منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #16  
قديم 31 Aug 2015, 06:12 PM
أبو أنس محمد لعناصري أبو أنس محمد لعناصري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2012
المشاركات: 65
افتراضي

بارك الله فيك أخي على الفكرة الطيبة، لكن من الافضل أن تفتح موضوعا لكل مدارسة، مثلا: مذاكرة متن ثلاثة اصول وأدلتها.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 02 Sep 2015, 10:59 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

وفيكما بارك الله أخوي عبد القادر ومحمد وجزاكما الله خيرا

فوائد من شرح الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

-معرفة الله عز وجل هي معرفته بالقلب وتستلزم قبول ما شرعه والإذعان والانقياد له،وتحكيم شريعته التي جاء بها رسوله محمد صلى الله عليه وسلم
-يتعرف العبد على ربه بالنظر في الآيات الشرعية في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والنظر في الآيات الكونية التي هي المخلوقات, فإن الإنسان كلما نظر في تلك الآيات ازداد علما بخالقه ومعبوده قال الله عز وجل : {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ *وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ}(الذاريات:20-21)
- معرفة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هي المعرفة التي تستلزم قبول ما جاء به من الهدى ودين الحق، وتصديقه فيما أخبر، وامتثال ما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وتحكيم شريعته والرضا بحكمه قال الله عز وجل:{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(النساء:65) وقال تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(النور:51) . وقال تعالى : {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً}(النساء:الآية59) وقال عز وجل: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}(النور:الآية63) قال الإمام أحمد رحمه الله: "أتدري ما الفتنة؟الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك".
-الإسلام بالمعنى العام هو التعبد لله بما شرع منذ أن أرسل الله الرسل إلى أن تقوم الساعة كما ذكر عز وجل ذلك في آيات كثيرة تدل على أن الشرائع السابقة كلها إسلام لله عز وجل: قال الله تعالى عن إبراهيم: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}(البقرة:128) والإسلام بالمعنى الخاص بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يختص بما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم
-الأدلة منها الأدلة السمعية ومنها الأدلة العقلية ، فالسمعية ما ثبت بالوحي وهو الكتاب والسنة، والعقلية ما ثبت بالنظر والتأمل ، وقدأكثر الله عز وجل من ذكر هذا النوع في كتابه فكم من آية قال الله فيها ومن آياته كذا وكذاوهكذا يكون سياق الأدلة العقلية الدالة على الله تعالى.
وأما معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بالأدلة السمعية فمثل قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ }(الفتح:الآية29) الآية. وقوله : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُل}(آل عمران الآية144).وأما معرفته بالأدلة العقلية فبالنظر والتأمل فيما أتى به من الآيات البينات التي أعظمها كتاب الله عز وجل المشتمل على الأخبار الصادقة النافعة والأحكام المصلحة العادلة، وما جرى على يديه من خوارق العادات, وما أخبر به من أمور الغيب التي لا تصدر إلا عن وحي والتي صدقها ما وقع منها
-العمل ثمرة العلم
-من عمل بلا علم شابه النصارى ومن علم ولم يعمل شابه اليهود
-الدعوة لا بد لها من علم بشريعة الله عز وجل حتى تكون الدعوة على علم وبصيرة لقوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (يوسف:108)
البصيرة تكون فيما يدعو إليه بأن يكون الداعية عالماً بالحكم الشرعي وفي كيفية الدعوة، وفي حال المدعو.
-مجالات الدعوة كثيرة منها الدعوة إلى الله بالخطابة ومنها الدعوة إلى الله بحلقات العلم, ومنها الدعوة بالمحاضرات ومنها الدعوة بالمقالات ومنها الدعوة إلى الله بالتأليف ومنها الدعوة إلى الله في المجالس الخاصة
-الدعوة إلى الله وظيفة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم
-إذا عرف الإنسان معبوده, ونبيه, ودينه فإن عليه السعي في إنقاذ إخوانه بدعوتهم إلى الله عز وجل وليبشر بالخير، قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبى طالب رضي الله عنه يوم خيبر: "انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم" متفق على صحته. ويقول صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم : "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً, ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً". وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم أيضاً: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله"
-ليس النصر مختصاً بأن ينصر الإنسان في حياته ويرى أثر دعوته قد تحقق ، بل النصر يكون ولو بعد موته بأن يجعل الله في قلوب الخلق قبولاً لما دعا إليه وأخذاً به وتمسكاً به فإن هذا يعتبر نصراً لهذا الداعية وإن كان ميتا
المصدر

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 27 May 2016 الساعة 07:22 AM
رد مع اقتباس
  #18  
قديم 05 Sep 2015, 12:20 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

قال المؤلف رحمه الله : " وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ (سورة العصركاملة. )
قَالَ الشَّافِعيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ: لَوْ مَا أَنْزَلَ اللهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِهِ إِلا هَذِهِ السُّورَةَ لَكَفَتْهُمْ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ: بَابُ: العِلْمُ قَبْلَ القَوْلِ وَالْعَمَلِ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَٰه إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ﴾[محمد:19]، فَبَدَأَ بِالْعِلْمِ (قَبْلَ القَوْلِ وَالعَمَلِ)"


فوائد من شرح الشيخين صالح آل الشيخ وصالح الفوزان حفظهما الله تعالى

-دليل وجوب تعلم المسائل الأربعة التي ذكرها المؤلف هو سورة العصر
المسألة الأولى : العلم : دليلها قول الله عز وجل :"إلا الذين آمنوا" لأن الإيمان لا يكون إلا بعلم وهو معرفة الله عزّ وجل ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة
المسألة الثانية : العمل بالعلم : دليلها قول الله عزّ وحل "وعملوا الصالحات "
المسألة الثالثة : الدعوة إلى العلم والعمل : دليلها قول الله عزّ وجل " وتواصوا بالحق "
المسألة الرابعة : الصبر على الأذى في سبيل الدعوة إلى العلم والعمل : دليلها قول الله عزّ وجل "وتواصوا بالصبر "
-العصر الذي أقسم به الله عزّ وجل يقول الشيخ صالح آل الشيخ أنه الزمان المطلق أقسم الله عزّ وجل به لشرفه ولأنه أشرف شيء أعطيه الإنسان فأعطي عمرا ليعبد الله عزّ وجل فيه ويطيعه
-جواب القسم الذي أقسم به الله عزّ وجل هو قوله تعالى "إن الإنسان لفي خسر "
-اجتمعت ثلاث مؤكدات تؤكد جواب القسم : القسم ، مجيء إنّ ، مجيء اللام في خبر إن والتي تسمى المزحلقة أو المزحلفة وأهل العلم بالمعاني يقولون إن مجيء المؤكدات يصلح إذا كان المخاطب منكرا لما اشتمل عليه الكلام
-الألف واللام "ال" في كلمة الإنسان في الآية هي للإستغراق يعني كل بني آدم
-الله عزّ وجل يقسم بما شاء من مخلوقاته والله لا يقسم إلا بشيء له أهمية
-المخلوق لا يقسم إلا بالله ولا يجوز لنا أن نحلف بغير الله قال النبي صلى الله علبه وسلم "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " (صححه الألباني وغيره ) وقال صلى الله عليه وسلم "من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت "(رواه البخاري)
-الصبر أقسام ثلاثة : صبر على الطاعة ، صبر عن معصية وصبر على أقدار الله
-جميع بني آدم في خسارة وهلاك إلا من اتصف بالعلم والعمل والدعوة إلى الله والصبر على الأذى
-الوقت ثمين ينبغي استعماله فيما يفيد وينفع
-الشافعي رحمه الله قال تلك المقالة لأن الله عزّ وجل بيّن في سورة العصر أسباب السعادة وأسباب الشقاوة فقامت الحجة على خلقه بهذه السورة (الشيخ الفوزان )
أو نقول أن الشافعي رحمه الله قال تلك المقالة لأن سورة العصر اشتملت على كل ما يدل الخلق على ربهم عزّ وجل ويقودهم إلى اتّباع رسالة النبي صلى الله عليه وسلم (الشيخ صالح آل الشيخ )
-ليس معنى كلام الشافعي أن هذه السورة تكفي الناس لو ما أنزل الله غيرها ، لكنها أقامت الحجة عليهم
-العلم قبل العمل أما العمل المبني على الجهل فإنه لاينفع صاحبه بل يكون وبالا وضلالا عليه يوم القيامة
-الدليل على قول البخاري "باب العلم قبل القول والعمل " هو قوله تعالى " فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ" حيث بدأ الله بالعلم وقوله تعالى "واستغفر" هذا هو العمل
-القول والعمل إذا كان على علم بورك لصاحبه في القليل وإذا كان القول والعمل على غير علم فربما كانت الأعمال والأقوال جبالا ولكنها ليست على سبيل نجاة
-العلم في غاية الأهمية ويبدأ به قبل كل شيء خاصة العلم الذي يصحح العبادة ويصحح العقيدة ويصحح القلب ويجعل المرء في حياته يسير على بينة وفق سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وليس على جهالة
تصفح شرح الشيخ الفوزان حفظه الله
رابط شرح الشيخ صالح آل الشيخ تم ذكره سابقا

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 05 Sep 2015 الساعة 12:43 PM
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 09 Sep 2015, 09:46 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

قال المؤلف رحمه الله :"اعْلَمْ رَحِمَكَ اللهُ أَنَّه يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ، تَعَلُّمُ هَذِهِ الثَّلاثِ مَسَائِل، والْعَمَلُ بِهِنَّ:
الأُولَى:
أَنَّ اللهَ خَلَقَنَا، وَرَزَقَنَا، وَلَمْ يَتْرُكْنَا هَمَلا، بَلْ أَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولاً، فَمَنْ أَطَاعَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى
: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلا﴾[المزمل: 15، 16].
الثَّانِيَةُ:
أَنَّ الله لا يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحَدُ فِي عِبَادَتِهِ، لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، وَلا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى
: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ﴾[الجن: 18].
الثَّالِثَةُ:
أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ، وَوَحَّدَ اللهَ لا يَجُوزُ لَهُ مُوَالاةُ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَلَوْ كَانَ أَقْرَبَ قَرِيبٍ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى:
﴿ لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾[المجادلة: 22].
رد مع اقتباس
  #20  
قديم 09 Sep 2015, 10:46 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

فوائد من شرح الشيخ الفوزان حفظه الله :
-أ-

الله عز وجل خلقنا وقبل أن يخلقنا لم نكن شيئا : قال الله تعالى "هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا "[الانسان : 1]
وقال سبحانه :"قَالَ كَذَٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا "[مريم : 9]
الله عز وجل لم يتركنا هملا ولم يخلقنا عبثا ولا سدى بل خلقنا ورزقنا لحكمة قال الله تعالى :"أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ [المؤمنون : 115] وقال سبحانه :"أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى*أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ*ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ "[القيامة : 36-38] وقال سبحانه :"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ "[سورة ص : 27]
الله عز وجل خلقنا وخلق لنا هذه الأرزاق لحكمة عظيمة وغاية جليلة وهي أن نعبده سبحانه وتعالى قال سبحانه :"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ*مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ*إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ" [الذاريات 56-58]
هذه الغاية التي خلق الله عز وجل من أجلها الجن والإنس يدل عليها العقل أيضا فإنه لا يليق بحكمة الله عز وجل أن يخلق هذا الكون العجيب وأن يسخر هذا الكون لبني آدم ثم يتركهم يموتون ويذهبون بدون نتيجة ،هذا عبث فلا بد أن تظهر نتائج هذه الأعمال في الدار الآخرة
لا يليق بحكمة الله عز وجل أن يترك من يفني عمره في عبادة الله وطاعته وقد يكون في فقر أو قد يكون مظلوما مضغوطا مضيقا عليه بدون جزاء لا ينال شيئا من عمله ولا يليق بحكمته سبحانه أن يترك الكافر الملحد الشرير يسرح ويمزح في هذه الحياة يتنعم ويعطى ما يشتهي ويرتكب ما حرم الله ويظلم العباد ويعتدي عليهم ويأكل أموالهم ويقتل بغير حق ويتسلط ويتجبر ثم يموت على حاله بدون عقوبة ولذلك جعل دارا أخرى يجازى فيها المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته فتظهر فيها ثمرات الأعمال
الدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء إما جنة وإما نار وليس كما هو ظن الملاحدة والدهريون أنه لا يوجد بعث ولا نشور قال الله تعالى :"وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ۚ وَمَا لَهُم بِذَٰلِكَ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ " [الجاثية : 24] وقد أنكر الله عليهم فقال سبحانه :"أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ *مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ "[القلم 35-36] وقال سبحانه :"أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" [الجاثية : 21] وقال سبحانه :" أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ" [سورة ص : 28] فهذا لا يمكن ولن يكون أبدا

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 28 May 2016 الساعة 08:46 AM
رد مع اقتباس
  #21  
قديم 11 Sep 2015, 09:31 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

فوائد من شرح الشيخ صالح آل الشيخ
-ب-

-بعث الله عز وجل رسلا مبشرين ومنذرين يدلّون الخلق على خالقهم ويبصّرونهم بالغاية التي خلقوا من أجلها ويعلمونهم الحكمة من خلقهم ويعرفونهم بمن يستحق العبادة ويعرفونهم بالطريق التي أذن من خلقهم أن يعبدوه بها قال الله تعالى :"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" [سبإ : 28] وقال سبحانه :"إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ۚ وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ " [فاطر : 24] وقال سبحانه :"وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ "[النحل 36] فالله عز وجل لم يترك الخلق وشأنهم بعد أن خلقهم بل بعث لهم رسلا يعلمونهم ويهدونهم ويبصّرونهم الطريق التي يرضى الله عز وجل أن يعبدوه بها

-الطريق الموصلة إلى الله عز وجل واحدة وليست بطرق متعددة قال الله عز وجل :"اهدنا الصّراط المستقيم " [الفاتحة 6] فهو صراط واحد وهناك طرق أخرى هي طرق أهل الضلال والجهل والغواية والهوى ،أما الطريق الموصلة إلى الله عز وجل هو الطريق الذي جاء به المرسلون من عند الله عز وجل وهو دين الإسلام العام كما قال الله عز وجل :" إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ"[آل عمران19 ]وهو الاستسلام لله عز وجل بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله
-محبة الله عز وجل يدّعيها المشركون والضالون لكن كما قال بعض أئمة السلف " ليس الشأن أن تُحِب ولكن الشأن أن تُحَب " فالشأن أن يحب الله عز وجل عبده وهذا لا يكون إلا باتباع العبد سبيل محبة الله عز وجل له وهذا السبيل بيّنه الله عز وجل في قوله سبحانه :"قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "[آل عمران : 31]
-سبيل محبة الله عز وجل للعبد هو طاعة الرسل واتباعهم وخاتم المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ببعثته نسخت جميع الرسالات ونسخت جميع الكتب من قبله صلى الله عليه وسلم فبقي طريق واحد يصلون به إلى ربهم عز وجل وهو طريق محمد صلى الله عليه وسلم
-هذه المسألة الأولى تَلخصّ الدين فيها لأنها تبين أن العبد لم يخلق إلا لغاية ألا وهي عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له وهذه الغاية تُعرف عن طريق الرسل الذين بعثهم الله عز وجل ليبينوا للخلق هذه الغاية والطريق الموصلة إليه سبحانه
رد مع اقتباس
  #22  
قديم 16 Sep 2015, 02:30 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

فوائد من شرح الشيخ صالح آل الشيخ
-ت-

-الله عز وجل لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ، الكل عبيد لله عز وجل
-الله عز وجل يرضى التوحيد ويرضى أن يعبد وحده دون سواه فمن أشرك مع الله عز وجل إلها آخر فقد نقض الغاية التي كُلّف بها من خلقه ومن إيجاده
-قال الله عز وجل :"وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا" [الجن : 18] قول الله عز وجل :"فَلَا تَدْعُوا" يشمل دعاء المسألة ودعاء العبادة
المساجد يفعل فيها شيئان :
الأول : سؤال الله عز وجل ودعاؤه هذا هو دعاء المسألة

الثاني : عبادة الله عز وجل بأنواع العبادات من صلاة الفرض والنفل ومن التلاوة والذكر والتعلُّم والتعليم ونحو ذلك

-الدعاء نوعان :
دعاء المسألة : وهو الذي يسميه العامة أو يسميه الناس الدعاء وهو المقصود إذا قيل : دعا فلان أي سأل الله عز وجل وقال : اللهم أعطني ، اللهم قني ، اللهم اغفر لي ونحو ذلك

دعاء العبادة : هو العبادة نفسها لأن المتعبد لله عز وجل بصلاة أو بذكر هو سائل لله تعالى لأنه إنما عبد وصلى أو صام وزكى أو ذكر وتلا رغبة في الأجر كأنه سأل الله عز وجل الثواب لهذا يقال الدعاء قسمان دعاء مسألة ودعاء عبادة
-المساجد أقيمت لله عز وجل لعبادته وحده دون غيره سبحانه وتعالى
-دعاء العبادة ودعاء المسألة كلاهما يجب أن لا يكونا إلا لله عز وجل
-المخلوق لا يستحق أن يعبد ولا يجوز أن يُشرك مع الله في عبادته مهما بلغ مقامه فإن الملائكة والرسل والأنبياء أعلى المخلوقات مقاما عند الخلق ومع ذلك لا يجوز أن يشركوا مع الله في عبادته ولهذا نفى المؤلف رحمه الله هذين فقال : "أن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب ولا نبي مرسل "
و دليل ذلك قوله سبحانه وتعالى :"وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا" [الجن : 18] ووجه الاستدلال أن كلمة "أحدا" نكرة جاءت في سياق النفي وقد تقرر أن النكرة إذا جاءت في سياق النفي أو النهي أو الشرط أو الاستفهام فإنها تعم فقول الله عز وجل :" فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا" يدخل في قوله :"أَحَدًا" الملائكة والأنبياء
-هذا الأصل يجب على كل مسلم ومسلمة أن يعلمه علما يقينيا لا شك فيه ولا شبهة بدليله وهُو قوله سبحانه وتعالى :"وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا" [الجن : 18] فلا يخطر على قلب المسلم أو المسلمة أنه يمكن أن يدعو غير الله أو أن يستغيث بغير الله أو أن يتوجه إلى غير الله بأي نوع من أنواع العبادات حتى ولو كان المتوجه إليه ملكا مقربا أو نبيا مرسلا
رد مع اقتباس
  #23  
قديم 15 Nov 2015, 11:43 AM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

فوائد من شرح الشيخ صالح آل الشيخ :
-ث-
من وحّد الله وأطاع الرسول واتبع دين الإسلام لا يجوز له أن يوالي من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب ولو كان ذلك أباه أو أمه أو أخاه أو أخته أو قريبه وذلك لقوله تعالى :{لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة : 22] وقوله سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [التوبة : 23] وقوله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة : 51]

-أصل الدين الذي هو من معنى كلمة التوحيد الولاء والبراء ،الولاء للمؤمنين وللإيمان والبراءة من المشركين والشرك ولهذا يعرف العلماء الإسلام بأنه الإستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله

-الموالاة معناها أن تتخذه وليا وأصلها من الولاية والولاية هي المحبة والمودّة ولهذا استدلّ المؤلف رحمه الله تعالى بقوله سبحانه وتعالى: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة : 22] ففسّر الموالاة بأنها الموادّة وهذا معناه أن أصل الموالاة في القلب
فأصل الدّين أن من دخل في " لا إله إلاّ الله " فإنه يحب هذه الكلمة وما دلّت عليه من التوحيد ويحب أهلها ويبغض الشرك المناقض لهذه الكلمة ويبغض أهله
-كلمة الولاء والبراء هي معنى الموالاة والمعاداة وهي بمعنى الحب والبغض وأصل ذلك القلب ، محبة القلب ،إذا أحب القلب الشرك وأهله صار مواليا للشرك ومواليا لأهله وإذا أحب القلب الإيمان صار مواليا للإيمان وإذا أحب القلب الله ورسوله والمؤمنين صار القلب مواليا لله ولرسوله وللمؤمنين قال الله عز وجل : {وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة : 56]
-موالاة المشركين والكفار محرّمة وكبيرة من الكبائر وقد تصل بصاحبها إلى الكفر والشرك ولهذا ضبطها العلماء بأن قالوا تنقسم الموالاة -موالاة الكفار- باسمها العام إلى قسمين :
-القسم الأول : التوليّ : وهو الذي جاء في قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة : 51] يقال تولاه تولّيا فالتولّي معناه : محبة الشرك وأهل الشرك ومحبة الكفر وأهل الكفر أو نصرة الكفار على أهل الإيمان قاصدا ظهور الكفر على الإسلام يعني حتى الذي لا يحب الشرك لكن ينصر المشرك على المسلم قاصدا ظهور الشرك على الإسلام هذا يدخل في التولي ، بهذا الضابط يتضح معنى التولي وهو كفر أكبر وإذا كان من مسلم فهو ردة

-القسم الثاني : الموالاة ، والموالاة المحرمة من جنس محبة المشركين والكفار لأجل دنياهم أو لأجل قراباتهم أو لنحو ذلك وضابطها أن تكون محبة أهل الشرك لأجل الدنيا ولا يكون معها نصرة لأنه إذا كان معها نصرة على مسلم بقصد ظهور الشرك على الإسلام صار توليا وهو في القسم المكفر ، فإن أحب المشرك والكافر لدنيا وصار معه نوع موالاة لأجل الدنيا فهذا محرم ومعصية وليس كفرا ودليل ذلك قول الله عز وجل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ } [الممتحنة :1] . قال العلماء رحمهم الله تعالى : "أثبت الله عز وجل في هذه الآية أنه حصل ممن ناداهم باسم الإيمان اتخاذ المشركين والكفار أولياء بإلقاء المودة لهم " وذلك كما جاء في الصحيحين وفي التفسير في قصة حاطب رضي الله عنه المعروفة فقد روى البخاري رحمه الله في صحيحه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : "بعثني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ والزبيرَ وأبا مرثدٍ، وكلنا فارسٌ، قال : ( انطلِقوا حتى تأتوا روضةَ حاجٍ- قال أبو سلمةَ : هكذا قال أبو عوانةَ : حاجٍ - فإن فيها امرأةً معها صحيفةٌ من حاطبِ بن أبي بلتعةَ إلى المشركين، فأْتوني بها ) . فانطلقنا على أفراسِنا حتى أدركناها حيث قال لنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، تسير على بعيرٍ لها، وكان كتب إلى أهل مكةَ بمسيرِ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إليهم، فقلنا : أين الكتابُ الذي معك ؟ قالتْ : مامعي كتابٌ، فأنخنا بها بعيرَها، فابتغينا في رحلِها فما وجدنا شيئًا، فقال صاحبي : ما نرى معها كتابًا، قال : فقلتُ : لقد علمنا ما كذب رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ثم حلف عليٌّ : والذي يحلف بهِ، لتخرجِنَّ الكتابَ أو لأجرِّدنَّكِ، فأهوت إلى حُجزتها، وهي محتجزةٌ بكساءٍ، فأخرجتِ الصحيفةَ، فأَتوا بها رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقال عمرُ : يا رسولَ اللهِ، قد خان اللهَ ورسولَه والمؤمنين، دعني فأضربُ عنقَه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( يا حاطبُ، ما حملك علىما صنعتَ ) . قال : يا رسولَ اللهِ، ما لي أن لا أكون مؤمنًا بالله ورسولِه ؟ ولكني أردت أن يكون لي عند القوم يدًا يدفع بها عن أهلي ومالي، وليس من أصحابِك أحدٌ إلا له هنالك من قومه من يدفع اللهُ به عن أهله وماله، قال : ( صدق، ولا تقولوا له إلا خيرًا ) . قال : فعاد عمرُ فقال : يا رسولَ اللهِ، قد خان الله َورسولَه والمؤمنين، دعني فلْأضربْ عنقَه، قال : ( أوَ ليس من أهلِ بدرِ، وما يدريك، لعل اللهَ اطَّلع عليهم فقال : اعملوا ما شئتُم، فقد أوجبتُ لكم الجنةَ ) . فاغْروْرقت عيناه، فقال : اللهُ ورسولُه أعلمُ" (صحيح البخاري 6939 ). قال الله عز وجل في بيان ما فعل حاطب رضي الله عنه : {وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} [الممتحنة : 1] يعني أن حاطبا ففعله ضلال ،
وما منع النبي صلى الله عليه وسلم من ترك عمر رضي الله عنه إلا أن حاطبا رضي الله عنه لم يخرج من الإسلام بما فعل
-دلت هذه الآية وهي قوله سبحانه : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ} [الممتحنة 1] مع بيان سبب نزولها من قصة حاطب أن إلقاء المودة للكافر لا يسلب اسم الإيمان لأن الله ناداهم باسم الإيمان فقال "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا" مع إثباته عز وجل أنهم ألقوا المودة ولهذا استفاد العلماء من هذه الآية ومن آية سورة المائدة "وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ "[المائدة 51] ومن آية المجادلة التي ساقها المصنف :"لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ" [المجادلة 22] أن الموالاة بالاسم العام تنقسم إلى :
-تولٍ وهو المكفِّر بالضابط الذي تم ذكره
-وإلى موالاة وهي نوع مودة لأجل الدنيا ونحو ذلك وهي محرمة وكبيرة من الكبائر وليست كفرا
الواجب أن يكون المؤمن محبا لله عز وجل ولرسوله وللمؤمنين وألا يكون في قلبه مودة للكفار ولو كان لأمور الدنيا فإذا عامل الكفار والمشركين في أمور الدنيا إنما تكون معاملة ظاهرة بدون ميل القلب أو محبة القلب لأن المشرك حمل قلبا فيه مسبة الله عز وجل وهو ساب لله عز وجل بفعله إذ اتخذ مع الله إلها آخر والمؤمن متولٍّ لله عز وجل ولرسوله وللمؤمنين فلا يجوز له أن يكون في قلبه موادّة لمشرك حمل الشرك والعياذ بالله

هذه الثلاث مسائل من المهمات العظيمات :
الأولى : أن يعلم المرء الغاية من خلقه وإذا علم هذه الغاية يعلم الطريق الموصلة لإنفاذ هذه الغاية وأن هذه الطريق واحدة وهي طريق اتباع الرسل الذين أرسلهم الله ربنا تبارك وتعالى
الثانية : الله عز وجل لا يرضى الشرك به حتّى بالمقربين عنده (الملائكة والأنبياء ) والذين عندهم المقامات العالية عنده عز وجل ، الله عز وجل لا يرضى أن يشرك معه أحد
الثالثة : ألا يكون في قلب الموحد الذي وحد الله وأطاع الرسول وخلص من الشرك محبة للمشركين
هذه الثلاث هي أصول الإسلام بأحد الإعتبارات

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 15 Nov 2015 الساعة 11:47 AM
رد مع اقتباس
  #24  
قديم 23 Jan 2016, 02:02 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

قال المؤلف رحمه الله : اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ، أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ، مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ. وَبِذَلِكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ، وَخَلَقَهُمْ لَهَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾[ الذاريات: 56]. وَمَعْنَى ﴿يَعْبُدُونِ﴾: يُوَحِّدُونِ، وَأَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ التَّوْحيِدُ، وَهُوَ: إِفْرَادُ اللهِ بِالْعِبَادَةِ. وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْه الشِّركُ، وَهُوَ: دَعْوَةُ غَيْرِهِ مَعَهُ، وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا﴾[النساء: 35].
رد مع اقتباس
  #25  
قديم 23 Jan 2016, 02:08 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

فوائد من شرح الشيخ صالح آل الشيخ :

-المؤلف رحمه الله أتى بتلطف ثالث ودعا فيه للمتعلم بقوله "أرشدك الله "
-ينبغي للمعلم أن يتلطف بالمتعلمين لأن التلطف والتعامل الأحسن معهم يفتح قلب المتعلم للعلم
-الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام هي التي أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم وأمر الناس أن يتبعوها ،قال الله عز وجل :{ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل : 123]
-ملة إبراهيم عليه السلام هي التوحيد لله رب العالمين ، قال الله عز وجل : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) } [الزخرف 26-28]
-هذه الكلمة { إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) } فيها نفي العبادة عن كل ما سوى الله وإثباتها لله عز وجل وحده وهذا هو معنى كلمة التوحيد " لا إله إلا الله " المشتملة على البراءة من كل إله عُبد إلا الله يعني مشتملة على نفي العبادة عن كل ما سوى الله وإثباتها لله عز وجل وحده . ولهذا قال العلماء " لا إله إلا الله " معناها لا معبود حق إلا الله يعني أن كل المعبودات التي عبدت من دون الله باطلة وأن المعبود الحق هو الله عز وجل وحده ،قال الله تعالى : {ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج : 62]
-أعظم ما أمر الله عز وجل به ودعا إليه الأنبياء والمرسلين من نوح عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو التوحيد وأعظم ما نهى عنه الله عز وجل ونهى عنه الأنبياء والمرسلين هو الشرك بالله عز وجل
-التوحيد هو أعظم ما يُؤمر به والشرك هو أعظم ما ينهى عنه
-التوحيد هو حق الله عز وجل
-الغاية من خلق الإنسان هو عبادة الله عز وجل وحده

التعديل الأخير تم بواسطة إسحاق بارودي ; 28 May 2016 الساعة 11:55 AM
رد مع اقتباس
  #26  
قديم 23 Jan 2016, 05:34 PM
أبو ياسر أحمد بليل أبو ياسر أحمد بليل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: ولاية سعيدة - الجزائر
المشاركات: 405
افتراضي

جميل أحبتي وإخواني يسرني كثيرا أن أنظم معكم ضمن هذا القرار السديد وشكر الله لك أخي الحبيب إسحاق على هذا الراي
والله أسأل التوفيق
رد مع اقتباس
  #27  
قديم 23 Jan 2016, 08:54 PM
إسحاق بارودي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك أخي أحمد ومرحبا بك مفيدا ومستفيدا
رد مع اقتباس
  #28  
قديم 23 Jan 2016, 09:28 PM
أبو معاذ رضا التبسي أبو معاذ رضا التبسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
الدولة: الجزائر تبسة
المشاركات: 85
افتراضي

إقتراح: ما دام أن إخواننا القائمين على المنتدى قدسهروا حتى فتحت إذاعة التصفية، ومشايخنا ومعهم إخوانهم طلبة العلم قد خصصوا من وقتهم لهذا المنتدى المبارك، فيا حبذا تكون المدارسة في المتون التي تبث في الإذاعة والتركيز على فوائد الشيخ، ومن أراد الزيادة فذلك فضل الله والحمد لله رب العالمين
وجزك الله خيرا أخي إسحاق على هذه المبادرة الطيبة
رد مع اقتباس
  #29  
قديم 25 Jan 2016, 12:53 PM
أبو الهيثم تقي الدين الأخضري أبو الهيثم تقي الدين الأخضري غير متواجد حالياً
ثبّته الله
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: الجزائر حرسها الله
المشاركات: 158
افتراضي

إقتراح جيد وأجود منه أن تتبناه إدارة المنتدى وفقهم الله بالتوجيه
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013