منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » قــســـــــــــم الأخــــــــــــوات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08 Dec 2018, 09:13 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي رُوحُ الإِسْلاَمِ مَحَبَّةُ اللهِ.










رُوحُ الإِسْلاَمِ مَحَبَّةُ اللهِ



للشيخ عبدالرزاق بن عبدالمحسن العباد البدر حفظهما الله .


إنَّ محبة ربِّ العالمين وخالق الخلق أجمعين الله، الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور ذي الجلال والإكرام والعظمة والجمال،الذي له الأسماء الحسنى والصفات العليا هي روح دين الإسلام وغذاء الأرواح وأساس السعادة وزكاء القلوب وقوام الأعمال وسبيل الفلاح في الدنيا والآخرة.

وهي الحياة الحقيقية التي من حُرمها كان من جملة الأموات. والنُّورُ البهيّ الذي مَن فقَده غرِق في بحار الظلمات. والشِّفَاءُ التّام الذي من عُدمه توالت على قلبه أنواع الأسقام. واللّذةُ الكاملة التي من حُرمها توالت عليه الهموم والآلام .

وهي الجالبة للأعمال، المحقِّقةُ للكمال، البالغةُ بالعبد إلى خير المقامات وعالي المنازل ورفيع الرُّتَب، فشأنها عظيم وأمرها جليل ومكانتها في دين الله رفيعة. ويكفي هذا المحبّ شرفًا وفضلًا أنَّ الله يحبّه. جاء عن النبي - عليه الصلاة والسلام- كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ((إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ ، قَالَ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ قَالَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ)) ، وهذا هو معنى قول الله سبحانه {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا } [مريم:96] .

وأنَّ الله معه مؤيّداً وحافظا ومسدِّداً وموفِّقا كما في صحيح البخاري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم *فيما يرويه عن ربّه أنَّه قال : ((مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ؛ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ)) ، والمعنى أنّ الله سبحانه يؤيّده ويسدّده في سمعه وبصره وفي قدمه ويده وفي جميع أحواله ويجيب دعواته ويعيذه من شرور الإنس والجن. وثمار هذه المحبّة وآثارها وفوائدها وعوائدها على المحبِّين في الدنيا والآخرة لا حصر لها ولا عدّ.

وفي خضم توالي الفتن وكثرة الصوارف وتنوّع الملهيات التي بُلِيَ بها النّاس، تضعف محبّة الله في القلوب ويضعف تبعاً لذلك آثارُها وثمارُها وموجباتها ، وهذا مقامٌ يتطلّب من العبد عودةً صادقةً بنفسه إلى الله ؛ باحثاً عن سبيل نيل محبّة الله تبارك وتعالى، متطلّباً الأمور الجالبة لها، ليعمر قلبه بمحبّة الله جل وعلا فيفوز بالصفاء والنّقاء، والبهاء والضّياء.

وهذه وقفة لبيان جملة من الأمور العظام التي تجلب إلى القلوب محبّة ذي الجلال والإكرام :

1- أعظم ذلك العناية بقراءة القرآن الكريم الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت:42] *تدبّراً لآياته وتأمّلا لدلالاته، قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص:29] ، وقال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء:82] ، فكم في هذه القراءة والتدبّر من هدايات للقلوب وصلاح للنّفوس وتقوية للمحبّة.

قال ابن القيِّم رحمه الله: «وبالجملة فلا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتّدبّر والتّفكّر، فإنّه جامع لجميع منازل السائرين وأحوال العاملين، ومقامات العارفين، وهو الذي يورث المحبّة والشوق والخوف والرّجاء والإنابة والتّوكّل والرِّضَا والتّفويض والشكر والصبر، وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله، وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة التي بها فساد القلب وهلاكه» [«مفتاح دار السعادة» (ص/204)] .

2- ومن الأمور الجالبة للمحبّة :معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العليا؛ فإنّ العبد كلّما كان أعظم معرفة بالله كان لله أحبّ، ولعبادته أطلب وعن معصيته أبعد ، وكيف يستقيم أمر البشرية وتصلح حال الناس بدون معرفةٍ بفاطرهم وبارئهم وخالقهم ورازقهم، ودون معرفةٍ بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ونعوته الكاملة الدالة على كماله وجلاله وعظمته، وأنّه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه.

وهاهنا ينبغي أن يعلم أنّ معرفة الله سبحانه نوعان: الأول: معرفة إقرار: وهي التي اشترك فيها الناس البر والفاجر والمطيع والعاصي، والثاني:معرفة توجب الحياء منه والمحبّة له وتعلّق القلب به والشّوق إلى لقائه وخشيته والإنابة إليه والأنس به والفرار من الخلق إليه [انظر: «الفوائد» لابن القيّم (ص/190)] . وهذه المعرفة هي المصدر لكل خير، والمنبع لكل فضيلة، وأنفع الأمور الجالبة للمحبّة.

3- ومن الأمور الجالبة للمحبّة :تذكُّر نِعَمِ اللهِ وآلائه وإحسانه وبِرّه { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}[النحل:53] فإذا تذكّرتَ نِعَمَ اللهِ عليك ومِنَنِه المتوالية وعطاياه المتتابعة تحرّكت في قلبك المحبّة وزاد شأنها وارتفع مقامها .

تأمّل مَن الذي خلق لك هذا الجسم الجميل!! ومَن الّذي شقّ لك سمعك وبصرك!! ومَن الّذي مَنَّ عليك بيديك وقدميك!! ومَن الّذي مَنَّ عليك بمطعمك ومشربك وصحّتك وعافيتك!! مَن الّذي مَنَّ عليك بالمسكن والأولاد!! والأمن والأمان!! إلى غير ذلك من النِّعَم والعطايا، وقد كان نبيّنا عليه الصلاة والسلام - كما ثبت في الصحيح – إذا أوى إلى فراشه كل ليلة تذكّر نعم الله جل وعلا وقال مثنياً وحامدا ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا، فَكَمْ مِمَّنْ لَا كَافِيَ لَهُ وَلَا مُؤْوِيَ )).

4- ومن الأمور الجالبة للمحبّة:التّفكّر في مخلوقات الله المتنوّعة العجيبة، من سماء وأرض، وشمس وقمر، وكواكب ونجوم، وليل ونهار، وجبال وأشجار، وبحار وأنهار، وغير ذلك من المخلوقات، والنّظر إلى ما فيها من الحسن والإنتظام والإحكام الذي يحيّر الألباب، الدّال على سعة علم الله وشمول حكمته وما فيها من أصناف المنافع والنِّعَم الكثيرة التي لا تعدّ ولا تحصى، الداّلة على سِعَة رحمة الله وجوده وبرّه، وذلك كلّه يدعو إلى تعظيم مبدعها وبارئها ، ومحبّة خالقها وشكره واللّهج بذكره وإخلاص الدّين له، وهذا هو روح الإيمان وسرّه.

5- ومن الأمور الجالبة للمحبّة : إيثار محابِّ الله على محابِّ نفسك، وتقديمها على ما تحبّ مهما كانت رغبة النّفس ومهما كان ميولها، أليس هو الله الذي خلقك وأوجدك، وقد جاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ)) .

6- ومن الأمور الجالبة للمحبّة: العناية بالعبادة والتّقرّب إلى الله بما يرضيه، ولاسيّما الصَّلاة التي هي قرَّة عُيون المحبِّين، ولذَّة أرواحهم، وبستان العابدين، وبهجة نفوسهم، وهي رحمةُ الله المهداة إلى عباده المؤمنين، هداهم إليها، وعرَّفهم بها، وأهداها إليهم على يد رسوله الصَّادق الأمين رحمة بهم، وإكراما لهم، لينالوا بها شرف كرامته ، ولم تَزل مشروعةً للأنبياءِ المتقدِّمين، بل هي مِن أفضَل أعمالهم، وهيَ ميزانٌ للإيمانِ وشرائعِه، فبإقامتِها تكمُل أحوالُ العَبد، وبعدَم إقامتِها تختلُّ جميع أحواله.

7- ومن الأمور الجالبة للمحبّة: مجالسة أهل الصلاح والتقى والإيمان والاستقامة، والاستفادة من أطايب أقوالهم ومحاسن أعمالهم وجميل أخلاقهم وآدابهم، وفي الحديث عن نبيّنا صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ )) رواه أبو داود وغيره، *والمعنى لا تخالل إلَّا مَنْ رضيت دينه وخلقه، فإنّك إذا خاللته قادك إلى دينه وخلقه، فإن كان ملحدا جرّك إلى الإلحاد ، وإن كان ماجنا قادك إلى المجون.. وهكذا، وإن كان فاضلا مسلما هداك إلى الفضيلة والإسلام.

8- ومن الأمور الجالبة للمحبّة: أن يبتعد المرء عن الأمور التي تَحُول بين القلب وبين محبّة ربّه ومولاه ، وما أكثرها في هذا الزمان ؛ فكم هي الأمور الصارفة والمبعدة للقلوب عن محبّة الله !! كالقنوات الفضائية التي بُلي بها كثير من الناس بما في لهو وباطل ، ومثلها الشبكات العنكبوتية التي عمَّت وطمَّت ، والمجلات الهابطة وغير ذلك من الصوارف والملهيات التي شغَلت القلوب وأمرَضت النفوس وأضعَفت الإيمان وحالت بين القلوب وبين محبة الرحمن.

9- ومن الأمور الجالبة للمحبّة: الدّعاء ، فإنَّ العبدَ محتاجٌ إلى الله في كلِّ شؤونِه، ومفتقرٌ إليه في جميعِ حاجاتِه، لا يستغني عن ربِّه ومولاه طرفة عين، *وكلَّما عظُمت معرفتُه بالله وقويت صِلتُه به كان دعاؤُه له أعظمَ، وانكسارُه بين يديه أشدَّ، ولهذا كان أنبياءُ الله ورُسُلُه أعظمَ الناس تحقيقاً للدّعاء وقياماً به في أحوالهم كلِّها وشؤونهم جميعِها، وقد أثنى الله عليهم بذلك في القرآن الكريم، وذَكَر جملةً من أدعيتهم في أحوالٍ متعدِّدةٍ ومناسبات متنوِّعةٍ، قال تعالى في وصفهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}[الأنبياء:90]. وكان من دعاء نبيّنا - عليه الصلاة والسلام - كما في سنن الترمذي وغيره ((أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ وَحُبَّ عَمَلٍ يُقَرِّبُ إِلَى حُبِّكَ )) ،

وهذه دعوة عظيمة جمعت بين هذا الأصل العظيم الذي هو محبّة الله وما يتفرّع عنه من محبّة مَن يحبّ من الأنبياء والصّالحين ومحبّة ما يحبّ من الأعمال والقربات.

يا ربّنا أَحْيِي قلوبنا بمحبّتك، وأَنِر صدورنا بطاعتك، وَاهْدِنَا إليك صراطًا مستقيمًا. *


http://al-badr.net/muqolat/2599

















رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08 Dec 2018, 10:08 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي











رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013