منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 18 Jan 2019, 12:52 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي أرجى ساعة في إجابة الدعاء يوم الجمعة.









أرجى ساعة في إجابة الدّعاء يوم الجمعة

الشيح : أهلاً بكم وسَهْلاً.

السائل: هذا السائل من الكويت، السائلة ص. م.من الكويت تقول: سمعت أنّ الدّعاء بعد صلاة العصر من يوم الجمعة مستجاب إن شاء الله. فكيف يكون الدّعاء؟ وما هي الآيات المفضلة؟ وهل يكون الدّعاء والقراءة صلاة؟

الجواب: الحمد لله ربّ العالمين. وأصلّي على نبيّنا محمّد خاتم النبيّين وإمام المرسلين، وعلى آله وأصحابه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.

«في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلّي يسأل الله تعالى شيئاً إلاّ أعطاه الله إيّاه».

وقد اختلف العلماء في هذه السّاعة على أقوال كثيرة، وأرجاها ساعتان:

-السّاعة الأولى إذا خرج الإمام لصلاة الجمعة، يعني إذا دخل المسجد وجلس على المنبر إلى أن تُقْضَى الصّلاة، فهذه أرجى ساعة في إجابة الدّعاء. وذلك لأنّ الناس في هذه السّاعة مجتمعون على صلاة وانتظار صلاة. فيمكن للإنسان أن يدعو يوم الجمعة في السّجود وبعد التّشهّد الأخير، ويدعو بما يشاء.

السّاعة الثانية التي تُرْجى فيها إجابة الدّعاء ما بعد صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، لكن هذا يشكل عليه أن الحديث فيه قيد، وهو أنّ الدّاعي قائم يصلّي، وأجاب العلماء رحمهم الله عن ذلك بأنّ الإنسان إذا كان في انتظار صلاة المغرب فهو في صلاة. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للرّجل يتوضّأ من بيته يسبغ الوضوء ثم يخرج إلى المسجد لا يخرجه إلاّ الصلاة: «لم يخطو خطوة إلاّ رفع الله له بها درجة وحط ّعنه بها خطيئة». فإذا أتى المسجد وصلّى وجلس ينتظر الصّلاة فإنّه لا يزال في صلاة ما انتظر الصّلاة.

وعلى هذا فإذا ارتقب الإنسان غروب الشمس وهو جالس ينتظر صلاة المغرب ودعا، فإنّه يُرْجَى أن يُسْتَجَابَ له. ولْيَدْعُ الله تعالى بما شاء وبما أحبّ من أمور الدّين وأمور الدّنيا، سواء كان على سبيل العموم، مثل أن يقول: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). أو على سبيل الخصوص مثل أن يقول اللّهمّ ارزقني بيتاً واسعاً، وارزقني مالاً كثيراً طيّباً، وارزقني كذا وكذا. لأنّ دعاء الله تعالى عبادة على كل حال. قال الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ* إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) حتى لو دعوت الله عز وجل بشيءٍ من أمور الدّنيا الطّفيفة فإنّ ذلك عبادة.

لذلك نحثّ إخواننا على كثرة دعاء الله عز وجل، لأنّه يحصل له واحد من أمور ثلاثة، إمّا أن يستجيب الله له دعاءه، وإمّا أن يدّخره عنده إلى يوم القيامة، وإمّا أن يصرف عنه من السّوء بما هو أنفع له.


المصدر:

سلسلة فتاوى نور على الدرب/ الشريط رقم [311





ما هي السّاعة الّتي يُستجاب فيها الدّعاء يوم الجمعة؟

/الشيخ العثيمين رحمه الله



https://safeshare.tv/x/ss5bd7147bd5a84#








رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 Jun 2019, 11:54 AM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي










لاَحَوْلَ وَلاَقُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الحَيِّ القَيُّوم

قال الإمام ابن القيّم رحمه الله:

"الله سبحانه لم يبتله ليهلكه، وإنّما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته. فإنّ لله على العبد عبوديّة في الضرّاء كما له عبودية في السَّرَّاء، وله عليه عبوديّة فيما يكره، كما له عبوديّة فيما يحبّ. وأكثر الخلق يعطون العبوديّة فيما يحبّون والشأن في إعطاء العبوديّة في المكاره. ففيه تفاوتت مراتب العباد، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى."

(من مقدّمة كتاب: الوابل الصيب )











رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05 Jul 2019, 12:10 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي






الدّعاء هو العبادة.

الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله

https://safeshare.tv/x/yEhkb8j6HXk#











الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	لاتقنط ولو تأخرت إجابة الدعاء.png‏
المشاهدات:	14134
الحجـــم:	200.2 كيلوبايت
الرقم:	6842  
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg وإذا سألك عبادي.jpg‏ (124.7 كيلوبايت, المشاهدات 7467)
نوع الملف: jpg العبادة مبنية على التوحيد.jpg‏ (41.6 كيلوبايت, المشاهدات 5765)
نوع الملف: jpg أنواع العبادة لله.jpg‏ (66.7 كيلوبايت, المشاهدات 6772)
نوع الملف: jpg لاتتركوا الدعاء.jpg‏ (38.3 كيلوبايت, المشاهدات 7748)
نوع الملف: jpg من أنفع الأدوية الإلحاح في الدعاء.jpg‏ (35.3 كيلوبايت, المشاهدات 7517)
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 Jul 2019, 12:09 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي







الكوامل من الدّعاء

فائدة مختصرة من موقع الشيخ عبدالرزّاق بن عبدالمحسن العباد البدر حفظهما الله.




شرح دعاء : اللَّهُمَّ إِنّـِي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْر ...


خطبة جمعة بتاريخ / 12-10-1427 هـ

إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومَن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله وصفيّه وخليله وأمينه على وحيه ومبلّغ الناس شرعه. فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد عباد الله: اتّقوا الله، فإنّ مَن اتقى الله وقاه وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه.

معاشر المؤمنين عباد الله : إنّ نبيّنا المصطفى ورسولنا المجتبى - عليه صلوات الله وسلامه - أُوتِيَ جوامع الكلم وبدائع الحِكَم - صلوات الله وسلامه عليه - ، فكان يقول الكلمات القليلة ويتلفظ بالألفاظ اليسيرة الحاوية للمعاني الجامعة العظيمة. عباد الله : وهكذا الشأن في دعواته صلوات الله وسلامه عليه. فكان صلى الله عليه وسلم يعجبه إذا دعا الله أن يدعو بـجوامع الكلم كما ثبت ذلك في الحديث.

عباد الله : وهاهنا يتأكّد على كل مسلم أن يحسُنَ إقباله على دعوات النبي صلى الله عليه وسلم الصّحيحة الثابتة عنه ، يقبِل عليها دعوةً لله بها، وتأمُّلاً لمعانيها، وتحقيقاً لغاياتها ومضامينها.
إنّ دعوات النّبي عليه الصلاة والسلام دعواتٌ معصومة من الزلل والخطأ وفي الوقت نفسه مشتملةٌ على غاية المطالب العالية ونهاية المقاصد الرفيعة، فكيف نبغي عنها بدلا ونستعيض عنها بغيرها. وهي دعوات النبي المعصوم عليه الصلاة والسلام!!.

معاشر المؤمنين: وهذه وقفة مع دعوة عظيمة كان يدعو بها نبينا صلى الله عليه وسلم وهي ثابتةٌ عنه صلوات الله وسلامه عليه وقد حوَت مجاميع الخير وأبواب البرّ وأسُس السعادة في الدنيا والآخرة.

روى الطبراني في معجمه الكبير بسند ثابتٍ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يَا شَدَّادُ بن أَوْسٍ، إِذَا رَأَيْتَ النَّاسَ قَدِ اكْتَنَزُوا الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ فَاكْنِزْ هَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا وَلِسَانًا صَادِقًا، وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ)) حديثٌ صحيح وقد رواه النسائي وغيره، وقد جاء في بعض طرق هذا الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول هذا الدعاء في صلاته.

معاشر المؤمنين: إنّها دعواتٌ عظيمة جامعة، ما أحوجنا - إي والله - إلى العناية بها والمحافظة عليها، والعناية بالتّأمّل في معانيها ودلالاتها. إنّها دعواتٌ جامعة للخير كلّه، أوّله وآخره ظاهره وباطنه خير الدنيا وخير الآخرة. إنّها دعواتٌ من جوامع الكلم وكوامل الدّعاء وجوامع الخير.

عباد الله: فهذه وصيّة بالعناية بهذا الدّعاء وبكلّ دعاء صحّ وثبت عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. والدّعاء - عباد الله - عنوان الفلاح ومفتاح كلّ خير، في الدنيا والآخرة.

وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء: ((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الأَمْرِ)) أي أن أثبت على دين الله وأن أستقيم على طاعة الله وأن لا أنحرف ذات اليمين وذات الشمال , ومثله قوله صلى الله عليه وسلم: ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ)). وقد جاء في حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: ((إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ: يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّ الْقُلُوبَ لَتَتَقَلَّبُ؟، قَالَ: نَعَمْ، مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ بني آدَمَ مِنْ بَشَرٍ إِلا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ إِنْ شَاءَ أَقَامَهُ وَإِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ)) رواه الطبراني. فما أحوجنا - عباد الله - إلى الإكثار من هذا الدّعاء أن يثبّتنا الله على الأمر. والمراد بـالأمر: أي دين الله جلّ وعلا الّذي شرعه لعباده وأمَرهم به.

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ)) : هذا مطلب عظيم ما أحوجنا إليه, والرُّشْد - عباد الله- هو كلّ خير وفلاح في الدنيا والآخرة , وكثيراً ما نسمع بالأحاديث والمواعظ النّافعة إلاّ أنّ عزائمنا فاترة وهممنا ضعيفة، فما أحوج كلّ واحدٍ منّا أن يسأل الله جلّ وعلا، الْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ ، أي أنّك إذا بلغك الخير وعلِمتَ به أن تعزم عليه وأن تحرص على فعله وأن تفعله لتكون من أهله.

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ ))، شكر النّـِعْمَة -عباد الله- من أعظم المِنَن وأكبر العَطَايا أن يوزعك الله جلّ وعلا شُكْرَ النّـِعْمَة، وشُكْرُهَا قائم على أركان: فـالقلب يشكر الله بالاعتراف بالنعمة, واللّسان يشكر الله بالتّحدّث بها والثّناء على الله وحمده بما هو أهله, والجوارح تشكر الله باستعمال النِّعَم في طاعة الله جل وعلا.

وقوله: ((وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ))، حُسْنُ العِبَادَة -عباد الله- مطلبٌ عظيم ومقصدٌ جليل، بل الله جلّ وعلا لا يقبل العبادة إلاّ إذا كانت متّصفة بهذا، ولهذا قال جل وعلا: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾ [الملك:٢]. والعمل لا يكون حَسَنًا إلاّ بأمرين: بـإخلاصه لله، وبـالمتابعة فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فشمل قولك: ((حُسْنَ عِبَادَتِكَ)) الإخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم.

وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء: ((وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا)) أي قلبًا نقيًّا زكيًّا مطهّراً من الشّـِرْك والنّـِفَاق والغلّ والحسد ومن كل أمراض القلوب وأسقامها، وإذا زكى القلبُ وطاب صلحت الجوارح وحسُنت، وقد جاء في دعاء إبراهيم الخليل عليه السلام حيث قال: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ(88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء:٨٨–٨٩] أي سليمٍ من الشّـِرْك والنّـِفَاق, وسلِيمٍ من الرِّيَاء وغير ذلك, وسلِيمٍ من أمراض القلوب وأسقامها وهي كثيرةٌ ومتنوّعةٌ وعديدة. وإذا سلم القلب تبعته الجوارح في السّلامة. وفي هذا يقول عليه الصلاة والسلام: ((أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ)).

وقوله: ((وَلِسَانًا صَادِقًا)) أي سليماً بريئاً من... يحافظ على الصّـِدْقِ ويتحرّاه في أقواله وأحاديثه, وإذا كان اللّسان صادق اللهجة فإن الجوارح كلّها تتبعه على الاستقامة، يدلّ لذلك ما ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: ((إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الْأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ تَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا)).

وقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الدعاء: ((وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ)) هو من جوامع الدّعاء وكوامله حيث سأل في هذه الجملة الخير كلّه ظاهره وباطنه، سرّه وعلنه، ما كان منه في الدنيا وما كان منه في الآخرة. فإنّ قوله: ((وَأَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ)) يجمع الخير كلّه في الدّنيا والآخرة. وقوله عليه الصلاة والسلام: ((وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ )) من كوامل التّعوّذ وجوامعه، فإنّك في هذه الجملة تعوّذتَ من كلّ شرّ وكلّ بلاء وضرّ، فإنّ قوله: ((وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ)) يجمع التّعوّذ كلّه.

وقوله في خاتمة هذا الدّعاء صلوات الله وسلامه عليه: ((وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ))، فيه إقرار العبد بذنوبه وخطاياه وكثرتها وتعدّدها. وأنّ منها ذنوبا كثيرة لا يعلمها نسيها العبد، ولكن ﴿أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ﴾ [المجادلة:6].

فما أجمل أن يقول المستغفر في استغفاره: "وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ" لأنّ علم الله عز وجل محيطٌ بالسّرائر والمعلنات, بالخفيات والظاهرات بالذنوب المتقدّمة والمتأخّرة، محيطٌ بكل شيء فهو جلّ وعلا، علاّم الغيوب الّذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السّماء، ولذا ختم النبي عليه الصلاة والسلام هذا الدّعاء متوسّلاً إلى الله بقوله: ((إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ)) أي أحاط علمك بكل غائبة عنّا, أمّا في حقّ الله جلّ وعلا، فـالغيب عنده شهادة والسرّ عنده علانية، لا تخفى عليه خافية.

فهذه وصيّة -عباد الله- بالعناية بهذا الدّعاء العظيم الجامع وهو ثابت عن نبيّنا عليه الصلاة والسلام, ومع العناية به نُعْنَى بالتّأمّل بدلالاته ومعانيه. ونسأل الله جل وعلا أن يوفّقنا جميعاً لكلّ خير وأن يهدينا سواء السّبيل. إنّه تبارك وتعالى سميع الدّعاء وهو أهل الرجاء وهو حسبنا ونعم الوكيل.



الخطبة الثانية:

الحمد لله عظيم الإحسان واسع الفضل والجود والامتنان , وأشهد أن لا إله إلا وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. أمّا بعد عباد الله: اتّقوا الله تعالى.

عباد الله: ممّا مرّ معنا في الدّعاء السابق قوله صلى الله عليه وسلم: ((وأسألك الْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ)) وعرفنا معنى ذلك، وكثير منّا عباد الله مَن يقف على أمور كثيرة هي من الرُّشْد حقًّا ومن الفلاح والصلاح والسعادة في الدنيا والآخرة إلاّ أنّ عزيمته فاترة وهمّته متوانية وإقباله ضعيف. فما أحوجنا مرّة ثانية إلى العناية بهذا الدّعاء: "الْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْد".

عباد الله: ومن الْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، عقب صيام شهر رمضان، صيام ستٍّ من شوّال كما ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ مَن صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله ، فهذه فضيلة عظيمة لا تفوّت وخير جليل لا يضيّع ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ)), كثير منّا يعلم بهذا الحديث ويعلم بهذه الفضيلة إلاّ أنّ عزيمته تفتر وهمّته تتوانى وهو في شخصه يكسَلُ عن القيام بهذا العمل ولا تزال الفرصة مواتية، فنسأل الله جل وعلا الْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْد، ونقبِل على طاعته وما يحبّه ويرضاه، ونعلم أنّ هذه الحياة ميدانٌ للعمل ودارٌ للمسابقة والمنافسة في طاعة الله.

والكيّس من عباد الله مَن دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز مَن أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني. وصلّوا وسلّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56] ، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا)).

اللّهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد
, وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد. وارضَ اللّهمّ عن الخلفاء الرّاشدين الأئمّة المهديّين، أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين، وأبي الحسنين علي. وارضَ اللّهمّ عن الصحابة أجمعين، وعن التّابعين ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنّا معهم بمنّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

اللّهمّ أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشّـِرْك والمشركين, اللّهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين, اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين, اللّهم وعليك بأعداء الدين فإنّهم لا يعجزونك، اللهم إنّا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم.

اللّهم انصر من نصر دينك وكتابك وسُنَّة نبيّك صلى الله عليه وسلم وعبادك المؤمنين. اللهم آمنّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتّقاك واتّبع رضاك يا ربّ العالمين.

اللّهمّ وفّق ولي أمرنا لما تحبّه وترضاه، اللّهم وأعنه على البر والتقوى، اللّهم وارزقه البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين . اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لكل قولٍ سديد ولكل عملٍ رشيد فيه صلاح الإسلام وعز المسلمين يا رب العالمين.

اللّهم آتِ نفوسنا تقواها، زكّها أنت خير مَن زكّاها أنت وليّها ومولاها. اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر, والعزيمة على الرشد , اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك , اللهم إنا نسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك , اللهم إنا نسألك قلباً سليماً ولساناً صادقا , اللّهم إنا نسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب . اللّهم اغفر لنا ذنبنا كلّه دقّه وجلّه أوّله وآخره علانيته وسرّه. اللّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات .

اللّهم إنّا نستغفرك إنّك كنت غفارا، فأرسل السماء علينا مدرارا. اللّهم اسقنا وأغثنا , اللّهم اسقنا وأغثنا , اللّهم اسقنا وأغثنا , اللّهم أعطنا ولا تحرمنا ، وزدنا ولا تنقصنا ، وآثرنا ولا تؤثر علينا , اللّهم إنّا نتوسل إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبأنّك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، يا مَن وسعتَ كلّ شيء رحمة وعلما، أن تُسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين, اللّهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين, اللّهم أغثنا, اللّهم أغثنا , اللّهم أغثنا, اللّهم إنّا نسألك غيثاً مغيثا هنيئاً مريئا سحاً طبقا نافعاً غير ضار, اللّهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر, اللهم سقيا رحمة لا سقيا هدمٍ ولا عذابٍ ولا غرق, اللّهم أغثنا, اللهم أغثنا, اللّهم أغثنا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله وسلم وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


لتحميل التفريغ:

http://www.al-badr.net/dl/doc/PHTOVCDwSt

لاستماع المادّة:

http://www.al-badr.net/download/esou...ob/008_010.mp3





الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	الكوامل من الدعاء.png‏
المشاهدات:	13447
الحجـــم:	24.4 كيلوبايت
الرقم:	6915  
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg أسألك الثّبات في الأمر.jpg‏ (152.6 كيلوبايت, المشاهدات 6843)
نوع الملف: jpg يُستجاب لأحدكم مالم يعجل.jpg‏ (46.1 كيلوبايت, المشاهدات 9210)
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 Jul 2019, 11:43 AM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي






الفرق بين دعاء المسألة ودعاء العبادة


لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.

السؤال:

أرجو أن تبيّن لي الفرق بين دعاء المسألة ودعاء العبادة؟

الجواب:

جميع العبادات الّتي يتعبد بها الإنسان دعاء عبادة.
الصلاة دعاء عبادة، الصدقة دعاء عبادة، الصوم دعاء عبادة، الحج دعاء عبادة، برّ الوالدين دعاء عبادة، طلب العلم دعاء العبادة، لأنّك لو تسأل هذا العابد: ماذا تريد بالعبادة؟ قال: أريد التّقرّب إلى الله، وأن أحلّ دار كرامته. إذاً هو دَاعٍ بِلِسَان الحال.

أمّا دعاء المسألة: فأن يسأل الإنسان ربّه ما يريد فيقول: اللّهمّ اغفر لي، اللّهمّ ارحمني، اللّهمّ اهدني، وما أشبه ذلك، فهذا هو الفرق.
فكلّ عابد لله فهو دَاعٍ بِلِسَان الحال، وكلّ سائل فهو داع، ولهذا كان القرب -قرب الله -عز وجل- خاصًّا بِمَن يدعوه أو يعبده، قال الله -تبارك وتعالى-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ) [البقرة:186] وقال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد» وليس قرب الله -عز وجل- قرباً عامًّا لكلّ أحد، بل هو قريب من الدّاعي والعابد فقط، لكنّه -سبحانه وتعالى- عليم بكل شيء، كل أحوال الإنسان يعلمها -عز وجل-، بل قد قال تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ**إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ** مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق:16-18].



لتحميل رابط الاستماع من هنا



قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في بدائع الفوائد قال:" هو طلب ما ينفع الدّاعي وطلب كشف مايضرّه أو يدفعه" انتهى كلامه - رحمه الله - وكلام الإمام ابن القيم هذا يتنزّل على دعاء المسألة. يتنزل على دعاء، تعريف لدعاء ماذا؟ المسألة طلب ما ينفع الداعي وطلب كشف ما يضرّه أو يدفعه.
أمّا دعاء العبادة: " فهو أن يتعبّد المرء به - بـالعمل يعني - للمدعو ، بهذا العمل، طلبًا لثوابه وخوفا من عقابه".
عندما تتأمل مثل هذا تجد أنّ هذا التّعريف أو هذا الحدّ يشمل جميع أنواع العبادات الظاهرة والباطنة. فالعبد عندما يتنسّك بالحج مثلا أو بـالصدقة أو بـبرّ الوالدين أو بـالصدق في القول هو يتعبّد لله صحيح؟ يتعبّد لله -جلّ وعلا- ويتقرّب إليه يرجو ثوابه ويخشى عقابه. ممّا يدلّ على هذا ما جاء في الصحيحين قوله - صلى الله عليه وسلم - ((وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا)) لأنّه ما صدق إلاّ رجاءً في الثّواب وخشيةً من العقاب.

يقول الشيخ العلامة شيخ شيوخنا الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله - في كتابه العظيم القواعد الحسان لتفسير القرآن قال:" كلّ ماورد في القرآن من الأمر بالدّعاء والنّهي عن دعاء غير الله والثّناء على الدّاعين، يتناول دعاء المسألة ودعاء العبادة، قال: وهذه قاعدة نافعة فإنّ أكثر النّاس إنّما يتبادر لهم من لفظ الدّعاء والدّعوة: دعاء المسألة فقط لا يتبادر إلى ذهنه دعاء العبادة. يقصره ويحسره على دعاء المسألة. قال: ولا يظنّون دخول جميع العبادات في الدعاء. وهذا خطأٌ جرّهم إلى ما هو شرّ منه، فإنّ الآيات صريحة في شموله لدعاء المسألة ودعاء العبادة" انتهى كلامه - رحمه الله تعالى-.

الشيخ: عبد الله بن عبد الرحيم البخاري حفظه الله
الوسوم: الفوائد



المصدر من هنا

الصور المرفقة
نوع الملف: jpg دعاء المسألة ودعاء العبادة.jpg‏ (35.5 كيلوبايت, المشاهدات 6413)
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 02 Aug 2019, 10:50 AM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي





للاستماع عبر اليوتيوب الأمين:

آداب وشروط الدعاء - العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله



شروط إجابة الدّعاء وصور الإجابة.

لفضيلة الشيخ العلاّمة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (صوتيّة)

ما هي شروط استجابة الدعاء؟


السؤال: لماذا يدعو الإنسان ولا يُستجاب له؟ مع أنّ الله عز وجل يقول: {ادعوني أستجب لكم

الإجابة: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين،
وأسأل الله تعالى لي ولإخواني المسلمين التوفيق للصواب عقيدة، وقولاً، وعملاً،
يقول الله عز وجل: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ غڑ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}، ويقول السائل: إنّه دعا الله عز وجل ولم يستجب الله له، فيستشكل هذا الواقع مع هذه الآية الكريمة التي وعد الله تعالى فيها مَن دعاه بأن يستجيب له، والله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد.
والجواب على ذلك أنّ للإجابة شروطاً لابد أن تتحقّق وهي:
-الشرط الأول: الإخلاص لله عز وجل بأن يخلص الإنسان في دعائه، فيتجه إلى الله سبحانه وتعالى بقلب حاضر صادق في اللّجوء إليه، عالم بأنّه عز وجل قادر على إجابة الدعوة، مؤمل الإجابة من الله سبحانه وتعالى.
-الشرط الثاني: أن يشعر الإنسان حال دعائه بأنه في أمسِّ الحاجة بل في أمس الضرورة إلى الله سبحانه وتعالى، وأنّ الله تعالى وحده هو الّذي يجيب دعوة المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، أمّا أن يدعو الله عز وجل وهو يشعر بأنّه مستغن عن الله سبحانه وتعالى وليس في ضرورة إليه وإنّما يسأل هكذا عادة فقط، فإنّ هذا ليس بِحَرِيٍّ بالإجابة.
-الشرط الثالث: أن يكون متجنباً لأكل الحرام، فإنّ أكل الحرام حائل بين الإنسان والإجابة، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال: "إنّ الله طيّب لا يقبل إلاّ طيباً وإنّ الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين"، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا}، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعت أغبر يمدّ يديه إلى السماء: يا ربّ، يا ربّ، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّيَ بالحرام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فَأَنَّى يُسْتَجَابُ له؟"، فاسبتعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يستجاب لهذا الرجل الذي قام بـالأسباب الظاهرة التي بها تستجلب الإجابة وهي: أولاً: رفع اليدين إلى السماء أي إلى الله عز وجل لأنّه تعالى في السماء فوق العرش، ومدّ اليد إلى الله عز وجل من أسباب الإجابة كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في المسند: "إنّ الله حَيِيّ كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردّهما صِفْراً".
ثانياً: هذا الرجل دعا الله تعالى باسم الربّ: "يا ربّ، يا ربّ" والتّوسل إلى الله تعالى بهذا الاسم من أسباب الإجابة، لأنّ الربّ هو الخالق المالك المدبر لجميع الأمور، فبيده مقاليد السماوات والأرض. ولهذا تجد أكثر الدعاء الوارد في القرآن الكريم بهذا الاسم: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا غڑ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىظ° رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ غ— إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىظ° غ– بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ...} الآيات، فالتّوسّل إلى الله تعالى بهذا الاسم من أسباب الإجابة.
ثالثاً: هذا الرجل كان مسافراً، والسّفر غالباً من أسباب الإجابة، لأنّ الإنسان في السفر يشعر بالحاجة إلى الله عز وجل والضرورة إليه أكثر ممّا إذا كان مقيماً في أهله، وأَشْعَث أَغْبَر كأنّه غير معني بنفسه كأنّ أهمّ شيء عنده أن يلتجئ إلى الله ويدعوه على أي حال كان هو، سواء كان أشعث أغبر أم مترفاً، والشعث والغبر له أثر في الإجابة كما في الحديث الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّ الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا عشية عرفة يباهي الملائكة بالواقفين فيها يقول: "أَتَوْنِي شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق".

هذه الأسباب لإجابة الدّعاء لم تُجْدِ شيئاً، لكون مطعمه حراماً، وملبسه حراماً، وغُذِّيَ بالحرام، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فَأَنَّى يُسْتَجَابُ له؟" ف

فهذه الشروط لإجابة الدعاء إذا لم تتوافر، فإنّ الإجابة تبدو بعيدة. فإذا توافرت ولم يستجب الله للدّاعي، فإنّما ذلك لحكمة يعلمها الله عز وجل ولا يعلمها هذا الدّاعي، فعسى أن تحبّوا شيئاً وهو شرّ لكم، وإذا تمت هذه الشروط ولم يستجب الله عز وجل فإنّه إمّا أن يدفع عنه من السوء ما هو أعظم، وإمّا أن يدّخرها له يوم القيامة فيوفّيه الأجر أكثر وأكثر، لأنّ هذا الداعي الذي دعا بتوفر الشروط ولم يستجب له ولم يصرف عنه من السوء ما هو أعظم، يكون قد فعل الأسباب ومنع الجواب -لِحِكْمَة- فيعطى الأجر مرّتين: مرّة على دعائه ومرّة على مصيبته بعدم الإجابة، فيدّخر له عند الله عز وجل ما هو أعظم وأكمل.

ثم إنّ المهم أيضاً أن لا يستبطئ الإنسان الإجابة، فإنّ هذا من أسباب منع الإجابة أيضاً، كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: "يُسْتَجَاب لأحدكم ما لم يعجل"، قالوا: كيف يعجل يا رسول الله؟ قال: "يقول: دعوت ودعوت ودعوت فلم يستجب لي"، فلا ينبغي للإنسان أن يستبطئ الإجابة فيستحسر عن الدعاء ويدع الدعاء، بل يلحّ في الدعاء، فإنّ كلّ دعوة تدعو بها الله عز وجل فإنّها عبادة تقرّبك إلى الله عز وجل وتزيدك أجراً، فعليك يا أخي بـدعاء الله عز وجل في كل أمورك العامّة والخاصة الشديدة واليسيرة، ولو لم يكن من الدعاء إلاّ أنّه عبادة لله سبحانه وتعالى لكان جديراً بالمرء أن يحرص عليه، والله الموفق.
---------------------------------------------------------------

مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول - باب العبادة.


ولاستماع مادّة مهمّة أخرى تدورحول نفس المسألة:


أسباب منع إجابة الدّعاء للشيخ ابن العثيمين رحمه الله




الأكل الحلال من أعظم شروط إجابة الدعاء - الشيخ عبدالخالق ماضي حفظه الله



الصور المرفقة
نوع الملف: jpg أمّن يجيب المضطرّ إذا دعاه.jpg‏ (43.6 كيلوبايت, المشاهدات 6566)
نوع الملف: jpg أمّن يجيب المضطرّ إذا دعااه.jpg‏ (38.5 كيلوبايت, المشاهدات 7262)
نوع الملف: jpg ربّنا تقبّل منّا.jpg‏ (24.8 كيلوبايت, المشاهدات 6015)
نوع الملف: jpg شروط وآداب الدعاء.jpg‏ (35.5 كيلوبايت, المشاهدات 17109)
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013