منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 Feb 2017, 10:19 PM
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: مدينة تقرت، الجزائر
المشاركات: 320
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
افتراضي [تفريغ] دفاع الشيخ العالم الوالد عبد الغني عوسات عن أخيه الشيخ المربي لزهر سنيقرة حفظهما الله تعالى

[تفريغ] دفاع الشيخ العالم الوالد عبد الغني عوسات عن أخيه الشيخ المربي لزهر سنيقرة حفظهما الله تعالى


[ المتصل: الشيخ عبد الغني؟

الشيخ عبد الغني: نعم

المتصل: شيخ -سؤال -بارك الله فيك-

الشيخ عبد الغني: وفيكم بارك

المتصل:شيخنا -أحسن الله إليكم- أبناءكم من ولاية "أم البواقي" يسألون عن حال إمام قديم في هذه الولاية، وهو معروف عندكم، قد أصبح يطعن في مشايخ الدعوة السلفية، مثل الشيخ الأزهر حفظه الله من على المنبر، ويصفه –هو- وبعض أئمة المساجد السلفيين المعروفين عندكم، بأنهم أسسوا حزبا، وأنهم أخطر من الأحزاب السياسة، وأنهم شهود زور[الشيخ عبد الغني: أعوذ بالله]، ويجيب على الهاتف -على بعض السلفيين وعوام النّاس- ويلبِّس عليهم ويصف الشيخ الأزهر –حفظه الله- بالسارق[الشيخ عبد الغني:أعوذ بالله]، ويقول : "هذا ليس بشيخ" فما نصيحتكم وتوجيهم لأبناكم السلفيين، وجزاكم الله خيرا؟

الشيخ عبد الغني: وإياكم،

إن الحمد نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد:

في الحقيقة في بعض الأحيان بعضُ البيان لا يحتاج إلى تعليق، بل يستحقُ التغليق، لأنه مجرد تلفيق وتنميق من أصحابه وذويه، خاصة إذا صدر من أناسٍ يكنّون الغل والحقد، ويضمرون كذلك الحسد لإخوانهم، فهذا الذي يجعلهم يتقوّلون، ويجعلهم كذلك يدّعون ويفترون، إلى غير ذلك من سوء مايقولون ويفعلون.

فأما الشيخ الأزهر بكل صراحة فشيخ فاضل، نعرفه منذ سنوات عديدة ومديدة وبعيدةٌ جداً، نعرفه على نفس الطريقة والمنهج، ونفس الدّعوة كذلك - ماشاء الله- والمذهب، مايزال على مذهب السّلف ومن الذّابين عن رياضه وحياضه، ومن الذّابين كذلك عن هذه الدعوة بعرضه، وبكل ما يملك، لأن الأنبياء أنفسهُم كانوا يتصدّقون بمثل هذا، لا يلتفتون إلى الذي يتكلم في عرضهم، أو يتكلم في أشخاصهم، أو في ذواتهم، أو شيء من هذا، إنما كما كان نبينا لم يكن ينتقم أو يثأر أو يغضب لنفسه، إنما كما تروي عائشة "ولكن إذا انتهكت حرمات الله"[1].

فأقول هذا الرجل -سامحوني إذا قلتُ- صُعلوك؛ وصفٌ هينٌ؛ خفيفٌ، لا يصلح أن يكون خطيبا، ولا يصلح أن يكون إماما، إذا كان هذا الرجل الذي يقول عن الشيخ لزهر بأنه سارق، فهو السارق، أبداً؛ الشيخ الأزهر بالعكس، يعني نراه هو نفسه يعني -ما شاء الله- يقوم ويهب وينفق أشياء كثيرة على نفقته الخاصة، ولا يرضى أن يعلم الناس بذلك، ولا يحب أن ينشر الناس عنه ذلك، ولا يرضى كذلك أن يذكر الناس عنه ذلك، لأنه إنما فعل ذلك لوجه الله، أيطمع في ذلك الرجل الصعلوك !؟ ماذا عنده حتى يسرقه!؟ ماذا عنده!؟، والله يا إخوان إنما لعله كان يضمر وكان يُكّن وكان يخفي هذا الكره وهذا البغض الشّديد والغل والحقد وحسد وكل شيء فكأنه إنتهزها فرصة وإغتنمها وإهتبلها سانحة لكي ينقضّ عليه، لكن هو في الحقيقة هو الآن هذا الرجل كشف نفسه، إذا كان يقول هذا الكلام، فلا يطعن فيه[يعني الشيخ لزهر] إلا لئيم، هذا اللئيم الذي قال "هذا ليس شيخا"؛ فأقول: سبحان الله أنا بلغني بل سمعت عن هذا الرجل وهو يزعم أن إخوانه ظلموه كان يأتيني ويقول "والله قالوا عني كذا وقالوا عني كذا وقالوا عني كذا"، وها قد سمعته هي واحدة من ألاف الكلمات لعلها ، هذه واحدة تزن لعلها لو جُمع ما قاله إخوانه فيه -وهم صادقون- مع هذه الكلمة لا تكاد تذكرها لشدّة وعظم وخبث ومكر وسوء -كذلك- هذه الكلمة التي قالها، يعني كيف سولت له نفسه هذه أن يقول مثل هذا الكلام!؟

فلهذا لما قال –مثل ما تقولون أنه قال "أنه [يعني الشيخ لزهر] ليس شيخا"- فهو شيخٌ وشيخُ الشيوخ بكل صراحة، وكذلك هو من أفضل المشايخ الذين نعرفهم.

أمّا كونُ أن هذه المشكلة -مثل ما تقول-، فبلغني -لأني سألتُ- فبلغني أن هذا الرجل أعطاهُ قُصاصاتٍ -لا أدري ماذا أعطاه- لا يصلح أن يكون كتاباً، فبذل الشيخ لزهر –لأنه لا يصلح أن يكون ذلك الشيء كتابا، لكن لما جاءه وترجّاه أن يخرج هذه المَقُولات أوالمقالات والمنقولات –لعلها منقولات- إن لم تكن بكل صراحة نقلها من كتب الغيرِ ومن كلام الغير ونسبه لنفسه، لكن لا أتهم- أستغفرُ الله-، لكن أقول: نعم، الذي يفعل هذا، فيفعل ما هو أهون وما هو أخف منه –سبحان الله-؟، الذي يتهم المشايخ ويكذب عليهم ويكذِّبهم ويفتري ويدّعي إلى غير ذلك مما يفعل...لعله يفعل هذه الأشياء، فبذل جهدا -ما شاء الله- يشكر عليه الشيخ كما هو عهدنا به –ما شاء الله- ومعرفتنا بالرجل يساعد الطلاب على نشر ما عندهم من مقالات يجدها صالحة ومناسبة للنشر والتوزيع والإقراء والمطالعة وما إلى ذلك.

فالمهم أقول: فبدل جهدا -ما شاء الله- وصرف على ذلك من ماله الخاص ، لم يصرف ذلك الرجل ولو مليماً واحدا، ولو سنتيما واحدا، أي من ماله الخاص، فإذن -هذا الرجل- فأعطاه نسبة معينة وقدرا معلوما محدودا من هذه الكتب ليستفيد منها هو، ويهدي من يحب من إخوانه من كتبه –شيءٌ جميلٌ جداً- فأعطاه حتى يهدي إخوانه مما ألّف -لعله مما غلّف حتى أنه ليس مما ألّف- لا علينا، المهم، فأقول أما الباقي باعه بنفس الثمن الذي دفعه من أجل طبعه ونشره وتوزيعه وكذا...، يعني لم يزد على ذلك ولو ديناراً واحداً، لأن الشيخ لزهر في غنىً عن دنانير هؤلاء، بل هو الذي يزيد الناس من دنانيره الخاصة- كما نعلم-، وهو الذي يعطي الناس ويعينهم على ذلك –كما نعلم-، وإن كان هذا اللئيم لا يعلم فليعلم.
أقول ولهذا يا إخوان، وأزيدكم أنّ هذا الرجل ينبغي أن يتحلل، ينبغي أن يراجع الشيخ لزهر ويعتذر، لعله في لحظة غضب، أو ما به؟، ما أدري ما الذي أصابه؟، وما الذي اعتراه حينئذٍ؟ يقول: "والله أنا أخطأت من شدة الغضب، قلت وكذا وكذا، فأرجو أن تسامحني لأني كذبتُ عليك، ولأنني افتريتُ عليك، ولأنني قلت وقلت وكذا وكذا..."

فأقول هذا الرجل، ينبغي أن يراجعه إخوانه، ويقولون له: "ينبغي أن تتوب"، وإلا ينبغي أن يعتزلوا مجالسه، لا يصلح والله، وإلاّ سيربي أناسا يفترون ويدّعون ويكذبون على المشايخ.
ما الذي ستستفيدون منه، هل هذا الذي يتكلم، يمكن يريد أن يشرح حديثا أو يفسّر آية وهو أول من يخالف ذلك، فماذا تعلمون الناس وأنتم...؟ ، وخاصة وأن هذا الرجل كُنّا نتوسم فيه، وكان مرجواً وكنا نظن ولكن للأسف الشديد فإن العرق دسّاس وخاصة إذا كان المرء حساساً، يعني صراحة.

فأقول يا إخواني، خاصة أن إخوانه الذين قال عنهم أنهم أسسُّوا حزبا، فإخوانه –بكل صراحةٍ- بلغتني قضيتهم التي تكلموا معه، وتحدّثوا فيها، وأنها كذلك في دروسهم، بعد أن أسدوا، وبعد أن أبدوا، وبعد أن ذكروا، وبعد أن نصحوا، وبعد أن ردُّوا .
لأن الرجل يخوض في مسائل أكبر منه، في مسألة –يمكن جداً- لأنه أراد أن يتحدث عن جماعة الدعوة والتبليغ، فأراد أن يعرض هذه الجماعة وأُسسها وقواعدها وأصولها وتاريخها وتأسيسها وكل ما يتعلق بها، فخانه لسانه، وخانه بيانه، حتى قال -ممكن- نذكر مالهم وما عليهم، ونذكر حساناتهم ونذكر سيئاتهم ، غلط ، وهو قال : "لم أقل"، والإخوان يجزمون، والإخوان يؤكدون، والإخوان يثبتون ذلك، وهم صادقون لأنهم عندنا ليسوا محل شكٍ أو تهمة، إنما نعرفهم منذ ...بل عرفنا بعضهم قبل أن نعرفهُ، وعرفناهُ به، هو الذي جاء به إلى العاصمة وعرّفنا به، و الآن هو يتهمه بهذه التُّهم الرخيصة؟ بهذه التُّهم الباطلة؟ يعني -سبحان الله العظيم- ؟، ولكن:
حَسْبُكمُ هذا التفاوُتُ بينكم *** وكُلُ إنّاءٍ بالذّي فيهِ يَنضَحُ[2]
(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) [ فصلت: 34]
عندما يكذب الناس أنت تصدق، عندما يظلم الناس أنت تعدل، عندما ينحرف الناس أنت تلتزم، عندما يدّعي الناس أنت تبيّن تلك الكلمات والدّعوات بالحجج الصحيحة الساطعة والبيّنة، وبالبراهين القوية والجلية كذلك.

فأقول يا إخواني -بكل صراحة-، ينبغي لهذا الأخ أن يتقي الله ربه-سبحانه وتعالى-، وأن يراجع نفسه، ويراجع إخوانه، وأن لا يؤلب الناس على إخوانه، إذا كان أخطأ، وإخوانه قالوا أخطأ، وكان حقا قد أخطأ، فعليه أن يرجع عن الخطأ ويقلع عن الخطأ، ولا يبرر الخطأ ولا يسوّغ الخطأ ولا يدعي أن خطأه صواب وصواب الأخرين خطأ،غلط، يا إخوان : "لا يعرف الصواب من لا يعرف الخطأ" أعني: "إذا ما أدركت ذلك الخطأ، على كونه، وباعتباره كونه، وعلى ما هو عليه، وعلى ما هو به، من وجهه غير الموافق للوجه الحقيقي الصحيح الشّرعي"، ماهو العلم؟ العلم: هو إدراك الشيء على وجهه، علىى ما هو به، على ما هو عليه، فالعلم -يعني- هو ما قام عليه الدليل أنه كذا وكذا وكذا..، يعني أنت تكون عندك أدلة تثبت ذلك.

فإخوانك قالوا يا فلان هبّ أن هذه الجماعة عندهم بعض الإصابات –التي سماها: بعض الحسنات زعم-، ولكن أنت في معرض الرد على هؤلاء، ماذا تساوي حسنتهم -التي حسبتها حسنة-؟ وهل في البدع فيه حسنات؟، "قالوا: يا أبا عبد الرحمن ما أردنا بهذا إلا الخير؟ فقال: وكم من مريدٍ للخير لن يدركه"،إذا أردتم الخير هذا هو سبيل الخير، وهذا هو دليل الخير، وهذا هو طريق الخير، وهذا هو جنس الخير، وهذا هو عينٌ الخير، وهذاهو وصف الخير، وها هو إسم ومسمى وحقيقة وماهية الخير، الخير ليس بالهوى، الخير ليس بالتخمين والتخرُّص،الخير ليس بالدعوى ، الخير ليس بالأذواق والأهواء الخير بالدليل والبرهان والعلم والعرفان وبالسنة والقرآن يا إخوان.

هذا الذي أقوله –وأنا الآن في الطريق في السّيارة- ، فأقول نصيحةً لهذا الأخ أن يراجع نفسه، وأن يستسمح الشيخ الأزهر، ويتحلل منه كذلك، ويراجع نفسه، ويعلم بأنه كذَبَ عليه، وافترى عليه، وأن هذه محض فرية وبلا مرية، لا تحتاج إلى نقاشٍ أو جدالٍ أو سجالٍ أو أي شيء...لالا .
وكذلك ظلمٌ، ظلمته يا عبد الله، هذا جزاء من أحسن إليك؟، طبع لك أوراقاً كانت منثورة؟، أين كانت؟ ومن أين جمعتها؟. فصيّرها وجعلها كتابا، وأصبحت بعنوان وبيان ويُقرأ، وتحمل إسم هذا، هذا هو جزاؤه؟، وهذا هو المقابل الذي تقابله به؟ للأسف الشديد، للأسف الشديد.
ذهبَ الذين يعاشُ في أكنافِهم ***[3]

الذين يعرفون قدر أهل العلم وقدر المشايخ وقدر الدعاة وقدر كذا ... للأسف.

لكن مع ذلك نذّكِرُ هذا الأخ بأن يتقي الله، وبأن الله –سبحانه وتعالى- سيحاسبه على كل ما صدر عنه، قولا كان أو فعلا أو تصرفا أو شيء من هذا..، فلأن الله -سبحانه وتعالى- أمرنا بالعدل، فالعدل مع الحبيب ومع الغريب ومع المحِب ومع المبغِض ،(وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ )[ الأنعام:152]، (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ)[ المائدة: 8].

ولهذا أنا ما أردت –بكل صراحة- أن أتكلم كلاما كثيرا، لعلها تكون فرصة للأخ هذا أن يراجع إخوانه هناك، الذين إتهمهم أنهم حتى أخطر من الحزبيين، يا إخوان !؟، إذن هذا لا يعرف حقيقة الحزبيين أو لعله يكون حزبياً ويريد أن يلمّع ويهون من خطورة الحزبية وضرر الحزبية، ويريد أن يقول "هنالك من يذمون الحزبية وهم أخطر من هؤلاء".
كما يفعل بعضهم لما يتهم السلفيين بالحزبيين، السلفيون ليسوا حزبيين، السلفيون أمة واحدة، جماعة واحدة، يتَّبِعُون، وليس لهم لقبٌ يعرفون به، إنما لو تنظر إلى هذه الألقاب التي عندهم اليوم، أو هذا الشِّعار الذي يرفعونه اليوم، أو ما يتَسّمّون به اليوم، هذا تجده مستمدا من الكتاب والسنة وليس فيه شيء يرجع إلى مؤسسٍ أو مُنشئِ أو شخص، لا والله.
جماعة الدّعوة والتبليغ فيها من البدع والضلالات ما فيها، هل يسرك يا عبد الله أن تثني على هؤلاء!؟، هل يسرك يا عبد الله أن تشيد وتنوّه بهؤلاء!؟، هل يسُرُّك يا عبد الله أن تقول بأن لهؤلاء حسنات؟! ، كيف سبحان الله!؟، يكفيهم شرا بدعتهم، كونهم خالفوا السُّنة (وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِى النَّارِ)، والله كل من خالف السنة ليس له محمدة يذكر بها، يكفيه أنه يُذم لمخالفته السنة، وليس مخالفة السنة شيئا هينا وأمرا –كذلك- هيناً، لا والله، يا إخوان (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )[الفرقان:63]، هذا الذي يحضرني.

فأقول وأعيد وأكرّر وأختم -كذلك- هذه الكلمة في هذه العجالة الطارئة، خاصة أنك قلت قديم، وصح هو طبعا يكون قديم على الأقل يكون تربى على المنبر، تعلم الحكمة والتثبت، وتعلم الصدق، وتعلم العدل، وتعلم عدم الإنجرار وراء العواطف الجياشة و الحماسات الزائفة، والغضب المفرط ممكن، إلى غير ذلك من المساوئ التي يظنها الناس محاسنا، لا والله، وإلا :إذا كان ربُّ البيت بالدُّف ضارِباً ***[4]
إذا كان هذا حال الائمة، وإلاّ -الحمد لله- يوجد أئمة على رؤوس إخوانهم وأبنائهم والحمد لله رب العالمين، ولكن نقول هذا الذي يتكلم باسم السُّنة، ولعل الناس يصدقونه لأنه يتكلم باسم السنة، ولعل الناس...ويَرِدُون على مجالسه ويأتون ويحضرون ويستمعون إلى خطبه ونحو ذلك، لأنهم ظناً منهم أنهم سيتعلمون السنة، فليكن أمينا مع نفسه، وليكن أمينا مع أمَّتِهِ، وليكن أمينا مع كل الناس، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)[الأنفال:27]

فنسأل الله لنا التوفيق ولكم أيضاً، ونسأل لهذا الأخ أن يبادر وأن يسارع -إذا بلغه كلامي الآن- فليبادر فوراً إلى الإتصال على الشيخ لزهر ويعتذر ويتحلل ويستسمح ويبين بأنه كان مخطئا في ذلك، لأنه وإن كان قال هذا الرجل بأنه قد أخذ منه كذا وكذا، والله مستعد ولا مزية ولا أريد من ذلك...فأعطيه ما وهمَ لعله عنده وهم وظن، أوهمه بعض الناس أن الشيخ لزهر إستفاد من هذا وأخذه لنفسه.
فأقول أنا مستعد لأعطيك أضعافا مضاعفة مما توهمت وتخيلت وظننت وحسبت زورا وكذباً وإدعاء –هكذا صراحة- وعدواناً أن الشيخ أخذه منك من هذه الأموال.
لاتعد هذه الكلمة، إياك إياك، لعل الذي سلف له أسبابه وظروفه، لا أدري كيف كانت أحواله حينئذٍ، لكن إياك أن تعيد مثل هذه الكلمات، لأنها -بكل صراحة- تدُل على أن الرجل ليس عاقلا، وأن محاسن الأخلاق -لا نريد أن نجرده منها- وإنما نريد أن نقول حينئذ لم يكن متحليا بها، و حينئذ لم يكن كذلك مستصحبا لها، وحينئذ لم يكن كذلك متقيّدا بها ومنقادا لها.

هذا، وجزاكم الله خيرا -إخواني- وبارك فيكم، والدين النصيحة، والدين النصيحة، والمسلمون نصحةٌ، هذا من النصيحة –يعلمُ الله- [ المتصل: نعرف شيخنا نعرف] ولهذا لم اذكر اسمه من هذا بالباب، وأنتم حسناً فعلتم لما لم تذكروا إسمه "إياكِ أعني و اسمعي يا جارة"[5]، من باب (ما بال أقوام)[6] ، من باب (لعلّ الرجل) ،(إنّ قوما) ،(إنّ كذا... وإنّ كذا...) ، نحي السّنة بهذه الطريقة، لعله يعرف أن إخوانه مع كل ما فعل وهو سمى وعيّن وبيّن، مع ذلك هُم لم يردوا سيئته بسيئة مثلها، إنما ردُّوا سيئته وبحسنة خير منها ، (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ) [هود:114]

وبارك الله فيكم، وجزاكم الله خيراً، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، وسُبحانك اللّهم وبحمدك، أشهدُ أن لا اله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

المتصل: جزاك الله خيراً شيخ، الله يحفظك.

الشيخ عبد الغني: الله يبارك فيك.

المتصل: السلام عليكم.]

-------------------------------------------------------
1-عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها)) متفق عليه، واللفظ للبخاري.

2-روى ياقوت الحمويّ في "معجم الأدباء" عن سعد بن الصيفي التميمي الملقب بـ"حَـيْص بَـيْص" قوله:
مَلكنا فَكانَ العَفو مِنّا سَجيَّـةً *** فَلَمّــا مَلَكتُمْ ســــالَ بالدَّمِ أبطُــــحُ
وحَلَلتُمْ قَتلَ الأسارى وطالما *** غَدَونا عَن الأسرى نَعفُ ونَصفَحُ
فَحسبُكُم هذا التفاوتُ بَينَنا *** وكُــلُّ إِنــــاءٍ بالذي فِيـــهِ يَنضَــــحُ

3- جاء في "تهذيب الآثار لابن جرير" (1/204)، تحقيق الأستاذ أبو فهر محمود شاكر –رحمه الله-:
حَدَّثَنِي أَبُو حُمَيْدٍ الْحِمْصِيُّ أَحْمَدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرٍ، حَدَّثَنِي الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ: يَا وَيْحَ لَبِيدٍ حَيْثُ يَقُولُ:
ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ فِي أَكْنَافِهِمْ *** وَبَقِيتُ فِي خَلْفٍ كَجِلْدِ الْأَجْرَبِ
قَالَتْ عَائِشَةُ: فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟
قَالَ عُرْوَةُ: رَحِمَ اللَّهُ عَائِشَةَ، فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَتْ زَمَانَنَا هَذَا؟
ثُمَّ قَالَ الزُّهْرِيُّ: رَحِمَ اللَّهُ عُرْوَةَ، فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟
ثُمَّ قَالَ الزُّبَيْدِيُّ: رَحِمَ اللَّهُ الزُّهْرِيَّ، فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَأَنَا أَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ الزُّبَيْدِيَّ، فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟
قَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: قَالَ عُثْمَانُ: وَنَحْنُ نَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ مُحَمَّدًا، فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: قَالَ لَنَا أَبُو حُمَيْدٍ: رَحِمَ اللَّهُ عُثْمَانَ، فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ: رَحِمَ اللَّهُ أَحْمَدَ بْنَ الْمُغِيرَةِ، فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟
قَالَ الشَّيْخُ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا جَعْفَرٍ، فَكَيْفَ لَوْ أَدْرَكَ زَمَانَنَا هَذَا؟
قال الأستاذ محمود شاكر-رحمه الله- : وهكذا قال الأئمة رحمهم الله تعقيباً على حديث عائشة ، أما نحن ، فلا ندري ما نقول ، وقد عصمهم الله أن يدركوا زماننا هذا.

4-قالها الشاعر سبط ابن التعاويذي (519 - 583 هـ)، من شعراء العراق وفيها:
وَقالوا اِستَبانَت يا اِبنَ عُروَةَ إِبنَتُك *** فَقُلتُ لَهُم ما ذاكَ في حَقِّهِ نَقصُ
إِذا كانَ رَبُّ البَيتِ بِالدُفِّ مولِــعـــاً *** فَشيمَةُ أَهلِ البَيتِ كُلِهِمِ الرَقـصُ

5-مثل مشهور يضرب في التعريض بالكلام ولمن يستغني بالتلميح عن التصريح، وأصله أبيات تنسب لسهل بن مالك الفزاري كما في "مجمع الأمثال للميداني" وهي قوله:
يا أخت أهـل البدو والحضــارة *** مـاذا تريــن فـي فتــى فــزارة
أصبــح يهــوى حـرة معطــارة *** إياك أعني واسمــعي يا جارة

6-عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((صنع النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً فرخص فيه، فتنزه عنه قوم ، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فخطب، فحمد الله ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه، فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية)) رواه البخاري.


*** *** ***


انتهى تفريغ الكلمة -بحمد الله- وأسأل الله رب العرش الكريم أن ينفع بها الجميع

إنتهى من تفريغها
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
ليلة الأربعاء 2 جمادى الآخرة 1438 هـ
الموافق لـ 28 فبراير 2017 م


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق ; 04 Mar 2017 الساعة 03:53 PM سبب آخر: تخريج الأثار
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 Feb 2017, 10:31 PM
أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: الجزائر /باتنة /قيقبة
المشاركات: 590
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي وزادك حرصا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 Feb 2017, 10:55 PM
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: مدينة تقرت، الجزائر
المشاركات: 320
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
افتراضي

آمين، وإياك أخي الفاضل مهدي، وأشكرك على الصوتية
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01 Mar 2017, 09:31 AM
أبو عائشة محمد عواد أبو عائشة محمد عواد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2016
الدولة: الجزائر ، مستغانم
المشاركات: 92
افتراضي

الله المستعان ، نسأل الله أن يوفّقه للصواب .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02 Mar 2017, 10:22 PM
معبدندير معبدندير غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر العاصمة الولاية
المشاركات: 2,034
إرسال رسالة عبر MSN إلى معبدندير إرسال رسالة عبر Skype إلى معبدندير
افتراضي

جزاكم الله خيرا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04 Mar 2017, 04:01 PM
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: مدينة تقرت، الجزائر
المشاركات: 320
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
افتراضي

حفظكم الله وبورك فيكم إخواني
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06 Mar 2017, 09:38 PM
أبو يعقوب إسحاق الورتلاني أبو يعقوب إسحاق الورتلاني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
المشاركات: 11
افتراضي

حفظ الله الشيخين عبد الغني عوسات وأزهر سنيقرة وبارك فيهما وفي علمهما
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 06 Mar 2017, 09:58 PM
إسماعيل جابر إسماعيل جابر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
الدولة: بومرداس
المشاركات: 142
افتراضي

حفظ الله شيخينا الفاضلين ومتّعهما بالصحة والعافية
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013