع البذل. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص89]
6-لا آفةَ أضرّ على العلوم وأهلها من الدُّخلاء فيها، وهم من غير أهلها، فإنهّم يجهلون ويظنون أنّهم يعلمون ،ويفسدون ويقدّرون أنّهم يصلحون. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 91]
7-وطّن نفسك على ما تكره ،يقلّ همّك إذا أتاك ولم تستضر بتوطينك أولاً، ويَعظُم سرورك ويتضاعف إذا أتاك ما تحبُّ ممّا لم تكن قدّرته. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 95]
8-لو لم يكن في مجالسة النّاس إلا عيبان لكفيا:
أحدهما: الاسترسال عند الأُنْس بالأسرار المهلكَة القاتلة ،التي لولا المجالسة لم يَبُح بها البائح.
والثاني: مواقعة الغِيبَة المهلكَة في الآخرة .
فلا سبيل إلى السّلامة من هاتين البليّتين إلاّ بالإنفراد عن المجالسة جُملة [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 97]
9-لا تحقر شيئاً من عمل غدٍ أن تحققه بأن تعجِّله اليوم، وإن قلّ فإنّ من قليل الأعمال يجتمع كثيرها وربّما أعجز أمرها عند ذلك فيبَطُلَ الكُلُّ. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 97/98]

10-أوّلُ من يزهد في الغادر من غَدَرَ له الغادر، وأوّلُ من يمقت شاهد الزُّور من شهد له به وأوّل من تهون الزّانية في عينه الذي يزني بها. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 98]

المجموعة الثانية من التغريدات والخواطر لابن حزم الأندلسي في كتابه الأخلاق والسير فيها حكمٌ و فوائدٌ وعبر
11-لا يغْترُّ العاقل بصداقةٍ حادثةٍ له أيّامَ دولته،فكلُّ أحدٍ صديقُه يومئذٍ. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 100]
12-لا تُجبْ عن كلامٍ نقل إليك عن قائلٍ حتّى تُوقِنَ أنّه قاله، فإنّ من نقل إليك كَذِباً رجع من عندك بحقٍّ. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 100]
13-لم أَرَ لإبليسَ أصيدَ، ولا أقبَحَ ،ولا أحمَقَ من كلمتين ألقاهما على ألسنة دعاته:
إحداهما: اعتذار من أساء بأن فلاناً أساء قبله .
والثانية: استسهالُ الإِنْسَان أن يسيءَ اليوم لأنّه قد أساء أمس أو أن يسيء في وجهٍ ما لأنه قد أساءَ في غيره .
فقد صارت هاتان الكلمتان عذراً، مسهِّلتَيْن للشَّر ،ومُدخِلَتين له في حدّ
ما يُعرَفُ ويحملُ ولا يُنْكَرُ. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 103]
14-أبلغ في ذمِّك من مدحك بما ليس فيك لأنّه نبّه على نقصك.
وأبلغ في مدحك من ذمك بما ليس فيك لأنه نبه على فضلك
ولقد انتصر لك مِنْ نَفْسِه بذلك وباستهدافه إلى الإنكار واللائمة. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 114]
15-لو علم النّاقص نقصه لكان كاملاً. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 114]
16-لا يخلو مخلوق من عيبٍ، فالسّعيد من قلَّت عيوبه ودقّت. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 114]
17- استبقاك من عاتبك وزهد فيك من استهان بسيّئاتِك. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 115]
18-العتاب للصَّديق كالسَّبك للسَّبيكة فإما تصْفو وإماّ تطير. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 114]
19- لا ترغب في من يزهد فيك فتحصل على الخيبة والخزي.
و لا تزهد فيمن يرغب فيك فإنه باب من أبواب الظلم وترك مقارضة الإحسان وهذا قبيح. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 115]
20- لا تَنصحْ على شرطِ القبول ،ولا تَشْفَع على شرط الإجابة ،ولا تَهَب على شرط الإثابة ،لكن على سبيل إستعمال الفضل، وتأديةِ ما عليك من النَّصيحة ،والشفاعة ،وبذل المعروف . [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 118]



انتقاه لكم أخوكم : أبو محمد حسين

يتبع .....

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03 Apr 2018, 05:54 PM
أبو محمد حسين أبو محمد حسين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 39
افتراضي

المجموعة الثالثة من التغريدات والخواطر لابن حزم الأندلسي في كتابه الأخلاق والسير فيها حكمٌ وفوائدٌ وعبر
21- النصيحة مرتان:
فالأولى فرض وديانة والثانية تنبيه وتذكير وأما الثالثة فتوبيخ وتقريع وليس وراء ذلك إلا الرّكل واللّطام،وربما أشدَّ من ذلك من من البغي والأذى، اللّهم إلا في معاني الديانة فواجب على المرء تِرْدَادُ النُّصح فيها رَضي المنصوح أو سَخِط تأذى النّاصح بذلك أو لم يتأذ. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 122]
22-وإذا نصحتَ فانصح سرّاً لا جهراً ،وبتعريضٍ لا تصريحٍ، إلاّ أن لا يفهم فلا بد من التّصريح له. ولا تنصح على شرط القبول منك ،فإذا تعدّيت هذه الوجوه فأنت ظالمّ لا ناصحٌ وطالب طاعةٍ وملكٍ لا مؤدي حقَّ أمانة وأخوّة، وليس هذا حكمُ العقلِ، ولا حكم الصّداقة لكن حكم الأمير مع رعيّته ،والسّيدُ مع عبيده. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 122]
23- من أردت قضاءَ حاجته بعد أن سألك إيّاها ،أو أردتَ ابتداءَه بقضائها، فلا تعمل له إلاّ ما يريد هو لا ما تريد أنتَ، وإلاّ فأمسك .فإن تَعدَّيت هذا ،كنت مسيئاً لا محسناً ومستحقاً للَّوم منه ومن غيره لا للشُّكر ومُقتضياً للعداوة لا للصَّداقة. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 124/125]
24- لا تنقل إلى صديقك ما يؤلم نفسه، ولا ينتفعُ بمعرفته، فهذا فعل الأرذال.
ولا تَكْتُمه ما يستضرُّ بجهله، فهذا فعلٌ أهل الشَّر [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 125]
25- ولا يَسُّرُك أن تمُدح بما ليس فيك ،بل ليعظم غمُّك بذلك، لأنه نقصك يُنَّبَه النَّاس عليه ،ويُسَّمَعُّون إيّاه وسخرية منك، وهزؤ بك ولا يرضى بهذا إلا أحمق ضعيف العقل. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 125]
26- ولا تأس إذا ذُممت بما ليس فيك، بل إفرح به فإنّه فضلك ينبه النّاس عليه ،ولكن إفرح إذا كان فيك ما تستحق به المدح ،وسواء مدحت به، أو لم تمدح ،واحزن إذا كان فيك ما تستحق به الذّم وسواء ذممت به أو لم تذمَّ. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 125]
26- الناس في أخلاقهم على سبعِ مراتب:
فطائفةٌ تمدحُ في الوجه ،وتذم في اَلمغِيب، وهذه صفةُ أهل النِّفاق من العيَّابين وهذا خٌلٌقٌ فاش في الناس غالبٌ عليهم.
وطائفة تذمُّ في المشهد والمغيب وهذه صفة أهل السَّلاطة والوقاحة من العيَّابين.
وطائفة تمدح في الوجه والمغيب، وهذه صفة أهل الملق والطّمع .
وطائفة تذم في المشهد وتمدح في المغيب ،وهذه صفة أهل السخف والنّواكة.( الحمق )
وأما أهل الفضل فيمسكون عن المدح والذم في المشاهدة ويثنون بالخير في المغيب أو يمسكون عن الذم.
وأما العيّابون البرآء من النّفاق والقِحَة فيمسكُون في المشهد ويذمّون في المغيب.
وأما أهل السلامة فيمسكون عن المدح وعن الذم في المشهد والمغيب.
ومن كل من أهل هذه الصفات قد شاهدنا وبلونا. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 126/127]
28- من امتُحن بقرب من يكره كمن امتُحن ببعد من يحب ولا فَرق. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 135]
29- إذا ارتفعت الغيرّة فأيقن بارتفاع المحبَّة. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 136]
30- رأيت الناس في كلامهم الذي هو فصل بينهم وبين الحمير والكلاب والحشرات ينقسمون أقساماً ثلاثة:
أحدها: من لا يبالي فيما أنفق كلامه، فيتكلم بكل ما يَسبقُ إلى لسانه ،غير محقِّقٍ نَصْرَ حَقٍّ ولا إنكار باطل ،وهذا هو الأغلب في النّاس.
والثاني: أن يتكلم ناصراً لما وقع في نفسه أنّه حق، ودافعاً لما توهَّم أنه باطل غير محقق لطلب الحقيقة ،لكن لجاجاً فيما التزم ،وهذا كثير وهو دون الأول.
والثالث: واضع الكلام في موضعه، وهذا أعز من الكبريت الأحمر. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 147]
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03 Apr 2018, 06:06 PM
أبو محمد حسين أبو محمد حسين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 39
افتراضي

المجموعة الرابعة من التغريدات والخواطر لابن حزم الأندلسي في كتابه الأخلاق والسير فيها حكمٌ فوائدٌ وعبر
31- من عجيب تدبير الله عز وجل للعالم ،أن كلَّ شيء اشتدت الحاجة إليه كان ذلك أهون له وتأمل ذلك في الماء فما فوقه.
وكل شيء اشتدّ الغنى عنه كان ذلك أعز له، وتأمل في الياقوت الأحمر فما دونه. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص148]
32- صدق من قال: إن العاقل معذّبٌ في الدنيا.
وصدق من قال إنه فيها مستريح.
فأما تعذيبه فبما يرى من انتشار الباطل وغلبة دُوَله وبما يحال بينه وبينه من إظهار الحق،
وأما راحته فمن كل ما يهتم به سائر الناس من فضول الدنيا. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 148/149]
33- الاتساء بالنبي صلى الله عليه وسلم في وعظ أهل الجهل، والمعاصي و الرذائل واجب.
فمن وعظ بالجفاء والاكفهرار ،فقد أخطأ وتعدّى طريقته صلى الله عليه وسلم وصار في أكثر الأمر مغْرياً للموعوظ بالتّمادي على أمره لجاجاً ،وحَرَداً ( غضبا ) ومغايظة للواعظ الجافي فيكون في وعظه مسيئاً لا محسناً.
ومن وعظ ببشر وتبسم ولين وكأنه مشير برأي، ومخبر عن غير الموعوظ بما يُسْتَقْبَحُ من الموعوظ فذلك أبلغ وأنجع في الموعظة.
فإن لم يتقبل فلينتقل إلى الموعظة بالتحشيم وفي الخلاء فإن لم يقبل ففي حضرة من يستحي منه الموعوظ فهذا أدب الله في أمره بالقول واللين.
وكان صلى الله عليه وسلم لا يواجه بالموعظة لكن كان يقول: ما بال أقوام يفعلون كذا".
وقد أثنى عليه الصلاة والسلام على الرفق.
وأمر بالتيسير ونهى عن التنفير.
وكان يتخول بالموعظة خوف الملل.
وقال تعالى: وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ".
وأما الغلظة والشَّدَة فإنما تجب في حد من حدود الله تعالى فلا لين في ذلك للقادر على إقامة الحد خاصَّة.
ومما ينجع في الوعظ أيضاً الثناء بحضرة المسيء على من فعل خلاف فعله فهذا داعية إلى عمل الخير. وما أعلم لحب المدح فضلاً إلاّ هذا وحده وهو أن يقتدي به من يسمع الثناء.
ولهذا يجب أن تؤرخ الفضائل والرذائل لينفر سامعها عن القبيح المأثور عن غيره، ويرغب في الحسن المنقول عمن تقدمه ويتعظ بما سلف. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص149/153]
34- وإن أعجبت بآرائك فتفكّر في سقطاتك واحفظها، ولا تَنْسَها وفي كل رأي قدرته صواباً فخرج بخلاف تقديرك ،وأصاب غَيرُك وأخطأت أنت. فإنّك إن فعلت ذلك فأقل أحوالك أن يوازن سقوط رأيك بصوابه فتخرج لا لك ولا عليك، والأغلب أن خطأك أكثر من صوابك وهكذا كل أحد من الناس بعد النبيين صلوات الله عليهم. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 157]
35-وإن أعجبت بعملك فتفكر في معاصيك، وفي تقصيرك وفي معاشك، ووجوهه ،فو الله لتجدنّ من ذلك ما يغلب على خيرك ويُعَفِّي على حسناتك، فليطل همك حينئذ وأبدل من الْعُجْب تنقصاً لنفسك. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 157]
36-وإن أعجبت بعلمك، فاعلم أنه لا خصلة لك فيه وأنه موهبة من الله مجرّدة وهبك إياّها ربك تعالى فلا تقابلها بما يسخطه، فلعله ينسيك ذلك بعلَّةٍ يمتحنك بها تولد عليك نسيان ما علمت وحفظت. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 157/158]
37- وإن أعجبت بمدح إخوانك لك ،ففكر في ذم أعدائك إياّك فحينئذ ينجلي عنك الْعُجْب .
فإن لم يكن لك عدو فلا خير فيك ،ولا منزلة أسقط من منزلة من لا عدو له فليست إلاَّ منزلة من ليس لله تعالى عنده نعمة يحسد عليها عافانا الله.
فإن استحقرت عيوبك ففكر فيها لو ظهرت إلى النّاس وتمثل إطلاعهم عليها، فحينئذ تخجل وتعرف قدر نقصك، إن كانت لك مُسكة من تمييز. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 161/162]
38- فإن تعدّى بك الْعُجْب إلى الامتداحٍ، فقد تضاعف سقوطك لأنه قد عجز عقلك عن مقاومة ما فيك من الْعُجْب هذا إن امتدحت بحق فكيف إن امتدحت بالكذب!
[ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص 165]
39- إذا حضرت مَجْلِس علم فلا يكن حُضُوْر ك إلا حُضُوْر مستزيد علماً وأجراً ،لا حُضُوْر مستغن بما عندك طالباً عثرة تشيعها ،أو غريبة تشنعها ، فهذه أفعال الأرذال الذين لا يفلحون في الْعِلْم أبداً.
فإذا حضرتها على هذه النية فقد حصلت خيراً على كل حال وإن لم تحضرها على هذه النية فجلوسك في منزلك، أروح لبدنك وأكرم لخلقك وأسلم لدينك. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص193]
40- فرضٌ على النّاس تعلم الخير والعمل به ،فمن جمع الأمرين فقد استوفى الفضيلتين معاً ومن عَلِمَه ولم يعمل به فقد أحسن في التعليم وأساء في ترك العمل به فخلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً وهو خير من آخر لم يعلم ولم يعمل به، فهذا الذي لاخير فيه ،أمثل حالةً، وأقل ذّما، من آخر ينهى عن تعليم الخير ويصدّ عنه .
ولو لم ينه عن الشر إلا من ليس فيه منه شيء ،ولا أمر بالخير إلا من استوعبه لما نهى أحد عن شرٍّ ولا أمر بخير بعد النبي صلى الله عليه وسلم وحسبك بمن أدّى رأيه إلى هذا فساداً وسوء طبعٍ، وذمَّ حالٍ، وبالله تعالى التوفيق. [ الأخلاق والسير لابن حزم دار ابن حزم ط3 ص195]

ونختم بما ختم راجين من الله أن يغفر الزلل " جعلنا الله ممن يوفق لفعل الخير والعمل به وممن يبصر رشد نفسه فما أحد إلا له عيوب إذا نظرها شغلته عن غيره وتوفانا على سنة محمد صلى الله عليه وسلم آمين رب العالمين. "
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
إنتقاها لكم أخوكم : أبو محمد حسين
جمادى الاخرة 1439 مارس 2018
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, الأخلاق والسير, فوائد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013