منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22 Dec 2019, 06:03 PM
أبو جويرية عجال سامي أبو جويرية عجال سامي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 147
افتراضي التحذير من التخذيل وترك أصل نصرة المظلومين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله المقسم بماشاء من خلقه تعظيما لشأنه وتذكيرا بنفعه وامتنانا لخلقه وتنبيها للتدبر والتفكر القائل في محكم التنزيل (ن والقلم وما يسطرون)
سبحانه كم جعل في السطور من حكم بديعة وعلوم نافعة عجيبة، كم حملت السطور من دوافع للإيمان وحور من العلم حسان، كم أنقذ الله بها من ضلال،كم من غشاوة أزيلت وكم ومن باطل دمغته السطور وحَسَّه القلم ودمره تدميرا ، كم كانت ميدانا لنصرة المظلومين وسيوفا قاطعات للظالمين
أحمده على نعمه الكثيرة, وعطاءاته الجزيلة, كفانا بالاسلام والسنة منهاجا منيرا عن التعلق بالأحياء والأموات, والآراء والأذواق والترهات والخرافات, وخلد ذكر الشريعة بسطورها المنيعة, فهو كتاب مكتوب لا يتغير له معنى ولا يزول منه هدى, ولا يضمحل له ساحل, كتاب عظيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، من تمسك به فهو الرشيد الرزين الناجي، ومن جعله خلف ظهره فما أشد حسرته وما أكبر خسارته ونكبته ارتد على أعقابه القهقرى..

أما بعد :

فقد تعالت بعض الأصوات في خضم هذه الفتن الأخيرة التي يرقق بعضها بعضا, تعالت بعد أن كانت تُسمع على استحياء وفي خفاء، حتى اشتد لها الساق، وقامت في العالمين خالطات خابطات خاطبات، متجلببة برداء الحكمة والورع الزائفين في معرض النصح والتوجيه تدعو الشباب وطلبة العلم إلى مخالفات عديدة أذكر منها في هذه العجالة ما شاء الله باختصار :

المخالفة الأولى :

تخذيل أنصار الحق بدعوى الورع وترك الفتن وتجنبها

وهو صوت يلقى الرواج في سوق الكسالى الذين يعجزون عن تحقيق المسائل والقضايا فيكتفي بلبس هذا الرداء السهل ليظهر في ثوب الحكيم العاقل المتزن وما علم المسكين أن هذا من الحق الذي نزله في غير موضعه الملائم وفيه من المخالفات للسنة :
â—¾ ترك نصرة المظلوم والأخذ بيد الظالم إذ يعلم من له أدنى دراية بما يجري أن ثمة فئتين عظيمتين من المسلمين متنازعتين وانقساما كبيرا وشرخا عظيما حدث في صفوف الدعاة والمدعوين في قضايا يحتج لها بالسنة والوحي ويقرر فيها أنها من الخلاف المنهجي المحض، وتكلم فيها من هم أهل للكلام من كبار العلماء فكيف يسوغ هذا الشاب الحامل لهذا الرأي أن يخالف النص النبوي في نصرة الظالم والمظلوم وبخاصة والمقررون لهذا ممن يعلونه برتب كثيرة من العلماء الأمناء فلماذا لا يتهم الرأي من نفسه، ويسعى جاهدا للتحقيق قبل إلقاء الأحكام على عواهنها
إذن «يوجد في الساحة اليوم مثل هذا التلاعب، فهناك من يأتي إلى طرفين مختصمين أحدهما على الحق والآخر مبطل، فيُضلل الجميع ولا يُرجح جانب الحق!
ويظهر بمذهب جديد يرى أنه هو الوسط، وهو الباطل بعينه والسفسطة بعينها! وهذا الصنف تيار خطير عِمَادُه الكذب والتلبيس».
[دحر افتراءات أهل الزيغ للشيخ ربيع حفظه الله - هامش- 191]

فهذا الصنف واقع في شر كبير من جهة تخذيل الحق والكذب في تصوير الواقع ومن جهة تضليل أهل الحق وتسفيه جهادهم وهذه كما وصفها العلماء سفسطة معروفة ولها أهلها الذين تستهويهم اما المُحَكِّمُ السنة على نفسه فله ما (قال ï·؛: انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا، وهذه كلمة تقولها العرب، وكان العرب عندهم تعصب ينصرون أصحابهم وإن ظلموا، واشتهر عندهم هذا: (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا)، فلما قاله النبي ï·؛ قالوا: يا رسول الله! كيف أنصره ظالمًا؟ قال: تحجزه عن الظلم فذلك نصرك إياه، نصر المظلوم واضح، لكن نصر الظالم معناه: منعه من الظلم وحجزه عن الظلم هذا نصره، فإذا أراد أن يضرب أحد تقول: لا، قف تمسكه، إذا أراد أن يأخذ مال أحد تمسكه هذا نصره، إذا كان لك استطاعة تمنعه من ذلك، هذا نصر الظالم، تعينه على نفسه وعلى شيطانه تنصره على شيطانه وعلى هواه الباطل) ( الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله موقعه الرسمي)
فيقول للظالم أحجم ويردعه ويحجزه ولا يخاف في الله لومة لائم وينصر المظلوم ويرفع الغبن عليه ويسير معه في سبيل تحقيق ذلك فيكون بإذن الله تعالي من أهل قوله صلى الله عليه وسلم المسلمُ أخو المسلمِ لا يَظْلمْه، ولا يُسلِمْه، من كان في حاجةِ أخيه؛ كان اللهُ في حاجتِه، ومن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً؛ فرَّج اللهُ عنه بها كربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومن ستر مسلمًا؛ ستره اللهُ يومَ القيامةِ ومن مشى مع مظلومٍ حتى يُثْبِتَ له حقَّه؛ ثبَّت اللهُ قدمَيه على الصِّراطِ يومَ تزولُ الأقدامُ
صحيح الترغيب 2614 حسن لغيره

فسحقا لمن ينهى عما يأمر به رسول الله صلى عليه وسلم ويأمر بما نهى عنه، وهذا في عموم الناس فكيف إذا طال هذا الظلم وطلب من المسلم أن يخذل ويسلم في خيار هذه الأمة من العلماء والمشايخ والدعاة وطلبة العلم، لاشك أن الواجب أعظم لتعلقه بمصلحة هذا الدين
ثم إن (الأحاديث المتعلقة بالفتن والتحذير منها محمولة عند أهل العلم على الفتن التي لا يعرف فيها المحق من المبطل، فهذه الفتن المشروع للمؤمن الحذر منها، وهي التي قصدها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : « القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي » الحديث.
أما الفتن التي يعرف فيها المحق من المبطل والظالم من المظلوم فليست داخلة في الأحاديث المذكورة، بل قد دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على وجوب نصرة المحق والمظلوم على الباغي والظالم"

مجموع الفتاوى والمقالات للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله 7/363)

وقد عرضت القضية على أهل العلم الذين يرجع اليهم في هذه القضايا فبينوا ونصحوا مرارا وتكرارا ولم يداهنوا أحدا وبينوا النصوص الشرعية التي انتهكها دعاة الفرقة فأخرجوا لنا صوتيات كثيرة وكتبوا المقالات المهمة كالمقال المودع في موقع الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورزقه الصحة والعافية بعنوان منزلة إصلاح ذات البين في الإسلام بقلمه حفظه الله وهذا رابطه
http://www.rabee.net/ar/articles.php?cat=8&id=335

ذكر فيه الشيخ بهذا المقصد الشرعي العظيم وساق في تقريره والتذكير به النصوص الكثيرة من القرآن والسنة فماذا كان رد خصوم هذه الدعوة الشرعية التي تضمنها المقال وتضمنتها نصائح العلماء (ليست بشيء) نعم هذا جواب بعض المحسوبين على أهل العلم ممن يزكيهم أتباعهم ويجعلونهم ممن يرجع إليهم في النوازل ويقدمون كلامهم على كلام الائمة المعروفين وفي مقابل ذلك تلقاه شيوخنا الأفاضل بالترحاب والشكر والسعي في تحقيقها كما هو معلوم للقاصي والداني بل وشرح بعضهم هذا المقال وغيره في ظل العمل بمقتضاه

â—¾ من المخالفات في هذا المذهب أيضا التقول على الله بغير علم، إذ الذي يزعم أن الواجب ترك الفريقين وتضليلهم أو تخطئتهم وأن الواجب شرعا البراءة من الفريقين والتنزه عن الخوض في ذلك لا شك أن السبب في ذلك جهله بالواقع ومن كان جاهلا بالشيء وتفصيله لم يحل له الكلام فيه على وجه الحكم والإفتاء

" *«قد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء وجعله من أعظم المحرمات بل جعله في المرتبة العليا منها فقال تعالى:*{قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْـحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}*[الأعراف: ظ£ظ£]، فرتب المحرمات أربع مراتب: وبدأ بأسهلها وهو الفواحش ثم ثَنَّى بما هو أشد تحريماً منه وهو الإثم والظلم، ثم ثَلَّث بما هو أعظم تحريماً منها وهو الشرك به سبحانه، ثم ربَّع بما هو أشد تحريماً من ذلك كله وهو القول عليه بلا علم، وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه. ومما يدل أيضاً على أنه من كبائر الإثم قول الله تعالى:*{وَلا تَقُولُوا لِـمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ 116 مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}*[النحل: 116، 117].
فتقدم إليهم سبحانه بالوعيد على الكذب عليه في أحكامه وقولهم لما لم يحرمه هذا حرام ولما لم يحله هذا حلال، وهذا بيان منه سبحانه أنه لا يجوز للعبد أن يقول هذا حلال وهذا حرام إلا بما علم أن الله سبحانه وتعالى أحله وحرمه»
*إعلام الموقعين ظ¢/ظ§ظ£.
وقد كان حال السلف في هذا الموضع وككل موضع من أعظم الأحوال فإن الورع الحقيقي أخي المسلم ليس في ترك الواجب الذي خذلته الحين ولكنه في عدم الحكم بلا علم والجرأة على الفتيا بغير معطيات ولا تحقيق
قال عبد الرحمن بن أبي ليلي: «أدركت مئة وعشرين من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يُسأل أحدهم المسألة فيردها هذا إلى هذا وهذا إلى هذا حتى ترجع إلى الأول وما منهم من أحد يحدث بحديث أو يُسأل عن شيء إلا ودّ أنّ أخاه كفاه» جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر رقم*2201*ص1121.
فما الذي جعلك تتجشم هذا الأمر الخطير يا عبد الله وقد كفاك المؤنة فيه بدل العالم علماء وبدل الرجل رجال من أولي العلم والفضل والموازين القويمة..

â—¾ من المخالفات أيضا أنه يخشى على نفسه من أن يكون الدافع لذلك حب الظهور والسعي في الشهرة كذياك البائل في بئر زمزم

â—¾وكذلك من المخالفات أنه لم يجعل نفسه منزلة المظلوم فيحب لإخوانه المظلومين ما يحبه لنفسه من الخير بل ولا حتى في منزلة الظالم فإنه إذا ترك الرد عليه والأخذ بيده تمادى في باطله ولعل نصيحة صادقة يهديه الله بها فيكون له بذلك الأجر الجزيل والثواب
â—¾ترك أصل الرجوع للعلماء ومخالفتهم وقد سئل الشيخ ربيع مرارا وتكرارا عن هذه الفتنة وأمر بنصرة المظلومين
فقد سئل حفظه الله (هل نستفيد من مشايخ الإصلاح ؟ "

فقال الشيخ : " استفيدوا من مشايخ الإصلاح وانصروا الحق والمظلوم وخذوا على يد الظالم وافتحوا لهم المدراس والمساجد ودور الحديث استفيدوا منهم " .

وقال الشيخ حفظه الله : " هذه فتنة عليهم والله فتنة والله نخشى عليهم الفتنة للأسف الشديد لم نر استجابة من الطرف الثاني ووالله نريد إخماد الفتنة ما نريد الفرقة نريد الإجتماع ولكن الطرف الثاني ما استجابوا ولكن أبو أما مشايخ الإصلاح وجدناهم مستجيبين ويريدون الصلح والإجتماع قال الله تعالى ( ياأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ غ– وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) ")
وهذا رابط الموضوع https://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=23906
فعلى إخواننا أن يتقوا الله في أنفسهم وان يعرفوا لهذه النصوص السابقة قدرها وللعلماء مكانتهم وأن يتركوا هذا التخذيل والتعالم ومناطحة أهل العلم والفضل والقول على الله بغير علم ولو لم يقصدوا هذا فإنهم مواقعون له غارقون فيه فليتقوا الله سبحانه وليكونوا أنصارا للحق وأعوانا في الخير وأصحاب فضل ونبل فإن المؤمن ذو شهامة ونصرة يحب لإخوانه ما يحب لنفسه من الخير فيا طالب العلم ماالذي دهاك حتى لا تنصر أخاك...

يتبع بإذن الله...
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013