منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 24 Jun 2015, 11:02 AM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي موضوع سورة من القرآن [سبب تسميتها ونزولها وفوائد مستنبطة] الحلقة الثانية: {سورة آل عمران}

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع سورة من القرآن
[ سبب تسميتها ونزولها وفوائد مستنبطة]
الحلقة الثانية { سورة آل عمران }.


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أمابعد:

سورة آل عمران ترتيبها الثالث في المصحف وهي سورة مدنية وعدد آياتها مائتان باتفاق العادّين ، ولأن صدرها إلى ثلاث وثمانين آية منها نزلت في وفد نجران ، وكان قدومهم في سنة تسع من الهجرة ، و محاجتهم رسولَ الله صلى الله عليه و سلم بما يعتقدونه من الباطل في المسيح عيسى بن مريم عليه السلام .
و محور سورة آل عمران هو محاجة أهل الكتاب وإبطال عقيدتهم المنحرفة في الله وفي المسيح وبيان صدق ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وذكرت فيها غزوة بدر وما صاحبها من أحداث.
آل عمران من المؤمنين الذين أخبر الله عز وجل أنه اصطفاهم وفضلهم على العالمين ، وذلك في قوله سبحانه وتعالى : { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ . ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ . فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) سورة آل عمران/33-37.
وظاهر من الآيات الكريمات أن " عمران " المقصود فيها هو والد " مريم " عليها السلام ، وليس عمران والد نبي الله موسى عليه السلام – كما ذهب إليه بعض المفسرين -، وقد قال المفسرون : إن ما بين العمرانين ألفا وثمانمائة سنة .
يقول ابن كثير رحمه الله :
" المراد بعمران هذا : هو والد مريم بنت عمران ، أم عيسى ابن مريم عليهم السلام " انتهى. " تفسير القرآن العظيم " (2/33)
يقول رب العالمين: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ*فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ*فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ} هي امرأة عمران أم مريم بنت عمران عليها السلام، وهي حَنَّة بنت فاقوذ، هي من آل بيت اصطفاهم الله {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}.
قال محمد بن إسحاق: وكانت امرأة لا تحمل، فرأت يوما طائرًا يَزُقُّ فرخه، فاشتهت الولد، فدعت الله عز وجل أن يهبها ولدا، فاستجاب الله دعاءها، فواقعها زوجها، فحملت منه، فلما تحققت الحمل نذرته أن يكون {مُحَرَّرًا}أي: خالصا مفرغًا للعبادة، ولخدمة بيت المقدس، فقالت:{ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي}، وتدبروا قولها: {فَتَقَبَّلْ مِنِّي} إشارة أن المسلم إذا عمل عملاً صالحًا من نذر أو غيره، فعليه أن لا يكتفي بعمله، بل يسأل الله عز وجل أثناء عمله أن يتقبله منه، خشية أن يُرَدَّ هذا العمل عليه، كما قال تعالى:{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}، قَالَتْ عَائِشَةُ كما في سنن الترمذي وغيره:"أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟" قَالَ لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ))،
فحنة نذرت نذرها لله، وسألت الله عز وجل أن يتقبله، ثم ختمت دعوتها برجائها لله باسم من أسمائه الحسنى{إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}، هذا من فقه السائل، أن يتوسل باسم من أسماء الله مناسبًا لحاله وحال سؤاله، فإذا سأل الله المغفرة والرحمة، فليسأل باسم الغفور الرحيم، وإذا سأله أن يوسع عليه رزقه فليسأله باسم الرزاق، وهكذا امرأة عمران سألت ربها أن يتقبل منها باسمه السميع العليم المناسب لحالها وما تكنه في صدرها، فيارب أنت السميع لدعائي، العليم بِنيتي، فتأملوا كيف كان استجابة دعائها، فقد رزقها الله خلاف ما قصدت، فهي تريد ذكراً يخدم بيت المقدس، لكن الله رزقها أنثى: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ}
في الصحيحين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَرَفَعَ الْحَدِيثَ أَنَّهُ قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ! نُطْفَةٌ؟ أَيْ رَبِّ! عَلَقَةٌ؟ أَيْ رَبِّ! مُضْغَةٌ؟ فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقًا قَالَ: قَالَ الْمَلَكُ: أَيْ رَبِّ! ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى؟ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الْأَجَلُ؟ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ)) فالله مقدر الأقدار عالم بكل شيء، فأرادته حنةُ امرأةُ عمرانَ ذكراً، وأرادها الله أنثى،{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنْثَى} هكذا قالت حنة بعد ولادتها للأنثى، كأنها تعتذر لربها فهي قد نذرته {مُحَرَّرًا} أي: خالصا مفرغًا للعبادة، ولخدمة بيت المقدس، والأنثى لا تصلح في بعض الأحوال لدخول القدْس والقيام بخدمة الكنيسة، لما يعتريها من الحيض والنفاس كما قال ابن جرير رحمه الله. وقال ابن الجوزي: قولها {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنْثَى} من تمام اعتذارها، ومعناه: لا تصلح الأنثى لما يصلح له الذكر، من خدمته المسجد، والإقامة فيه، لما يلحق الأنثى من الحيض والنفاس. قال السدي: ظنت أن ما في بطنها غلام، فلما وضعت جارية، اعتذرت. وقال القرطبي: وهذه الصالحة إنما قصدت بكلامها ما تشهد له به بينة حالها ومقطع كلامها، فإنها نذرت خدمة المسجد في ولدها، فلما رأته أنثى لا تصلح وأنها عورة اعتذرت إلى ربها من وجودها لها على خلاف ما قصدته فيها.
وسمتها مريم واصبحت بعد ذلك مريم عليه السلام أم لنبي الله عيسى عليه السلام الذي كان معجزة ، حيث ولد من دون أب ، بكلمة الله تعالى كن فيكون.
.وعن أبي أمامة الباهلي ‏قال:‏ ‏سمعت رسول الله ‏‏يقول:
«اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو كأنهما غيمتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة[رواه مسلم].»
الفوائد المستنبطة :
1 – نزلت سورة آل عمران بالمدينة النبوية والآيات الثمانين الأولى تحاج وفد نجران لإبطال عقيدتهم المنحرفة في عيسى بن مريم عليهما السلام .
2 - آل عمران من المؤمنين الذين أخبر الله عز وجل أنه اصطفاهم وفضلهم على العالمين.
3 – المقصود بعمران والد مريم عليه السلام وليس عمران والد موسى عليه السلام.
4- بالدعاء تنال المطلوب والمرغوب ، امرأة عمران كانت لا تحمل فاشتهت الولد فرزقها الله ذلك بالدعاء واتخاذ الأسباب.
5 – الخير فيما اختار الله وقضاه ، تمنت امرأة عمران ذكرا فجاء أنثى كانت والدة نبي الله -عيسى عليه السلام –
6 - عصمة مريم وابنها من طعن الشيطان حين الولادة. عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من بني آدم مولود إلا يمسه الشيطان حين يولد، فيستهل صارخاً من مس الشيطان، غير مريم وابنها" ثم يقول أبو هريرة: وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. رواه البخاري ومسلم
7 - المسلم إذا عمل عملاً صالحًا من نذر أو غيره، فعليه أن لا يكتفي بعمله، بل يسأل الله عز وجل أثناء عمله أن يتقبله منه، خشية أن يُرَدَّ هذا العمل عليه.
8 - من فقه السائل، أن يتوسل باسم من أسماء الله مناسبًا لحاله وحال سؤاله.
9 - لا تصلح الأنثى لما يصلح له الذكر، من خدمته المسجد، والإقامة فيه، لما يلحق الأنثى من الحيض والنفاس ولأنها عورة لا تصلح أن تعمل كالرجل.
10 – اختيار التسمية الجيدة للأولاد أمر رغب فيه الشرع ، ويجوز التسمي بأسماء الصالحين ، مريم ، عمران ، عيسى ..
11 – مريم ذُكرت فى القرآن الكريم 34 مرة منها ماهو منفرد مثل آيات سورة آل عمران ، وفى الغالب يأتى مقترنا بعيسى عليه السلام .
12 – فيه فضل سورة آل عمرآن وقرائتها مع البقرة كما في الحديث، وقد سماهما رسول الله صلى الله عليه بـ"الزهراوين" .

وهذا وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى فوائد جمة مستخلصة من هذه السورة فليرجع إليها.
والحمد لله على نعمة الإسلام والفهم الصحيح له على وفق الكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة.


- يتبع إن شاء الله-
في الحلقة الثالثة { سورة النساء }.


جمعه و كتبه : أبو عبد السلام جابر البسكري
الأربعاء 07 رمضان 1436 هجري

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 Jun 2015, 11:05 AM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي


واصل وصلك الله بفضله وكرمه وعطائه أبا عبدالسلام
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 Jun 2015, 10:50 PM
محمد طه محدة السوفي محمد طه محدة السوفي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 180
افتراضي

بارك الله فيك اخي و نفع بك و بما تكتب
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 Jun 2015, 05:47 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

آمين وإياك أخي محمد وبادي .
ونرجوا من له فائدة أن يزيدها للموضوع ، فهذا شهر مدارسة القرآن.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 Jun 2015, 05:18 AM
خيراني محمد خيراني محمد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 48
افتراضي

جزاك الله خير
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01 Jul 2015, 11:37 AM
عبد القادر شكيمة عبد القادر شكيمة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2015
الدولة: الجزائر ولاية الوادي دائرة المقرن
المشاركات: 315
افتراضي

بارك الله فيك ووفقك وسددك وزادك من فضله وعلمه.

التعديل الأخير تم بواسطة عبد القادر شكيمة ; 01 Jul 2015 الساعة 11:41 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, تفسير, قرآن

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013