منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 25 Nov 2012, 12:53 AM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي إن الرؤوس اليوم قد كثرت

إِنَّ الرُّؤُوسَ اليَومَ قَدْ كَثُرَتْ


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:


فهذه كلمات كتبتها أيام ظهور بعض الرؤوس الجديدة، فقلت:


لقد أبلى بعض الناس في زماننا أسوأ أنواع البلاء ، فصرف جل وقته في تتبع عثرات أهل السنة - إن صحت أنها عثرات - من أجل إسقاطهم ، لا لشيء إلا حباً للظهور وإثارةً للفتن وترأساً واستشرافاً لها أعاذنا الله منها، فعاث في الأرض فساداً وأجلب على السلفيين بكل أنواع التحريش والتفريق بينهم، فحصل بسببه شر وفرقة واختلاف.
وقد يتبادر إلى أذهان كثير من الناس أنه يلزم إذا أطلق لفظ " رأس في الفتنة " أن يكون قد تقدم في السن وابيض شعر رأسه ولحيته ، وهذا ينقضه ما دلت عليه النصوص ، فقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الخوارج بأنهم " حدثاء أسنان " ومع ذلك كانوا رءوساً لأشد فتنة نزلت بالمسلمين.


واليوم نرى من هؤلاء " الرؤوس " أنواعاً من البلايا والرزايا أثقلوا بها كاهل السلفيين ودعوتهم ، وأعظم فتنهم ( التصدر ) ، فقد تحملوا أموراً -والله- لا يقدر أن يتحمل عبئها إلا الكبار من العلماء الراسخين الذين فنيت في العلم أعمارهم وانتفت حظوظ النفس من خواطرهم ، وقد صدق من قال: " إن الرئاسة الحقيقية هي لأهل العلم " فلا ينبغي أن يتطاول هؤلاء الهمج بلسان حالهم ومقالهم على العلماء ، فهذا ليس من طريقة السلف الصالح في شيء ، بل هذا التصدر منهم مخالفةٌ صريحة لمنهج السلف الصالح ، والناظر في سيرة علماء سلف الأمة يتبين له ذلك ، فقد كان علماء الصحابة - رضي الله عنهم - يتحرجون من الفتيا ، ويحيل بعضهم على بعض ، مخافة أن يجتهدوا فيفتوا بغير الصواب ، وهذا مع علمهم بقوله عليه الصلاة والسلام " وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر " إلا أنهم يتفادون ذلك ورعاً وخشيةً رضي الله عنهم وأرضاهم.


ومن المواقف والأقوال المشهورة عن أحد الأئمة الأعلام والشيوخ الكرام وهو شيخ الإسلام وإمام دار الهجرة الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى أنه:
-لم يجلس للتعليم إلا بعد أن شهد له سبعون من أهل العلم أنه أهل للفتوى.
- وأنه جاءه سائل يسأله عن أربعين مسألة ، فأجاب في ثلاث منها أو أربع ، وأكثرها يقول فيها " لا أدري ".
- وأنه كان يقول: " لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلا لشيء حتى يسأل من كان أعلم منه ، وما أفتيت حتى سألت ربيعة ويحيى بن سعيد فأمراني بذلك ولو نهياني لانتهيت ".

فهذه هي حال أعلام الأمة الإسلامية في التقوى والورع رحمهم الله وجزاهم عنا خيراً.

وفي المقابل - وما أسوأها من مقابلة - تجد الرءوس الذين يدور الكلام عنهم لا يتورعون عن القول في دين الله بغير علم ، ولو أدى ذلك إلى ما لا تحمد عقباه، فإنهم ما إن رأوا أن لهم أتباعاً ينادونهم بـ " شيخنا " حتى أخرجوا ما في باطنهم وأظهروا عيوبهم ، فقالوا في مسائل عظام ، وطعنوا في أئمة الإسلام ولم يحيلوا إلى العلماء الكرام الذين ينصحون للمسلمين حق النصيحة.

وقد ثبت عن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت لعروة بن الزبير: " يا ابن أختي بلغني أن عبد الله بن عمرو مارٌ بنا إلى الحج فالقه فاسأله، فإنه قد حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علماً كثيراً ".

فانظروا إلى الناصحة والمنصوح له والمنصوح به! ، كيف أن أم المؤمنين عظمت شأن عبد الله بن عمرو لما يحمله من علم أخذه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم تفوت الفرصة على ابن أختها الطالب الحريص على تعلم العلم الصحيح ، وأرشدته إلى الأخذ ممن يصح الأخذ عنهم ، هكذا كان السلف الأخيار رضي الله عنهم.

في حين أنك ترى هؤلاء الرءوس اليوم يقول أحدهم : " إنه قد طُلِب إليّ أن أقول كلمة في كذا وكذا مما قد كثر الكلام فيه " فيقول ويسيء القول ويحسب أنه يحسن صنعاً ، ولو علم الحقيقة لعلم أن سائله ( أعمى البصيرة ) وأنه - المجيب - ( مفتون بنفسه ) ، كيف لا يكون كذلك وهو قد تصدى لمسألة لا تؤخذ من أمثاله ، إنما الواجب والصواب الذي لا مرية فيه أنها تؤخذ من كبار العلماء ، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " البركة مع أكابركم " ، وقال عليه الصلاة والسلام " إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر ".
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : " لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم وعن أمنائهم وعلمائهم فإذا أخذوه عن صغارهم وشرارهم هلكوا ".
وقال الإمام بدر الدين الكناني - في التذكرة - في نصحه للطالب فيما يختار من الشيوخ للأخذ عنهم: " وليجتهد على أن يكون الشيخ ممن له على العلوم الشرعية تمام الاطلاع، وله مع مَن يوثق به من مشايخ عصره كثرة بحث وطول اجتماع، لا ممن أخذ عن بطون الأوراق، ولم يُعرف بصحبة المشايخ الحُذَّاق ".

فالله أكبر! ما أعظمها من وصايا مفيدة ، وأقوالٍ سديدة ، لا يتجاهلها إلى من كان أعمى البصيرة.

وأما هؤلاء الرءوس فإنك ترى منهم من نصب نفسه حاملاً لواء توزيع التزكيات ، فتارة يقول " تزكيتي لفلان " وتارة " قولي في فلان " وأخرى " إجازتي لعلان " وهو حقيقة من يحتاج إلى أن ينظر في حاله وصواب منهجه.

وآخر يمضي كامل وقته جالساً إلى الجهاز من منتدى إلى منتدى ومن موقع إلى آخر يشرف هنا وهناك ، ويُسأل ويجيب ويتزعم الفتن ويستشرف لها ، كل هذا الوقت المهدور ثم يسمى ويكنى بـ " الشيخ!! " ، فلا يُدرى من أين أخذ ولا على من عرض!!

كل هؤلاء شغلوا السلفيين بفتنٍ هم في غنى عنها ، وصرفوا وقتهم فيما لا طائل منه ، وقضوا شهوراً بل أعواماً في هذه الفتن ، لا لشيء إلا انتصاراً لأنفسهم وأهوائهم وشهواتهم وتطلعاً للظهور ، فلا هم عن الفتن حادوا ولا هم للسلفيين أفادوا.
وقد قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه " أيها الناس ، عليكم بالطاعة والجماعة ، فإنها حبل الله عز وجل الذي أمر به ، وما تكرهون في الجماعة خيرٌ مما تحبون في الفرقة " فصدق ورب الكعبة ، فإن ما تكرهون - أيها الناس - من التنازل عن المطالب الشخصية والحظوظ النفسية حال اجتماعكم ، خير مما تحبون - من الانتصار للنفس وشهواتها وحظوظها - حال فرقتكم ، فاتقوا الله في أنفسكم واحفظوا وصية نبيكم ، فإنكم إن أعرضتم عنها وأنكرتموها قولا وعملاً كنتم شر الناس مثلاً.
فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " سيأتيكم أقوام يطلبونالعلم فإذا رأيتموهم فقولوا لهم مرحباً ، مرحباً بوصية رسول الله ، واقنوهم " أي : وعلموهم.
فهذه الوصية العظيمة من الرسول الكريم - صلوات ربي وسلامه عليه - في الاعتناء بطلبة العلم وتعليمهم والترحيب بهم ، عاش عليها خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتخرج على أيديهم علماء قادوا الأمة وبلغوا الدين الحنيف مشارق الأرض ومغاربها ، وكانوا في ذلك متناصحين على الأخذ من الأعلم دائماً كما تقدم ، فعلى هذا فليكن السلفيون الأقحاح وليتجنبوا طرق الفتن والضلالة ، فإنهم يوم القيامة مسئولون عن أوقاتهم وأعمارهم ، فلينظر كلٌ منا ماذا حضر لذلك اليوم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل.


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

البليدة 11 المحرم 1434
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 Nov 2012, 09:48 PM
أبو عبد الرحمن مراد بلالي أبو عبد الرحمن مراد بلالي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: الجزائر^ البليدة^ قرواو
المشاركات: 111
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الرحمن مراد بلالي
افتراضي

احسن الله اليك اخي وجزاك خيرا فوالله صدقت فقد عمت البلوى بهؤلاء القوم اللذين لا ناقة لهم في العلم ولا جمل وتجدهم يتكلون في امور لو انها عرضت على عمر ابن الخطاب لجمع لها اهل بدر فالله المستعان وصدق من قال:

تصـدر للتدريس كل مهوس *** بليد تسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا *** ببيت قديم شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بدا من هُـزالها *** كلاها وحتى سامها كل مفلس
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 Nov 2012, 10:37 PM
وسيم بن معن وسيم بن معن غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: سوريا
المشاركات: 235
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي مشاهدة المشاركة

كل هؤلاء شغلوا السلفيين بفتنٍ هم في غنى عنها ، وصرفوا وقتهم فيما لا طائل منه ، وقضوا شهوراً بل أعواماً في هذه الفتن ، لا لشيء إلا انتصاراً لأنفسهم وأهوائهم وشهواتهم وتطلعاً للظهور ، فلا هم عن الفتن حادوا ولا هم للسلفيين أفادوا.
فعلا ما أمر الله بأمر إلا وكان للشيطان فيه نزغتان لا يبالي بأيهما ظفر.
بارك الله فيك




رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 Feb 2014, 02:45 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

وإياكم، وفيكم بارك الله
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 Feb 2014, 05:27 PM
يوسف بن عومر يوسف بن عومر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: الجزائر-ولاية سعيدة
المشاركات: 594
افتراضي

بارك الله فيك أخانا أبا حاتم على هذه الذكرى، وعسى الله أن ينفع بها، وجزاك الله خيرا.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013