قال لي أيهاالااخ الكريم ألا يضرك ما آل اليه حال الامة الا يضرك ما اصابنا من الوهن/ إرشاد مدعي الجهاد

[أبو نعيم إحسان]

:01:

هذا الكلام دار بيني و بين أحد الإخوة في إحدى المنتديات ؛ فبعد أن رأيته يستهزأ بمواضيع أحد إخواني السلفيين التي نقل فيها كلام أهل العلم حول الأحداث التي تقع , شرعت في الاعتراض عليه ؛ ثم قال لي هذا الكلام

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فلان

السلام عليكم ابو نعيم
لا جهاد ......لا للجهاد
لا حول ولا قوة الا بالله
ايهاالااخ الكريم الا يضرك ما ال اليه حال الامة الا يضرك ما اصابنا من الوهن
ايرضيك ان تنتهك اعراض المسلمين في العراق والشيشلن وفلسطين .
ايرضيك ان يزج في السجوب الاسود اسود التوحيد في غوانتنامو وغيرها
لا حول ولا قوة الا بالله
ايرضيك حال الامة اليوم
لا حول ولا قوة لال بالله

و أنقل لكم ردي بعد ذلك , للفائدة , و الله من وراء القصد :

قال - تعالى - : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )) [ النساء 59 ]
فردوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر , لا إلى الهوى و العاطفة أو مشايخ السوء و الضلال

فاعلم أن الجهاد عبادة من أشرف العبادات تقربنا لله , بل هو ذروة سنام الإسلام
و ككل عبادة, له شروط و واجبات ؛ فعلى المرئ أن يتفقه في أحكام الجهاد قبل أن يقدم عليه أو أن يفتي به ؛ كما يفعل ذلك للصلاة و الوضوء , بل كل العبادات , لقوله - تعالى - : (( فاعلم أنه لا إله إلا الله و استغفر لذنبك )) فبدأ بالعلم قبل القول و العمل ؛ و على هذا جرى عمل أئمة الإسلام و يوصون به عامة المسلمين ؛ إلى أن ظهر دعاة على أبواب جهنم كما أخبر بذلك الصادق المصدوق - صلى الله عليه و سلم -.

نعود إلى المبحث الأول , ألا و هو الرجوع إلى الكتاب و السنة حالة وقوع النزاع و الخلاف
أتيتني بكلام هو شعور كل مسلم غيور لدينه - وهذا حق - و لا أشك في نيتك الطيبة
لكن اعلم أيها الأخ الكريم , أن الحكم لله , و إليه يرجع الأمر ؛ فما من مسألة يقبل عليها المكلف إلا و لا بد له أن يعرف حكم الله فيها و أن يطبقه ؛ لا أن يتبع ما تهواه نفسه , أو أن يتبع عاطفته , مخالفا حكم الله في ذلك.

أنت تكلمت عن واقع الأمة المؤلم ؛ و قد سبقك إلى ذلك منذ 15 قرنا نبينا - صلى الله عليه و سلم - قائلا : (( إذا تبايعتم بالعينة , و تركتم الجهاد, و اتبعتم أذناب البقر , و رضيتم بالزرع ؛ سلط الله عليكم ذلا , لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ))

فهذا هو الذل الذي تتكلم عنه أنت , قد أخبرنا به - صلى الله عليه و سلم - من قبل ؛ و بما أنه هو الرسول المبعوث رحمة للعالمين- عليه الصلاة و السلام - فلا يذكر المشكل إلا و يذكر حله ؛ و هو على خلاف ما ذكرته أنت

قال - صلى الله عليه و سلم - مبينا أسباب الذل الذي تعيشه الأمة :
(( إذا تبايعتم بالعينة , و تركتم الجهاد, و اتبعتم اذناب البقر , و رضيتم بالزرع))

فالتبايع بالعينة هي معاملة يتم فيها التحايل على الربا ؛ هذا واحد.
ثم ذكر ترك الجهاد ؛ هذا الثاني

ثم ذكر اتباع أذناب البقر , و الرضى بالزرع , كناية عن اتباع الدنيا و السعي في تحصيلها ؛ الثالث و الرابع

فذكر - صلى الله عليه و سلم - الأمراض التي تصيب المسلمين , و التي من أجلها يسلط الله عليهم ذلا

ثم الحل الذي يرفع هذا الذل قائلا : (( لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم ))


أعتقد أن كل ذي عقل فهم مقصود النبي - صلى الله عليه و سلم -

و لكن أزيد بيانا على ذلك

تُرى , ما المقصود بالدين هنا ؟

لنرجع مرة أخرى إلى الكتاب و السنة

جاء في حديث جبريل - عليه السلام - المشهور, حين سأل النبي - صلى الله عليه و سلم - عن الإسلام فقال له : (( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله , و تقيم الصلاة , و تؤتي الزكاة , و تصوم رمضان , و تحج البيت إن استطعت إلى ذلك سبيلا ))

ثم سأله عن الإيمان , فأخبره بأن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله , و اليوم الآخر , و القدر خيره و شره ))
ثم عن الإحسان , فقال له : (( أن تعبد الله كأنك تراه , فإن لم تكن تراه فإنه يراك ))

ثم سأل أصحابه أَعَرِفوا مَنِ السائل , فقالوا له : الله و رسوله أعلم
فقال لهم - صلى الله عليه و سلم - : (( هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم ))

فوق قال : (( حتى ترجعوا إلى دينكم )) و هنا قال : (( أتاكم يعلمكم أمر دينكم ))

فالمقصود بالدين الذي إذا رجعنا إليه رفع الله عنا الذل هو ما ذكره في الحديث الآخر حول الإسلام و الإيمان , الإحسان , كما فسر النبي - صلى الله عليه و سلم - ذلك بالتفصيل

فيا أخا الإسلام , أين المفر من أمر الله الذي قال فيه - جل و عز - : (( و كان أمر الله قدرا مقدورا )) ؛ هل يسعنا الفرار من قدر الله ؟
قال - تعالى - : (( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ))

فأنت ذكرت الداء , و قد ذكره - صلى الله عليه و سلم - من قبل مع دوائه فـ : (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً )) [ الأحزاب : 36 ]

فلنسْْْعَ إلى تعلم أمورديننا - أولا - قبل العمل
ثم علينا أن ندعوا الناس إليه و نصبر على ذلك

قال - تعالى - : (( و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات و تواصوا بالحق و تواصوا بالصبر))


و حين نرجع إلى ديننا و يرفع اللهُ الذلَّ عنا , فوالله لن يضرنا كيد عدو , و لن يخيفنا أحد ؛ و لن يخلف الله وعده بالنصر لمن نصره
و تكون لنا مشارق الأرض و مغاربها

قال - تعالى - : (( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ )) [ النور 55 ]

انظر كيف ربط الله هذا العز و التمكين بسببه مباشرة
قال - تعالى - : (وعد اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ....- كيف - ... يعبدونني لا يشركون بي شيئا ))

فسبب هذا العز و التمكين هو: عبادة الله وحده لا شريك له

فكيف ينصرنا الله و فينا من يعبد القبور ؟

كيف ينصرنا الله و فينا من يسبه ؟

كيف ينصرنا الله و فينا من يقول : الله لا يسمع و لا يرى و لا يعلم

بل قال أحد المعتزلة : " لا يعلم الله من نفسه إلا ما أعلم "


أينصرنا الله و فينا هؤلاء؟!


الذي يجيب بنعم فإنه يُكذب بالآية , و من كذب القرآن فمصيره الكفر و العياذ بالله
الصحابة و ما أدراك من هم , أصحاب رسول الله - صلى الله عليه و سلم - انهزموا مرتين ؛ مرة في حنين , و مرة في أحد

قال الله -تعالى -عن غزوة حنين : (( و يوم حينين إذا أعجبتكم كثرتكم فلم تُغن عنكم شيئا )) فسبب الانهزام هو العجب ؛ و العجب من شوائب الإخلاص

فانهزموا من أجل العجب ؛ فما بالك بمن يعبد القبور
و قال عن غزوة أحد : (( أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [ آل عمران 165 ]

فسبب الهزيمة معروف , و هو مخالفة بعض الصحابة - رضي الله عنهم - أمر النبي - صلى الله عليه و سلم - يوم الغزوة

فبسبب تلك المعصية هُزموا ؛ فما بالك بمن يعصي الله ليلا و نهارا , سرا و جهارا

فلا تستعجلوا إخوة الإسلام ؛ الجهاد ذروة سنام الإسلام ؛ فلنبدأ بالأساس لنصل الفوق آمنين ؛ فمُحال أن نبدأ من الفوق قبل الأسفل

و نسأل الله أن يرينا الحق حقا , و يرزقنا اتباعه , و أن يرينا الباطل باطلا , و يرزقنا اجتنابه

و الحمد لله رب العالمين , و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

و الحمد لله الأخ قبل النصح و اعتذر , حيث قال :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فلان

و نسأل الله أن يرنا الحق حقا , و يرزقنا اتباعه , و ان يرينا الباطل باطلا , و يرزقنا اجتنابه
سامحونا يا اخوان ......
سامحوني بارك الله فيكم
انما قصدت ان اعبر لكم عما يجول في نفسي
نعم انا جبان لانني اكتفيت بالكلام .
لكن هل حرام علي لن اتمنى الجهاد في سبيل الله .
وان اموت شهيدا .
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت ان السلامة فيها ترك ما فيها
لا دارللمرء بعد الموت يسكنها الا التي كان قبل الموت بانيها
فان بناها بخير طاب مسكنه وان بناها بشر خاب بانيها .
سامحوني ايها الاخوة ان اخطات .انما هي حيرة دفعتني دفعا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

[أبو أنس عبد الهادي]

جزاك الله خيرا وبارك فيك

كلام مسدد،

ونصيحة قيّمة،

لا فُضّ فوك.

[ابوعبدالله الجزائري]

احسنت والله اخي ابا نعيم جزاك الله خيرا .
واحسن الاخ في عودته الى الحق .ثبتنا الله جميعا عليه

[أبو تميم يوسف الخميسي]

وفقكم الله

جزاك الله خيرا

[عبد القادر]

بارك الله فيك يااخي و جزاك عن الاسلام خيرا يا احسان السلفية ان شاء الله

[أبو عبد المؤمن الجزائري]

رد قوي بارك الله فيك أبا نعيم

الحمد لله أن لم أكن أنا المردود عليه (ابتسامة)

[أبو نعيم إحسان]

و فيكم بارك الله أحبتي