منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 Mar 2015, 09:49 PM
أبو عبد الرحمن أسامة أبو عبد الرحمن أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 509
افتراضي [صوتية مفرغة]: (كلمة عن الصحابة رضي الله عنهم) لسماحة الشيخ العلامة صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله [23-03-1419هـ]

«كَلِمَةٌ عَنِ الصَّحَابَةِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُم-»

لسماحة الشَّيخ العلاَّمة:
صالح بن مُحمَّد اللُّحَيْدَان

حفظه الله تعالى ورعاه، وثبته على الإسلام والسنة، وجزاه عنا خير الجزاء



ألقاها سماحته بالمسجد الحرام يوم:
23 ربيع الأول 1419هـ
نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها



يمكنكم تحميل هذه المادة القيمة على هذا الرَّابط:



التَّفريغ:


الحمدُ لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيِّد الأوّلين والآخرين، سيّدنا ونبيّنا محمد وعلى آله وصحابته، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وبعد:

يقول النّبيّ -صلّى الله عليه وسلم-: (من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تُكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه).
ويقول عن صحابته –رضي الله عنهم وأرضاهم-: (هل أنتم تاركوا لي أصحابي).
ويقول: (لو أن أحدكم انفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفَه).

فالحديثُ عن صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في هذه اللّيلة.

فإن أعظم الناس منّة على المسلمين من الخلق بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صحابتُهُ –رضي الله عنهم-، فإنّ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم أعظمُ الناس مِنّةً على هذه الأُمّة، ولا شكّ أنّ أفضل أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- خلفاؤه الأربعة وهُم: أبو بكر الصّدّيق صاحبُه في الغار وأحبّ الرِّجال إليه -صلى الله عليه وسلم-، وعُمَر الفاروق الذي قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما سلك عمر فجا إلا سلك الشيطان فجّا غير فجّ عُمَر)؛ وقال له مرّة: (إيهٍ يا ابن الخطّاب، إنّ الشّيطان ليهابُكَ أو يخافك)، ثمّ عثمان الذي أنفق على جيش العُسْرَة والذي قال عنه النّبيّ -صلى الله عليه وسلم-: (ما على عثمان ما عمل بعد اليوم)، ثمّ عليّ –رضي الله عنهم أجمعين- ابن عمّ رسول الله والذي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم خيبر عنه: (لأُعْطِينّ الرَّاية غدًا رجلاً يُحبّ الله ورسوله ويُحبّه الله ورسولُه)، فبات الناس يدوكون ليلتهم يخوضون في الأمر كُلّهم يرجو أن يُعطاها، ويقول عمر –رضي الله عنه- الفاروق: (ما تشوّفت نفسي للإمارة إلاّ يومئذٍ) لماذا؟ لأنّ النّبيّ شهد -صلى الله عليه وسلم- أنّ من سوف يأخذ الرّاية منه سيُفتَح على يديه وشهد أنّ الله يُحِبّ ذلك الشّخص ورسوله يُحبّه وأنّه يُحبّ الله ورسوله، فأخذها عليّ –رضي الله عنه-.

ثمّ صحابة محمد كلّهم عُدولٌ زكّاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والشاهد أنّ من جاء بعدهم لو أنفق مثل أُحدٍ ذهبًا ما بلغ من الفضل ما بلغوه؛ إنفاق مُدّ من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسُئِل الإمام أحمد: (أيّهما أفضل: عمر بن عبد العزيز أو معاوية؟ فقال: أتُفاضلُ بين صحابيّ وغير صحابيّ؟! لغُبارُ معاوية مع رسول الله خيرٌ من كذا وكذا).

فأصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فوق مُستوى من جاء بعدهم، ولا يحقّ لأحدٍ أن يُفاضل بينهم فضلاً عن أن يُسيء إلى بعضهم، وأخبر النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- عن عليّ أنّه (لا يُبغضه إلاّ مُنافق)، وعن الأنصار أنّهم يكثر الناس ويقلّون، وأنّ الأنصار يكثرون عند الفزع ويقلّون عند الطمع، وأثنى الله -جلّ وعلا- على المُتّقين المؤمنين الذين جاؤوا أو يأتون بعد الصّحابة ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ.
فكلّ من لا يقول هذه المقولة منّا على صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا يعترفُ لهم بالفضل ولا يدينُ لهم بالحُبّ فاتّهموه بالنِّفاق.

أصحابُ محمد صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم وأرضاهم اختارهم الله -جلّ وعلا- لصُحبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولحملِ هذه الأمانات، فما من بلدٍ دخل الإسلام إلاّ والفضلُ لله ثمّ لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

ذهبوا للشّرق والغرب، والجنوب والشّمال، ونشروا العدل والفضل، وأشاعوا سنّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفتحوا القلوب قبل أن يفتحوا البلاد بالعدل والصّدق، ولمّا قال والٍ من الوُلاة وقد نصحه صحابيّ من صغار الصَّحابة ولم تُعجِب ذلك الوالي تلك الكلمة قال: (إنّما أنت من نُخالة صحابة رسول الله)، فقال له الصّحابيّ: (وهل كان فيهم نُخالة؟ إنما النُّخالة في من جاء بعدهم)، فرضي الله عنهم وأرضاهم.

حُبّ الصّحابة –رضي الله عنهم- من حُبّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبُغضهم يستلزم بُغض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لأنّ مُبغضهم لا يُبغضهم لمال أخذوه منه ولا (كلمات لم أفهمها) وإنّما الهوى الذي يُعمي ويُصمّ، والضّلال الذي ينتج عن الهوى؛ فقد قال الله لنبيّه داود: ﴿وَلَا تَتَّبِعِ الهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ، نسأل الله العافية.

أحببتُ أن يكون البحثُ والحديثُ في هذا الموضوع في هذه اللّيلة لكثرة ما سمعتُ من بعض الأسئلة، فإنّ أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- لا يُسألُ عنهم الآن، فهم العُدول، وهُم الأزكياء، وهُم الأوفياء، وهُم الكِرام البَرَرَة الذين اختارهم الله جلّ وعلا لصُحبة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذكر النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنّهم يغزون فيُقال: هل فيكم من صحب رسول الله؟ فيُقال: نعم، فيُفتح لهم، ثُمّ يأتي قوم بعدهم فيُقال هل فيكم من صحب أصحاب رسول الله؟ فإذا قيل: نعم يفتح الله عليهم.

فأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبر النّبيّ أنّهم في حياتهم أَمَنَةٌ لأهل الأرض، ولذلك ما شاع الباطلُ ولا انتشر الإلحاد ولا ارتفعت رايةُ المُحادّة لله ولرسوله إلا بعد انقراض عامة الصحابة –رضي الله عنهم وأرضاهم-، لا شكَّ أنّ فيهم العشرة المبشّرين بالجنة، وأنّهم أفضل الأمة، ولا شكّ أنّ أفضلهم الصّدّيق، ثمّ الفاروق، ثمّ ذو النّورين، ثمّ علي –رضوان الله عليهم أجمعين-.

سُئل عليّ –رضي الله عنه- وهو على منبر الكوفة وهو أمير المؤمنين فقال له قائل: مَن خيرُ هذه الأمة؟ قال: (خيرُهَا أبو بكرٍ، قيل ثُمّ من؟ قال عُمَر، ثمّ قال: ولو شئت لسمَّيْتُ الثّالث)، سأله محمد ابنه: أنت يا أمير المؤمنين الثّالث؟ قال: (لا، أبوك رجلٌ من المسلمين له حسناتٌ).
ويقول الإمام أحمد: (من قدّم عليًّا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار -رضي الله عنهم أجمعين-).

فأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يليقُ بأحدٍ أن يتحدّث عن عدالتهم ويغمز أحدًا منهم، وإن غمز أحدًا منهم فهذا الضّال المُضلّ عدوّ الله وعدوّ رسوله.

صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دُون استثناء خيرٌ ممَّن جاء بعدهم بشهادة نبيّهم -صلى الله عليه وسلم- كما أشرتُ إلى الحديث في ليلةٍ مضَت وهو حديث عمران بن حصين –رضي الله عنه وعن أبيه- كما في الصّحيح أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (خيرُ الناس القرن الذي بُعثت فيهم..) والقرن (كلمة لم أفهمها) الطّبقة من النّاس، وقد يُطلق على المائة سنة، لكن ما كان يُسمّى بذلك، يقول: (..ثمّ الذين يلونهم..)، فالذين بُعث فيهم الصّحابة، ثمّ الذين يلونهم التّابعون، (..ثمّ الذين يلونهم) هؤلاء أتباعُ التّابعين، يقول عمران بن حصين –رضي الله عنه-: (لا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة) هكذا في الصحيح، فإذا كانوا ثلاثة كان التابعون وتابعو التابعين وأتباع أتباع التابعين؛ هؤلاء الذين شهد لهم رسول الله بالخَيْريَّة على التّرتيب، القرن الأوّل هم الأفضل، ثمّ التّابعون يلونهم، ثمّ أتباع التّابعين، ثمّ أتباع الأتباع.
ثم ماذا؟ قال: (ثمّ يأتي قوم يخونون ولا يُؤتمنون، ويشهدون ولا يُستشهدون، تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته، ويظهر فيهم السّمن).
أمّا الذين شهد لهم رسول الله فهم خير الخليقة؛ خيرُ الأمَّة.

فالواجب على كل مسلم أن يعرف لهم حقّهم، ويترضَّى عنهم إذا سمع ذكرهم، ويتمنَّى أن يُحشَر معهم، فإنَّ من حُشِر معهم فقد فاز، لأنّهم خير هذه الأمَّة، وهذه الأُمّة خير الأمم ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ.

فإذا رأى الإنسان ضالاًّ يتنقّص واحدا من أصحاب رسول الله فَلْيُعرض عنه، (كلمات لم أفهمها) ولِيُعرض عنه لئلاَّ يُصيبه شؤم ذلك الدّاعية للضَّلال، وإذا سمع شيئا من ذلك ترضّى على أصحاب رسول الله أجمعين.

فهل أحدٌ أدرك شرف صحبة نبيّ الله، وكلّما كان الإنسان أكثر حُبًّا لهم وأشدّ ولاءً لهم وأحرص على مُتابعتهم كان أقرب إلى الخير، وأبعد عن الشّرّ، و(كلمة لم أفهمها) من مجالس رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

إنّ على أُمَّة الإسلام أن تعرف حقّ صحابة رسول الهُدَى صلى الله عليه وسلم ورضي عنهم؛ لا بالغلوّ؛ وإنّما بالحُبّ والمتابعة، فإنّ الغلوّ مُحرّم بحقّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد قال: (لا تُطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله).

ونهى عن الغلوّ، والغلوّ هو: الإفراطُ بدون اعتدالٍ في المدحِ وإسباغ صفات لم تكن بالموصوف، فأشرف صفات رسول الله العبوديَّة وهي أكثر ما ذكره الله جلّ وعلا في القرآن الكريم، وهو -عليه السّلام- يفتخرُ بها ويقول: (إنّما أنا عبد؛ آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد) يتذلَّل بين يدي خالقه، وصحابته –رضي الله عنهم- أشرف الناس بعده في هذه الأمة.

فينبغي لكل مسلم كلما مرّ ذكرهم يترضَّى عنهم، وأن يحرص على متابعتهم، فإنّهم خيرٌ ممَّن جاء بعدهم في (كلمة لم أفهمها) –رضوان الله عليهم أجمعين-، وإذا رأيت مُتنقِّصًا لأحدٍ منهم أو مُتّهما له بسوء فاعلم أنّ هذا المُتنقِّص ضالٌّ مُضِلّ عدوّ لله ولرسوله وللمؤمنين، لأنّ الله أثنى على المؤمنين بأنّهم يقولون: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا، الغِلّ: الحقد والكراهية والبُغض، فمن أبغض أحدًا من الصّحابة فقد امتلأ قلبه غِلاّ وحِقدا –نسأل الله العافية-.

الصّحابة –رضوان الله عليهم- في بداية أمرهم هجَروا هذه البلد لمّا لم يجدوا مكانا فيها وضايقهم المشركون وآذوهم بدؤوا بهجرتهم الأولى فهاجر من هاجر منهم إلى الحبشة، ثمّ سمعوا أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- زال عنهُ ما كان يتعرَّض له فجاؤوا، ثمّ أذِنَ الله –جلّ وعلا- بالهجرة إلى المدينة فبدؤوا بهجرتهم إلى المدينة، والذين تركوا هذا البلد تركوا أموالهم وديارهم ابتغاء مرضاة الله؛ وعلى رأس هؤلاء بعد رسول الله: الصّدّيق –رضي الله عنه- صدِّيق هذه الأمة الذي قال النّبيّ عنه لما سُئل: (من أحبُّ الرِّجال إليك؟ قال: أبو بكر)، هو أحبّ الناس إليه -صلى الله عليه وسلم-.
ولمّا ذكر -صلى الله عليه وسلم- ما ذكر من الاستقاء بالدّلو وأخذ أبو بكر فنزع نزعا ضعيفا يقول: (والله يغفر لأبي بكر)، فأخذه ابن الخطّاب فاسْتحالت غربا فنزع حتّى رضي الناس وضربوا بعطن؛ يقول: (فلم أر عبقريًّا يفري فريه).
ويقول: (كان في من كان قبلكم مُحدّثون، فإن يكن في هذه الأمة فعمر) إلى غير ذلك.

وبالجُملة: فصحابة رسول الله خيرُ الأصحاب وأفضل هذه الأمة بعد نبيّ الله، وحُبّهم من الإيمان، وبُغضهم لا شكَّ من النِّفاق الذي قد يكون من أعقد أمور الإلحاد، نسأل الله أن يُعيذنا جميعا من ذلك، وأن يرزقنا حبّهم، فإن حبّهم من مُبشِّرات الحشر معهم، فقد سئل النّبيّ -صلى الله عليه وسلم- سأله سائل فقال له: (يا رسول الله: الرّجل يُحبّ القوم ولمّا يلحق بهم؟ قال: المرءُ مع من أحبّ) يقول الصّحابيّ: (فما فرح أصحابُ مُحمّد -صلى الله عليه وسلم- فرحهم بذلك يومئذ)، فيقول الصّحابيّ: (فأنا أُحِبّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكرٍ وعُمَر) وهذا أنس بن مالك؛ لماذا قال هذه الكلمة؟ قالها رجاء أن يُحشَر معهم، ولمّا تُوفّي عمر يقول ابن عباس –رضي الله عنهما-: كان الناس يُثنون –قال- فلم يرعني –يقوله ابن عباس- إلاّ رجل أخذ بمنكبيّ؛ لأنّ ابن عبّاس كان شابا يافعًا في ذلك الوقت، فالفت فإذا عليّ فزحزحني وأثنى وقال: لطالما أو كلمة ما سمعت رسول الله يقول: خرجتُ أنا وأبو بكر وعمر، كنت أنا وأبو بكر وعمر، وما تركت رجلا أُحِبّ أن ألقى الله بعمله مثلك، فيقول عليّ –رضي الله عنه-: وإنِّي لأرجو أن تكون معهما؛ يعني: مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر.

فهذا عليّ –رضي الله عنه- خير هذه الأمة بعد الثلاثة يشهد هذه الشّهادة لعُمَر، وقد كانوا –رضوان الله عليهم- إخوةً مُتصافين متحابّين، مُتعاونين مؤمنين، نسأل الله أن يملأ قلوبنا بحُبِّهم وحُبّ رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأن يرزقنا حُسن متابعه -صلى الله عليه وسلم- ومُتابعة أصحابه.

اللهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم يا مجيب الدعاء، اللهم يا عالم الغيب والشهادة نسألك بأسمائك وصفاتك بأنّك أنت الله الذي لا إله إلا أنت، أنت الحيّ القيّوم ذو الجلال والإكرام، أن لا تُفرِّق جمعنا من مكاننا هذا إلاّ بذنبٍ مغفور، وعملٍ صالح مقبول، وتوفيقٍ للعمل الصّالح الذي يُرضيك عنّا.

اللهم املأ قلوبنا بالإيمان، اللهم حبِّب إلينا الإيمان وزيِّنه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وحبِّب إلينا يا إلهنا ومولانا عبدك ورسولك محمدا -صلى الله عليه وسلم-، وحبِّب إلينا صحابته، وارزقنا حُبّهم وصدق محبّتهم، واحشرنا معهم يا إلهنا ويا مولانا.
اللهم من أبغضهم فلا تحشره معهم يا إلهنا، واحشره مع من يُعاديهم، إنك مُجيب الدعاء.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأدلّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدِّين، واجعل هذا البلد يا إلهنا آمنا مطمئنا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين يا ربّ العالمين.

اللهم أنت الله قلت وقولك الحق ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ نسألك يا إلهنا أن ترضى عن أصحاب محمد أجمعين، وأن تحشرنا معهم يا ربّ العالمين، وأن تُوفِّقنا للعمل الذي يُرضيك عنا، وأن تملأ قلوبنا من محبّتهم ومن محبّة رسولك يا مُجيب الدعاء.
اللهم اهد من أبغضهم للإسلام، واهدِهِ لحُبّهم، اللهم من انطوى على الحقد عليهم فعامله بما أنت أهله من العدل يا ربّ العالمين.

اللهم يا ذا الجلال والإكرام اجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى، اللهم ألِّف ذات بينهم، اللهم أصلح شأنهم، اللهم اهدِ ضالّ المسلمين، وأشبع جائعهم، واكس عاريهم، وأغنِ فقيرهم، وأعزّ ذليلهم، واقهر عدوّهم، واشف مرضاهم يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم أصلح حالهم، ومآلهم، وأغْنِهم عمَّن سواك يا ربّ العالمين.
اللهم أعزهم في بلادهم، وارفع عن بلادهم المحن والفتن، والحروب والكروب، وأحلّ محلّ ذلك التّعاون على البِرّ والتّقوى يا إله العالمين.
اللهم ارفع عن المسلمين في كلّ البلاء ما أصابهم من اللّأواء والشّدائد، والمحن والمصائب، وأحلّ محلّ ذلك العزّ والطّاعة والاستقامة على أمرك إنك مُجيب الدعاء.

اللهم أصلح القادة، اللهم أصلح قداة الأمة الإسلامية في كل مكان، وارزقهم خوفك والتوكل عليك، وصدق التعامل معك، وإخلاص العبادة لك، ونصرة الحق والدعوة إليك يا رب العالمين.
اللهم اجمعهم على الهدى، ووفقهم للقيام بأمرك، والحكم بما أنزلت، وخُصّ من ولّيته أمر بلادنا هذه بمزيدٍ من التوفيق والتّسديد، اللهم خصّهم بمزيدٍ من الصّلاح والفلاح، اللهم قوِّ عزيمته، وأنفذ أمره بالحقّ، وصُدّه عن الباطل، واجعله هاديا مهديا.
اللهم أصلح به البلاد والعباد، وانشر به الفضل والعدل، واقمع به الباطل والمنكر، وأعزّ على يديه وعلى يدي أعوانه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يا مجيب الدعاء.
اللهم أصلحه وأصلح له ذريته، وبطانته وإخوانه وأعوانه، وأهل بلده، واحفظ به أمن البلاد، وصُن به حدودها، وأمِّن به سبلها، واحفظ به مقدّساتها يا إله العالمين، وكافئه على كلّ عمل صالح يا ذا الجلال والإكرام بالقَبول والتوفيق لما هو أفضل إنك مجيب الدعاء.
سبحانك وبحمدك، ولا إله إلا أنت، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم وبارك على سيد الخليقة أجمعين، ورضوان الله على صحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وصلى الله وسلم مُكرّرا على نبيّنا محمد وآله وصحبه وسلّم.

فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
22 / جمادى الأولى / 1436هـ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013