منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 23 Sep 2017, 06:50 PM
أبو عبد الله إسماعيل كوشي أبو عبد الله إسماعيل كوشي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
المشاركات: 10
افتراضي الاستحلال وعلاقته بالتكفير

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله رب العالمين، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم سيد الاولين والآخرين؛ أما بعد:
===
فإن مسائل التكفير من المسائل العظيمة الخطيرة التي تتعلق بالأمن والأمان واستحلال الأموال والدماء , وقد خاض فيها رويبضات هذا الزمان وكفّروا عباد الله -حكاما ومحكومين- بغير وجه حق , فسفكوا الدماء , وسرقوا الأموال , وانتهكوا الأعراض ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
======
ومن أدق مسائل التكفير وأخطرها، مسألة الاستحلال، لذا فقد تكلّم عليها علماء الحق بما لا مزيد عليه، وبيّنوا أنواع الاستحلال وضوابطه، وأحكام كل نوع.
=====
فحدّوا لهذه الضوابط حدودا صارمة , ووضعوا أمام أهل الأهواء سدودا عاصمة
فأبى دعاة الضلال إلا أن يتخطوا هذه الحدود ! , ويهدموا هذه السدود !
====
وعندما قال علماء الحق : لا دلالة على الاستحلال إلا بالنطق , وماذا بعد الحق إلا الضلال.
قال دعاة الباطل : القرائن دالة على الاستحلال ! , ولسان الحال أبلغ من لسان المقال !
====
وقد تعلق بهذه المسألة من يكفر الحكام المسلمين بالحكم بغير ما أنزل الله خصوصا في صورة التشريع العام ( مثل حال بلداننا اليوم)
====
فأحببت أن أجمع في هذا البحث الصغير فتاوى علماء الحق في ضابط الاستحلال، ومتى يحكم على صاحبه بالتكفير.
====
وقبل ذلك يجدر بنا أن نعرّْف الاستحلال حتى نصدر حكما مناسبا له، ((إذ الحكم على شيء فرع عن تصوره)).
====
الاستِحلال لغة : مصدر إِستَحَلَّ، يستحل استحلال فهو مُستحل؛ تقول: إستحل الشيء : عده حلالا [لسان العرب، المعجم الوسيط]
======
وأما الاستحلال في الاصطلاح الشرعي فلا يخرج عن اللغة، إذهو: اعتقاد حلّ ما حرّم الله تعالى[ ابن عثيمين].
قال ابن القيم رحمه الله :
" المستحل للشئ: هو الذى يفعله معتقداً حله " انتهى من "إغاثة اللهفان" (1/ 346)
فأنت كما ترى الاستحلال من عمل القلب.
====
بعد تعريف الاستحلال ننتقل إلى انواع الاستحلال فنقول:
========
الاستحلال على نوعين:
=========
1- استحلال عقدي (ويكون في القلب) وهو اعتقاد ما حرم الله حلالاً؛ وهذا النوع مكفر، بمعنى أن من اعتقد حِلّ الزنا أو الربا أو الخمر او الحكم بغير ما أنزل الله ونحوها من المحرمات فهو كافر مرتد وإن لم يفعل تلك المحرمات بل بمجر ذلك الاعتقاد يكفر.
=====
2- استحلال عملي (فعلي) ونقصد به الاصرار على المعصية كشرب الخمر و أكل الربا ونحوها؛ فهذا النوع ننظر فيه إلى نوع الفعل الذي أصر عليه فإن كان الفعل مما لا يكفر صاحبه كأكل الربا والزنا والحكم بغير ما أنزل الله ... فهذا ليس بكفر وإنما هو فسق ومعصية، وأما إذا كان الفعل المصر عليه مما يكفر به صاحبه كالسجود للصنم ونحوه فهنا يكون المقترف له كافرا.
=====
بمعنى أن الاستحلال العملي (الفعلي) إن لم يكن الفعل ذاته كفرا فإنه لا يحكم على صاحبه بالكفر حتى يستحل ذلك بقلبه (الاستحلال العقدي).
=====
بعد هذا نقول: كيف لنا أن نعرف ان الانسان مستحل لهذا الفعل اعتقادا، ونحكم عليه بالاستحلال.
الجواب: الاستحلال كما سبق أمر قلبي ولا يمكن معرفته إلا إذا صرح به صاحبه، ويكون ذلك - اي التصريح- على وجهين:
===
1- بالنطق؛ كأن يقول الزنا حلال، الربا حلال، الحكم بغير ما انزل الله حلال...
===
2- بالكتابة: كأن يكتب بأن الربا حلال، او الخمر حلال....
=====
سُئِلَ العلامةُ الفوزان -حفظه الله-:
ما هي الضوابط التي ينبغي لطالب العلم أن يعرفها لكي يحكم على فلان من الناس بأنه مستحلٌ للمعصية -المجمع على تحريمها- بحيث يكفر المستحل لهذه المعصية ؟
◘الجواب:
«الضوابط التي تدل على استحلال المعصية:
أن يصرح الشخص بأنها حلال:
[1] إما بلسانه،
[2] وإما بقلمه؛
يعني: يكتب أنها حلال، أو يقول أنها حلال؛ حينئذٍ يُحكم عليه أنه مستحل لها. و((بدون ذلك)) لا يُحكم على استحلاله لها...)) [محاضرة: ظاهرة التبديع والتفسيق والتكفير وضوابطها»؛ وقد حضرها وعلق عليها سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز].
=====
و سُئِلَ العلامة الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:
بالنسبة للاستحلال؛ إذا أقدم شخصٌ على أي معصية من المعاصي؛ سواء من الكبائرأو غيرها، وأصر عليها.
[1] هل بمجرد عمله وإصراره يُحْكَمُ عليه بأنه استحل هذا الشيء؟!؛
[2] أم أن الاستحلال ((عمل قلبي)) لا يظهر ((إلا)) أن يتفوه به الشخص؟!
◘ الجواب:
«أي نعم؛ ((الثاني هو الحق))؛ لأن كثيرًا مِن الناس يصرون على المعاصي، (ويعتقدون) أنها حرام؛ لكن يقولون: (عجزنا أن نَفْتَكَّ منها)، وتجده إذا فعل المعصية يستغفر الله منها؛ بل إن بعض الناس ينذر نذرًا مُغَلَّظًا ألاَّ يفعل هذه المعصية ولكنه يعجز. فلابد من هذا[يعني: أن يتفوه بالاستحلال]»اهـ.[«سلسلة شرح صحيح مسلم» – كتاب الجهاد والسِّيَر والإمارة – الشريط التاسع – الوجه (ب) – دقيقة (40 : 07 : 00)/بفهرسة أهل الحديث والأثر]
=====
قال العلامة النجمي: ((لكن ما هو الاستحلال الذي يعتبر به العبد مستحل لذلك المحرم؟
والجواب: الاستحلال هو من فعل القلب، وهو أن يعتقد العبد بقلبه حِلّ المحرم المجمععليه، ولو لم ينطق بذلك، فمن اعتقد حِلّ الزنا كفر، ولو لم يفعله، ومنفعله وهو يعتقد أنه حرام، فهو مسلم فاسق، ومن اعتقد حِلّ الربا كفر، ولولم يفعله، ومن فعله وهو يعتقد أنه حرام، فهو مسلم فاسق، ومن اعتقد حِلّالخمر كفر، ولو لم يشربه، ومن شربه وهو يعتقد أنه حرام، فهو مسلم فاسق،
وعلى هذا فبأي شيء نعرف الاستحلال؟ الجواب: نعرفه بالنطق؛ بأن يقول مثلاًبأن الخمر حلال؛ أو الربا حلال؛ أو الزنا حلال، أو أن يكتب ذلك في كتابنقطع بصحة نسبته إليه؛ أما بدون ذلك، فلا، لأن الاستحلال من عمل القلوب،والقلوب لا يطلع على ما فيها إلا الله وحده، وقد بطلت بهذا التحقيق حجة منيكفر بفعل الكبيرة، ولو تكرر ...)) [الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية" ج1 ص98، 99]
====
===
بهذا التقرير يتضح :
1- ان الإنسان المصر على الكبائر والمعاصي لا يعتبر مستحلا لها، فلا يكفر بمجرد اصراره عليها، إلا إذا اعتقد بقلبه حل ذلك الفعل او القول المحرم.
2- أن الاستحلال عمل قلبي لا يمكن معرفة إلا إذا صرح به صاحبه أو كتبه.
====
والله أعلم
====
يتبع....

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, التكفيروالاستحلال

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013