◀ ↩ بيان حول مقتل الدكتور العمراني - رحمه الله ↪
◀ « لتحميل البيان » ⬇
https://archive.org/download/byaan_20161122/byaan.pdf
بِسْـــمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيــــمِ
الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه؛ وبعد:
فإن المنهجَ السلفي قـائمٌ على علم صحيح، وعدل يلتزمه مع الموافق والمخالف، واتباعٍ صادق يكبح جماح العواطف والأهواء.
ولما كانت هذه الدعـوة السلفيةُ الطيبة على طريقة الأنبياء في سيرها؛ إذ تُعنى بالتوحيد، وتنبذ ما يناقضه من صور الشـرك المتعددة، وتعملُ على نشـر السنن، وتردُّ ما يُعارضـها من البدع والأهواء الجامحة، وتقتفي الآثار، على ما كان عليه سلفُنا الأخيار، كانت مصارعةُ أهل الباطل لها على نحو ما صارع به أعداءُ الرسل، ولكل قوم وارث !
قال الله عز وجل: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً ﴾
فمن فِرى القوم وأكاذيبهم: أن أهل السنة السلفيين يقومون بالخطف لمخالفيهم، ويُسوِّغون الاغتيالات؛ وذا من أعجبِ ما تسمع.
فلقد علِم القاصي والداني أن الدعوة السلفية تواجه -بشدة- أساليب الخطف والاغتيالات وتكشف القناع عن دعوات اتخذت تلكم الأساليب منهجا لها.
فمن الذي حذر من طريقة جماعة الإخوان بمصـر؛ عند أن قامت بسلسلة من الاغتيالات والتفجيرات؟! استقتها من كتب سيد قطب؛ سيّما "لماذا أعدموني ؟"
ومن الذي أنكر ما قامت به جماعات التكفير من تقتيل وتنكيل بالأبرياء؟! كنحو ما تقوم به داعش.
ومن الذين بُحت أصواتهم وهم يُحذرون من أفكار التكفير التي أراقـت دماء المسلمين المعصومة وسوغت القتل على كل حال؟!
أليست هذه الدعوة السلفية الطيبة وأهلها الصادقون ؟ بلى والله.
فما كان من خبرِ مقتلِ الدكتور نادر السنوسي العمراني - رحمه الله - ونسبةِ ذلك إلى السلفيين؛ ودفعه -بقوة - إلى الدعوة السلفية تشويهاً وتنفيرا؛ فإنه محض افتراء، ولهثٌ وراءَ سرابٍ لا يجدي القوم شيئا !
فإننا نستنكر ما وقع للدكتور العمراني - رحمه الله - من خطف وقتل، ولقد ساءنا جدا صنيعُ هؤلاء القتلة المجرمين، فإن السلفيين وإن كانوا يختلفون مع الدكتور العمراني وغيره في مسائلَ علمية منهجية؛ ويعتقدون أنه قد انحرف عن الحق بموالاته للحزبيين ونصـرتهم؛ فإنهم لا يستجيزون ما حرَّمهُ ربُّ الأرض والسماء من خطف، وترويعٍ، وقتلٍ، فذا سبيل المجرمين من التكفيريين وأنصارهم.
وأما ما تقوم به بعض القـنوات الإعـلامية الحزبية الهابطة، من اغتنامٍ لمقتل الدكتور العمراني كي يُحاربوا به الدعوةَ السلفية فنبشّـرهـم بأنها محاولات بائسة يائسة، لن تزيدَ السلفيين إلا قوةً وصلابةً في دعوتهم وسيرهم، وكلما أوغلوا في حربهم لأهل السنة كلما عرفَ الناسُ ماذا يريدُ هؤلاء ؟!
ولك أن تسأل: لماذا هذه الحملة الشعواء على السلفيين؟ وقد اغتُيل منهم دُعاةٌ وأشياخٌ؛ فما بكت عليهم تلكم القنـوات، بل ولم تنبُس ببنت شفة، فهل يا تُرى كانت دمائهم كلأً مُـباحاً يرتعُ فيه المجرمون بأبشعِ صور الغدر بمسلم !
فيا قوم اربعُوا على أنفسكم، فلن تضروا الدعوةَ السلفيةَ وأشياخها وطلابها ودعاتها شيئا.
يَا نَاطِــحاً جـــــبلاً يَوْمــــاً لِيُوهِنَهُ أَشْفِقْ عَلَى الرَّأسِ لَا تُشْفِقْ عَلَى الْجَبَلِ
وقال الآخر:
كنـــــاطِحٍ صَخــرةً يَومـــاً ليُوهِنَهَا فَلَمْ يَضِـــرْها وَأوْهَــى قَرْنَهُ الوَعِــلُ
والدعوة السلفية لا تشفعُ لمن تعثر بذنب أو أصابَ جرما، ولا تحابيه «فَوَ الذِي نَفْسـِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا».
لكن لا ينبغي أن يتخذ هذا الحدث مطية للنيل من هذه الدعوة الطيبة، التي علم أهلُ الإسلام نقاءها وصفائها من أدران تكفير المسلمين وخطفهم وترويعهم وقتلهم.
وبذا أحبَّهُم المسلمون ووثقوا بدعـوتهم ونابذوا الجماعات الحزبيةَ والتكفيريةَ نبذ النواة، وتيقّنوا أن الخطفَ والقتلَ والتفجيرَ ليس صنعةَ السلفيين، وإنما سبيلهم بثُّ العلم ونشـره، والدعوةُ بالحكمة والموعظة الحسنة، والحرصُ على هداية الخلق، وتاريخ دعوتهم منذ صدر الإسلام يشهد بذا.
وأما أولئك فتاريخـهم تشهدُ به أقلامـهم ومواقفهم، فدونكَ كتـاب: "التنظيم السـري لجماعة الإخوان" يكشفُ لك عن حقيقة الخبر، وعند جهينةَ الخبرُ اليقين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم
كتبهُ
أبو عبيدة أحمد الشــهوبي
أبو مصعب مجدي حفالة
أبو الخطاب طارق درمــان
أبو حذيفة رمضان المقلفطة
ظهيرةَ يوم الثلاثاء
22 صفر 1438 هـ الموافق 22/11/201