التنبيه على وهم وقع في كتاب: "التكميل والتوضيح للمدخل إلى الصحيح"
بسم الله الرحمن الرحيم وقعَ في كتاب "المدخل إلى الصحيح" للحاكم – رحمه الله - مع: "التكميل والتوضيح للمدخل إلى الصحيح" عمل: ربيع بن هادي عمير المدخلي - الطبعة الشرعية والوحيدة، دار الإمام أحمد - وهمٌ تحت عنوان: "ملخص كتاب المدخل إلى الصحيح" (ج1/ ص:34) قال الشيخ – حفظه الله -: ( استهل الحاكم كتابه المدخل إلى الصحيح بالأحاديث التي تحض على اتباع السنة ومجانبة البدع، فذكر حديث البراء بن عازب: "وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة وجلت منها القلوب..."، ساقه من طريقين، ثم عقبه بقوله: فقد حث المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر على النزول عند سنته وسنة الصحابة الخلفاءِ بعده، ثم أوعد الله التارك لسنته وقرن ذلك بالكفر أعاذنا الله منه)اهـ.
التعقيب:
قلت – ولست أهلا لهذا الشأن -: قال الشيخ - حفظه الله - عند أن قال: "... فذكر حديث البراء بن عازب: "وعظنا.... إلخ، وإنما هو من حديث عرباض بن سارية أو العرباض بن سارية رضي الله عنه كما في (ج1/ ص:111-112-113)، وقد ساقه الإمام الحاكم - رحمه الله - من طريقين، كما ذكر - حفظه الله ورعاه -، أما الطريق الأولى فقد أشار - حفظه الله - إلى تصحيحها وتخريجها بما يكفي الباحث، وأما الطريق الثاني فقد أشار إلى ضعفها، لأن مدارها على "عبد الرحمن بن عمرو السلمي" وهو: صدوق، مقبول من الثالثة.
وأشكل علي قوله عن الطريق الثانية: الحديث بهذا الإسناد ضعيف لأن مداره على عبد الرحمن بن عمرو السلمي اهـ.
قلت: والحديث يصلح للمتابعات والشواهد، والشيخ – حفظه الله - أمير في هذا الباب، مع أن الطريق الأولى مدارها - أيضا - على عبد الرحمن هذا، وظني أن الشيخ – حفظه الله - يقصد سلسلة الرواة إلى عبد الرحمن بن عمرو السلمي وهُمْ: عبد الله بن صالح المصري كاتب الليث: صدوق كثير الغلط ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة، ومعاوية بن صالح بن حُدَيْر: صدوق له أوهام، أو أنَّ الشيخ – حفظه الله - على طريقة الإمام أحمد – رحمه الله - وغيره في إطلاق لفظ "الضعيف" ويراد به "الحسن"، والله أعلم.
تنبيه:
أقول هذا وأنا أعرف نفسي جيدا، أني ساقية تنساب نحو بحر واسع، وغدير غلب خريرَه هديرُ النهر، وبقل في أصل نخل باسقات، وهدهد قابل نبي الله سليمان - عليه السلام - وفعلت هذا اقتداء به في تعقيبه – حفظه الله - على الحاكم وعبد الغني بن سعيد الحافظ – رحمهما الله تعالى - واقتداء – أيضا - بعبد الغني – رحمه الله - في تعقيبه على أوهام الحاكم - رحمه الله - والله يغفر لنا ولهم، ولكن لا أعلم إن كان الشيخ: ربيع - حفظه الله ورعاه - علم بهذا الوهم أم لا؟ فلذا أرجو من الإخوة الذين لهم صلة وثيقة بالشيخ – والشيخ حفظه الله أسد شجاع في قبول الحق - أن يبلغوه سلامي وتنبيهي، وجزاكم الله خيرا.
كتبه: أخوكم ومحبكم أبو الحارث يوسف بن عومر السَّعيدي الجزائري غفرالله له ولوالديه ولمن استغفر له ولوالديه.
التعديل الأخير تم بواسطة يوسف بن عومر ; 28 Mar 2014 الساعة 11:32 AM
سبب آخر: خطأ في العنوان
|