منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 27 Feb 2018, 10:22 AM
لزهر سنيقرة لزهر سنيقرة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 343
افتراضي (جديد) حوار هادئ.. مع عبد الخالق ماضي وإخوانه.



«حوار هادئ.. مع عبد الخالق ماضي وإخوانه»
للشيخ: أبي عبد الله أزهر سنيقرة


الحمد لله القائل: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُور} [سورة غافر:19]، هذه الآية الكريمة التي قال فيها الحافظ ابن كثير -رحمه الله تبارك وتعالى-: «يخبر عز وجل عن علمه التام، المحيط بجميع الأشياء جليلها، وحقيرها، صغيرها، وكبيرها، دقيقها، ولطيفها، ليحذر الناس علمه فيهم فيستحيوا من الله حق الحياء، ويتقوه حق تقواه، ويراقبوه مراقبة من يعلم أنه يراه، فإنه -عز وجل- يعلم العين الخائنة وإن أبدت أمانة، ويعلم ما تنطوي عليه خبايا الصدور من الضمائر والسرائر»[تفسير ابن كثير(7/137)]، والصلاة والسلام على نبيه الصادق الأمين، الداعي إلى الهدى والحق المبين، القائل: «عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا»[البخاري 6094، ومسلم:2607].
أقول بعد سماعي لقراءة الأخ عبد الخالق لما كتبه أو كُتب له، على حدِّ قوله في بداية كلامه: «أنه لا يحسن صناعة الكلام»، وهذا نشهد له به -أصلحنا الله وإياه-، إلَّا أننا نعتقد أنه يحسن أمورا أخرى خاصّة في هذه الأيام، بَلْه إنَّه ماهر فيها إلى أقصى درجة، وهذه في الحقيقة أول الملاحظات على كلامه؛ بل وعلى كلام سابقيه:
- حيث إن أثر التعمية وتغطية الحقائق ظاهر في كلامهم جميعا.
- إضافة إلى البعد عن معالجة جوهر الخلاف الذي بيننا وبينهم.
- وعدم الاعتراف بالمؤاخذات وإن كانت أدلّتها بالصّوت والصّورة.
- وكذا سلوك أسلوب التّلبيس والمراوغة دائمًا وأبدًا.
وهذا ما يؤكد لنا أن القوم لا يكتبون للسّاحة الدعوية المحليّة -كما يقول شيخنا-، بل يكتبون لغيرنا، حتى تُسمع عند من لا يعرف حالنا، وما يجري عندنا مع الأسف الشديد، ولأنّ جوهر الخلاف بيننا هو مسائل منهجية معلومة، كان بإمكاننا أن نعالجها في حينها، قبل أن تتقادم، وقبل أن يدخل بيننا أولئك الغلمان الذين استنسروا علينا، ورفعوا عقيرتهم على كبارنا، وزعموا أنّهم يريدون خيرًا، و والله ما حقّقوه ولا وصلوا إليه، لا بأقوالهم، ولا بأفعالهم، فهذا إذا هو جوهر الخلاف بيننا.
وقد راسلنا إخواننا قبل أيّام فيه، وكعادة القوم لم يحرّكوا ببنت شفة؛ جوابا لنا، ولعلّ هذه الصوتية هي الجواب، كما أظنّ -والله أعلم-.
وفي ردّي على هذه الصوتية سأكتفي بالردّ على أشنع ما جاء فيها، وما ادّعاه أخونا علينا -سامحه الله تبارك وتعالى-.
وهي قوله بداية -ويريد بذلك أن يتهمنا بأننا نتهمهم بأمور لا أساس لها من الصحة-، حيث قال: «رموهم بما هم منه برءاء جملة وتفصيلا».
يعني هذه الأمور المنتَقدة لا أساس لها من الصحة، إذ هي مجرّد اتّهامات؛ رماهم من رماهم بها -مع الأسف الشديد-.
ألا ترى يا عبد الخالق أنّك جازفت فيما ادّعيته مجازفةً خطيرةً بهذه التّهمة الشّنيعة، ألم تعلم أنّ ما وصفت أو ما ذكرت لم يرمك به أحد؛ بل هذا ما رآه وسمعه القاصي والدّاني، من مثل نُصحك بكتاب المنحرف الدّاعي إلى تحريف المنهج، وأنا أعلم أنّك لم تقرأ حتى مقدمة هذا الكتاب، لأنّك لو قرأتها وقفت على ما فيها من تلك المؤاخذات العقدية، فلم يكن هذا منك -وهذا من باب حسن الظّن بك وبأمثالك-، وهل تعلم أنّ الدعاة إلى المنهج السّلفي ينصحون بكتب أمثال هؤلاء؟
ثم دفاعك عن هذا الرجل، وتلبيسك على النّاس من أنّه يُدفَع من قِبَل بطانته، حتى صوّرتَه ممن يَسمَع كلامك أنّه موَجَّه وليس موجِّه، وهذا لا شكّ ولا ريب أنه من الإفساد العظيم والبهتان الكبير، فالرجل كتاباته المخالفة معلومة، ومقالاته السيّئة بين أيدينا، هذه المقالات التي لم نسمع منكم ردا على أحدها البتّة إلى يومنا هذا.
وقولك فيه: «أنه أكبر سنًّا وعلما من الشيخ فركوس»، أليست من الإشادة بأهل الأهواء والطعن في عالمنا وكبيرنا؟، هذا الطعن الذي تتبرّأ منه، بل وقاصمة الظهر في هذا: حلفك بالله كذبًا وزورًا أنّك ما طعنت في شيخنا، وخير شاهد على طعوناتك هذا البيان، وما كُتِب في ثنايا هذا البيان؛ من مثل هذه العبارات كقولك عنه: «تتكلم في إخوانك في كل مناسبة» وقولك بعد ذلك: «إنني عفوت عنك» وقولك بعده كذلك: «فاصدع بها مدوّيةً من قناةٍ رسميةٍ»، ما هذا الأسلوب في الخطاب؟ وما هذا الكلام؟ الذي تدّعي بعد ذلك أنّك لست من الطاعنين فيه! ثم تقول كذلك: «وهذه نفطة ثانية: وترجمت بعض المنشورات-وتقصد بهذا الشيخ- لم تترجم عن نفسها بنفسها، بل ترجم لها أو عليها الشيخ بسوء الظّن-نسأل الله جل وعلا العفو والعافية-»، وكأنك تظنّ أن النّاس بُلهٌ مُغَفّلون، لا يفهمون ما يسمعون؟ كلا؛ بل إنّهم يفهمون ويعقلون، ويحسنون الظن ولا يسيئون.
ثم قولك بعد ذلك «وهذه كذلك من العظائم دعوى مصاحبة أهل البدع»، كأنّها مجرد دعوى وليست حقيقة، والنّاس جميعا يعلمون جُلَساءكم، ويعلمون من يصاحب بعضكم؛ من أولئك المنحرفين الذين يشيدون بأهل البدع والأهواء، ويعلِنُون مجالستهم لهم، ويعلنون كذلك تعظيمهم وتبجيلهم لهم من غير وَجَلٍ ولا حياء.
فهذه ليست كما ذكرت -يا أخانا-، ليست دعوى بل هي حقيقة دلّت عليها الوقائع، وشهدت بها الأعمال والأحوال؛ كالأسفار واللقاءات والدورات التي تكون وتعقد معهم، -نسأل الله جل وعلا العفو والعافية-.
أمَّا قولك: «بأنّ الرجوع فرع الإقرار»، وهذا فيه دليل على أنّك لا تقرّ بخطئك، وبالتّالي لا تتراجع، ولا أعلم إن كان هذا عن نفسك، أو عن الجماعة كلّها، والله في مثل هذا الحال لا مناص من الإقرار -يا أخي- ثم التوبة والرجوع، فإنّ هذا هو الذي يرفعكم عند ربّكم، ويجعل من حولكم يثقون بكم، ويلتفّون حولكم، أما هذا التّلبيس، وقلب الحقائق، والكذب، والحلف الكاذب على ما شهد به الشّهود العدول، فهو والله مما يسخط الله -تبارك وتعالى-، ويسقطكم من أعين الصّادقين المخلصين.
فتهرُّبُك من الاعتراف بالخطأ؛ دليل على عدم إرادتك التوبة، لأنّ التوبة النّصوح يسبقها الاعتراف بالذنب، كما قال تعالى عن آدم -عليه السلام- وزوجه عندما أكلا من الشجرة: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين}[سورة الأعراف:23]، وقوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «إن العبد إذا اعترف بذنب ثم تاب، تاب الله عليه» [البخاري:2661، مسلم:2770]، والتوبة ترفع صاحبها في الدنيا والآخرة ولا تسقطه أبدًا.
وفي الحقيقة أصدُقُك القول: أننا كنا ننتظر مثل هذا الأمر، كنا ننتظر من إخواننا أن يرجعوا ولو عن بعض المؤاخذات الظّاهرة الجليّة، ويعلنوها مدوّيةً، فهذا الذي يرفعهم ويزيد من قدرهم واحترام الناس من حولهم.
ثم أمَّا قولك: «لم تحصل النصيحة أصلا»، فهذا والله أمر عظيم ودعوى باطلةٌ كاذبة، لم تحصل النّصيحة أصلا من الشيخ، ولا من إخوانك؟، وهذا سيضطرّني يا أخي لذكر أمور ما كنت أحبّ إعادة ذِكرها، من أمور وقعت في مجالسنا ولقاءاتنا، أذكر منها الآن ما حضرني منها -وهي ليست على سبيل الحصر بطبيعة الحال-، وهي كثيرة؛ منها:
- أخي الكريم- ألم تُنصَح في قضيّة السّرقات العلمية؛ التي وقعت في خُطَبِك وحتى في مقالاتك، ومنها ذلك المقال الذي أُرسِلَت إليك بصدده رسالة كلّها نصيحة؛ أن تتقي الله -جل وعلا- في مثل هذا الصّنيع الشّنيع من مثلك، حتى إنّ إخوانك احتاروا في معالجة هذه القضية، وجاءني حينها الشيخ عز الدين للتّشاور، وكنت أشرت عليه بهذا الذي فعلوه -جزاهم الله خيرا-.
- ألم تُنصح في قضية عابدين؛ في ردك المزعوم على إخوانك؛ أنهم تسرّعوا في الحكم عليه، كأنّك تنفرد برأي مخالف لرأي الجماعة، لا ندري أهو من قبيل التزلّف لأولئك، وأنت في عقر دارهم وفي منطقتهم؟، تريد أن تقول: إنك على غير ما عليه القوم حتى تحظى بالقبول، وتُفتح لك الأبواب، ويوسع لك في المجالس، ولعلّه ظنّ سيّء -أستغفر الله تعالى منه-، ولكن تضطرّنا لمثل هذا لأنّنا لا نجد مبرّرًا لكلامك، ولا لقولك، بل أنا أقول: أننا تأخرنا وتباطأنا في الرد على هذا الرجل، والتّحذير منه، وأنت وغيرك يرى أثر دعوته في تلك المنطقة الغربية كلّها، -نسأل الله جل وعلا العفو والعافية-، ألم تُنصح في تلك القضية مع إخوانك في مجلسنا المعتاد؟ ما ندري إذا كنت أُصبت بداء النسيان، أم أنّه تلبيس وبهتان، والله -جل وعلا- المستعان.
ولو أنّك أمعنت النظر يا أخي في ما افتتحت به مقالتك؛ من قول الله تبارك وتعالى: {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد} [سورة ق:18]، وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها كما بين المشرق والمغرب» [مسلم:2988]، -نسأل الله جل وعلا العفو والعافية-، وإنّها والله لنصوص عظيمة، وكذا ما ختمت به هذه الكلمة من قول الله جل وعلا: {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ} [سورة الأحزاب:8]، فأين أنت من هذه النصوص كلها؟
فوالله لو تدبّرت ما كتبتَ وانتفعتَ بمثل هذه النصوص لاجتنَبتَ الوقوع في مثل هذا الخزي والعار.
وأما قولك بعد ذلك -فيما ذكرته عنّي- ودندنتكم: «حول قضية بيعي لكتب المبتدعة»، والتي تدّعي الآن أنّها النصيحة الوحيدة التي كانت، وهي النصيحة التي وجهت إليّ في هذا الباب، وهذا اعتراف منك أنّي نُصحت، وبيّنتُ الأمر على حقيقته: فإن وقع من الشباب في المكتبة أنّهم جاؤوا بكتب لبعض المنحرفين؛ ونبّههم عليها إخواننا ومشايخنا، والتزموا بهذا التنبيه؛ فهذا من خيرهم وخيرنا، لأنّهم ناصحون ونحسبهم صادقين، وشبابنا استجابوا لنصحهم، وأنت تعلم قولي لهم: أنّ المكتبة هي مكتبة المشايخ جميعا، وأيّ شيخ من مشايخنا لاحظ عليكم ملاحظة وجب عليكم الأخذ بها، وأنتم تعلمون صدق هذا من خلال تصرف الشباب في المكتبة، إلّا أن هذه المسألة دائما وأبدًا تتكرَّر، وقد وَصَلَت إلى المشايخ، وقد صُوِّرت فيها الفيديوهات، وقد نقلت فيها الافتراءات والكذبات، حتى قيل لي أنّ بعضهم أخذ فواتير مكتبتنا التي بزعمه أنّها الحجة الدامغة على انحرافنا ببيع كتب هؤلاء المنحرفين، وإلى الله -جل وعلا- المشتكى.
وقد كان مجلسٌ جمعني -بأخي: عمر الحاج- والذي قدّم لي فيه جملة من المؤاخذات، وأجبته عن جلّها تقريباً إلا واحدة، فإني تحيّرت في جوابها وعجزت عن الرّد عليها، وهي قوله في آخر هذه المؤاخذات: «لماذا أصاحبُ طارقا؟!»، وهو أحد شبابنا وأبنائنا -نحسبه على خير-، فاحترت في الجواب؛ وأن هذه من المؤاخذات، وكان الأولى به أن يسأل غيري في مجالسته للمنحرفين المعروفين بانحرافهم، منهم ذاك الذي أحرجك أو أحرج أخانا عمر في مجلس من المجالس التي تعقد مع الإدارة بمناسبة الاحتفال بالمولد، وما وقع من ذلك الأخ الذي يدّعي السّلفية وهو ينافس لأجل الاحتفال بالمولد النّبوي، ويريد إحراج الشيخ عمر بأن يكون درس الشيخ في مسجده، هؤلاء الذين يصاحبونهم كان الأولى به أن ينصح هؤلاء، لماذا يصاحبون أمثال هؤلاء؟ ولماذا يجالسونهم ويزورونهم؟ ويحضرون ولائمهم ومجالسهم؟ ويسافرون معهم؟ نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية.
أما قولك -أخي- في ما ذكرت من الأمور في صوتيّتك: «أن الشيخ عبد المجيد أدهشك بقوله: صبرنا عليهم سنوات»، فلا أدري وجه الدهشة منك، وكأنّي بك تكَذِّب هذا الأمر، وكأنّي بك لا تعتقد أنّا صبرنا مع إخواننا وهذا من حقّهم علينا، وقد قرّرتَ هذا في كلمتك؛ أنّنا نناصِح ومع النّصيحة نصبر، نصبر على مخالفتهم، ونصبر على تماطلهم في الاستجابة لإخوانهم، صبرنا في أسماء المستكتبين، وجاهدنا حتى نزعنا بعضًا منهم، ثم يعود الحديث عنهم مرّة أخرى، والحنين إليهم كرة أخرى، ألا تتفق معنا أن هذا صبر منّا على إخواننا؟
وبقي بعضهم لا يزال يكتب إلى يومنا هذا، وهو معروف بانحرافه معروف بولائه لشيخه الرمضاني، نسأل الله -تبارك وتعالى- العفو والعافية، وكأنّك تريد تكذيب الشيخ، مع علمك أنّه قد بحّت أصواتنا في غالب لقاءاتنا؛ مناصحةً وبيانًا وانتقادًا من مثل هذه الانتقادات في حق بعض المستكتبين.
ثم ممّا ذكرت كذلك: «تكذيبك الصّريح لما ذكرته أنا؛ عن غضبك لمّا طلب منك الوسيط وأنت وأنا نعرفه في المجلس»، والله ثم والله لقد أدهشني إنكارك، وأنت تعلم علم اليقين أن الرّجل صادق، و والله قبل أن أسجل هذه الصوتية من باب التأكّد والتّهمة لنفسي اتصلت به، والاتصال مسجل عندي، إذا أردتَّ أن أرسله لك أرسلته لتتأكّد من الأمر، فحلف الأخ: والله يا شيخ هذا الذي ذكرت، وهذا الذي رأيت من الرجل ذلك الغضب، وتلك الانتفاضة.
ولا أدري سبب التكذيب والإنكار، وكأنك لا تغضب والجميع يعلم أنّ هذا غالبٌ عليك، تغضَبُ لأتفه الأسباب، والسّياق يدل على الغضب؛ لأنّك تكلمت فيَّ، والرجل الوسيط محب للخير قال: الشيخ موجود -الشيخ لزهر موجود- لماذا لا تذهب وتجلس معه؟ والقضية ليست ذهابك أو ذهابي، القضية ليست المجلس أن يكون في بيتي أو يكون في بيتك، أنا مستعد أن أجلس معك حتى في مقهى -وإن لم يكن هذا من عادتي كما هي عادة القوم- إلا أنّه عاديٌّ لأنّ هذه هي المصلحة، ونفُضُّ هذه المسألة، وتأتي بما عندك وآتي بما عندي، وعلى كل حال الأخ يقول: أنه مستعدّ ليدلي بشهادته، ولأَن يذيعها بين النّاس.
وأما قولك وأنت توجه كلامك لشيخنا: «أنَّ يد الاجتماع على الخير ممدودة»، فهذه دعوى؛ والدعوى يصدّقها العمل، تصدقها الخطوات الجادّة، والنّوايا الصّادقة التي كنّا ولازلنا ننتظرها منكم، و والله إن الشّيخ كلّمني بهذا الكلام وأنا لم أستأذنه في نشره، وأتحمل مسؤوليّتي في هذا الأمر، قال لي: «والله لو رأيت منهم صدق النّوايا والخطوات الجادة، ما تأخّرت أن أجلس معكم جميعا»، ولكن مع الأسف الشّديد لم يظهر هذا منكم، ولا حتى بمجرد نيّة طيّبة حتى الوسائط التي كانت تتوسط بيننا تمشي ثم تذهب، لأنّها ترى وكأنّ الطريق مسدود، يأتوننا نقول مرحبا بإخواننا، ولكن عندنا أمور لابد أن يتراجعوا عنها، ويعلنوا تراجعهم؛ ويصدعوا بذلك، ينقطع بعد ذلك الاتصال والوسيط لا يرجع إلينا أبدًا، لأنّنا علمنا الجواب، رفضوا هذا الأمر -ومنهم الشيخ عبد الغني- الذي كنا نحسن الظّن به، إلا أنّه... -نسأل الله جل وعلا أن يصلح حالنا وحال جميع إخواننا-.
ومع الأسف الشّديد في كل مرة تخرجون علينا بما يبدّد آمالنا في إرادة الاجتماع على الخير، والاجتماع على الحق الذي نصح به الشيخ ربيع -حفظه الله تبارك وتعالى-.
أقولها: والله لو أردت الاسترسال فيما أنا فيه، والتفصيل في كل ما جرى وما حدث بيننا، لطال المقام إلا أنها تعليقات يسيرة، كان لابدّ منها لإزالة اللبس، ودفع الرّيبة، التي ربّما تسلّلت إلى قلوب الكثير من إخواننا وأبنائنا، هذه التعليقات اليسيرة التي لابدّ منها هي إحقاق للحق -والله الذي لا إله غيره-، ودفاعًا عن إخواننا الذين اتُّهموا في هذه الصوتية ونِيلَ منهم، وعلى رأسهم: شيخي وتاج رأسي، ومعلّمي العالمُ القدير محمد علي فركوس -متعه الله جل وعلا بالصحة والعافية، وثبتنا وإياه على الحق حتى نلقاه، وأبقاه الله إمامًا لنا ولإخواننا وأبنائنا في بلدنا الحبيب- والذي الأصل الذي نعتقد أننا نرجع إليه جميعا، لا أن يتراجع البعض منا عنه، وأن يجعله خصما له بمثل هذه المقالات، ومثل هذه الكتابات، أو أضعف الإيمان أنكم تكفّوا ألسنةَ وتَكسِروا أقلام أولئك الغلمان، الذين عُرفوا بالتّشغيب والطّعن هذه الأيّام، ولا سُمع من أحدكم إنكار أو زجر أو تأديب، بل سمعنا من زكَّاهم بالجملة؛ وما تراجع عن تزكيته التي راجعناه فيها، وقال: لو استقدمت من أمري ما استأخرت ما قلتها ولا أقولها، يقول ولكن رغم ذلك حتى بعد أن طعن في شيخنا لم يتكلم بنصف كلمة، تكلّم بكلمةٍ سَوَّى فيها بين الشيخ محمد فركوس وبين الآخر، وشيَّخه وقال: والله هفوة لسان، قلت له: يا شيخ هذا بإمكانك تصحيحه، و والله ما صحّحه إلى يومنا هذا، تصحح هذا لأن هذا فيه إساءة، وهذا الذي قلته للشيخ ربيع -حفظه الله- كيف تزكي أناس ليسوا في درجة أولئك الذين يزكّيهم أمثالك، يا شيخ تترك تزكية رجال وطلبة علم أقوياء معروفين بعلمهم ودعوتهم، وهم مشايخ عندنا، قلت له من مثل: الشيخ أبو أسامة، ومن مثل الشيخ: سالم، ومن مثل الشيخ: محمد بوسنة، ومن مثل الشيخ: حسان، وغيرهم كثير، ومن مثل بعض إخواننا من المشايخ في أم البواقي، وغيرهم، وتذكر هؤلاء.

الشاهد أنّنا ما سمعنا من أحد منهم تأديبا وتأنيبا لهؤلاء، حتى لما تطاولوا على شيخنا وكبيرنا وكنَّا نأمل أن ينطق أحدهم بالحق في مثل هذه الأمور، بل ومن غريب ما وقع هذه الأيام أن أذناب فالح الحربي الذي اتهمتمونا بسلوك منهجه -في الرسالة التي وجهت للشيخ فركوس حفظه الله تبارك وتعالى- قد عادوا جميعا هذه الأيام، ألم تتنبهوا لهذا أم أنكم أنتم من يؤزهم؟ وهم على صلة بكم وهم يدخلون على مشايخنا في كل وقت وحين، ويلبّسون ويدلّسون، ولو كان فيهم رجل رشيد لجاء إلينا قبل أن يذهب إلى مشايخنا، وينصحنا، فوالله ثم والله إنّنا محتاجون لنصح إخواننا، إنّنا نخطئ بالليل والنهار وربّنا -جل وعلا- يعاملنا بلطفه وعفوه، والله لاستكبرنا في يوم من الأيّام عن أن يقال لنا: اتق الله في نفسك، -والله الذي لا إله غيره- ما أرادوا خيرًا، وما أرادوا صلحًا، كل هؤلاء اجتمعوا هذه الأيام، آخر ذلك البومرداسي الذي أحسنّا به الظّن، والذي فتحنا له أبواب دُورنا، وفتحنا له قلوبنا ثم تنكَّر علينا، ويدّعي علينا أمورًا نسأل الله -جل وعلا- العفو والعافية، ونحن وغيره خصم له يوم القيامة، والله إن الذي ينال منّا لأجل دعوتنا ولأجل منهجنا إنّنا لخصمه يوم القيامة، من نال منّا لأجل أشخاصنا ولأجل دنيانا فهو في حل؛ اليوم وغدا، وبعد غد، أمّا من كان طاعنا فينا من أجل منهجنا ودعوتنا؛ فإن لنا وإياه يوما نقف فيه جميعا بين يدي ربنا -تبارك وتعالى-موعدًا.
وقد ختمتَ أخي الدكتور صوتيّتك: بنصحك للشباب عن أن يكفوا عن الكتابة في هذا الموضوع، فأين أنت من هذه النصيحة؟ هل نصحت أولئك الذين يجتمعون عندك دائما وأبدًا، في تلك اللقاءات الصّباحية التي تكون -بشرط- قبل العاشرة، ألا كان منك هذا النّصح أن يكفّوا كتاباتهم، ويتطاول بعضهم على الشيخ فركوس فيقول: «الكبير شيطانه كبير» نعوذ بالله رب العالمين، يتطاول بعضهم على مثل الشيخ جمعة ويستعرض عضلاته، ويظنّ أنّه أصبح منافسا لمثل هذا الرجل، الذي شهد له الأئمة بأنّه عالم، العبرة ليست في هذا الردّ، لا إشكال في مجرد الردّ، ولكن إساءة الأدب والتطاول على الغير وعلى الكبار بمثل هذه الصّورة والصفة التي نعلمها، ونعلم كذلك من خلفها ومن وراءها، فكان الأولى بك يا أخي أن توجهها لأولئك الذين تجتمع معهم، وأنت تعلم طعوناتهم وتشغيبهم، وهذا العلم الذي علِمتَه أنت وعلِمَه غيره.
قالية لما جاءني قال: هذا سيء، وهذا عمل ما ينبغي أن يشهد بهذا، قلت له: أعلن هذا حتى تتبرّأ منهم، لأجل سوء صنيعهم؛ لأنّك أُدخِلت معهم، وجُمِعتُم في تزكية واحدة، فأبى عليّ، و وعدني ثم بعد ذلك نكس على عقبيه، وأنا أعلم أنه لما شاور وراجع نُصح بعدم الكتابة، يتحمل مسؤوليته أمام الله، -وأسأل الله لي وله ولسائر إخواننا الصلاح-.
وبعد كل هذا تريد من المشايخ يا أيها الدكتور أن يجلسوا معكم ودون شرط، أيعقل هذا؟ فإنّنا نقولها ونعيدها: نجلس مع من يريد الصلح من إخواننا بتلك الشروط التي بين أيديكم.
وفي الأخير حتى لا أطيل كثيرا فإنّي أنصحك أخي الكريم أنت ومن معك أن تتقوا الله -عز وجل- في أنفسكم، وأن تتقوا الله في دعوتكم وفي إبقائها صافية بيضاء نقية متميزة، هذا الذي نريده وهذا الذي يريده شيخنا الهمام بارك الله في عمره وأنفاسه، وأن لا يكون همّكم هو تبرئة أنفسكم في كل مرة وحين مما أنتم عليه، وتذكروا أنّ الله يسمع كلامكم، ويرى مكانكم، فوالله لن ينفعنا أحد حين وقوفنا أمامه سبحانه وتعالى، حين وقوفنا بين يديه سيحاسبنا على كل صغيرة وكبيرة، نسأل الله جل وعلا أن يعاملنا بعفوه، ورحمته ولطفه، فبادروا بالتوبة النصوح، واعلموا أنها لن تنفعكم تزكية المزكّين إذا كنتم على غير سبيل.
هذه كلمتي للأخ عبد الخالق جوابا على صوتيّته ولمن معه من إخوانه، أسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا الصدق والإخلاص في أقوالنا وأعمالنا، وأن يجعل ما نقول ونكتب في ميزان حسناتنا وأن يجمع بين قلوبنا على الحق المبين، وأن يوفقنا أن نجتمع على خير سبيل، سبيل سلف هذه الأمة الكرام سبيل المؤمنين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

وسجلت الصوتية ليلة الثلاثاء 11 جمادى الآخر من عام 1439 هـ.


تحميل الصوتية في المرفق أسفل الموضوع
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, أزهر, ردود, عبدالخالق ماضي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013