منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 02 Feb 2013, 06:03 PM
ابو عبد الله غريب الاثري ابو عبد الله غريب الاثري غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 173
افتراضي هل الأسد وزبانيته أقوى من جبريل والملائكة معه ؟

[justify]الأثر الثالث والعشرين:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((
فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف أو في وقت هو فيه مستضعف، فليعمل بآية الصبر والصفح عمّن يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين. وأمّا أهل القوّة فإنّما يعملون بآية قتال أئمّة الكفر الذين يطعنون في الدّين، وبآية قتال الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون)) (الصارم المسلول 2/413).

إنّ شرع الله تعالى كامل من كلّ جوانبه يُسرٌ كلّه لا عناء فيه ولا تكلّف، والعسر كلّ العسر في مخالفة شرعه سبحانه والخروج عن منهاج رسوله صلى الله عليه وسلّم ولو بقيد أنملة، وكلّما زادت المخالفة زادت حدّة العسر وشدّته حتى تأتي على مصالح البشرية جمعاء فتجتثّها من جذورها.

وإنّ الله تعالى رءوف رحيم، خبير بشؤون عباده، عليم بأحوالهم، مطّلع على أسرارهم وخباياهم، مراع لمصالحهم في الدنيا والآخرة، ومن تمام رحمة الله تعالى بعباده ولطفه بهم سبحانه شرع لهم من الدين ما يناسب حالهم من قوّة أو ضعف فشرع لهم الأخذ بالرخص وترك بعض الواجبات عند فقد القدرة وعدم الاستطاعة ومباشرة ما حرّم الله عند الاضطرار وفقد الاختيار، حتى رخّص لهم -سبحانه وتعالى- التكلّم بكلمة الكفر -مع اطمئنان قلوبهم بالإيمان- في حالة الإكراه إلى غير ذلك من الأمثلة على سماحة الإسلام العظيم.

وهذه سيرة رسوله صلى الله عليه وسلّم التي هي أكمل السير وهذا هديه الذي هو أحسن الهدي وأتمّه يعلماننا كيفية تنظيم شؤون الحياة الخاصّة والعامّة بدءاً من آداب قضاء الحاجة وآداب النّكاح إلى مسائل الإمارة والحروب والمعاهدات وغيرها من المعاملات.


ولقد كان الرعيل الأوّل من المؤمنين
قبل الهجرة مضطهدين مظلومين مسلوبي الحقوق يصبُّ عليهم العذاب صبّاً وتُنهبُ منهم أموالهم نهباً ومع ذلك كلّه ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يأمرهم إلا بالصبر والصفح وانتظار الفتح من الله تعالى مع معالجة قلوبهم وإصلاح أعمالهم وإخلاص نيّاتهم لله ربّ العالمين. ((لتبلوّن في أموالكم وأنفسكم ولتسمعنّ من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين كفروا أذًى كثيراً وإن تصبروا وتتقوا فإنّ ذلك من عزم الأمور)) ((ودّ كثيرٌ من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفاراً حسداً من عند أنفسهم من بعد ما تبيّن لهم الحقّ فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إنّ الله على كلّ شيء قدير))

فلمّا أتى الله بأمره منّ الله على المؤمنين الصادقين وأدخل الإيمان في قلوب إخوانهم من الأنصار وأقبل عليهم النّاس من سائر الأقطار، اشتدّ عودهم وازدادوا قوّة وعدّة وعدداً فدعوا النّاس أجمعين إلى عبادة الله وحده وإخلاص الأعمال له سبحانه وتطهير الاعتقاد من أدران الشرك والكفر والإلحاد، فلمّا فعلوا ذلك أذن الله تعالى لهم في القتال واسترجاع ما سُلب منهم قسراً وقهراً وظلماً وعدواناً فأعلنوا الجهاد في سبيل الله تعالى ولإعلاء راية الإسلام والتوحيد ولتكون كلمة الله هي العليا ... فتحقّق فيهم وعد الله تعالى ((
إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم)) ((كم من فئة قليلة غلبة فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين))
((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكننّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً)) فهذا دين الله تعالى وهذا شرعه سبحانه وهذا وعده لمن تمسّك بدينه وعظّم شرعه، أمّا ما نراه اليوم من واقع أليم في سوريا وغيرها من البلاد العربية والإسلامية فهو عين الحياد عن دين الله تعالى وعين المخالفة لشرعه سبحانه ... فإنّ أهل سوريا خالفوا شرع الله تعالى بأن لم يصبروا على الحاكم النصيري الكافر ولم يسيروا معه سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلّم مع حكّام زمانه من صناديد قريش وعتاة العرب المشركين أيّام كان في مكّة فخرجوا عليه وحاولوا خلعه فأظهر لهم مخالبه وكشّر لهم عن أنيابه وافترسهم كما يفترس الضبع الجيَف...

فلمّا رأى من أفتى بجواز الخروج والمظاهرات في سوريا أنّ الأسد أسدٌ حقّاً وأنّ الثوار أرانب حقّاً صاروا يختلقون لهم المنامات والرؤى المحمّدية والبشارات الربانية تثبيتاً لهم على ما هم فيه من تقتيل وإبادة جماعية بل زادوا على ذلك فادّعوا أنّ ملائكة الرحمن تقاتل معهم جنباً إلى جنب بعمائم بيضاء وسيوف بيضاء على خيول بيضاء !! ومع ذلك لا زال الأسدُ ينهشُ لحوم شعبه ويلغ في دمائهم وقوى الشرّ من الوثنيين والمجوس تدعمه !!!

فهل تخلّف وعد الله ؟! أم أنّ شرعه سبحانه لا يصلحُ لأهل سوريا ؟! أم أنّ الله تعالى يخذل أولياءه وينصر أعداءه ؟! أم أنّ الأسد وزبانيته أقوى من جبريل والملائكة معه ؟! حاشا وكلا وأعوذ بالله من سوء الظنّ بالله ...

إنّ ما يجري اليوم في البلدان العربية عموماً وسوريا ومصر خصوصاً هو نوع عقاب من الله تعالى لمن حاد عن شرعه ومال عن صراطه المستقيم وسلك بنيّات الطريق وسبل الشياطين من جماعة الإخوان المجرمين المفسدين الإرهابيين وإخوانهم الماسونيين ...


هذا جزاء من أعرض عن
توحيد الله تعالى وإخلاص العبادة له سبحانه وغاص في براثين الشرك والوثنية ...
هذا جزاء من أعرض عن الانقياد لسنّة محمّد بن عبد الله صلى الله عليه وسلّم واتّبع وساوس الشياطين وما تهوى الأنفس ...
هذا جزاء من أعرض عن عقيدة السلف الصالح رضوان الله عليهم واستبدلها بمنطق اليونان وفلسفة حكمائهم ...
هذا جزاء من أفسد في الأرض بعد إصلاحها وأرادها عوجاً بنشر الأفلام الساقطة والمسلسلات الهابطة التي أفسدت العوائل العربية وقضت على أخلاقها ومبادئها وأورثتها الذلّ والمهانة والدّياثة ...
هذا جزاء من أعرض عن سؤال العلماء الربانيين السلفيين حقّاً من أمثال الفوزان وربيع ومقبل والألباني وابن باز وابن عثيمين رضوان الله عليهم أجمعين.
فإنّهم مع تكفيرهم لبعض الحكّام بأعيانهم إلا أنّهم لم يأمروا الشعوب بالخروج عليهم لا بالمظاهرات ولا بغيرها ... حفاظاً منهم على مصالح العباد والبلاد وقطعاً لكلّ أسباب الشرّ والفساد. فكانوا حقّاً خير النّاس للنّاس وأرحم الخلق بالخلق ...

قال الإمام ابن باز رحمه الله: ((إلا إذا رأى المسلمون كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان: فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته
إذا كان عندهم قدرة، أمّا إذا لم يكن عندهم قدرة: فلا يخرجوا. أو كان الخروج يسبّب شراً أكثر: فليس لهم الخروج، رعاية للمصالح العامّة. والقاعدة الشرعية المجمع عليها أنّه (لا يجوز إزالة الشرّ بما هو أشرّ منه)، بل يجب درء الشرّ بما يزيله أو يخفّفه. أمّا درء الشرّ بشرّ أكثر: فلا يجوز بإجماع المسلمين.

فإذا كانت هذه الطائفة التي تريد إزالة هذا السلطان الذي فعل كفراً بواحاً عندها قدرة تزيله بها وتضع إماماً صالحاً طيّباً من دون أن يترتّب على هذا فسادٌ كبير على المسلمين وشرٌّ أعظم من شرّ هذا السلطان: فلا بأس،
أمّا إذا كان الخروج يترتّب عليه فسادٌ كبير واختلال الأمن وظلم النّاس واغتيال من لا يستحقّ الاغتيال إلى غير هذا من الفساد العظيم: فهذا لا يجوز)). (مجموع الفتاوى 8/203)

لقد عرف السوريون في مدينة حماة محنة قبل محنتهم هذه ورأى النّاس أجمعين ما جناه منهج الإخوان المجرمين من استئصال جماعي وإبادة جماعية لسكان المدينة على يد نظام حافظ الكلب وأخيه الحمار ! ولكنّ النّاس سريعي النّسيان بطيئي التعلّم والاعتبار ...


وما أحسن ما قاله الإمام ابن عثيمين رحمه الله: ((
فهذه المسائل تحتاج إلى تعقّل، وأن يقترن الشرع بالعقل، وأن تبعد العاطفة في هذه الأمور، فنحن محتاجون للعاطفة لأجل تحمّسنا، ومحتاجون للعقل والشرع حتى لا ننساق وراء العاطفة التي تؤدي إلى الهلاك)) (لقاءات الباب المفتوح 3/126 لقاء 51 سؤال رقم 1222).
[/justify]
http://www.sahab.net...ic=116845&st=80

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013