الرد المُؤسَّس لجهالات ومغالطات كاتب الشروق المُلَبِّس
الرد المُؤسَّس لجهالات ومغالطات كاتب الشروق المُلَبِّس
وبعد
لقد شطّت بخصوم السلفية عداوتهم فأوقعتهم في الخلط بينها وبين أتباعها وبين أتباعها الصادقين ومن انتحلها زورا وربما كان ذلك بسبب قصور النظر والجهل المركب تارة أخرى فلم يفرقوا بين السلفية المعصومة التي هي الإسلام الصحيح وهي التي كان عليها أصحاب القرون الثلاثة المرضي عنهم وبين بعض المنتسبين إليها ممن جاء بعدهم إلى قيام الساعة الذين فيهم الصالح والطالح، والمدعي والصادق ؛ فراحوا يضعون الجميع في كفة واحدة بغضا وعداء للحق أو اتباعا للهوى ومن هذا ما جاء في مقال هزيل بعنوان: أنقذوا الجامعة من جحيم السلفية الشاذة . نشر على جريدة الشروق حشاه صاحبه بالكذب والمغالطات ولولا أن الكاتب قال بأنه كتبه بناءً على المراقبة العلمية المقصودة والدائمة -كما زعم- وقامت الجريدة بالتشهير له بالبند العريض على واجهتها ما كنت لألتفت إليه فما جاء فيه ينبؤ عن الجهل المركب لصاحبه وضحالة جعبته العلمية وقصور بحثه ؛ ومثل كتابته تملأ صفحات الفيس بوك اللقيطة-التي لا يعرف أصحابها- ولكنه مع الأسف نشر على جريدة رسمية.
هذا الكاتب عنون لكتابته بعنوان أنقذوا الجامعة من جحيم السلفية الشاذة ونحن بدورنا نقول أنقذوا الصحافة من أمثال هذا الكاتب الشاذ ويكفي في بيان شذوذه أنه طعن وعمم الحكم على السلفية بناءً على مراقبته لبعض أفراد فرقة المفرقة ، ورمى السلفيين عن بكرة أبيهم بأدوائهم وهم منهم براء ثم نسب السلفيين إلى شخص (فركوس) وهم يحذرون منه مما يدل على خبثه ومكره وسوء طويته وبعده عن التثبت والعدل والإنصاف .
ولو كان صادقا فيما زعمه من المراقبة(!؟) العلمية(!) المقصودة (!) الدائمة(!) ما كان ليخرج بهذه النتيجة العوراء العرجاء الشوهاء الشاذة فالسلفية قد عرف القاصي والداني أنها الإسلام الصحيح وأنها لا زعيم لها يرأسها تلزم طاعته إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحذير السلفيين من المنحرفين والأخلاق الرديئة معلوم عند عموم العقلاء.
وإن ما قام به هذا الكاتب هو أقرب ما يكون إلى صنيع بعض المستشرقين الذين عملوا على تشويه الإسلام بذكر حال بعض المنتسبين إليه وهم يعلمون براءة الإسلام والمسلمين منهم بعدما عايشوا أهله ووقفوا على صفائه ونقائه وجماله فإن معظم المستشرقين كانت مهمتهم مخالطة المسلمين والعيش في ديارهم لمعرفة الإسلام معرفة عن قرب -علمية وتطبيقية- بمراقبة أهله والعيش في وسطهم ثم السعي لتزييف الحقيقة وإثارة الشبهات حول الإسلام وتشويه صورته لدى غير المسلمين ومحاولة تشكيك أهله فى دينهم ..وربما اختاروا حكاية أخبار شخصية أو طائفة منحرفة -وهمية كانت أو حقيقية- ونسبوا أفعالها إلى الإسلام مع علمهم ببراءة الإسلام منها وهذا من مكر أعداء الإسلام.
فكيف بمسلم أن يفعل هذا الفعل الخسيس ويمشي على هذا المنهج الخبيث وهو وإن كان يتوجه اللوم إلى أولئك المنتسبين فإن هذا لا يبيح للناقد بأي حال تعميم الحكم فضلاً عن تزييف الواقع وتشويه الحقيقة وقد زعم المراقبة العلمية فلا يعذر لجهله أو قصور بحثه .
وكيف يحكم بالشذوذ على طائفة بحجم السلفية التي هي الإسلام الصحيح لو كان يعقل!؛ ويحكم على السلفيين الذين هم السواد الأعظم بناءً على أفعال فرقة المفرقة التي خالفت أصولهم وينسبهم إلى شخص هم يحذرون منه!-كما سيأتي بيانه باختصار- ولو كان هذا الكاتب لا يعرف حقيقة الدعوة السلفية ما كان له تعميم الحكم وإطلاق الذم لعداوته الشخصية -كما يظهر- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -( إنَّ أعظمَ الناسِ عند اللهِ فِريةً لرجلٌ هجى رجلًا فهجا القبيلةَ بأسرِها..) والحديث في صحيح الجامع.
وحق لنا أن نقول لهذا الكاتب بقول الشاعر:
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة / وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.
وننصحه بقول الآخر:
فدع عنك الكتابة لست منها / ولو لطخت وجهك بالمداد .
تعريف السلفية:
قال السمعاني -رحمه الله- في كتابه الأنساب(3/273) "السلفي بفتح السين واللام وفي آخرها الفاء هذه النسبة إلى السلف وانتحال مذهبهم" .
انتساب علمائنا إلى السلفية:
قال الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس -رحمه الله- : - وإني أعلنت أني سلفي ، وأعلنت أني تبرأت من كل ما يخالف الكتاب و السنة و رجعت عن كل قولة قلتها لم يقلها السلف الصالح. [ ( « الشهاب » 951/2 ) ]
وقال أيضا - رحمه الله : - وليعلم الناقمون على السلفية الناظرون إليها نظر الساخطين ليعلموا أن السلفية هي المرجعية الدينية للجزائريين ، وهي الدعوة الأصلية في هذه الديار ، لا كما يحاوله من يطمس الحقائق ويعمى ويصم عن الدلائل ويوليها ظهره فيزعم بأنها وافد دخيل وجسم غريب في الأمة الجزائرية وخطر داهم ديارنا وغزو حل محل أصالتنا ، لا وï·² ، إذا كان هؤلاء يرددون في كل مناسبة وبلا مناسبة أنهم لا يريدون إلا مذهب الإمام مالك والطريقة المالكية ، فإننا نقول لهم هاتوا لنا مذهب الإمام مالك ، فلا نجده إلا إماما في السلفية الحقة ومتبوعا من كبار المتبوعين في هذه الطريقة الشريفة ، ولنعرض بعد من كان صادق الإتباع صحيح النسبة إلى هذا الإمام ، ممن يتموه بالنسبة إليه ، ومن يغطي إنحرافه عن السنة بالإنتماء إلى إمام السنة. [ ( مجلة « الشهاب » : ص 98 ) ]
قال العلامة ابن باديس-رحمه الله- في دستور جمعية العلماء المسلمين : ندعو إلى ما دعا إليه الإسلام ، وما بيناه من الأحكام بالكتاب والسنة وهدي السلف الصالح من الأئمة مع الرحمة والإحسان دون عداوة أو عدوان. [الآثار 5/-155].
قال الشيخ العلامة محمد البشير الابراهيمي -رحمه الله- وهو يصف الإمام ابن باديس -رحمه الله-:
باني النهضتين العلمية والفكرية بالجزائر؛ وواضع أسسها على صخرة الحق، وقائد زحوفها المغيرة إلى الغايات العليا، وإمام الحركة السلفية؛ ومنشئ مجلة "الشهاب" مرآة الإصلاح وسيف المصلحين، ومربّي جيلين كاملين على الهداية القرآنية والهدْي المحمدي وعلى التفكير الصحيح، ومُحيي دوارس العلم بدروسه الحية، ومفسّر كلام الله على الطريقة السلفية في مجالس انتظمت ربع قرن، وغارس بذور الوطنية الصحيحة، وملقّن مباديها، علم البيان، وفارس المنابر، الأستاذ الرئيس الشيخ عبد الحميد بن باديس، أول رئيس لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأوّل مؤسّس لنوادي العلم والأدب وجمعيات التربية والتعليم، رحمه الله ورضي عنه.[ص552 - كتاب آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي - ].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:(العدل نظام كل شيء، فإذا أقيم أمر الدنيا بعدل قامت، وإن لم يكن لصاحبها في الآخرة من خلاق ومتى لم تقم بعدل لم تقم وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يجزى به في الآخرة) [الفتاوى]
وقال ابن القيم -رحمه الله-: (ومن له ذوق في الشريعة واطلاع على كمالها وتضمنها لغاية مصالح العباد في المعاش والمعاد ومجيئها بغاية العدل الذي يسع الخلائق وأنه لا عدل فوق عدلها ولا مصلحة فوق ما تضمنته من المصالح تبين له أنَّ السياسة العادلة جزء من أجزائها وفرع من فروعها وأنّ من أحاط علمًا بمقاصدها ووضعها موضعها وحسن فهمه فيها لم يحتج معها إلى سياسة غيرها البتة.
فإنَّ السياسة نوعان: سياسة ظالمة، فالشريعة تحرمها، وسياسة عادلة تخرج الحقَّ من الظالم الفاجر، فهي من الشريعة علمها من علمها وجهلها من جهلها) [الطرق الحكمية. ]
ومن مظاهر محاربة السلفيين لأخلاق المفرقة وسعيهم الحثيث في معالجتها ما كتبه الشيخ محمد مرابط -حفظه الله- في سلسلة بعنوان
مداواة النفوس بما في فتنة المُفرّقِين من العِظات والدروس https://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=24150
وهذه كلمة لفضيله الشيخ الدكتور عبد الخالق ماضي-حفظه الله- من عشرات الكلمات له ولغيره من المشايخ في نفس السياق فيها النصح لفركوس وأتباعه: https://youtu.be/_NwLPlFGwjU
ومجرد كتابة اسم الدكتور فركوس على محرك البحث تظهر معه سلسلة من الردود عليه وعلى أتباعه وعلى انحرافاتهم لذلك نحن نجزم أن هذا الكاتب وأضرابه يتقصدون تشويه السلفية.
وختاماً جاء في تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- عند قوله تبارك وتعالى :
{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ }
فلما تبين أنه لا حجة لهم على ما قالوه، ولا برهان لما أصَّلوه، وإنما هو مجرد قول قالوه وافتراء افتروه أخبر أنهم {يُرِيدُونَ} بهذا {أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ}.
ونور اللّه: دينه الذي أرسل به الرسل، وأنزل به الكتب، وسماه اللّه نورا، لأنه يستنار به في ظلمات الجهل والأديان الباطلة، فإنه علم بالحق، وعمل بالحق، وما عداه فإنه بضده، فهؤلاء اليهود والنصارى ومن ضاهوه من المشركين، يريدون أن يطفئوا نور اللّه بمجرد أقوالهم، التي ليس عليها دليل أصلا.
{وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ} لأنه النور الباهر، الذي لا يمكن لجميع الخلق لو اجتمعوا على إطفائه أن يطفئوه، والذي أنزله جميع نواصي العباد بيده، وقد تكفل بحفظه من كل من يريده بسوء، ولهذا قال: {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} وسعوا ما أمكنهم في رده وإبطاله، فإن سعيهم لا يضر الحق شيئًا. انتهى
وإذاأرادَ اللهُ نشرَ فضيلةٍ طويتْ أتاحَ لها لسانَ حسودِ
وحسبنا الله ونعم الوكيل
أبو عبد الله حيدوش
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله حيدوش ; 27 Feb 2022 الساعة 03:52 PM