منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 01 Aug 2017, 12:37 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي لا تَكْرَهوا البَنات.

بسم الله الرحمن الرحيم


لا تَكْرَهوا البَنات.


الحمد لله الذي له ..ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير، والصلاة والسلام على نبي الرحمة وعلى أزواجه و ذريته الطاهرين ، ورضي الله عنهم وعن أصحابه الغر الميامين ومن أتبعهم بأحسان الى يوم الدين.
أمابعد:

اقتضت حكمة الله تعالى أن يخلق خلقه فمنهم من يهب له إناثا، ومنهم من يهب له ذكورا، ومنهم من يزوجه، أي: يجمع له ذكورا وإناثا، ومنهم من يجعله عقيما لا يولد له، وهناك من يعترض على هذا الرزق كما في موضوعنا هذا ، أن أحد الإخوة كان يحب أن يرزق بولد وكان يكره البنات ، فرزق ببنت فغضب واسود وجهه وهو كظيم وهذا خلق سيء من أخلاق الجاهلية ، قال الله تعالى ـ عن ذلك: { وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ ... }(النحل الآية 58)، ومع مرور الوقت بدأت تكبر البنت ويقترب منها وهي تناغيه وتبتسم و كبرت وأصبحت تلعب بلحيته فأحبها كثيرا ، واستغفر الله من ذنبه لأنه كرهها دون سبب ، وعلم أنه كان مخطئ ، فأول من تستقبله في المنزل ابنته بقول أبي أبي ، لا تنام إلا بجنبه ورغم أنه رزق بولد إلا إن حبه للبنت أكثر من الولد ، لأن البنت أحن من الولد و لها عاطفة قوية اتجاه الأب ، وقد أوصى نبينا صلى الله عليه وسلم بالبنات بعدم كرههن فقال : ( لا تُكْرِهوا البَناتِ ؛ فإنَّهُنَّ المُؤْنِساتُ الغَالِياتُ ) .[ السلسلة الصحيحة ٣٢٠٦ ]. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فو الله إنهن مؤنسات غاليات يتحببن إلى أبيهن كثيرا ويؤنسنه أكثر من الولد لأن الولد غالبا يخرج مع أصحابه أو لا يراعي مشاعر أبيه ، أما البنت الصالحة فيبقى ودها وحبها لأبيها ولو بعد الزواج ، تقوم بشؤنه وتعمل له ما يحتاجه في المنزل تلب طلبه وتحن عليه .
والبنت إذا أحسنت تربيتها كانت لك حجاب من النار لقوله صلى الله عليه وسلم : (مَن ابتُلِيَ بشيءٍ منَ البَناتِ فصَبرَ عليهنَّ كنَّ لَهُ حِجابًا منَ النَّارِ ). [صحيح الترمذي ١٩١٣ ].
قال النووي رحمه الله تعالى: إنما سماه ابتلاء لأن الناس يكرهون البنات ، فجاء الشرع بزجرهم عن ذلك ، ورغب في إبقائهن وترك قتلهن بما ذكر من الثواب الموعود به من أحسن إليهن وجاهد نفسه في الصبر عليهن . وقال شيخنا في " شرح الترمذي " : يحتمل أن يكون معنى الابتلاء هنا الاختبار ، أي من اختبر بشيء من البنات لينظر ما يفعل أيحسن إليهن أو يسيء ، ولهذا قيده في حديث أبي سعيد بالتقوى ، فإن من لا يتقي الله لا يأمن أن يتضجر بمن وكله الله إليه ، أو يقصر عما أمر بفعله ، أو لا يقصد بفعله امتثال أمر الله وتحصيل ثوابه والله أعلم . [ فتح الباري ، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته]
و عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : ( جاءَتْني امرأةٌ معَها ابنتانِ تسألُني، فلم تجِدْ عِندي غيرَ تمرةٍ واحدةٍ، فأعطَيتُها فقسَمَتْها بين ابنتَيْها، ثم قامَتْ فخرجَتْ، فدخَل النبيُّ صلى الله عليه وسلم فحدَّثْتُه، فقال : ( مَن يلي من هذه البناتِ شيئًا، فأحسَن إليهِنَّ، كنَّ له سِترًا من النارِ ) [ رواه البخاري ] . فتربية البنات كانت بلاء صعب في الجاهلية يسببن العار في معتقدهم فكن يقتلن أو يدفن وهن أحياء، فجاء الإسلام ونهى عن ذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( إن اللهَ حرَّمَ عليكم : عقوقَ الأمهاتِ، ووَأْدَ البناتِ ... ) [ رواه البخاري] وأمر بالصبر عليهن و من رحمة الله أن جعل فيهن الأجر لمن أحسن تربيتهن.
فمن أراد أن يرافق النبي صلى الله عليه في الجنة فعليه بالإحسان إلى بناته حتى يكبرن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عال جارتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو وضم أصابعه )[ رواه مسلم] . وقال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عالَ ثَلاثًا من بناتٍ يَكْفيهِنَّ ، و يَرْحَمُهُنَّ ، و يَرْفُقُ بِهنَّ فهوَ في الجنةِ ). [السلسلة الصحيحة ٢٤٩٢].
وبعض الأباء لا يعدل حتى في التقبيل فيقبل الولد ولا يقبل البنت :
قال صلى الله عليه وسلم : ( فما عَدَلَتْ بينَهُما . أي بين الابنِ و البنتِ في التقبيلِ ) [لسلسلة الصحيحة ٢٩٩٤] . وهذا الفعل جاهلي يحتقر البنت في أبسط الأمور التي لا تكلف إلا بسط الوجه وقربا من الخد بقبلة حانية يفرح بها ابنته الغالية ، وهذا الأمر موجود إلى الآن بل منهم من لا يقبل الأولاد سواء الذكور أو الاناث – والله المستعان – وهذا من نزع الرحمة من القلوب ، جاء أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: أتُقَبِّلونَ صِّبْيانَكُمْ فوَاللهِ ما نُقَبِّلُهُمْ فقال النبِيُّ صلى الله عليه وسلم : أَوَ أَمْلِكُ لكَ أنْ نزعَ اللهُ من قلبِكَ الرَّحْمَةَ ؟! . [صحيح الأدب المفرد ٦٧].
وبعضهم يظن إن امرأته هي التي تنجب البنت فيكرهها :
ومن جهله يهجر امرأته أو يطلقها وليس لها ذنب إلا أنها أنجبت البنات :
كقصة هجر أبي حمزة خيمة امرأته وكان يقيل ويبيت عند جيران له حين ولدت امرأته بنتا، فمر يوم بخيمتها فإذا هي ترقصها وتقول:
مالي أبي حمزة لا يأتينا …… يظل في البيت الذي يلينـــا
غضبان أن لا نلد البنينا …… والله ما ذلك بأيدينــــــا
وإنما نحن لزراعينا كالأرض …… نحصد ما قد زرعوه فينــا

فلما سمعها رجع إليهم مرة أخرى.
وفي عصرنا هذا أمثال هؤلاء كثير للأسف الشديد فبعض الرجال يرفض بأن يرزق بالبنات وهذا اعتراض على الخالق سبحانه وتعالى .
وكان سلفنا الصالح يحبون البنات و لا يتطيرون بما رزقهم الله تعالى:
قال صالح بن أحمد :كان أبي إذا ولد له ابنة يقول الأنبياء كانوا آباء بنات ويقول قد جاء في البنات ما قد علمت .
وقال يعقوب بن بختان :ولد لي سبع بنات فكنت كلما ولد لي ابنة دخلت على أحمد بن حنبل فيقول لي يا أبا يوسف الأنبياء آباء بنات فكان يذهب قوله همي. [ تحفة المولود - ابن قيم الجوزية ص 21 ج1 ]

وليكن قدوتنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فإنه كان يحب بناته:
عن عائشة رضي الله عنها قالت : (أقبلَتْ فاطمةُ تَمشِي كأنَّ مِشْيَتَها مَشْيُ النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم : مرحبًا بابنتي ! ثم أَجلَسَها عن يمينِه أو عن شمالِه ... ). [ رواه البخاري ].
وكان يزورها في بيتها و يتفقدها : ( أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أتى فاطمةَ رضِي اللهُ عنهَا فوجد على بابِها سترًا فلم يدخلْ قال وقلَّما كان يدخل إلا بدأ بها ... ). [السلسلة الصحيحة ٥/٥٤٧].
وكان صلى الله عليه وسلم يقوم لإبنته ويقبلها عند زيارتها له وكانت تفعل نفس فعله عندما يزورها :
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( ما رأيت أحدا أشبه سمتا ودلا وهديا برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها فلما مرض النبي صلى الله عليه وسلم دخلت فاطمة فأكبت عليه فقبلته ...) [صحيح الترمذي ٣٨٧٢].
وكان صلى الله عليه وسلم يغضب لبناته : ( أنَّ عليَّ بنَ أبي طالبٍ خطبَ بنتَ أبي جَهْلٍ، وعندَهُ فاطمةُ بنتُ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم ، فلمَّا سمعَت بذلِكَ فاطمةُ أتتِ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم ، فقالَت: إنَّ قومَكَ يتحدَّثونَ أنَّكَ لا تغضَبُ لبَناتِكَ، وَهَذا عليٌّ ناكحًا ابنةَ أبي جَهْلٍ، قالَ المسوَرُ: فقامَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ، فسَمِعْتُهُ حينَ تشَهَّدَ، ثمَّ قالَ: أمَّا بعدُ، فإنِّي قد أنكَحتُ أبا العاصِ بنَ الرَّبيعِ فحدَّثَني فَصدقَني، وإنَّ فاطمَةَ بنتَ محمَّدٍ بَضعةٌ منِّي، وأَنا أَكْرَهُ أن تفتِنوها، وإنَّها واللَّهِ لا تجتَمعُ بنتُ رسولِ اللَّهِ وَبِنْتُ عدوِّ اللَّهِ عندَ رجلٍ واحِدٍ أبدًا، قالَ: فنزلَ عليٌّ عَنِ الخِطبةِ ). [صحيح ابن ماجه ١٦٣٨ ].
وكان يحب ابنت ابنته زينب رضي الله عنها ويحملها على عاتقه:
: عن أبي قتادةَ قال بينا نحنُ في المسجدِ جلوسٌ خرجَ علينا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يحملُ أمامةَ بنتَ أبي العاصِ بنِ الرَّبيعِ وأمُّها زينبُ بنتُ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهيَ صبيَّةٌ يحملُها على عاتقِهِ فصلَّى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهيَ على عاتقِهِ يضعُها إذا رَكعَ ويعيدُها إذا قامَ حتَّى قضى صلاتَهُ يفعلُ ذلِكَ بِها ) . [صحيح أبي داود ٩١٨ ]. والأحاديث في هذا كثيرة نكتفي بما سطر .
و أسأل الله تعالى أن يرزقنا الذرية الصالحة ويصلح بناتنا وبنات المسلمين .

كتبه : أبو عبد السلام جابر البسكري.
الثلاثاء 9 ذو القعدة 1438 هجري.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 01 Aug 2017 الساعة 07:11 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, دعوة, كراهيةالبنات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013