منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 26 Oct 2016, 10:41 PM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي أيُّ فَتىً قَتَلَهُ الدُّخَانُ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و حده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده و على آله و صحبه و من تبعه
أما بعد :
فقد ذكر أبو الفضل أحمد بن محمد الميداني النيسابوري في كتابه الفريد مجمع الأمثال هذا المثل اللّطيف الطّريف قال :
2641 : " أعْجَزُ مِمَّنْ قَتَلَ الدُّخَانُ "
هو الذي ضرب به المثل فَقيل: أيُّ فتَىً قتل الدخان، وقد مر ذكره في الباب الأول من الكتاب.
قَال ابن الأعرابي: هو رجل كان يطبخ قِدْراً، فغشيه الدخان، فلم يتحول حتى قتله فجعلت ابنته تبكيه وتقول: يا أبَتاه، وأي فتىً قتل الدخان، فلما أكثرت قَال لها قائل: "لو كان ذا حيلة تَحَوَّل" وهذا أيضاً مثل، ولقوله "تحول" وجهان: أحدهما التنقل، والآخَر طَلَبُ الحيلَة. اهـ ( مجمع الأمثال ص:436 / ط بولاق سنة 1284 )
و كان قد ذكره في الباب الأول و هو : الباب الأول فيما أوله همزة . فقال :
134 : " أيُّ فَتىً قَتَلَهُ الدُّخَانُ "
أصله أن امرأة كانت تبكي رجلا قَتَله الدخان، وتقول: أيُّ فتى قتله الدخان؟ فأجابها مجيبٌ فقال: لو كان ذا حيلة لتَحَوّل . يضرب للقليل الحيلة. اهـ ( مجمع الأمثال ص:29 / ط بولاق سنة 1284 )

و معناه أنه لو كان ذا عقل و حيلة ، لانتقل من الجهة التي يصرف الرّيحُ الدّخانَ إليها ، إلى ناحية لا دخان فيها ، فيسلمُ ، و هذا من التحيُّل للخلاص .
فقلتُ يا سبحان الله ، و رأيتُ أنه مثلٌ يصدق حالا و مقالا و مآلا ، على الذين يتعاطون الدخان المشؤوم
فالمثل يدل على ضعف عقول شاربيه و قلة حيلتهم على الوجه الثاني ، و على عجزهم و خيبتهم و ركونهم إلى شهواتهم ، لعدم تنقّلهم عن واقعهم . على ما يقتضيه الوجه الأول
و كلا الوجهين ، يدلان على السّفاهة و الحمق و العجز و الضعف
و قولهم أعجز أي بلغ الغاية في العجز
فهذا الذي يتعاطى الدخان و إخوانه ، حتى يكون قاتله يوما ، ألا يُستساغ أن يُقال لباكيه : لو كان ذا حيلة تحوّل . لكنّ إقامته على قاتله دليلٌ على بلوغه الغاية في العجز و الحمق و قلة الحيلة .
فقد يصحُّ بعد ذلك أن يقال ( و الله أعلم ) دلّ على حرمة الدخان و الشمة و القات و سائر عشيرتهم ، الكتاب و السنة و كلام السلف و الأئمة ، و كلام العرب و أمثالها .
فيكون مما يُستأنس به للتّدليل على حرمة الدخان و سفاهة متعاطيه و قلة حيلته حينئذ حتى من الأمثال .
فإن كنتَ يا مبتلى بهذه التنباكة النّتنة ، عاقلا قويا ، ذا رأي و عزيمة و حيلة ، فتحوّل ...
و لقد صدق القائل :
إن كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ***** فإن فساد الرأي أن تتردّدا
و لئن كان المثل ضُرب لرجل يَطبُخ قدره ، و يُنضِج طعامه ، و هذه قرائن دالة على عقل الرجل و همته و عدم عجزه ، فهو كان يسعى في طلب أمر مرغوب مُحبّب ، و مع ذلك حُمِّق و عُجِّز . لعدم تحوله .
فإن دخان اليوم لا طعاما أنضج و لا قدرا طبخ ، بل ريحا أنتن و جسما أمرض و معصية أولج و قبرا أدنى . فالتحول عن هذا أيسر و أولى ، و الغبن فيه أسفه و أنوَك و أعجز .
فقل لي بربّك ، لو عاين الأوائل حاله ، بماذا كانوا سيرمونه و بماذا يُشبِّهونه .

فالحمد لله على نعمه الظاهرة و الباطنة
و نسأله تعالى العفو و العافية


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم مصطفى السُّلمي ; 02 Nov 2016 الساعة 01:23 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 Oct 2016, 09:42 PM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي

قال أحد الشعراء و هو العدساني ناصحا حفيدا له في شرب الدخان :
يا شـارب التـّّـنباك ما أجــراكا ....... مَن ذا الّذي في شـــربه أفتـــاكا
أتظـــنّ أنّ شــــرابه مستـعذبٌ ....... أم هـل تظــــنّ أنّ فيه غـــــذاكا
هل فيه نفــعٌ ظـاهرٌ لك يـا فتى ....... كـلاّ فـما فيه ســوى إيـــــــذاكا
ومضــرّةٌ تبـدو وقبـــح روائـح ....... مكـروهة تــــؤذي به جُلـَســاكا
وفتـورُ جسم وارتخاء مَفاصـــلٍ ....... مع ضِيْقِ أنفاسٍ وضعف قـواكا
أو حرقُ مالٍ لم نجد عوضاً له ....... إلاّ دُخـــاناً قـد حشــا أحشـــاكا
آثــرتـه وتركـت جهــلاً غــيره ....... تبـّـــاً لمـَن قـد آثــــر التـّنبـــاكا
ورضيتَ فيه بـأن تكون مبـذّراً ....... وأخــو المبــذّر لم يكن يخـفاكا
يكفــيكَ ذمّـاً فيه أنّ جمـيع مَن ....... قـد كان يشـــربه يـــودّ فكـــاكا

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم مصطفى السُّلمي ; 29 Oct 2016 الساعة 04:12 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 31 Oct 2016, 05:31 PM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي

و تتميما للفائدة و بيان الحكم الشرعي للدخان ، هذه فتوى لسماحة الإمام العلامة ابن باز رحمه الله تعالى . قال رحمه الله :

تحريم الدخان وبيان مضاره
لحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سألني بعض الإخوان عن حكم شرب الدخان، وإمامة من يتجاهر بشربه، وذكر أن البلوى قد عمت بهذا الصنف من الناس.
قد دلت الأدلة الشرعية على أن شرب الدخان من الأمور المحرمة شرعاً، وذلك لما اشتمل عليه من الخبث والأضرار الكثيرة.

والله سبحانه لم يبح لعباده من المطاعم والمشارب إلا ما كان طيباً نافعاً، أما ما كان ضاراً لهم في دينهم أو دنياهم أو مغيراً لعقولهم، فإن الله سبحانه قد حرمه عليهم، وهو عز وجل أرحم بهم من أنفسهم، وهو الحكيم العليم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره؛ فلا يحرم شيئاً عبثاً، ولا يخلق شيئاً باطلاً، ولا يأمر بشيء ليس للعباد فيه فائدة؛ لأنه سبحانه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين، وهو العالم بما يصلح العباد، وينفعهم في العاجل والآجل، كما قال سبحانه : إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ[1]، وقال عز وجل: إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا[2].

والآيات في هذا المعنى كثيرة، ومن الدلائل القرآنية على تحريم شرب الدخان قوله سبحانه وتعالى في سورة المائدة: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ[3]، وقال في سورة الأعراف في وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ[4] الآية.

فأوضح سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين، أنه سبحانه لم يحل لعباده إلا الطيبات؛ وهي الأطعمة والأشربة النافعة، أما الأطعمة والأشربة الضارة؛ كالمسكرات والمخدرات، وسائر الأطعمة والأشربة الضارة في الدين أو البدن أو العقل، فهي من الخبائث المحرمة، وقد أجمع الأطباء وغيرهم من العارفين بالدخان وأضراره، أن الدخان من المشارب الضارة ضرراً كبيراً، وذكروا أنه سبب لكثير من الأمراض؛ كالسرطان وموت السكتة، وغير ذلك.

فما كان بهذه المثابة فلا شك في تحريمه، ووجوب الحذر منه، فلا ينبغي للعاقل أن يغتر بكثرة من يشربه، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المبين: وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ[5]، وقال عز وجل: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا[6].

أما إمامة شارب الدخان وغيره من العصاة في الصلاة فلا ينبغي أن يتخذ مثله إماماً، بل المشروع أن يختار للإمامة الأخيار من المسلمين، المعروفين بالدين والاستقامة؛ لأن الإمامة شأنها عظيم؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلماً))[7] الحديث رواه مسلم في صحيحه، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمالك بن الحويرث وأصحابه: ((إذا حضرت الصلاة، فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكبركم))[8].

لكن اختلف العلماء رحمهم الله هل تصح إمامة الفاسق والصلاة خلفه؟ فقال بعضهم: لا تصح الصلاة خلفه؛ لضعف دينه، ونقص إيمانه، وقال آخرون من أهل العلم: تصح إمامته والصلاة خلفه؛ لأنه مسلم قد صحت صلاته في نفسه؛ فتصح صلاة من خلفه، ولأن كثيراً من الصحابة صلوا خلف بعض الأمراء المعروفين بالظلم والفسق، ومنهم ابن عمر رضي الله عنهما قد صلى خلف الحجاج، وهو من أظلم الناس.

وهذا هو القول الراجح، وهو صحة إمامته والصلاة خلفه، لكن لا ينبغي أن يتخذ إماماً مع القدرة على إمامة غيره من أهل الخير والصلاح.

وهذا جواب مختصر، أردنا منه التنبيه على أصل الحكم في هاتين المسألتين، وبيان بعض الأدلة على ذلك، وقد أوضح العلماء حكم هاتين المسألتين، فمن أراد بسط ذلك وجده.

والله المسئول، أن يصلح أحوال المسلمين، ويوفقهم جميعاً للاستقامة على دينه، والحذر مما يخالف شرعه؛ إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآله وصحبه.

*الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء

[1] سورة الأنعام، الآية 128.

[2] سورة النساء، الآية 11.

[3] سورة المائدة، الآية 4

[4] سورة الأعراف، الآية 157.

[5] سورة الأنعام، الآية 116.

[6] سورة الفرقان، الآية 44.

[7] أخرجه مسلم برقم: 1078 (كتاب المساجد ومواضع الصلاة)، باب (من أحق بالإمامة).

[8] أخرجه البخاري برقم: 592 (كتاب الأذان)، ومسلم برقم: 1080 (كتاب المساجد ومواضع الصلاة).

الموقع الرسمي لسماحة الامام ابن باز رحمه الله تعالى

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم مصطفى السُّلمي ; 31 Oct 2016 الساعة 05:35 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01 Nov 2016, 08:25 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

مثل يصدق حقا على من يشرب الدخان ويقول لا أستطيع التوقف عنه !؟
حتى إذا توقف قلبه حينها لا ينفع الندم و نقول له : "لو كان ذا حيلة تَحَوَّل"
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04 Nov 2016, 10:16 AM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي

جزاك الله خيرا على المرور الطيب المشجع
أخي أبا عبد السلام
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 Apr 2017, 11:14 PM
أبو عاصم مصطفى السُّلمي أبو عاصم مصطفى السُّلمي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
المشاركات: 607
افتراضي

و يصحُّ ـ بل يَحِقُّ ـ لنا أن نقول ، و نحن مصارع الزائغين و مهالك الضّائعين ، ممّن هم في العُجب و الهوى و التّعالم و الابتداع و غيره من الضّلال ضالعين :
أيُّ فتى قتله العُجبُ
و أيّ فتى قتله الهوى
و أيّ فتى قتله التّعالم
و أيّ فتى قتله الابتداع
... و هلمّ جرّا
ثمّ نقول له بعدُ :
لو كان ذا حيلةٍ لتحوّل
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, مسائل, الحياء, فقه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013