انطباعات رمضانية _ قَصِيدَةُلأَهْلِ وَادِي الفِضَّةِ

[يوسف بن عومر]

قَصِيدَةُلأَهْلِ وَادِي الفِضَّةِ


المُنَاسَبَةُ


غَرِيبٌ أَتَاكُمْ مِنْ بِلَادٍ سَعِيدَةٍ=== يُرِيدُ قَضَاءَشَهْرِصَوْمٍ وَقُرْبَةِ

دَعَاهُ قَريبٌ لِلْقِيَامِ بِلَيْلِهِ === لِيَرْتَاحَ مَأْمُومٌ بِحُلْوِ التِّلَاوَةِ

فَمَا يَمْلِكُ المُحِبُّ إِلَّا إِجَابَةً === لِدَاعِي الهُدَى بِكُلِّ صِدْقٍ وَهَلَّةِ

وَأُهْدِي سَلَامًاخَالِصًا مَعْ تَحِيَّةٍ === إِلَى أَهْلِ وَادٍ مِنْ لُجَيْنٍ وَفِضَّةِ

أَمَارَةُ ذَاكَ بَعْدَ تَرْحَالِي عَنْكُمُ === إِذَا أَشْرَقَتْ شَمْسٌ وَغَابَتْ بِلَيْلَةِ

الثَّنَاءُ عَلَى إِمَامِ المَسْجِدِ (1)


وَفِي مَسْجِدِ"الصِّدِّيقِ"شَيْخٌ مُبَارَكٌ ===مَلَاهُ بِتَدْرِيسٍ وَنُصْحٍ وَسُنَّةِ

أَنَارَ لَيَالِيَ الصِّيَامِ بِشَرْحِهِ === قَصَائِدَ وَعْظٍ لِلْقُلُوبِ وَحِكْمَةِ

بِحَمْدِ الإِلَهِ تَمَّ خَتْمُ قَصِيدَتَيْ: === أَبِي الفَتْحِ وَابْنِ قَيِّمٍ لِلْجُوزِيَّةِ

بِـ"عُنْوَانِ أَمْثَالٍ" نَسِيرُ بِحِكْمَةٍ === وَ"مِيمِيَّةٍ" بِالمِيمِ تُشْجَى بِلَوْعَةِ

وَأُخْرَى لِإِلْبِيرِي تَفُوحُ بِشَذْوِهَا === مَعَانِيهَا قُوتٌ لِلنُّفُوسِ يَا إِخْوَتِي

وَتُصْحَبُ ذِي الشُّرُوحُ دَوْمًا بِطُرْفَةٍ === وَلَا تَخْلُوا أَيْضًا مِنْ مِثَالٍ وَقِصَّةِ**

فَوَاللهِ كَمْ مِنْ حِكْمَةٍ بَلْ وَعِبْرَةٍ === جَنَيْنَاهَا مِنْ هَذِي الشُّرُوحِ بِوَفْرَةِ

جَزَاكَ الإِلَهُ عَنَّا خَيْرًا مُكَثَّرَا === وَحَلَّاكَ عَفْوَهُ وَفَوْزًا بِجَنَّةِ

وَبَارِكْ يَا رَبِّ فِي بِلَادٍ يَحُلُّهَا === دُعَاةٌ لِتَوْحِيدٍ بِعِلْمٍ وَحِكْمَةِ


الثَّنَاءُ عَلَى الأَحِبَّةِ


وَأَكْرِمْ بِقَوْمٍ لَيلُهُمْ وَنَهَارُهُمْ === بِبَيْتِ الإِلَهِ كُلٌّ يُسْدِي بِخِدْمَةِ:

بِتَفْطِيرِ صَائِمٍ، وَتَسْحِيرِ قَائِمٍ === وَصَبْرٍ عَلَى التَّهَجُّدِ وَالعِبَادَةِ

*وَتَبْكيرٍ لِلصُّفُوفِ يَرْجُونَ فَضْلَهَا === وَأُخْرَى تِلَاوَةٍ،مَعْ جُهْدِ الحِرَاسَةِ

وَأَذْكُرُ يَوْمًا لَمَّا أَنْ جَاءَعَارِضٌ === فَأَمْطَرَنَا مِنْ بَعْدِ الصُّبْحِ بِبَلَّةِ

وَقَدْ كَانُوا يَنْظُرُونَ إِشْرَاقَ ضَحْوَةٍ === بِهَا نَيْلُ عُمْرَةٍ تَمَامٍ وَحَجَّةِ*

فَقَامَ جُنُودُ اللهِ مِنْهُمْ بِهِمَّةٍ === فَأَبْدَوْا شَجَاعَةً بِحَزْمٍ وَقُوَّةِ

وَلَا عَاصِمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ لَكِنَّمَا === إِلَهِي بِهِمْ يَصُونُ مِنْ شَرِّ نِقْمَةِ

وَلَوْلَا دِفَاعُ اللهِ النَّاسَ بِبَعْضِهِمْ === لَقَدْ كَادَتْ أنْ تَميدَ قَبْلَ القِيَامَةِ

فَأَرْجُو مِنَ اللهِ يَمُنُّ بِفَضْلِهِ === عَلَيْهِمْ بِإِيمَانٍ وَرِزْقٍ وَصِحَّةِ


وُقُوفٌ عَلَى الأَطْلَالِ


وَهَذِي "شَلَفْ" أَحْبَبْتُهَا يَوْمَ زُرْتُهَا === فَفِيهَا حَلَلْتُ بَيْنَ أَهْلٍ وَإِخْوَةِ

فَسَلْنِي عَنْ "غَازِهَا" وَ"بَيْضَاءِ أَرْضِهَا" === وَ"سَنْجَاسَ" "حَجَّاجٍ" وَأُخْرَى "شِطِيَّةِ"**

"كَرِيمِيَّةٍ" "حَرْشُونَ" "عَطَّافَ" شَرْقَهَا === وَ"مَجَّاجَةٍ" وَ"سَدِّ مَاءٍ" بِفِضّةِ

فَيَا رَبِّ بَارِكْ فِي رُبُوعٍ بِأَرْضِهَا === وَأَصْلِحْ جَمِيعَ أَهْلِ هَذِي المَدينَةِ


وَدَعًا رَمَضَانُ


وَهَا هُوَ شَهْرُ الصَّوْمِ قَدْ مَرَّ وَانْقَضَى === فَيَا وَيْحَ مَنْ فَرَّطَ فِيهِ بِغَفْلَةِ

وَيَا وَيْحَ مَنْ لَمْ* تُغْفَرْ كُلُّ خَطِيئَةٍ === لَهُ فِيهِ، قُلْ: قُبْحًا لَهَا مِنْ خَسَارَةِ

وَيَا بُشْرَى مَنْ مَلَاهُ بِالْخَيْرِ وَالْهُدَى ===* وَزَيَّنَ دِينَهُ بِتَقْوًى وَتَوْبَةِ

وَقَدْ أَخْبَرَ الهَادِي الرَّشِيدُ نَبِيُّنَا === بِعِتْقِ الرِّقَابِ فِيهِ مِنْ كُلِّ لَيْلَةِ

وَلَمَّا أَتَى العَشْرُ الأَوَاخِرُ مِنْ لَيَا === لِهِ الغُرِّ أَشْرَقَتْ شُمُوسُ المَحَبَّةِ

وَلِله كَمْ مِنْ سَجْدَةٍ بَعْدَ رَكْعَةٍ === تُحَلَّى بِتَسْبِيحٍ وَذِكْرٍ وَدَعْوَةِ

*وَلِله كَمْ مِنْ دَمْعَةٍ تَخْنُقُ الشِّفَا === تَسِيلُ عَلَى الخَدَّيْنِ سَحًّا بِخَشْيَةِ

فَيَا رَبِّ فَاقْبَلْ مِنَّا كُلَّ عِبَادَةٍ === لَكَ مَحْضَةٍ مِنْ غَيْرِ شِرْكٍ وَسُمْعَةِ

وَيَا رَبِ فَاقْبَلْ مِنَّا رَمْضَانَ خَالِصًا === وَلَا تَحْرِمَنَّا دَرْكَهُ كُلَّ حِجَّةِ


خَاتِمَةُ الأَشْوَاقِ


وَإِنِّي لَرَاحِلٌ وَشَوْقٌ يُفَطِّرُ الـْ === ـفُؤَادَ أَسًى عَلَى فُرَاقِ الأَحِبَّةِ

فَيَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً === بِوَادٍ وَحَوْلِي إِخْوَتِي وَأَحِبَّتِي

وَهَلْ يَبْدُوَنْ لِي شَمْسُهُ وَسَمَاؤُهُ === وَهَلْ أَرِدَنْ يَوْمًا مِيَاهًا بِفِضَّةِ

تَقُولُونَ عَنِّي: هَذَا شَيْخٌ وَشَاعِرٌ === أَدِيبٌ أَرِيبٌ أَضْحَى يَعْلُوا بِهِمَّةِ

تَظُنُّونَ بِي خَيْرًا وَإِنِّي لَشَرُّكُمْ === فَيَا رَبِّ فَاسْتُرْ عَنِّي حَوْبِي وَزَلَّتِي

*



أبو الحارث يوسف بن عومر

بمسجد "أبي بكر الصديق" رضي الله عنه

بلدية واد الفضة _ ولاية الشلف

الجزائر

في ليلة السبت29 رمضان 1438هـ

الموافق لـ 24 جوان 2017 مـ

=======
(1)_ هو الشيخ أبو مصعب أحمد محمد قرياتي حفظه الله.